|
لم ينجح أحد
|
اتفاقية القاهرة.....لم ينجح أحد صرح مصدر مسئول بالحزب الاتحادي الديمقراطي بأن اتفاقية القاهرة الموقعة بينهم وبين المؤتمر الوطني الحاكم لم ينفذ من بنودها حتى الآن سوى 20% فقط ولا أدري مدي دقة هذه النسبة إلا أنها توحي بأن المتبقي كثير وكثير جداً وربط هذا المصدر بين مصير تنفيذ بقية بنود هذه الاتفاقية وعودة مولانا السيد/ محمد عثمان الميرغني للسودان. المهم في الأمر واللافت للانتباه هو التلكؤ من جانب حكومة الإنقاذ في إنفاذ هذه الاتفاقية. وما هي الاستحالة التي تعيق تنفيذ هذه البنود المتبقية؟ أعتقد جازماً بأن ذلك لأنها أتت عن طريق " القسمة" ولم تأتي عبر "الضرب" ولكن هذه القسمة المطولة غريبة النتيجة ووجه الغرابة أن يكون الباقي أكثر من المقسوم عليه فهي بلا شك طريقة فريدة وجديدة وتستحق الدخول في سجل الأرقام القياسية. وهذا يعني فيما يعني أن الحكومة لا تزال في ضلالها القديم كيف لا؟ وهي صاحبة نظرية ( أن الحقوق لا تؤخذ إلا عبر السلاح) ألم يقل الرئيس نفسه ذلك؟ بلى قد قال ما معناه ذلك والمستمعين والمشاهدين على ذلك شهود. والمتابع للاتفاقيات المتعددة التي أبرمتها الإنقاذ لا بد أن يلاحظ أن نسب تطبيقها متفاوتة مثلاً اتفاقية نيفاشا قد جاوز تنفيذها أكثر من 75% وذلك لأنها أتت عبر ضرب شديد وعزم أكيد من جانب الحركة الشعبية وجيشها الشعبي واتفاقية ابوجا رغم ما بها وما قيل حولها جاوزت نسبة تنفيذها أكثر من 50% لا بل حتى اتفاقية الشرق التي لم يجف مدادها نفذت بنسبة أكبر من اتفاقية القاهرة. وكان من أبدع ما أنجزته الحركة الشعبية هو عدم ترك أي بند مهما بدا صغيراً للصدفة وحسن النية التي تشك في عدم توفرها في الطرف الآخر، كما أثبتت بعض الأحداث فيما بعد صحة ذلك.وأغرقت في أدق التفاصيل وتفريعاتها لتضييق مساحة المناورة وهذا حق دفعت في سبيله تضحيات جسام وأسست لتشريع تقسيم السلطة بضم السين وليس سكونها والثروة على قلتها وفق آلية محكمة وتوجت كل ذلك بوضع الدستور الانتقالي ليتوافق مع بنود الاتفاقية وهي بذلك تفتح نافذة للحريات والتبادل السلمي للسلطة وإن بدت للبعض غير كافية فهي على الأقل أفضل من الوضع الذي كان أقرب للاختناق فيما قبلها. ولا نملك إلا أن نسجل موقف الأستاذ/ على عثمان والوفد الحكومي المفاوض وهم شركاء في هذا الانجاز وإن أعتقد البعض أنهم أرغموا عليه فقد تزرع بالصبر وطول النفس والحكمة في وصول هذه الاتفاقية لبر الأمان. وبقى أن نطالبه مرة أخرى ببعث نفس جديد في اتفاقية القاهرة التي تذكرني نسبتها هذه بنتائج بعض المدارس في زمان مضى حيث يقول المذيع مدرسة (.....) لم ينجح أحد. أين نسبة 20% من النجاح؟؟؟؟؟؟. الطيب الشيخ [email protected]
|
|
|
|
|
|