|
التجربة الماليزية
|
(كلام عابر) الوصفة الماليزية استقلت ماليزيا (الملايو سابقا) بعد سنة من استقلال السودان الذي تمر بعد أيام الذكرى الحادية والخمسين على استقلاله واستطاعت أن تصبح سابع عشر أكبر اقتصاد عالمي وأن تخفض نسبة الفقر المطلق الذي كان يرزح تحته نصف السكان إلى أقل من 8% في حين أن السودان "تدحرج" ليصبح ضمن أفقر دول العالم رغم أن موارده تفوق موارد ماليزيا، ناهيك عن تفشي الفساد بصورة ملفتة لنظر المنظمات العالمية. انتهجت ماليزيا نهج "التمييز الإيجابي" الذي يعني إعطاء المحرومين حظا أوفر من الإعتبار الخاص" بمفهوم "محاباة من قصرت به عدته عن مضارعة المنافس". هذا التمييز الإيجابي كان بتوجيه التنمية والتعليم وفرص التوظيف للأغلبية المحرومة من الملايويين "البوميبوترا" ، وهم أهل ماليزيا الأصليون، والمعروف أن الصينيين والهنود يشكلون مع البوميبوترا سكان ماليزيا .
كان الصينيون والهنود أوفر حظا من البوميبوترا من حيث التعليم وامتلاك الثروة والمناصب، فانصب جهد الدولة الماليزية على إزالة هذه المظالم والفوارق التاريخية دون ظلم للآخرين بموجب ميثاق قومي ارتضاه الجميع، وكانت النتيجة بعد عقود من الجهد الدؤوب هذه النهضة الإقتصادية والإجتماعية التي تعيشها ماليزيا اليوم. ولو أقررنا منذ فجر الإستقلال بوجود مثل هذه المظالم التاريخية في السودان وعملنا على معالجتها في الجنوب ودارفور وجنوب النيل الأزرق وجبال النوبة والشرق ، بالتوزيع العادل لمشاريع التنمية وفرص التعليم والتوظيف لوفرنا الكثير من الدماء والموارد بدلا من المكابرة والمغالطة والانتظار حتى حلول الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل للشروع في الحل الذي قد يأتي وقد لا يأتي. إلا أن العامل الإيجابي الهام الذي جعل من المعجزة الماليزية أمرا ممكنا، أن المؤسسة العسكرية فيها كانت، وما زالت، تتحلى بروح مهنية عالية تميزها عن سواها في العالم الثالث، وفي هذا الصدد يقول الدكتور محاضر محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق الذي ارتبط اسمه بالمعجزة الماليزية، يقول في كتابه الشهير "الطريق إلى الأمام" إن " جنودنا تحلوا بروح مهنية عالية وتجردوا من المطامع السياسية وإن تنافس بعضهم في الانتخابات بعد تركهم الجيش، ولهذا السبب وحده ماليزيا اليوم هي دولة ديموقراطية يحكمها مدنيون يحترمهم العسكر ومن ناحيتهم يحترم المدنيون المؤسسة العسكرية" . وقد تعرضت ماليزيا لسنوات من الغليان السياسي بلغ ذروته عام 1969م ، ولكن كما يقول الدكتور محاضر محمد "حافظ الجيش والشرطة على مهنيتهما ورباطة جأشهما، ولو أن ما حدث جرى في أي دولة أخرى لجاءهم الإنقلاب من حيث لا يحسبون". عام 1969م الذي شهد الأزمات السياسية في ماليزيا هو نفس العام الذي استولى فيه العسكر على السلطة في السودان للمرة الثانية رغم أن الأزمة الماليزية كانت أشد حدة إذا افترضنا أن الأزمات السياسية دعوة للجيوش المهنية المنضبطة للإستيلاء على السلطة بالقوة ومبرر أخلاقي كاف لمثل هذا العمل غير الشرعي.
ويحق لنا أن نقول بلا تردد، ونحن على مشارف العام الحادي والخمسين بعد الاستقلال، إن الوصفة الماليزية التي تتلخص في التمييز الإيجابي والمؤسسة العسكرية المهنية، ما زالت شديدة الفاعلية، وإن تجربتنا التي استغرقت أربعة عقود كاملة مع النظم العسكرية، تؤكد أن خيار الإنقلابات العسكرية خيار سيء ، مهما كانت مبرراته ومهما كانت المشاريع التي تقف وراءه، لأنه ينطلق من حيث المبدأ من منطلق استعلائي يصادر حق كل الناس في التفكير والحلم بالمستقبل ، وإن محاولة إعادة تعبئة نفس البضاعة القديمة في عبوة جديدة يقبلها العصر، وهو أمر ما زال البعض يحسبه ممكنا، لا يعني إلا المزيد من والفرص والسنوات الضائعة. (عبدالله علقم) khamma46@yahoo.com
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التجربة الماليزية (Re: Badri)
|
امس اعلن ان ماليزيا تاتي في المرتبة الثانية-تلي الولاية الماليزية السابقة وجارتها الان سنغافورة- في منطقتها في انخفاض معدل البطالة حيث وصلت الي 4% ( وبهذا تاتي ضمن20 دولة هم الاقوي اقتصاديا في العالم ) هذه النسبة هي تشكل اقل من 70 الف نسمة ... المعادلة الماليزية او تميمة رواد استقلالها ( ابرزهم والد بدوي رئيس الوزراء الحالي واول رئيس وزراء بعد الاستقلال تنكو عبد الرحمن والرؤساء الذين اتو بعد ذلك تون رزاق وتون حسبن وابرزهم جميعا تون مهاتير محمد المفكر والسياسي المعروف ) هي رغم بساطتها التي اعتمدت علي توليفة معايشةاثنية ودينية واجتماعية في المقام الاول ساعدت في تنفيذ السياسات الاقتصادية الجريئة لهؤلاء الرواد بنجاح وفي فترة ثلاث عقود من الزمان ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التجربة الماليزية (Re: abubakr)
|
سلا م يا عزيزي من لم يؤمن بالفرق الذي يمكن ان يفعله السير بدون بوصلة فلينظر تجربة السودان و ماليزيا!. ذات الاستعمار البريطاني و ذات سنة الاستقلال و اختلفت الحكومات و جاء الفرق واضح في النتائج.
و بين دولة متعددة العرقيات على شفى الحرب و الانفصالات وجدت خيط النور بانفصال بعض اراضيها الي دول مثل سنغافورة و بروناي كخيار مؤلم افضل من الدخول في دوامة الحرب. الي دولة فضلت الحرب و العسكر فحصدت المزيد من الحرب و الفقر و التشرذم و الضعف و العنصرية.
التخطيط و جيد الحكومات و القادة القامات شيء لا ياتي بليل!.
د.شهاب الفاتح _ كوالالمبور.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التجربة الماليزية (Re: Badri)
|
في المقال ادناه بعض من المعلومات عن التجربة الماليزية ولكن ربطها بتجربة مصرية ( لا علم لي بها) فيه خلط .. مصر لا تشبه ماليزيا في شئ سواء غالبية مسلمة ومصر الحالية بنيت في ما يقارب الاف عام وماليزيا في اقل من ثلاثين عاما ,,,
Quote: إيلاف>>جريدة الجرائد التجربة الماليزية بين الواقع والمستحيل! GMT 21:00:00 2006 الأربعاء 24 مايو الاهرام المصرية
--------------------------------------------------------------------------------
الخميس: 2006.05.25
ماليزيا استطاعت اختراق التركيبة السكانية والدينية المعقدة لتحقق طفرة اقتصادية هائلة رسالة ماليزيا ـ عبدالمحسن سلامة ما حدث في ماليزيا يؤكد أنه لا يوجد في الدنيا ما يعرف بالمستحيل فالمستحيل قد يتحول إلي واقع ملموس حينما تتوافر الإرادة وحسن الادارة معا, وهذا ما حدث بالضبط في ماليزيا.. فالواقع شديد التعقيد حيث تقع ماليزيا في منطقة جنوب شرق أسيا شمال خط الاستواء وتنقسم إلي منطقتين منفصلتين جغرافيا اكبرهما شبه جزيرة الملايو والمنطقة الأخري تشمل ولايتي صياح وسراواك ويفصل بين المنطقتين بحر الصين الجنوبي.. اما تركيبتها السكانية فهي أعقد من كثير من الدول, حيث تتكون من3 أعراق رئيسية هم الملايو58% ويطلق عليهمbumiputra وهم المواطنون الاصليون, ثم الصينيون24%, ثم الهنود8%, وهناك فئات أخري متنوعة10%, وقد أنعكس التنوع العرقي علي الديانات
حيث تنتشر انواع مختلفة من العقائد والديانات فالاسلام هو الدين الرسمي للدولة وهو الأكثر انتشارا إلا أن هناك البوذية والكونفوشية والهندوسية والمسيحية وهذه الديانات تنتشر بين الهنود والصينيين بشكل خاص.. ورغم هذه التركيبة السكانية والدينية المعقدة فان ماليزيا استطاعت القفز فوق كل هذه الحواجز, فحرية العبادة مكفولة للجميع طبقا للدستور ولا يعرف الشعب الماليزي الفتنة الطائفية أو الارهاب فالجميع يتعايشون في سلام بعد أن أصبح لهم هدف يسعون اليه وهو اللحاق بركب التقدم والحضارة, ولتأكيد ثقافة التسامح
فقد أطلق عبدالله بدوي رئيس الوزراء الماليزي مبادرته حول الاسلام الحضاري في سبتبمر2004 بهدف ترسيخ مفاهيم التعايش السلمي والانسجام والوحدة بين جميع افراد الشعب الماليزي والتركيز علي مباديء التسامح التي تتناسب مع ظروف الشعب الماليزي المتعدد الأجناس. وبحسب رؤية د. عبدالله زين وزير الدولة للشئون الاسلامية فإن الاسلام الحضاري ليس تحريفا أو التفافا علي الاسلام كما أنه ليس مذهبا جديدا ولا يمس أصول الدين وتعاليمه الاساسية الثابتة في شيء لكنه استنهاض للمجتمع الماليزي المسلم لمواجهة الحاجات المتجددة والتحديات والقضايا المعاصرة من أجل تكوين مجتمع ماليزي متحضر ومتفوق في شتي المجالات
فالاسلام ليس عبادة فقط وانما هو عمل واجتهاد لصالح الأمة والفرد معا. استطاعت ماليزيا القفز فوق الخلافات العقائدية والسكانية واتجهت بقوة لتحقق طفرة اقتصادية حقيقية حيث بلغ إجمالي صادراتها145 مليار دولار في حين بلغت وارداتها105 مليارات دولار, وبلغ اجمالي الاحتياطي المالي من العملات الصعبة77 مليار دولار في حين بلغت الاستثمارات الأجنبية1,13 مليار دولار وأنعكس كل ذلك علي مستوي دخل الفرد الذي ارتفع إلي4470 دولارا للفرد سنويا وانخفضت نسبة التضخم الي2.4% في حين هبطت البطالة إلي3.5%, كما شهد الاقتصاد الماليزي أعلي معدل نمو خلال السنوات الاربع سنوات الماضية وبلغ7.1%.
وقد سجلت ماليزيا تفوقا ملحوظا في مجال الصناعات الاليكترونية والدقيقة والاجهزة الكهربائية وسجلت هذه الصناعات معدل نمو وصل الي17.7% خلال عام2005 كما اقتحمت ماليزيا مجال صناعة السيارات مما أدي إلي زيادة الصادرات الماليزية خلال العام الماضي بنحو20% تقريبا وبلغ أجمالي الناتج المحلي من الصناعة حوالي22.4 مليار دولار. هذه الطفرة وضعت ماليزيا علي خريطة الاقتصاد العالمي بقوة رغم امكانياتها البشرية والطبيعية العادية وهذا هو الدرس الاهم في التجربة الماليزية فهم يستطيعون توظيف امكانياتهم بشكل هائل ولا يتركون الوقت يضيع من بين اصابعهم كما يفعل الكثير من الشعوب.
السياحة وحتي في السياحة وباستثناء بعض المنتجعات السياحية فان ماليزيا لا تملك ربع ما تملكه مصر من الامكانيات المتنوعة من الاثار الي المنتجعات الي المناخ الرائع فالمناخ هناك حار معظم أيام العام ودرجة الرطوبة مرتفعة والامطار لا تكف عن الهطول باستمرار غير انك لا تشعر بالامطار ومشاكلها فلا تراكم للمياه اسفل الكباري ولا أرتباك لحركة المرور وبمجرد ان تتوقف الأمطار كأنها لم تسقط أصلا. أما المرور فهو قصة أخري وعلي مدي أسبوع كامل لم أشاهد عسكري مرور واحدا في الميادين أو الشوارع الرئيسية والفرعية وليس معني ذلك أن الشوارع خالية فالشوارع هناك ـ وخاصة في العاصمة كوالامبور ـ تشبه الي حد كبير شوارع القاهرة من حيث الازدحام والاشارات ولكنها منظمة ومنضبطة إلي أقصي درجة بدون عساكر أو ضباط يحكمون سيطرتهم كما تنتشر الدراجات البخارية بكثافة وتعتبر وسيلة انتقال هامة لكثير من الاشخاص.
المتحف الاسلامي وفي الوقت الذي نمتلك فيه متحفا أسلاميا رائعا مر عليه103 أعوام فلقد زرنا متحف الفن الاسلامي في كوالالمبور وهو متحف بناه رجل اعمال.. ملحوظة: رجل اعمال يبني متحفا ويشرف عليه ولا يهدف الي الربح.. انتهت الملحوظة. هم باختصار يصنعون اشياء.. ينظرون الي المستقبل مثلما فعلوا في برجي بتروناس المزدوج واللذين يعدان أعلي برجين في العالم حيث يرتفعان حوالي452 مترا ويمثلان تحفة فنية معمارية تقف شامخة تنظر الي المستقبل اكثر مما تنظر الي الماضي المثير في الأمر أن ماليزيا استطاعت أن تستقطب15 مليون سائح سنويا بما يعادل3 أضعاف السائحين في مصر رغم هذه الامكانيات التي لا تقارن بالإمكانيات المصرية المتميزة في الآثار والشواطيء المناخ والموقع المتميز. ولان العاصمة كوالالمبور تشبه في ازدحامها القاهرة
فقد بدأت الحكومات الماليزية منذ آواخر الثمانينات في انشاء عاصمة جديدة هي بوتراجايا التي تعتبر مدينة عصرية متقدمة بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان وتمتد العاصمة الجديدة علي مساحة4932 هتكارا وتبلغ المساحات الخضراء بها والمسطحات المائية38% في حين خصصت باقي المساحة لانشاء المباني الحكومية والتجارية والسكنية وتنقسم بوتراجايا الي قسمين رئيسين أولهما للمباني الحكومية والثقافية والتجارية والترفيهية والرياضية وثانيهما للمناطق السكنية والحدائق واماكن الاسترخاء ويفصل بين القسمين بحيرة صناعية ضخمة تسهم في تلطيف الاجواء وتلبية احتياجات الانشطة الترفيهية المختلفة والمطاعم العائمة ويستطيع الزائر للعاصمة الجديدة القيام برحلة بحرية لمشاهدة معالم المدينة.
وحتي الآن لم يتم نقل العاصمة بالكامل فهناك العديد من الوزارات لاتزال تعمل في العاصمة كوالالمبور في حين انتقلت بعض الوزارات الأخري الي العاصمة الجديدة بوتراجايا ولا تزال السفارات في تلك هي بعض ملامح التجربة الماليزية التي تستحق الاهتمام ليس لأنها شديدة العبقرية ولكن لانها تشبه في العديد من الجوانب التجربة المصرية وربما تكون التجربة المصرية اكثر ثراء منها في العديد من الجوانب مما يؤكد أهمية دراسة هذه التجربة لعل وعسي ان نجد فيها ما يغنينا عن الاتجاه غربا الي امريكا وأوروبا.. فهل نفعل؟!
|
(عدل بواسطة abubakr on 12-26-2006, 03:53 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
|