|
|
 برامج المحاسيب والنسايب لا تمد بصلة للوجدان السودانى !!
|
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نسمع حكومة الوحدة الوطنية والسلام وأم درمان العاصمة القومية عنوانين بلا مضامين ولا واقع معاش على الأرض ، عبارات تغلب عليها صفة الإجماع لكنها تستخدم لأهداف خاصة وأجنده خفية ، وإلا كيف تفسر أن هذه البرامج أسماء في حياتنا ، تراثيات وشوارد التي يعكسها التلفزيون ( القومي ) نعتقد أنها ذات قيمة تاريخية وتراثية وقيم حضارية ، تعكس لنا مآثر الذين ساهموا في نهضة هذه الأمة المباركة ووحدوا هذا الوطن العزيز بل حافظوا على وحدته حدوده بكل فخر واعتزاز ونكران ذات .
لكن كلما نشاهد هذه البرامج لا تعطينا صورة أصيلة ولا تعكس حقيقة الأشياء كما ينبغي إلا واحدا ، دائما وأبدا يدور محورها حول نفسه فمثلا عندما تغوص في أم درمان بدلا عن الدر المكنون تبرز لنا شخصيات ذات صلة باهتة بها لم تقدم للسودان العظيم شيئا يذكر بل ساهمت بطريقة أو أخرى في إبراز ذاتها فتدثرت بالوطنية لغمط حقوق الآخرين من أبناء الوطن الشرفاء الذين ساهموا بدمائهم وأرواحهم من أجل ثباته ونهضته ووحدته ونمائه ، يعنى مصالح وتبادل أدوار من دقنه وأفتل له .
مثلا أسرة الخليفة عبدالله التعايشي الممتدة ناهيك عن أولئك الذين هم في البوادي والوديان وسفوح الجبال أمثال أسرة على دينار وبابو نمر وابراهيم موسى مادبو وآل دبكة وكلمنت أمبورو وسانتينو دينق علاوة على زعماء العشائر وقادة القبائل التى قدمت الكثير لهذا السودان العظيم فأرست دعائمه وحافظت على كيانه.
هذا السودان الممتد المتنوع المتعدد الأعراق ولهجاته المتباينة يحتاج الى حكمة وفهم كبير ثاقب بعقل متبصر رشيد ، فمثلا برنامج تراثيات كان من الأجدر به ألا يظهر على الشاشة البلورية هذا المطرب الكبير الحسيب النسيب لأن هذا البرنامج له صلة بالوجدان السوداني ذي القبائل المتعددة المتنوعة اللغات واللهجات .
حتى هؤلاء المنشقين الذين يتشدقون بالإصلاح والديموقراطية أثبتت التجربة أن لا مبادئ لهم ولا برامج بل يبحثون عن ذاتهم متى ما وجدوها في إطار ما يستكينون فتذوب تلك الأفكار وتروح الأسس والمبادئ ولو كانوا على قمة الهرم الإعلامي فيكون الإصلاح والتجديد ليس إلا فقاقيع بل وسائل لبلوغ غاية مهزومة متأرجحة ضعف الطالب والمطلوب .
كان الأجدر من إدارة البرامج أن تجد من الوطنين الخلص من هو أكثر وجدانا كما يجرى هذا على برنامج شوارد نسخا على وجدان وعواطف هذا الشعب المقدام حيث أنه يفجر الطاقات الشبابية من نثر وأدب ويولد المواهب المتجددة إلى شخص من نفس تلك الأعماق المهمشة ليفجر الطاقات المهملة المهمشة في تلك المناحي ذات الإرث الأصيل الثر المغمور.
هذه ليست عنصرة أو جهوية أو إحساسا بالتهميش إنما رؤية مؤسسة نقدمها بكل فخر واعتزاز إذا أردنا أن نحقق المعنى الحقيقي للوطنية والبوتقة الجامعة المتكاملة لبناء المجتمع الواحد لعكس الصور الجمالية لمورثات هذا الوطن الغالي بكل مكوناته فلا ننتقص من قدرها في شيء ، حتى نخرج من هذه القوقعة والراكد من برك المحاسيب والنخب المتناسبة والدوائر المغلقة إلى ما يرضى طموح الكل فيصير الحلم حقيقة لنحقق ما ننشده (وطن واحد شعب واحد ) .
ولن يتأتى ذلك إلا بالحد الحاسم لإيقاف مثل هذه المهازل وهذا التهافت والانقياد الأعمى خلف فلول الرجعية وبقايا الاستعمار الذين يصنفون أبناء الوطن الواحد حسب ما تهوى أنفسهم ودائما مع من غلب ليدفنون بالنفاق بذور الشقاق فيحصدون الفتنة لتتحقق أهدافهم ومراميهم حتى يصيرون أسماءا في حياتنا .
قيل قديما يعجبك الطرير فتبتلى به ويخلف ظنك الرجل الطرير، ندرك أن الإعلام وسيلة حساسة يلعب دورا مهما في نهضة الأمم ووحدتها وتطورها وتماسكها بإبراز مورثاتها ومآثرها ، لذلك ينبغي على من يكون على قمة هرمه أن يوكل مهامه ووظائفه لمن هو أجدر بالقيام بها من حيث الكم والكيف .
إن البرامج المقدمة أسماء لامعة المظهر وفاقدة للجوهر ،ومثلما يتنادى الجميع لتوحيد الجبهة الداخلية والمصالحة الوطنية ، ينبغى أن نتمسك بالحلول المرضية الجاذبة بعيدا عن التحايل بالتمايز والعنصرية البغيضة ، إذن لابد من معالجة حازمة وحاسمة بكل صدق وأمانة حتى يؤدى الإعلام الوطني دورة القومي المنوط به كما هو مرغوب ومطلوب بإلحاح .
|
|
 
|
|
|
|
ادم الهلباوى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست