رحلتى الى النور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 07:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-25-2006, 01:08 PM

SAdo7
<aSAdo7
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 844

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلتى الى النور (Re: SAdo7)

    ملحق
    ( في وداع والدي أبي محمد رحمه الله )

    http://saaid.net/gesah/158.htm




    بسم الله الرحمن الرحيم
    قبل عدة شهور..
    كنت أتنزه على شاطئ البحر
    حيث تهب الرياح القادمة من الساحل متناغمة مع موج البحر الدافئ ..
    كنت حينها منغمسا في همومي وأحزاني ..
    فقد بلغ بي الحنين لطفلي الصغيرين معاذ وحنان وأمهما ..
    اللذان يبعدان عني آلاف الأميال..مبلغا عظيما..
    لقد كان القهر والغيظ يكوياني لعجزي عن الوصول إليهم..
    وزاد الأمر سؤا فقدي لعزيز على قلبي..
    إنه والدي عليه سحائب الرحمة والغفران..
    الذي قتل في حادث مأساوي .. بين ..مكة والطائف
    ألا ما أضعف الإنسان..
    لو شق صدري في ذلك اليوم لما وسع الناس ما فيه من أسقام وأوجاع..
    هذا ما كنت أظن طبعا!!
    كنت في تلك اللحظة وأنا أراقب غياب الشمس..
    أتأمل البحر..
    خطرت لي حينها فكرة غريبة:
    ياترى لو ألقيت نفسي في هذا البحر المخيف..
    المليء بالظلمات والمهالك..
    وسبحت عددا من الأميال..
    حتى أجد سفينة تحملني للبلاد التي يعيش فيها أبنائي..!!
    هل سأنجو؟
    كم من القصص الخيالية قرأت!!
    والتي ينجو فيها البطل بمغامرة جنونية..!!
    لا تلوموني فقد كدت أجن بل جننت فعلا!!!
    لقد بلغ بي التيه و الاشتياق أن فكرت في الأمر جديا..!!!
    وما منعني من ذلك والاستغراق في نسج الخطة سوى أن لمعت لي في تلك اللحظة...
    قارورة تخفق في الماء علوا وهبوطا...
    كنت أراها من بعيد ..
    لم أبالي بها كثيرا في أول الأمر..
    لكن وفي أقل من لمحة،شاهدت شيئا مميزا في هذه القارورة..
    حمسني ذلك وألهاني عن جنوني!!!
    لمحت أنها مغلقة بإحكام..!!!
    ولفت بشريط حريري جميل..!!
    وطويت بشكل بديع في قماش جميل للغاية يبهر النظر..
    يميل إلى البياض المشرب بحمرة..
    لفتت نظري وألهبت مشاعري وظننت في تلك القارورة الظنون..!!!
    فلربما حوت كنزا ..!!
    أو أي شيء يدور في مخيلة شخص مثلي..
    سرت بمحاذاة الشاطئ محاولا الإمساك بها
    اقتربت منها ،لكن لم أجرؤ أن أمد يدي لسحبها فالماء عميق ومخيف..
    استمرت المطاردة برهة من الزمن..
    وأخيرا أمسكت بها وقد حشرت في جدار صخري..
    رفعتها وكان الظلام قد هبط تقريبا..
    سمعت إقامة الصلاة للمغرب..
    ذهبت للمسجد وصليت المغرب مع الجماعة..
    كنت في صلاتي أفكر في تلك القارورة وقد فعل في عقلي خنزب الأفاعيل..!!!
    بعد سلام الإمام وانصراف الناس..
    خطرت في رأسي خاطره...
    ماذا لو كانت هذه الزجاجة عقدة سحر !!
    ماذا لو كان في القارورة شرا ينتظرني!!

    ..

    أصابتني هذه الفكرة برهبة حقيقية..
    وما يدريني ما هي النتائج إن كانت هذه القارورة تحوي عفريتا أو شيطانا مريدا أو!!!
    وبعد تفكير بسيط عزمت على اكتشاف سر هذه القارورة السحرية وليكن ما يكن..
    لقد بلغ بي اليأس حدا جعلني لا أبالي بأي شيء..
    وهكذا الإنسان إذا مسه الشر يؤسا..
    انتظرت قليلا حتى يخرج المصلون من المسجد..
    وحين اطمأننت..
    فتلت الشريط..
    نزعت القماش الحريري..
    يا الله...
    ما أبرد ملمسه وأنعمه..
    أدرت الغطاء ..
    فاحت من القارورة رائحة زكية..
    لم أشم عطرا كهذا في الدنيا أبدا..
    لا والله ما هذه الرائحة برائحة دنيا!!
    عجيب !!
    ما هذه الخزعبلات!!
    أخاطب نفسي..!!!
    من شدة شوقي لما في داخل القارورة هممت بتكسيرها استعجالا لما قد يكون فيها..
    هززتها مقلوبة ..
    بالكاد تستطيع النظر لما في داخلها..
    ويا لخيبة أملي..
    لقد كانت شبه فارغة..
    سوى من صحائف رقيقة طويت بإحكام.. وحشيت بطريقة لطيفة بداخل القنينة..
    أصبت بخيبة أمل لأني بلغ بي الطمع البشري حدوده..
    وما عساني أن أحلم بغير الدرهم والدينار.. !!!
    عانيت في استخراج الأوراق المطوية...
    استعنت بقلمي لأخرجها..
    آه..!!
    كانت الرائحة الزكية تصدر من تلك الأوراق..إذا!!
    ذكرتني تلك الرائحة بريح المسك والكافور الذي يوضع على الميت..
    سبحان الله..!!
    إن ذكرياتي في تلك الأيام لا تنقطع عن الموت وما يتعلق به.!!
    والظاهر أن ذلك من نتائج الفجيعة بفقد والدي العزيز....
    فهي مرحلة تصيب المكلومين..
    ومن ذا يعز علي أكثر من والدي رحمه الله
    ووالدتي أطال الله عمرها على الطاعة ورزقني برها..
    لقد قام المغسل كما هي السنة بإحضار الكافور والسدر المدقوق..
    ليخلطهما بالماء الذي يغسل به الميت..
    كنت حينها واقفا على رأس أبي عليه رحمة الله..
    أساعد المغسل في تغسيل والدي ..
    كانت الغرفة مليئة برائحة الموت الزكية!!!
    وحدث أن صارت كلما فاحت رائحة عطر من أي كان..
    تذكرني بتلك العطور التي وضعت على أبي..
    دعونا من الموت الآن..!!
    ما سر هذه الأوراق..؟؟
    وما سر هذه القارورة..؟؟
    حين استخرجت لفافة الأوراق..
    اتكأت على جدار المسجد وفتحتها ..
    لم يبد عليها أنها مكثت كثيرا بداخل القارورة..
    ولم يظهر عليها أثر رطوبة أبدا..!!
    واضح أنها ألقيت في البحر قبل زمن قريب..
    في أعلى الصفحة الأولى.. وبعبارة واضحة كالشمس!!!
    وأنا أحملق فيها !!
    لقد بهت وصدمت حينما رأيت المكتوب..:
    تسلم هذه الصحيفة لأبنائي..
    صالح وعبد المحسن ومازن ووليد ومحمد وأم شهد وأم هشام وأم باسل ورباب..!!!
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...!!!!!
    قفزت من شدة الهول..!!!!
    ارتعبت ..!!!
    وقفت الدماء في عروقي..!!!
    غلا دماغي خوفا ورعبا !!!
    صعقت صرخت ياالهي..
    ..بسم الله الرحمن الرحيم..
    ما هذا الذي أرى؟؟
    هذه أسماء إخوتي وأخواتي!!!!
    رميت تلك الأوراق من يدي..
    زحفت للخلف وأنا التفت يمينا وشمالا ..
    ياترى هل يراني من احد فيظنني مختلا في داخل المسجد..!!!
    أصابتني رجفة وارتعاد..
    بقيت شارد الذهن لفترة من الزمن..
    ماذا سأفعل..
    هل أنا أحلم ..
    رفعت يدي نظرت إليها نفخت فيها..
    بصقت على يساري ثلاث
    بعثرت شعر رأسي..
    كل شيء حولي يدل على الحقيقة..!!!
    ياللهول ما هذه الرسالة ؟؟
    من كتبها؟؟
    ولماذا وجدتها أنا في البحر؟؟
    ولماذا كتب تسلم لأبنائي؟؟؟
    أبي قد مات من شهر..
    وأمي بالكاد تكتب..
    وجدي قد خرف..
    من هو ..؟؟
    من كاتب هذه الرسالة؟؟
    آلاف التساؤلات مرت كلمح البصر على ذهني..
    رقرقت عيناي .. بالدموع..
    بكيت ...
    تذكرت والدي..
    ما أصعب أن يفقد الإنسان عزيزا فجأة بلا مقدمات..
    لم أحزن على فقد أحد كما حزنت عليه..
    لقد خطفت المنية والدي أحمد من بيننا .. خطفا..
    كما تسرق الحدأة فريستها من على مائدة الطعام..
    هكذا .. بلا مقدمات..
    ولا إنذار..
    حينما نقل إلي خبر الحادث ظننت انه لم يمت ..
    حيث لم يشأ الناقل أن يفجعني..
    قلت في نفسي ..
    سألقى والدي وأقول له.. بصدق..
    لا طعم للحياة من بعدك يابو محمد..
    اقتربت بحذر من تلك الأوراق.. المبعثرة..
    عزمت على اكتشاف السر الغامض..
    استجمعت قواي..
    وقلت في نفسي ..هه..
    وما ضرني!!!
    فأنا منذ شهور وأنا أتلقى الأخبار المحزنة والكوارث حتى ..
    أصبح قلبي حجرا لا مكان للحزن فيه..
    حزنت وحزنت حتى لم يعد للحزن معنى!!!
    يقول كاتب تلك الأوراق..
    إلى أبنائي الأعزاء..
    أنا والدكم أحمد بن محمد الغامدي ..
    قد توفاني الله تعالى في الثالث من شهر ذي الحجة ..
    وذلك بعد غروب الشمس يوم الجمعة..
    بعد أن صليت صلاة المغرب والعشاء قصرا وجمعا ..
    وذلك في جبل الهدا في الطائف ..
    برفقة ابنتي الحبيبة رباب ..
    اكتب لكم هذه الرسالة أيها الأبناء وأنا بعيد عنكم..
    بعيد عنكم بعدا لا يوصفه مقياس ..
    فأنا الآن في دار البرزخ ..!!!
    حيث يكون الميت في دار انتقال للآخرة..
    بل بدأت آخرته حقا..
    إنني أعيش في حفرة مظلمة لا رفيق لي فيها ولا أنيس..
    إلا ما قدمت لنفسي.. من عمل صالح..
    لا أدري هل ستصدقون أن والدكم يكتب لكم بعد موته..!!!
    لا ألومكم يا أبنائي..
    لم يسبق لكم أن مررتم بمثل هذه التجربة الغريبة..
    وما من ميت مثلي خلف أولادا في سنكم وحالكم...
    إلا ويتمنى أن يفعل ما أفعله ..
    إنها آهات يا أبنائي..
    إنها كلمات أردت أن أخطها لكم بقلمي ..
    وابعثها لكم لتستفيدوا منها..
    وتعتبروا بما فيها..
    إن آخر واحد منكم رأيته هي ابنتي الصغيرة رباب..
    أتذكرين يارباب ..
    أتذكرين ياعصفورتي الصغيرة..
    حينما نظرت إليك قبل لحظات من الوداع..
    أتذكرين تقاسيم وجه أبيك..
    لقد أردت ياحبيبتي أن أقول لك كلمة ..
    أردت أن أحملك رسالة..
    ولكني أشفقت عليك..
    أن أحمل جسمك الضعيف ..
    أمرا ثقيلا تعجز عنه الجبال!!!
    ولكن..
    لقد كفاني يارباب تلك الضمة الأخيرة ..
    ضممتك لصدري لأشم عبيرك يابنتي ..
    لقد مضت مشيئة الله أن أرحل من دونك ...
    ثم حصل ما حصل من قدر الله..
    أتعلمين يابنتي.. الصغيرة..
    أنني بعد الحادث لم أمت مباشرة..
    لقد استيقظت بعد لحظات بسيطة من الحادث..
    كان كل همي أن أراك.. والله
    وأطمأن عليك..
    زحفت متثاقلا وأنا الكهل ابن الستين سنه...
    وقد انفلق رأسي..
    وسالت دماء جسدي النحيل من حولي..
    لقد أيقنت ياصغيرتي أنها النهاية..
    لقد زحفت يارباب أبحث عنك ..
    حاولت يابنتي أن أصل إليك..
    أردت أن اسبق الزمن إليك ولكن هيهات هيهات..
    وقف ملك الموت على رأسي..
    شامخا كالطود العظيم..
    أشار إلي إشارة فهمتها وقال لي..
    كفى ياأبا محمد كفى أيها الرجل الصالح..
    إنه أمر الله..!!
    نظرت إليه بنظرة توسل..
    ولمن حوله من ملائكة الرحمة..
    الذين امتدت منهم الطرقات مد البصر ..
    أي والله هذا ما رآه أباك ياعزيزتي..
    توسلت إليه قائلا..
    أيها الملك الصالح..
    أيها الملك الصالح..
    إنها ابنتي..
    نظرة واحدة تكفيني لأطمأن عليها..!!
    نظرة واحدة..؟؟
    ضمة واحدة.. أرجوك..؟؟
    طأطأ برأسه وقال...
    يا أبا محمد .. إنني عبد مأمور.. ولا راد لأمر الله...
    الحمد لله على قدره ..
    سمعت صوتك يارباب ، سمعت استغاثاتك..
    أبي، أبي ،أبي...
    لم استطع إجابتك يابنتي فقد كنت أنازع الروح...
    أحاطت بي ملائكة الرحمة ..
    فخرجت روحي من جسدي.. كما يخرج الماء من في السقاء..
    وداعا يابنتي العزيزة وليرعاك الله ويحفظك ويجعلك من الصالحات العفيفات..
    أيها الأبناء ..
    لكم تمنيت أن يزيدني رب الجلالة في العمر ساعة أو ساعتين ..
    لأعود إليكم واجتمع بكم .. للحظات..
    لحظات أو دقائق.. فقط!!
    لتشفي شوقي وألمي لفراقكم المفاجئ...
    أردت أن أعود إليكم لأقول لكم وداعا ، وداعا..
    لأمسح رؤوس..أحفادي..
    لأوزع ابتسامات صادقة لأبنائي..
    لأهمس في أذن كل واحد منكم بتوصيات تصلح أمر دينه ودنياه..
    آه ..آه ما أشد مرارتي ..
    اشتقت لأم محمد..
    زوجتي الغالية..
    رفيقة دربي لأربعين سنة..
    آه يا أم محمد ..
    أنا أدرى الناس بك وبحزنك على فراقي..
    أدرك كم تجدين من وجد علي وهذا والله حالي معك..
    ياأختاه لقد تعذبت بألم فراقك كما تتعذبين..
    ولكن صبرا فإن موعدنا الجنة إن شاء الله..
    لو كنت أعلم في تلك اللحظة حينما جلستي أمامي..
    قبل ساعة أو أقل من رحيلي من هذه الدنيا..
    ووضعت يديك على ركبتي ...
    حينما قلتي لي..
    أنا لا أذهب بغير إذنك يابو محمد..
    لو كنت اعلم بقدر الله تعالى ..لضممتك كما يضم الشاب الغر صبيته...
    أتذكرين يا أم محمد ..
    كم عشنا في هذه الحياة حلوها ومرها..
    في الطائف والباحة والرياض وجده ..
    قصص لا تنسى وذكريات تتعطر بها المجالس..
    لن تحرمي منها أبنائنا وأحفادنا..
    حدثيهم ولو قدر لي لحدثتهم عنك ..
    أحدثهم عن صبرك وتحملك ..
    أحدثهم عن أربعين خريفا مرت بذكريات عطرة ..
    لا يعلم خباياها سوانا بعد الله عز وجل..
    وأنت يازوجتي الأخرى..
    يامن كنت تنتظريني في جده..
    رحمتك والله وشفقت عليك..
    اسأل الله تعالى أن يعوضك خيرا مما أخذ منك..
    أريد يا أبنائي لو استطعت..
    أن أزوركم في مجلسنا المعتاد..
    اجتمع بكم في صالة بيتي في مدينة الطائف في مخطط السحيلي..
    الذي لم يعد بيتي بعد اليوم..!!!
    أتذكرون يا أبنائي والدكم ذلك الشيخ الكهل الذي اشتعل رأسه شيبا..
    أتذكرون..أباكم..
    حينما يدخل عليكم في صالة البيت..
    أو أجلس أمام دكة جارنا سعيد القحطاني مع الأحباب والأصحاب من أترابي..
    أو حينما أحمل الفول والتميس كل صباح من الدكان برفقة هشام أو يزيد..
    أو حينما أرجع بعد صلاة الظهر محملا بالجرائد وأنا مرهق تعبان..
    أتذكرون جلسات العصر اليومية وشرب القهوة والشاي..
    صدقوني..
    لا معنى لتلك اللحظات في حينها ولكنها الآن ...
    نار تحترق في فؤادي..
    إنني أتمنى أن تعود تلك اللحظات لمرة واحدة..
    لمرة واحدة فقط..
    لأرى شمل العائلة حين يجتمع..
    أريد أن أقبلكم واحتضنكم واحدا واحدا..
    كبيركم وصغيركم..
    كلكم في نظري صغار.. ولو كان عمر الواحد منكم أربعين سنه..
    اشتقت لأحفادي ..
    يزيد حينما يجري في البيت ويلعب ..
    هشام رفيقي في روحاتي للبقالة ..
    إبراهيم وعبد الله رفاقي للمسجد..
    عبد الرحمن ذلك الولد الشقي..
    أسماء ولجين وجنا إنهن رياحيني في الدنيا..
    احمد وباسل وبسام ووليد وفارس..
    آه ما أعظم لوعتي ...
    إن أصعب اللحظات يا أبنائي أن يتمنى المرء شيئا يحبه..
    ولكنه يعجز عنه...
    لا أدري كيف ابدأ.. وماذا أقول..
    فمشاعري مضطربة للغاية ..
    والشوق يحدوني لأسجل آلاف الذكريات في هذه الرسالة..
    ولكن لن يسمح لي يابنائي سوى بتدوين بضع صفحات فقط..
    سأنجزها بأقل العبارات وأصدقها..
    أيها الأبناء الأعزاء:
    إن أول شيء أوصيكم به أن تتقو الله تعالى ..
    يا أبنائي إن من خبر ليس كمن سمع..!!
    ليس من يحدثكم وهو يرى كمن يحدثكم من كتاب ..
    يا أبنائي إن خير الزاد التقوى..
    إن خير حمل يحمله الإنسان في هذه الدنيا هي طاعة أو قربة للمولى جل وعلا..
    والله الذي لا إله سواه لحسنة واحدة لنا يا أبنائي وفي حالنا خير لنا من كل ما في الدني
    من بيوت وكنوز وقصور وسيارات فارهة وبنوك وسواه..
    صدقوني يا أبنائي لو كان لي من الأمر شيء وعدت للعمل لملأت الأرض صلاة وتسبيحا
    وقرءانا.. الحمد لله على ما قضى ويسر..
    إنني في غبن شديد على ساعات وأيام وشهور لم أقضها في شيء ينفعني يوم الدين ..
    ولكن العوض فيكم.. إن شاء الله
    لقد رأيت كيف ينفع عمل الولد والده..
    يا أبنائي نحن في الآخرة في حاجة للحسنة الواحدة
    بتسبيحية
    أو كلمة معروف
    أو ذكر أو صلاة.. وقراءة قرءان..
    يا أبنائي لو رأيتم ما رأيت لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا..
    لو رأيتم ما رأيت لما انتفعتم من الدنيا بشيء..
    لو رأيتم الدود والظلمة في القبر وما يمر به المؤمن من أهوال فكيف بالعاصي..
    أبنائي الأعزاء ...
    إن أول أمر أوصيكم به بعد تقوى الله هي الصلاة..
    إن الصلاة كالسور يحميك من النار..
    إنها الصلة التي تصلك بربك في الدنيا .. وتؤنسك في قبرك في الآخرة..
    أوصيكم يا أبنائي أن تحذروا من أمور
    أحذروا من ألسنتكم.. فإما أن تقولوا خيرا أو اصمتوا..
    أحذروا من آذانكم أن تسمعوا حراما أو تتجسسوا ..
    أحذروا من مال الحرام يا أبنائي ..
    الربا أموال الأيتام ، أموال الناس بالباطل .. مال الحرام كله .. الحذر الحذر من ذلك..
    أخيرا يا أحبابي ..
    أوصيكم أن تجتمعوا ولا تتفرقوا.. فإن الشيطان يجرؤ على من شذ ...
    ولا يقترب منكم مجتمعين...
    إنها مئات بل عشرات الوصايا الثمينة التي أعلم نفعها لكم إن شاء الله..
    أوصيكم بطاعة الله وتقديمها على طاعة كل البشر من عظم ومن احتقر..
    كما أن لي طلبا هو حق لي عليكم..
    لا تحرموني ياأولادي من عمل صالح بمالي الذي قد ملكتموه..
    لا تحرموني من دعوة صادقة يا أولادي..
    لا تحرموني من صدقاتكم وبركم ..
    فأنا والله كالغريق يبحث عن كل شيء ينقذه من الهلاك..
    أسأل الله تعالى أن يصلح حالي وحالكم وأن يهيئ لكم من أمركم رشدا..
    وأن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ..
    وأن يجعلني من ورثة جنة النعيم..

    أبوكم أحمد
    يعلم الله تعالى قدر تأثري من تلك الرسالة فقد انفجرت باكيا ما كتب فيها ..
    التف مجموعة من أهل المسجد حولي حينما سمعوا نحيبي ..
    أخذوا يهدؤون من روعي ويذكروني بالله..
    قم يا عبد الله
    قم وأنا أبوك
    قم قم بسم الله عليك
    ايش فيك تبكي.. !!!
    نظرت من حولي فإذا أمي فوق رأسي توقظني من النوم ..!!!
    لقد روعها بكائي .. فاستيقظت من نومها..
    وجاءت توقظني..!!
    قم ياولدي قم ..
    جلست ومسحت وجهي ..
    اجتمع حولي من استيقظ من نومه.. من الصبية والأخوات...
    لم اصدق ما يدور حولي..
    فقد كنت كالتائه..

                  

العنوان الكاتب Date
رحلتى الى النور SAdo712-22-06, 07:37 PM
  Re: رحلتى الى النور SAdo712-22-06, 07:38 PM
    Re: رحلتى الى النور SAdo712-22-06, 07:56 PM
      Re: رحلتى الى النور SAdo712-25-06, 12:49 PM
        Re: رحلتى الى النور SAdo712-25-06, 12:52 PM
          Re: رحلتى الى النور SAdo712-25-06, 01:07 PM
            Re: رحلتى الى النور SAdo712-25-06, 01:08 PM
              Re: رحلتى الى النور SAdo712-25-06, 01:12 PM
                Re: رحلتى الى النور SAdo712-25-06, 01:15 PM
                  Re: رحلتى الى النور SAdo712-25-06, 01:18 PM
                    Re: رحلتى الى النور SAdo712-26-06, 12:14 PM
                      Re: رحلتى الى النور SAdo701-13-07, 10:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de