كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة (Re: خالد محي الدين)
|
مـاذا يحدث عند ابيضاض الدم يتحكم النخاع العظمي في إنتاج خلايا الـدم، و لدى نشـوء تسرطن اللوكيميا، تخرج عملية الإنتاج عن مسارها الطبيعي، و يبدأ النخاع في إنتاج خلايا شاذة من أحد أنواع خلايا الكريات البيضاء، حيث تفقد بعض من هذه الخلايا الآلية التي تتحكم في نسق نمـوها و نضجها، فبدلاً من أن تنضج و تصبح بالغة و قادرة على أداء وظائفها، تبقى غير ناضجة و تتزايد بأعداد هائلة و باستمرار و في نفس درجة النضج القاصرة التي بلغتها، و لا تموت في موعد انتهاء دورتها الحياتية، و تنقلب إلى خلايا ورمية شاذة، و من ثم تنتشر إلى الدورة الدموية و الجهاز الليمفاوي، و يمكن أن تتجمع كذلك في الأنسجة الليمفاوية مكونة تضخما سرطانياً، و بالمحصلة تحتشد هذه الخلايا السرطانية في النخاع مانعة إنتاج خلايا الدم الأخرى، و بالتالي تؤدي إلى حدوث عجز و نقص بتعدادها بالجسم مما يؤثر على وظائفها المختلفة، و كما هو معروف تلعب خلايا الكريات البيضاء الدور الأساسي ضمن مجمل الجهاز المناعي، و من المفترض أن تحمى الجسم من العدوى و الأجسام الغريبة بما في ذلك الخلايا السرطانية مختلفة الأنواع، و من المفارقات أنها أيضا عرضة للتسرطن بدورها. حـول الأعـراض
تظهر معظم أعراض و علامات اللوكيميا كنتيجة مباشرة للنقص في تعداد خلايا الدم بالجسم، و الذي ينجم عن احتشاد الخلايا المتسرطنة بالنخاع العظمي مما يمنع من إنتاج الخلايا الطبيعية، و قد تظهر الأعراض المبكرة بشكل يُشبه الأعراض العادية لنزلة البرد، أو الأمراض المشابهة، من دورات حمّى لا تنتهي و الارتجاف، و الشعور بآلام بالمفاصل و العظام، و التعرض المتكرر لأنواع مختلفة من العدوى، و قد يشكو الطفل بداية من قصر النفس و الشعور الدائم بالتعب و الإرهاق، و فقدان الشهية و الوزن، و يبدو لون البشرة شاحبا و مصفرا نتيجة فقر الدم و نقص الكريات الحمراء، إضافة إلى سهولة النزف أو التضخم بالغدد الليمفاوية. و من ناحية أخرى قد تتجمع الخلايا السرطانية في الدماغ أو الحبل الشوكي، و قد تظهر أعراض مثل الصداع الشديد و المستمر، أو اختلال الرؤية، أو عدم القدرة على حفظ التوازن، أو سهولة الإغماء، و التقيؤ، و التشوش الذهني، و عدم التحكم في بعض العضلات، أو النوبات الصرعية، و قد تتجمع أيضا في الخصية متسببة بتضخمها، كما قد تؤثر اللوكيميا أحيانا على الجهاز الهضمي أو الكِلى أو أي جزء آخر من الجسم. و نستعرض فيما يلي أهم الأعراض المعتادة : العـدوى: من المعتاد أن يتعرض الطفل المصاب باللوكيميا لأية عدوى بسهولة، إضافة إلى أن مثل هذه العدوى لا تستجيب للمضادات الحيوية، و يُعاني الطفل من الحمّى المرتفعة و الإنهاك الجسدي، و ينتج ذلك عن النقص في تعداد خلايا الكريات البيضاء الطبيعية و خصوصا الخلايا الحُبيبية، و على الرغم من التعداد المرتفع للكريات البيضاء عند بعض الحالات، إلا أن الخلايا المتسرطنة لا تكافح العدوى كما تفعل الخلايا العادية بطبيعة الحال. سهولة النزف و التكـدم: قد تظهر على الطفل بقع حمراء صغيرة تحت الجلد تنتج عن النزف من الشعيرات الدموية، أو تظهر كدمات غير مبررة ( أو لأدني تكدم ) و بلون ازرق غامق أو اسود، إضافة إلى نزف باللثة أو تضخمها، أو سهولة النزف بأي موضع، و النزف المتطاول لأدنى جرح، و كل ذلك ينتج عن العجز في إنتاج الصفائح الدموية. الإعياء و شحوب البشرة: قد يُعاني المريض من قصر النفس و الشعور الدائم بالتعب و الإعياء، و يبدو لون البشرة و الشفتين شاحبا و ذلك عائد إلى نقص تعداد كريات الدم الحمراء، و نشوء فقر الدم. الآم العـظام: يُعاني حوالي ثلث الأطفال المرضى من ألام بالعظام و تُعاني نسبة اقل من آلام المفاصل، و ينجم ذلك عن احتشاد خلايا اللوكيميا تحت سطح العظام أو داخل المفاصل. تضخم بالتجويف البطني: تتسبب اللوكيميا بتضخم بالطحال و الكبد عند بعض الحالات، و قد يبدو هذا التضخم شبيها بامتلاء المعدة، و رغم أن الأضلاع السفلى تغطي هذه الأعضاء إلا أنه يمكن للطبيب تمييز مثل هذا التضخم بسهولة. تضخم الغـدد الليمفاوية: يمكن لخلايا اللوكيميا الانتقال إلى الغدد الليمفاوية مما يتسبب بتضخمها، و قد يبدو هذا التضخم واضحا للعيان عند إصابة الغدد القريبة من سطح الجسم ( مثل الغدد بجانبي الرقبة و تحت الإبطين أو قرب الترقوة )، إلا أنه يصعب تمييز التضخم بالغدد داخل التجويف البطني أو الصدر دون استخدام الفحوصات التصويرية، مثل التصوير المقطعي أو الرنين المغناطيسي. تضخم الغـدة الصعـترية ( التوتةthymus ): من المعتاد أن يؤثر تسرطن الخلايا الليمفاوية التائية مباشرة على الغدة الصعترية مما يؤدي إلى تضخمها، و هذا العارض يُعد خطيرا بصفة خاصة، إذ أنه إضافة إلى ضغط الغدة المتضخمة ( أو أي غدة ليمفاوية أخرى ) على القصبة الهوائية، مما يؤدي إلى ضيق النفس و السعال، و أحيانا حتى إلى الاختناق، يؤدي ضغط الصعترية المتورمة على الوريد الأجوف العلوي ( الذي يحمل الدم من الرأس و الذراعين إلى القلب ) إلى نشوء علّة الوريد الأجوف العلوي ( superiorvenacavasyndromeSVC ) الخطرة، و التي تستلزم المعالجة الفورية، ومن أعراضها ظهور انتفاخ بالرأس و بالذراعين و بأعلى الصدر، مع تغير لون الجلد بهذه المواضع إلى اللون الأحمر المزرقّ، و قد تؤثر على الدماغ أيضا و تهدد حياة الطفل بشكل جديّ. حول معـالجة اللوكيميا الليمفـاوية الحادة
تُعد أغلب حالات اللوكيميا قابلة للشفاء بنسب عالية، و المعالجة عملية معقدة و متعددة الجوانب و تختلف من نوع لآخر و من مريض لآخر، و لا تعتمد على النوع فحسب بل على جوانب متعددة أخري، مثل مسلك الخلايا الشاذة و كثافة تواجدها و مدى انتشارها، إضافة إلى عمر الطفل و حالته الصحية العامة و بنيته الجسدية. و بطبيعة الحال من المهم جدا البدء في المعالجات حال تشخيص اللوكيميا الحادة، و دون انتظار، و تستهدف المعالجات الوصول إلى مرحلة حصار خلايا اللوكيميا و القضاء عليها أو استقرارها ( RemissionInduction ) و تعرف أيضا بمرحلة تحقيق الخلو، ثم مرحلة التثبيت و ترسيخ الاستقرار ( Consolidation )، و التي تشمل أيضا حماية الجهاز العصبي المركزي، تليها مرحلة الوقـاية و المحافظة و تتبع الخلايا الكامنة التي قد تكون متبقية بأي موضع بالجسم ( Maintenance )، و من جهة أخرى تعتمد فرص تحقيق الشفاء القياسي على عدة عوامل مجتمعة، أهمها عمر الطفل عند التشخيص، و تعداد الكريات البيضاء في الـدم، و الخصائص الحيوية للخلايا اللوكيمية، و مدى وجود انتقال للسرطان لمواضع أخرى، و إضافة إلى مدى استجابتها للعلاجات المتلقاة. و في هذا السياق تنبغي الإشارة إلى عوامل التكهن بالمردود العـلاجي ( prognosticfactors )، أو مؤشرات المـرض، و التي من المهم للأطباء تحديدها منذ البداية عبر معطيات مختلف الفحوصات و التحاليل، ليتمكنوا من ترتيب الخطط العلاجية الملائمة عند كل حالة، و تحديد ما إن كانت الحالة تستلزم الاكتفاء بالعلاجات القياسية، أم تستدعي علاجات مكثفة و أكثر صرامة. و بهذا الصدد يتم تصنيف حالات اللوكيميا إلى ثلاثة فئات : ذات الخطر القياسي أو المعتدل ( standardrisk ) ، و فئة ذات الخطر المرتفع ( high-risk ) ، و فئة ذات الخطر الشديد ( veryhigh-risk ) ، و بطبيعة الحال تستلزم الفئتين الأخيرتين علاجات مكثفة، كما أن الحالات ذات الخطر المعتدل تستجيب للعلاجات و تحقق سنوات شفاء قياسية بنسب أعلى من غيرها.
و فيما يتعلق باللوكيميا الليمفاوية الحادة تُعد المؤشرات التالية من الدلائل المهمة و التي ينبغي احتسابها
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | خالد محي الدين | 11-03-11, 04:57 PM |
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | خالد محي الدين | 11-03-11, 05:08 PM |
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | خالد محي الدين | 11-03-11, 05:27 PM |
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | خالد محي الدين | 11-03-11, 05:31 PM |
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | خالد محي الدين | 11-03-11, 05:32 PM |
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | خالد محي الدين | 11-03-11, 05:38 PM |
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | خالد محي الدين | 11-03-11, 05:40 PM |
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | خالد محي الدين | 11-03-11, 05:42 PM |
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | خالد محي الدين | 11-03-11, 05:45 PM |
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | خالد محي الدين | 11-03-11, 05:49 PM |
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | عبد الدائم سيد أحمد | 11-05-11, 08:24 AM |
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | الرشيد بابكر | 11-05-11, 11:24 AM |
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | خالد محي الدين | 11-05-11, 02:24 PM |
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | خالد محي الدين | 11-05-11, 02:33 PM |
Re: ٍسرطان الاطفال فى السودان بعيدا عن السياسة | خالد محي الدين | 06-07-12, 04:25 PM |
|
|
|