رحلتى الى النور

نقلاً عن موقع الساحات الساحة المفتوحة

الظبياني 16-1-2006 01:13

هذا نص رسالة جاءني من إحدى الأخوات أضعها أمامكم :




الأخ الكريم / أخط إليك هذه الكلمات خلف ستار من الدموع لا تكاد تنتهي ....وشلال من الأحزان لا أرى
له نهاية والألم يعتصرني ويكاد يفطر فؤادي .... كيف لا وأنا أرثي أخاً لم تلده لي أمي.

أخي الكريم .....أن لي مع الشيخ مازن الغامدي قصه من واجبي الآن نشرها لتعلموا أي رجلاً فقدنا .

كنت قد كتبت في الساحات عن طريق الأخ سنابك رسالة تحت عنوان ( رسالة من معلمة بنت محمد بن نايف ) بعدها أتاني بريد من الأخ سنابك وفيه رقم جوال زكى صاحبه وأكد على ضرورة الاتصال به ترددت كثيراً خوفاً من عالم الإنترنت ثم وتحت ضغط الحاجة قررت أن أتصل به عن طريق والدتي ..وفعلاً أعطيت الرقم لوالدتي واتصلت به وأخبرها أنه سيسعى بكل استطاعته لمساعدتي وطلب منها أن تخبرني بأن أعد خطاباً للأمير محمد بن نايف وأرفق معه الأوراق المطلوبة وأنه سيرسل هذا الخطاب لفاكس الأمير وقال لوالدتي : محمد بن نايف إنسان ليس له مثيل وقد وقف معي في موضوع وساعدني ولن يبخل على ابنتك بالمساعدة .


وفعلاً كتبت للأمير خطاب أشرح فيه ظروفي ( وكنت قد كتبته بخط اليد لعدم وجود طابعة لدي ) ثم ذهبت أبحث عن محل لديه فاكس لإرسال الرسالة لرقم فاكس الشيخ مازن حتى يرسلها بدوره لفاكس الأمير .....وخلال هذه الفترة ظل على اتصال بوالدتي يستعجلها وقال : عندي رحله علاجيه وأريد أن أرسل خطابها قبل سفري (والحقيقة كنت أستغرب حرصه على خدمة امراة لا يعرفها ويعتقد أنها لا تعرفه ) بعد أن أرسلت له الخطاب أتصل بوالدتي وأخبرها أن الخطاب غير واضح لأنه مكتوب بخط اليد فذهبت لمحل خدمات الطالب وأعطيتهم الخطاب لطباعته ثم اتصلت به والدتي لإخباره ففاجأها بأنه قد كتبه وطبعه وكان الوقت قد تأخر جداً ..فاستغربت من رجل مريض سيسافر بد يومين للعلاج يضحي بوقت راحته ويترك أسرته ويتعب نفسه لفك طلاسم غير واضحة ...ويجلس يكتب ويطبع حتى وقت متأخر !!!


بعدها قرأت له في الساحات رسالة وداع - بل قطعة أدبيه لم تجد الصدى الذي تستحقه - أبكتني الرسالة كثيرا ًوضللت أدعوا له بإخلاص واتصلت بوالدتي وطلبت منها الدعاء له ...وقبل سفره اتصل بوالدتي ليخبرها بأنه قد أرسل الخطاب...وبعد فترة توقعت أنه قد نسى قصتي وعذرته فالمريض ينسى أهله فكيف من لا يعرف ....والحقيقة لم أكن اعرف أنني أمام رجل استثنائي يحمل هموم الناس كما يحمل همه ..فقد تفاجئت باتصال منه يخبرنا أنه قد عاد للتو من رحلته العلاجية وأول ما فعله السؤال للوالدة (ها هل أتاكم اتصال من محمد بن نايف ؟؟ ) وعندما أجابته والدتي بالنفي قال أنه سيرسل الخطاب مرة أخرى !!!!


وظل كل فترة يتصل بوالدتي ليسألها ( هل اتصل بكم مكتب محمد بن نايف ) وتجيبه بالنفي .


ثم فجأة انقطعت اتصالاته .....فاتصلت الوالدة علية فكان هاتفه مغلق ...فقلت في نفسي ما الذي شغله عن متابعة قضيتي .....ولم أعلم أنه لم يشغله عن فعل الخير إلا هادم اللذات ومفرق الجماعات ...وكل ما ندمت عليه هو أني كنت أريد الاتصال به لأشكره وأقول له يكفي أني قد عرفت أن هناك في الدنيا من هو مثلك وكنت قد فقدت الأمل في وجودهم ....ولكن منعني الخجل وها أنا اليوم أعض إصبع الندم ....ولكن إن لم أكافئك في حياتك فسأكافئك بالدعاء لك بعد مماتك ....وأعاهدك أن لا ينقطع دعائي لك إلا مع انقطاع حياتي ...وأعاهدك أن لا أتصدق بصدقة إلا ولك منها جزء معلوم .

اللهم أن عبدك مازن قد قدم إليك فأكرم نزلة ووسع مدخلة وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه بالذنوب
والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ......اللهم أجزه عني خير الجزاء.....اللهم كما شفع لي
فاشفع له ....وكما سعى لي بالخير فاسع له .


اللهم أنك تعلم كم بذل من الجهد لمساعدة امراة غريبة أخفى حتى أسمه عنها ....اللهم أن كنت تعلم أنه
فعل ذلك ابتغاء وجهك فاجعل قبره روضة من رياض الجنة وأجعل ما أصابه في هذه الدنيا كفارة لذنوبه
ورفعاً لدرجاتة .....اللهم أحشرني وأياه مع نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ...وأجعل ما أصابه في هذه
الدنيا كفارة لذنوبه ...ورفعاً لدرجاته .

أختك / أم البنات