إرادة المولي أرادتني وبقيت غنااااي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 09:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة مجدي عبدالرحيم فضل(مجدي عبدالرحيم فضل)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-23-2012, 11:13 AM

مجدي عبدالرحيم فضل
<aمجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إرادة المولي أرادتني وبقيت غنااااي

    Quote: http://www.gobbatsaleem.com/vb/t43.html
    المصدر

    (( محمد وردي )) فنان لكل الأجيال
    تاريخ الفنان العريق الأسـتاذ/ محمد وردي
    ومسـيـرتـه الفنية والوطـنـيـة
    للكاتب ( المرحوم ) عبده يوسف صالح
    مقتطفات من هذا الكتاب القيم الذي يحكي سيرة الفنان العريق محمد وردي لبعض الوقائع والأحداث الهامة والمتعلقة بحياة الفنان (( وردي )) للكاتب عبده يوسف صالح ليقوم بتوثيقها حفظاً لهذا التاريخ .
    ويسعدني أن أقف شاكراً ومقدراً للكاتب لما قدمه لفن وتاريخ (( وردي )) من خدمات كبيرة راجين أن يحوز علي رضاكم .
    الى كل من نبض قلبه حباً وعشقاً وإعجاباً بالفنان محمد وردي نهدي هذا الكتاب الذي يحمل بين سطوره المسيرة الرائعة لأحد المعجزات الفنية التي ظهرت في عصرنـا الحديث ...
    الشعب السوداني عرف الفنان المبدع الأستاذ/ محمد وردي وصفق له من خلال أغنياته العزيزة والخالدة ، وهو فنان السودان الأول والموسيقار الحائز علي جائزة نير ودا .. هو صانع الغناء الحديث ورائده الأول ، مسيرته الفنية والوطنية كانت مشواراً طويلاً تعاقبت فيه أجيال علي السودان ... أسهم بإبداعه وفكره وجهده في القصيدة الوطنية وحملها تاريخ كفاح ومجاهدات شعبنا السوداني منذ فجر التاريخ منذ بعانخي مروراً بملاحم كرري وأم دبيكرات ومعارك الاستقلال منذ ثورة ود حبوبة وكفاح جمعية اللواء الأبيض ونضال الخريجين بقيادة أزهري ورفاقه .. وبهذا أردنا الغوص والنفاذ الي أعماق أحد مطربينا الذين ما زالوا يواصلون بذلهم وعطاءهم ويتركون أعمالهم تتحدث عنهم ... فأناشيده الوطنية حفظ للأجيال تراثها في قوالب فنية تشدو بها العصافير .. إن تكريمه في السودان وخارجه واجب وطني .. ورغم أن الكتاب يزخر بعاطفة مشبوبة تجاه الإعجاب بالفنان وردي إلا أنه بالإمكان القول أنها وثقت لحياة الفنان الكبير بطريقة أفضل .. فالكتاب ملئ بمعلومات قيمة عن مولد وردي ونشأته وخلفيته الفنية والأسرية والإجتماعية والمهنية ،، وكذلك عن تطوره الفني منذ أن كان عازفاً علي أكثر الآلات الموسيقية بدائية الى أن وصل الى المستوي المرموق الذي وصل اليه ..
    قصة حياته ونشأته
    الـبـدايـة الـفـنـيــة
    فتح عينه علي الدنيا في بيئة إمتزج فيها الحرمان بالعطف المتدفق ، تمثل جانب الحرمان في فقدانه لوالدته السيدة / بتول أحمد بدر شريف ، وهو رضيع وتدفقت شلالات العطف لتعوضه عن ذلك الحرمان المبكر ، كان عمره حوالي السنة عندما فقد أمه ، عاش بعدها مع أهل والده مع أن العادة جرت أن يعيش الطفل اليتيم مع أهل أمه التي فقدها خاصة وهي إبنة العمدة لكن جاء الإصرار من أهل أبيه أن يشملوه برعايتهم ، وكان أبوه عثمان حسن صالح ، ليس له شيئ في الدنيا غير زراعته ، يطوقه بعطف غير عادي ويسعي لتعويضه عن فقدان أمه . كان جده لأمه وجده لأبيه علي قيد الحياة اللذان أحاطاه بالرعاية بعد وفاة والده بسبب الإلتهاب الرئوي عام 1941م ، كفله بعد ذلك عمه صالح وردي وهو مساعد طبي قبل وفاة والده وعمره تسع سنوات ، يذكر وهو صغير كانت لديه هواية الغناء خاصة عندما يذهب الى جزيرة (( واوسي بصواردة)) التي كان يزرعها أهل البلدة ولد الفنان (( محمد وردي)) في قرية صواردة علي بعد 207كلم جنوب وادي حلفا في 19يوليو 1932م .
    الصورة الغنائية التي تمر علي الأذهان من تلك الفترة تتلخص في غناء غير مرتب كان يسمع في المنازل والمناسبات الإجتماعية والعملية من أعراس ، حفلات ، ختان ، موسم حصاد ، وهو في الأساس غناء أهل المراكب ،، كان الغناء باللغة العربية وبالرطانة أو اللهجات المحلية .. منطقة صواردة مشهورة عموماً بأنها بيئة فنية غنائية يحترم أهلها الصوت الجميل .. في تلك الفترة تفتحت رغبة وردي في تعلم الطنبور .. الآلة الموسيقية الوحيدة المتاحة في المنطقة وتقليد عمه عبدون أحمد .. قام عمه بتنفيذ وصية والد وردي بإدخاله المدرسة وذلك عام 1942م في (عبري) التي تبعد مسافة 28كلم من صواردة ومكث بالداخلية ومعه رغبته في تعلم الطنبور .. ويذكر أنه وجد مساعد طباخ (مرمطون) يدعي / عوض عبدالغني من قرية ( عمارة ) شمال عبري ، كان لديه طنبور ويطلب منه غسيل صحون الطلاب كلها(100 طالباً يومياً) قبل أن يسمح له بإستعارة طنبوره لمدة ساعة من الزمان .. وقد بذل وردي جهداً كبيراً لدرجة أنه أصبح يتقن العزف علي الطنبور أكثر من صاحبه ..
    وعندما إنتقل وردي الى السنة الثانية في المدرسة ، كان لديهم ناظر إسمه / إبراهيم عمر النحاس ، كان يمر علي الداخليات ويقف قرب غرفة وردي عندما يغني ويضرب الشباك بعصاه .. وعندما يفتح وردي النافذة يسأله (( ما تخاف يامحمد ... أنت بتقول شنو؟ )) يرد وردي بقوله : (( أمدح)) فيضيف : صوتك سمح ... أمدح .. وأحياناً كان يأخذ وردي من فصله الى السنة الرابعة كي يقرأ القرآن ... وكان يقول لوردي ... ياولدي أنت يا تصبح غناي أو ممثل ..
    وكان هناك الشيخ / محمد مكي (( ناظر مدرسة قبة سليم الصغري )) الذي ساعد وردي في تجويد اللغة العربية وهو جده من جهة والدته ، خريج الأزهر ولغوي فصيح درس وردي علي يديه النحو والصرف والبلاغة وألفية إبن مالك ومتن الأجرومية ...


    (( وردي )) ... تابع دراسـته وحيـاتـه الـفـنـيـة
    قام وردي بعد ذلك بالاشتراك في مكتبة البلدية في حلفا بعد أن دخل ميدان العمل وأصبح له دخل ثابت .. واصل وردي الدراسة حتي السنة الرابعة ، وكانت كل مجموعة من المدارس الأولية يتم إختيارها في مركز واحد ، ومركزهم هو مدرسة حلفا الوسطي .. ومن جملة سبعة مدارس ، من ضمنها مدرستهم كان المطلوب فقط 40طالباً ليدخلوا مدرسة حلفا الوسطي وعندما إمتحن وردي جاء ترتيبه رقم 41 وهو ما أثار شيئاً من الحزن عند أهله .. وقد فكر عمه صالح وردي وسأل وعرف أن مدارس عطبرة لم تمتحن بعد فقام بإرساله هناك كي يجرب حظه ، فسافر وردي بالقطار الى عطبرة وإمتحن مع الدكتور/ مصطفي محمد عبدالماجد من مدرسة الإصلاح الصغري ، وتم قبوله بمدرسة أهلية في عطبرة .. لكنه لم يشعر بالإستقرار هناك ، ومكث عامين في تلك المدرسة شعر خلالها بوحشة ووحدة خاصة وأنه كان الطالب الوحيد تقريباً من خارج عطبرة ، فكان في حالة حنين دائم الى بيئته ومرابعه حيث لديه الحرية في ممارسة هواياته . ومن شدة الكآبة كتب وردي الى جده في القاهرة الذي كان يعمل في السراي إن هذه المدرسة لا تلائمه وأنه سيحضر اليه في القاهرة وطلب منه أن يرسل له مصاريف في حلفا ثم ركب القطار بدون علم أهله في عطبرة وتمكن أخيراً من الوصول الى مصر . فإقترح عليه جده أن يواصل تعليمه ويدخل الأزهر وكانت رغبة وردي أن يدخل مدرسة الموسيقي ، مكث وردي عامين ولم تحل إشكال دراسته ، وفي هذه الفترة تعرض وردي الى المؤثرات المصرية بصورة أكبر ، وبدأ يحفظ الأغاني باللهجة المصرية خاصة أغنية نجاة علي الشهيرة (( البوسطجية إشتكوا من كتر مراسيلي)) وأغنية الفنان محمد عبدالوهاب ((الكرنك)) .. وكان وردي قبل ذلك قد تعرف علي السينما وهو جالس للإمتحان لمدرسة حلفا الوسطي أواخر عام 1945م ، حيث كان يعرض فيلم (( هذا ما جناه أبي)) الذي كانت تغني فيه صباح أغنية (( بعدين معاك)) التي تقول فيها : (( دي سكتي ودي سكتك خايفة لأروح بسكتك)) .. وفي النهاية عاد وردي الي (( صواردة)) ورفض العودة ثانية الى المدرسة الوسطي ، مع أنه كان قد إنتهي من السنة الثانية ، وكان عمه محمد حسن وردي قد ذهب الى مصر مريضاً ، فتسلم وردي مزرعته ، وأصبح مزارعاً رسمياً ، كما بدأ يغني في الحفلات ويعزف الطنبور وذلك في العام 1948م ..
    الغناء في تلك الفترة كان جماعياً في الغالب رغم أن هناك فنانين أفراد قد ظهروا قبله مثل : علي عشاق من شمال صواردة ، كما ظهر في جزيرة صاي دهب خليل ، وفي أوشبه جنوب صواردة ظهر الفنان علي سليم .. وفي نفس العام نبعت فكرة بناء مدرسة صغري في صواردة بالعون الذاتي ، وأن يتولي وردي مسئولية المعلم فيها ، وفرض الأهالي علي كل طالب دفع مبلغ قرشين في الشهر ، ومن مجموع 48 طالباً تم تسجيلهم ، وفي العام التالي تم إعتماده رسمياً ، وأعطي راتباً ثابتاً مقداره 9 جنيهات ، كما بدأ وردي يذهب الى كورسات تدريبية إرتفع بعدها راتبه الى 11 جنيهاً . واصل وردي مسيرته المهنية في التدريس ونقل الى مدرسة قرية سعدنفنتي في منطقة المحس ، وخلال هذا التجوال تعلم وردي العزف علي العود في قرية (( إشكيت)) فقررت لجنة المدرسة أن تشتري له عوداً بمبلغ 3 جنيهات في العام 1954م ، كما إقتني راديو عام 1952م دفع فيه 5جنيهات قسط أولي ، وهو العام الذي تزوج فيه لأول مرة . في عام 1956م ذهب وردي الى مدرسة التدريب في شندي ومكث فيها الى يوليو 1957م في هذه الفترة أصبح وردي فنان شندي ويغني في الحفلات وهناك إلتقي بالفنان إبراهيم عوض الذي كان وردي معجباً به للغاية فسأله وردي هل ممكن أدخل الإذاعة ؟ ( فكان الرد محبطاً ) إذ قال له أن مسألة الإذاعة دي صعبة جداُ .. بعد فترة جاء الفنان أحمد المصطفي ... ذهب وردي اليه وغني ، كان تعليق أحمد المصطفي (( أنت ليه تقلد إبراهيم عوض ،، أنت صوتك أجمل منه وأجمل من صوت أي فنان)) وقال له : أنت تعال الخرطوم وأنا بوديك الإذاعة .. في الإجازة سافر وردي الى الخرطوم في شهر يونيو 1957م وكان مدخله الى العاصمة إبن خالته أحمد محمود الذي كان يعمل مصوراً في وزراة الإعلام وأصبح وكيلاً للوزراة فيما بعد ، وقد إحتفي بوردي النوبيون إبتداءاً من الوزير محمد نورالدين الذي قدمه الى المجتمع العاصمي بقوله : (( إن النوبة شاركوا في كل التحركات الوطنية وكانت لهم رموز ذات إسهامات واضحة مثل الفنان خليل فرح صاحب أغنية عزة المشهورة ، ومن المفروض أن يهتموا بوردي كي يصبح خليل فرح الثاني ... ويذكر أن الوزير قام بترتيب مؤتمر صحفي في منزله دعا اليه رؤساء تحرير الصحف وقدمه لهم قائلاً : هذا بديل خليل فرح وأريدكم أن تهتموا به .وفي أحد الأيام جاءه عثمان أمين قائلاً : ( هناك حفل زواج في أم درمان تروح تغني فيه ولو نجحت فلن تتوقف ثانية) .. فكانت تلك أول ليلة غناء لوردي في الخرطوم ،، ووجد قبولاُ طيباً لدي الجمهور‘ فهنأه الجميع .. كانت الفكرة أن يقوم وردي بتسجيل بعض الأغنيات باللهجة النوبية في الإذاعة ثم العودة قبل إنتهاء فترة الإجازة . وفي نفس الشهر وهو يوليو 1957م قرر وردي التقدم للإمتحان في الإذاعة ،، وإلتقي بالشاعر (( إسماعيل حسن بالصدفة في بيت فرح فعبر له الشاعر إسماعيل حسن عن إعجابه بصوته خاصة بعد أن أسمعه أغاني الشايقية بالطنبور ، ثم جاء الملحن خليل أحمد ، وتم إنجاز أغنية (( يا طير ياطاير)) ومعها (( الليلة ياسمرة)) بعد ذلك تقريباً وجه إسماعيل حسن كل شعره نحو وردي .. وفي يوم 19/7/ 1957م قدم وردي هاتين الأغنيتين في حفلة حية في الإذاعة ، وكانت أغنيته الثالثة ولحنه الثاني (( ياسلام منك أنا آه)) وهي لحن نوبي ، والكلمات لإسماعيل حسن أيضاً ....

    مشوار وردي الفني
    بدأ وردي في الإذاعة بالدرجة الرابعة حسب النظام المتبع ، وكانت الحفلات تقدم حية بمعاونة أوركسترا الإذاعة والكورس الخاص بها في ذلك الوقت ، ولكل فنان حق المشاركة في هذه الحفلات الحية مرة واحدة كل ثلاث شهور .. وكانت الإذاعة تقيم سنوياً حوالي أربعة حفلات ، وتعتمد فيها فئات تتراوح بين 5 , 3 جنيه للدرجة الرابعة ، الى عشرة جنيهات لمن يغني في الأول . وقدم وردي في الحفلتين الأولي والثانية أغنيات (( ياسلام منك أنا آه)) و ((أول غرام)) و ((وليه نسيت أيامنا)) بعد دخوله الإذاعة وإعتماده في الدرجة الرابعة إشترك في نقابة الفنانين وبعد شهرين أجريت الإنتخابات حيث أحرز وردي 36صوتاً ودخل اللجنة التنفيذية ، وإستغرب البعض حصوله علي هذا العدد من الأصوات . فدخل وردي العمل النقابي وساعده حسن سليمان الذي كان مرتاحاً لدخول عناصر جديدة ومتعلمة للجنة التنفيذية ،، ولم يكن العازفون يبدون إهتماماً بناشئة الفنانين ، وعندما جاءوا لتوقيع لحن (( أول غرام)) دعا وردي العازفين للدخول وكان من بينهم العازف / حسن الخواض وهو عازف كبير يهابه الفنانون وكان رده إنه سيدخل بعد إضاءة النور الأحمر للتسجيل إذ لا يحتاج للتوقيع والتمرين ،، وعندما جاء طلب منه وردي الخروج لأنه لم يكن موجوداً من البداية ، وأصبح هذا التصرف حدثاً لم يكن لأحد أن يجرؤ علي مواجهة حسن خواض .. وكان متولي عيد – مدير الإذاعة – موجوداً ويراقب من غرفة التسجيل ما حدث فنادي وردي وقال له : (( أنت أعجبتني لإصرارك علي الأصول والعازف إذا لم يتقيد بالقواعد لا مكان له هنا )) ، ثم نادي علي الخواض وأوقفه من العمل لفترة ، وأضاف أنه نقل وردي من الدرجة الرابعة الى الثالثة من تلك اللحظة ، ثم أصبح يبعث لوردي خطاباً تقويمياً كل ثلاثة شهور يتحدث فيه عن أدائه العام ورواج أغنياته في برنامج (( مايطلبه المستمعون )) وكيف أصبح ينافس كبار الفنانين أمثال : ابراهيم الكاشف ، وحسن عطية ، وعثمان حسين ، وابراهيم عوض ، مهدداً وردي أنه سيرجعه الى الدرجة الرابعة مرة ثانية إذا لم يحافظ علي هذا المستوي . وبعد أقل من سنة إنتقلت الإذاعة من مبناها القديم الى المبني الجديد (الحالي) فإستدعي متولي عيد – مدير الإذاعة – كبار الفنانين وأحضر وردي معهم ليقول أن وردي خلال الفترة الماضية أنجز أعمالاً فنية جديدة ، وأنه يريد خرق العادة ليقوم بنقله الى الدرجة الأولي في خلال عام ، وسألهم عن رأيهم .. وكان وردي قبل ذلك غني (( الوصيـة )) و (( وذات الشامة )) و (( حرمت الحب والريدة )) و (( ياناسـينـا )) . غالبية الحضور من الفنانين وافقوا بدون تردد علي إقتراح متولي عيد نقله للأولي – ما عدا عثمان حسين – الذي رأي أن يستمر تجريبه مرة ثانية ، فحسم متولي المسألة قائلاً إن الأغلبية وهو معها وافقت وكتب لوردي بهذا المعني في سبتمبر 1958م وأضاف فيه تهديده المعهود أنه إذا خذله فسيعيده الى الدرجة الرابعة مرة ثانية .
    بعد ذلك إشتدت المنافسة بينه وبين الفنان ابراهيم عوض الذي لقب (( بالفنان الذري)) بينما لقب وردي (( بالفنان الصاروخي )) ،، ومن ذكريات المنافسات أن وردي والفنان عثمان حسين كانوا في حفلة في ((الخرطوم 3)) وهي منطقة وجود نوبي وقربها السجانة التي تضم الشايقية وفجأة وجدا أنفسهما في مناخ تنافسي بين الجمهور . وكان الدعم الرئيسي الذي أمد وردي بشحنة معنوية جاء من أهله في الشمالية عندما سافر الى هناك لأول مرة بعد أن أصبح فناناً ، فقد تجمعت الناس لمسافة تصل الى عشرة كيلومترات حتي منزل وردي وكان يبكي والناس يبكون خلال ذلك الإستقبال الذي لن ينساه مدي الحياة .في هذه الفترة بدأ وردي يشعر بتضارب بين وضعيته كأستاذ وكفنان وظهر هذا في علاقة الطلاب به كما أن متطلبات سفره الى الأقاليم كانت في تزايد حيث كانوا يطلبونه في الحفلات هناك . وعليه قام وردي بكتابة إستقالته الى ضابط البلدية المشرف علي المدارس المحلية وقتها فتح الرحمن البشير رجل الأعمال المعروف حالياً ، وكانت إستقالة مسببة إذ أنه لا يريد ظلم الطلاب ، كما أنه يريد التفرغ للفن ، وكان ذلك في أبريل 1959م ليبدأ إحترافه الفن .
    وعاد وردي الى ساحة التعليم مرة ثانية بصورة مختلفة بعد سبع سنوات عندما إفتتح معهد الموسيقي والمسرح وقرر الدخول فيه فأخذ كتاب الإستقالة وذهب الى وزارة التربية علي أساس أنه لم يأخذ حقوقه ويود إعادته للخدمة كي يتم تفرغه للدراسة في معهد الموسيقي بمرتب نسبة لأن الدراسة نهارية ، وبالفعل تفهموا وجهة نظره وتمت إعادته للعمل وألحق وظيفياً بدفعته . حيث الدراسة في المعهد لمدة أربع سنوات قضي منها ثلاثاً ثم جاء الوقت الذي دخل فيه سجن كوبر وتم فصله من المعهد علي أيام النميري ، وبعد ذلك رجع وواصل من السنة الثانية وعندما شعر أنه تعلم ما يحتاجه من المعهد لم يواصل للحصول علي الدبلوم فقد كان إهتمامه بالموسيقي وتعلمها من أجل العلم وليس للحصول علي شهادة ..

    {{ وردي }}
    وتجربتـه مع الحكم العسكري الأول فـي الســودان 1958م - 1964م


    في اليوم الثاني لإنقلاب 17 نوفمبر 1958م تحرك وردي من منزله صباحاً وفي طريقه الى مدرسة الديوم التي كان يعمل بها ، إلتقي توفيق محمد نورالدين قرب سينما الخرطوم جنوب ، وكان ضابطاً في الجيش .. سأله وردي : (( مالك هنا الصباح بدري ؟ )) فأجابه بفرح ..(( لقد عملنا إنقلاب ومسكنا البلد )) .. إنفعل وردي بكلامه فيما يبدو خاصة وقد كانت هناك بعض المشاكل في البلاد يذكر منها = أزمة كبريت مستفحلة = ثم أن الصلة القوية بينهما وعداءه للحكومة السابقة خاصة مع إنعكاسات أزمة حلايب التي أثيرت إبان حكومة عبدالله خليل ، كل ذلك جعل وردي يتخذ موقفاً إيجابياً من الإنقلاب ، وعندما ذهب الى المدرسة كتب نشيداً يقول مطلعه : (( في 17 بعثت ثورة ... ثورتنا السليمة ... جيشنا الباسل هب وعلي رآية الجمهورية ...)) ثم جمع وردي طلاب السنة الرابعة وقام بتحفيظهم النشيد بلحنه وقام بإحضار أحد الأشرطة القديمة وسجل فيه وذهب به الى الإذاعة ... وجد اللواء طلعت فريد هناك في مكتب المدير وكان قد تولي منصب وزير الإعلام ، فإتصل اللواء طلعت فريد بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي تولي السلطة وكان ردهم أن طلبوا منه أن يسمح لوردي بالتسجيل ... ذهب وردي الى المدرسة وأحضر الطلاب في الوقت الذي جهزوا له فيه فرقة الموسيقي التابعة للجيش وتم تسجيل النشيد ، وبعدها ذهب وردي بفترة الى جامعة القاهرة فرع الخرطوم لإحياء حفلة غنائية وفوجئ بمجموعة من الطلاب تهتف ضده : (( يسقط فنان الفاشست)) وبالرغم من عدم إلمامه بالسياسة وقتها فقد شعر بضيق ، وبدأ يسأل نفسه لماذا يا تري هتف الطلاب ضده ... وبدأ يتصل ببعض المثقفين والطلاب من أقاربه وأهله خاصة محمد توفيق أحمد الذي جمعه ببعض المثقفين الذين شرحوا لوردي أن حكومة عبدالله خليل كانت ستسقط عند إفتتاح البرلمان في 17نوفمبر ،، وستتولي المعارضة الحكم ، ولذلك قام بتسليم السلطة الى الجيش ، وفعلاً إبتداءاً من مطلع 1959م بدأ وردي في تغيير موقفه من النظام خاصة بعد حادثة إعدام مجموعة علي حامد العسكرية إثر إتهامهم في محاولة إنقلابية كما بدأت نظرته الى الشعر تتغير ..
    في هذه الفترة تعرف وردي علي الشاعر الجيلي عبدالمنعم عباس ، وكان طالباً في حنتوب ، وأعطاه أغنية (( أيـامـك )) و (( وأخادع نفسي بحبك وأمنيها )) . ومنذ ذلك الوقت بدأ يتنامي عنده الإحساس أن أشعار إسماعيل حسن لا تشبع رغبته اللحنية ، وإن كان قد غني له سلسلة جميلة من أغانيه بدأت بأغنية (( صـدفـة )) ، ثم (( غـلـطـة )) و (( سـؤال )) و (( حـنـيـة )) و (( خـاف مـن الله )) وأخيراَ (( المـســتـحـيـل )) ... وكلها كانت تعكس تجربة خاصة بوردي قام هو بصياغها شعراً ،، وكانت المستحيل خاتمة تلك السلسلة وخاتمة علاقته بإسماعيل حسن الذي لم يغن له وردي بعد ذلك إلا عام 1974م ‘ أغنية (( أسـفـأي )) ،، وكان قد أعطاها الى الفنان صلاح بن البادية ، ثم حولها لوردي فيما بعد ... ثم حدثت جفوة بينه وبين إسماعيل حسن الذي كان يعتقد أن الشاعر ينبغي أن يكسب مادياً مثل الفنان ، وتطور الأمر الى إدعاء من جانبه أنه هو الذي أسهم في صعوده كفنان ويمكن بالتالي أن يحطمه ، بل وبدأ فعلياً بإحتضان المطرب الجديد أحمد فرح ليكون البديل . وكان الشاعر مرسي صالح سراج يتولي الرد في الغالب من خلال طرحه أنه لولا صوت وردي لما عرف شعر إسماعيل حسن بالطريقة التي إنتشر بها ، ثم بدأ وردي بتكوين علاقات مع شعراء آخرين ، وإنفتح عليه عوالم فنية جديدة وشابه ..
    ففي العام 1961م قدم وردي نشيد (( الإسـتقلال )) لعبدالواحد عبدالله ، والعام الذي يليه قدم (( يقظة شـعب )) لمرسي صالح سراج ، وبعدها عثر صدفة علي أغنية (( الطير المهاجر )) للشاعر صلاح أحمد إبراهيم ،، فقد كان وردي عائداً من رحلة فنية الي كوستي وعندما رسـت الباخرة التي كان يستقلها في الدويم إشتري مجلة ( هنا أم درمان) التي وجد فيها القصيدة .. وبدون إتصال مسبق مع صلاح شرع في التلحين ، وواصل السير علي هذا الطريق الجديد ،، فقدم وردي (( مرحباً يا شـوق )) للجيلي عبدالمنعم الذي كان قد إنتقل الى جامعة الخرطوم ، ثم (( الحبيب العائد )) لصديق مدثر .. وشهدت ألحان وردي في هذه الفترة تطوراً كما توسعت علاقاته بالأدباء والشعراء الشباب والمثقفين الذين أصبحوا يتصلون به كلما وجدوا قصيدة جميلة ،، ويذكر هنا أن الناقد محمود محمد مدني أعطي وردي قصيدة (( الـود )) لعمر الطيب الدوش عام 1965م ومكثت عنده خمس سنوات حتي أطلقها بلونية جديدة بعد أن قام بتوزيعها في القاهرة ..
    علي الجانب السياسي ،، وبالرغم من تحوله عن تأييد عهد عبود ، لكن علاقته أستمرت برموز ذلك العهد علي المستوي الشخصي ... فطلعلت فريد مثلاً كان يحضر شخصياً بروفات (( يقظة شعب )) يومياً ، وتساءل ..؟ لماذا لا نجد مدخلاً لعبود في النشيد ،، رد وردي بأنه ليس الشاعر .. وهنا تدخل مرسي الذي قال له أن عبود لا يمكن أن يدخل النشيد الذي يتناول التاريخ فقط ، ولا يتضمن الشخصيات المعاصرة . وعندما غني وردي نشيد (( الإسـتقلال )) عتب عليه المقبول الأمين الحاج عضو المجلس وكانت تربطه به صداقة لعدم الإشارة الى عهدهم ،، والنشيد الذي يقول مطلعه .. اليوم نرفع راية إستقلالنا ... ويسجل التاريخ مولد شعبنا ... يذكر أبطال السودان ، ويركز علي الإنتماء العربي الأفريقي للبلاد بصورة قومية شاملة .
    نوفمبر 1961م يعتبر علامة أخري فارقة في علاقة وردي بنظام عبود ، ففي ذلك الوقت بدأت الخطوات التنفيذية لتطبيق إتفاقية مياه النيل ، التي مهدت الى قيام السد العالي ، وهو ما يتطلب ترحيل أهالي حلفا .،، الحكومة إقترحت ثلاثة أماكن كخيار أمام الناس : إما منطقة حوض السليم في دنقلا ،، أو جنوب الخرطوم ،، أو حلفا الجديدة ،، ... معظم أهل حلفا إختاروا حوض السليم خياراً أولاً ،، ثم جنوب الخرطوم كخياراً ثانياً ،، وأخيراً حلفا الجديدة .. وأرسلت الحكومة وفداً برئاسة طلعت فريد الذي قاد الجانب السوداني في المباحثات ليخبر الأهالي بذلك .. وكان أن إنفجر الغضب الشعبي وتم حصار الوفد ، وقام النوبيون في الخرطوم بتنظيم إجتماعات في منزل وردي ، ومنازل أخرين أمثال : جمال محمد أحمد وزير الخارجية فيما بعد ،، وأخيه محجوب رجل الأعمال ،، ومحمد توفيق ،، نتج عن هذه الإتصالات الدعوة الى المظاهرات التي تمت في نوفمبر 1961م . وكانت أول تحد شعبي للنظام العسكري ، في تلك المظاهرات عرف وردي مسـيُل الدموع لأول مرة ، وتم إعتقاله مع آخرين ، وأخذوا الى مديرية الخرطوم ، وقرروا ألا يتحدثوا باللغة العربية إطلاقاً في التحقيق . وبالفعل مكثوا عشرة أيام ، ويذكر أنه كان يستجوب وردي ضابط يدعي / عبدالمنعم جاويش ،.... ويقول له : (( يا محمد ... أنت مدرس لغة علابية ، كيف تقول إنك ما بتعرف عربي !؟ )) ... وكان ردهم أن يحضروا إليهم ضباطاً نوبيون ليتفاهموا معهم بالرطانة .. وفي النهاية وبعد الفشل في إستجوابهم ، عملوا لهم محكمة صورية ، وحكموا علي وردي بحسن السير والسلوك لمدة عام ،، وأهم من ذلك أن الحكومة التي كانت تحتضن وردي .. أوقفت أغنياته من الإذاعة لمدة شهر كامل ، كان أثر هذه التجربة علي وردي كبيراً وعلمته أشياء أساسية منها أن الديكتاتورية يمكن أن تعمل أي شئ ،، مثل ترحيل أناس من منطقتهم رغماً عنهم ،، ومنع فنان من الغناء خدمة لأهدافها مهما كانت شعبيته ..
    بعد خروج وردي من المعتقل بفترة إلتقي طلعت فريد الذي قال له : (( يا أخي من يطلع في المظاهرات ؟ )) قال له وردي : (( هؤلاء أهلي وأنا لا أساوي شيئاً بدونهم وهم الذين شجعوني وساندوني حتي دخلت الإذاعة .. والبلد التي ستغرق بلدي في النهاية )) . وفي هذه المرحلة ظهر عمر الحاج موسي – وزير الإعلام علي عهد النميري فيما بعد – وكان وقتها ضابطاً في الجيش ويعمل في نفس الوقت مستشاراً لطلعت فريد ، فأدلي بدلوه قائلاً : (( إنه عندما تمت تعلية خزان جبل أولياء تأثرت منطقتهم وخرجوا ضد الإنجليز ، وعليه فليست هناك غضاضة في غضب الإنسان إذغ غرق بلده )) .. وكان رد طلعت فريد : (( لكن نحن نخبة)) ، فقال وردي : (( ليست هذه هي القضية لأن أهلي يحبونني كذلك وهم الأكثر عدداً )) .. وقد تم إنهاء الموضوع عند هذا الحد ، ورفع الحظر عن نشاطه ، وتمت إذاعة أغنية (( نـور العين )) كأول عمل له بعد الإيقاف . وقد لعب عمر الحاج موسي دوراً كبيراً في الكثير من الظروف المماثلة التي إعترضت وردي في مستقبل حياته الفنية كما سـيأتي .......
    عاد وردي الى ممارسة نشاطه الفني ، ولعبت علاقته ببعض أركان النظام خاصة طلعت فريد دوراً في حياته في حمايته من غضب السلطة .. ومن العلامات البارزة في هذا الإتجاه النشيد الذي أنجزه بمناسبة إغتيال باتريس لوممبا الزعيم الكنغولي الذي لقي تعاطفاً كبيراً من الشعب السوداني ، وكانت هناك معلومات متداولة تقول أن جمال عبدالناصر وضع خطة لتهريب لوممبا الى مصر ، لكن الحكومة السودانية رفضت التعاون بفتح الأجواء السودانية .. والنشيد في الأساس كتبه إسماعيل حسن وكان مطلعه : (( أنـا إفريقي حر والحرية في دمي ... سوف أحطم الأغلال مهما كمموا فمي )) . وعندما رجع الجنود السودانيون الذين شاركوا في مهمة الأمم المتحدة ، أقيمت لهم حفلة في المسرح القومي وقد أخبر وردي التاج حمد مدير الإذاعة عن النشيد فطلب الإطلاع عليه ثم وافق أن يغنيه وردي . وعندما بدأ وردي الغناء قام مدير المسرح بالإشارة الى التوقف ، ولم يعجب وردي الوضع فأخذ عوده وخرج وترك المايكرفون مفتوحاً ، وإنطلق الى حي المقرن حيث وجد إسماعيل حسن هناك فبادره بقوله : (( ياسجم السويتو دا شنو كيف تغني النشيد)) ، رد وردي : (( أنت كتبته ليه )) . ثم رجع وردي الى منزله حوالي الساعة الثالثة صباحاً ، وإذا بزوجته تقول له إن طلعت فريد جاء الى منزله وسأل عنه ، وطلب أن يتصل به في أي وقت ، وبالفعل أتصل وردي ، فسأله طلعت : (( لماذا تركت المسرح )) ، فأجاب وردي : لأن المدير أمره بعدم غناء النشيد ،، فرد طلعت بأن المدير ليست له صلاحية وهناك وزارة إعلام ومدير إذاعة وافق علي النشيد وأضاف : (( علي العموم أنا فصلت المدير دا والنشيد تغنيه في أي مكان )) ، وبعد ثلاثة أيام كان وردي في حفلة في الجامعة وغني النشيد ، وكانت النتيجة أن خرجت مظاهرة من الطلاب ، إتصل طلعت فريد بوردي مرة أخري قائلاً :- (( خلاص مشيت تطلع لينا في المظاهرات تاني ؟ )) نحن كنا عايزين نعتقل الطلبة ... لكن بما أني قلت ليك غني النشيد تركناهم ...
    موقف إسماعيل حسن من النشيد أضاف الى الجفوة التي بدأت تنمو بينهم ، وبسبب هذا النشيد بدأت شعبية وردي تزداد وتأخذ منحي سياسياً وتخلي إسماعيل حسن عن هذا النشيد جعله يتبناه ويقول أنه من كلماته ، مشاكل وردي مع هذا النشيد لم تقتصر علي الخرطوم فقط ... وإنما إنتقلت الى الأقاليم كذلك ، ففي إحدي المرات كان وردي في زيارة الى مدينة واو في جنوب السودان مع مجموعة من الفنانين ، وإلتقي بأحمد حسن سالم الحاكم العسكري هناك الذي طلب منه ألا يغني نشيد لوممبا في المديرية التي يحكمها ، كان رد وردي : أنه لا يقبل الأوامر الشفوية ،وعليه طلب من محمد العبيد مدير الإذاعة أن يحرر له خطاباً بذلك المعني ففعل ، لكن عندما صعد وردي الى المسرح بدأ الصياح ..(( لوممبا ..)) ولم يكن أمامه إلا أن يستجيب لطلب الجمهور ويغني النشيد ، وبعد سفره بعث وردي اليه ببرقية تقول : (( لقد غادرنا مديريتكم وسوف أغني لوممبا في باقي القطر)) .
    إلتقي وردي بأحمد حسن سالم الحاكم العسكري بعدها في استاد الموردة في مبارة بين فريقي الموردة والمريخ ، وبالصدفة جاء مقعده الى جوار وردي وسأله مداعباً إن كان في إمكانه أن يغني نشيد لوممبا .. شهدت هذه الفترة إذدهاراً فنياً ملحوظاً ففكر طلعت فريد عمل مسابقة لمعرفة أحسن فنان ، وإستدعي مجموعة من كبار الفنانين لمعرفة رأيهم .. كان موقف وردي .. لماذا لم يلجأوا الى الشعب ؟ أليس من الأولي أن تبدأ ونسأل الشعب رأيه فيمن يحكمه أولاً ؟ كان واضحاً وقال أنا جنرال وكلام ذي دا مافي !!!!!
    رفض وردي الإشتراك في المسابقة وكذلك عثمان حسين وغالبية الفنانين ، لكن ... سيد خليفة وعبدالكريم الكابلي وافقا ، وأقيمت المسابقة في المسرح ،، وكان سيد خليفة يلقب بفنان السودان الأول ... ذهب وردي الى طلعت فريد متسائلاً : (( خلاص سيد خليفة أصبح فنان السودان الأول ... إنت مقتنع بكده ؟ )) رد بقوله : (( الشعب قال كلمته )) فقال وردي : الشعب ما قال وإنتو أفضل تساعدوا الفن بوسائل أخري مثل تقديم جوائز تشجيعية وتقديرية ،، قال طلعت : إنت زعلان مننا ؟ قال وردي : (( أيـوة )) وبكل لطف قال طلعت : إنت عايز شنو ؟ قال وردي : عايز بيانو وماعندي ليه فلوس .. إتصل طلعت بأحمد مرجان قائد سلاح الموسيقي وأخبره بالموضوع ، وبالفعل إشتروا له بيانو من تاجر إغريقي في السوق بمبلغ (( 600 جنيه)) ورحلوه الى منزله في بري ، وبقي معه ذلك البيانو منذ ذلك الوقت وحتي عام 1972م الى أن أهداه الى معهد الموسيقي والمسرح بعد ذلك . والشاهد في هذا كله ... أن طلعت فريد لم يحمل عليه ضغينة إنه لم يشارك في المسابقة التي نظمها لإختيار أحسن فنان .
    تجربة شخصية أخري تمثلت في حفلة كان وردي مدعواً لها في نادي الجزيرة في مدني ، ولاحظ أن الناس غير منتبهة للغناء ، حيث يتصايح الأطفال وبعض الحضور كان مشغولاً بلعب الورق .. تضايق وردي وقرر عدم الغناء ،، فإحتج سكرتير النادي علي أساس أنهم دفعوا له أتعابه وكان مبلغ ستون جنيهاً لا تزال في جيبه فدفهعا اليه وخرج وردي . روي القصة لطلعت فريد الذي إتصل بالسكرتير وأحضره من مدني ثم ثم أنبهه علي ما بدر منهم من عدم إحترام للفن .. وأمره تسديد المبلغ له مرة أخري مهدداً إياه أنه لن يسمح لأي فنان أن يغني في نادي الجزيرة الذي لا يحترم الفنانين ما دام هو وزيراً للإعلام ...
    حادثة أخري تمثلت في إفتتاح خط سكة حديد بابنوسة / واو ،، حيث طلبوا من كل الفنانين المشاركة .. وصلوا الى محطة ((نيام ليل)) في بحر الغزال مرهقين بعد سفر خمسة أيام .. ثم جاء من يقول لهم أن الطاهر عبدالرحمن الحاكم العسكري تمت ترقيته الى رتبة لواء ، وهناك حفلة ينبغي أن يذهبوا للغناء فيها ، فإعتذر وردي بسبب الإرهاق ، وأخذ عفشه وذهب مع صديقه الشاعر كجراي الذي كان يعمل معلماً في تلك المنطقة لقضاء الليل في منزله ، وإذغ بأحد صغار الضباط يوقظه من النوم طالباً منه أن ينهض كي يذهب الى حفلة اللواء الطاهر ،، فإعتذر مرة أخري وكان الغضب من اللواء الطاهر وأمر بشطبه من البرنامج ، لم يؤثر هذا التصرف وإنتظر ،، فأرسل برنامج الحفل الى أعضاء المجلس الأعلي لإقراره ، وبدون الإطلاع عليه قال عبود : ... (( ياجماعة نحن جينا تعبانبن .. ختوا لينا وردي في الأول عشان نسمع منه القمر بوبا وأمشي أرتاح )) .. وكان عبود معجباً جداً بأغنية (( القمر بوبا )) فوافق بقية أعضاء المجلس والوزراء ،، وكان أن تغير الجو وطلبوا من وردي كلهم أن يغني فرفض أن يغني علي أساس أن إسمه محذوف ولا بدٌ من لقاء عبود قبل كل شيئ ،، وتدخل ُالتاج حمد مدير الإذاعة متوسطاً وعرض إعطاءه مبلغ مائة جنيه علي كل يوم قضاه منذ تحركه من الخرطوم علس أساس أن هذا دخله هناك ،، كما شارك اللواء الطاهر نفسه في هذه الوساطات وهنا وصل اللواء الأمين الحاج عضو المجلس فسأل عن القصة فشرحها له ، فأصر أن يغني وأن يقوم بتسوية الموضوع مع الطاهر ،، وفعلاً أصبح وردي أول فنان يغني في الحفل وبعد إنتهاء الفاصل قام بالسلام علي عبود وأعضاء المجلس الذين خرجوا كلهم بعد ذلك ، وقبل بدء الفاصل الثاني الذي غني فيه بقية الفنانين . ،

    {{ وردي }}
    وثـورة 21 أكـتـوبـر 1964م
    كان الوقت الهزيع الأخير من ليل 21 أكتوبر (( تشرين الأول 1964م)) ، وكان وردي في طريقه من أم درمان الى منزله في ضاحية بري ، وهو طريق يمر بجامعة الخرطوم .. وصل وردي منطقة الجامعة ليري تجمهراً من الطلاب ولغطاً حول حادث إطلاق النار نتج عنه جرح ومقتل بعض الطلاب ، وذلك إثر ندوة عن مشكلة الجنوب أقامها طلاب الجامعة ، وفرقتها قوات الأمن بالقوة . ركب مع وردي بعض الطلاب وذهبوا الى مشرحة مستشفي الخرطوم حيث بقوا هناك حتي صبيحة اليوم التالي . وأثناء وجوده وصل الصادق المهدي وعمه أحمد المهدي . وبدأ الحديث عن جنازة أحمد القرشي وضرورة أن يؤخذ في موكب ليدفن عند أهله . وبعد ذلك ذهبوا الى ميدان عبدالعمنعم حيث تمت الصلاة علي الجثمان ، وبعدها تحرك الموكب نحو قرية القراصة علي النيل الأبيض . ذهب وردي الى منزله وهو يردد بينه وبين نفسه : (( هذا اليوم اللي قاله أحمد الزبير)) . والإشارة الى ( أصبح الصبح ) الذي صار من معالم ثورة أكتوبر الشعبية ، والذي تجاوز حدود السودان ليكتسب له بعداً إقليمياً . وأحمد الزبير كان مذيعاً يقدم برنامج منوعات شهرياً وقتها بعنوان (( أشكال وألوان)) .
    تعود صلة وردي بهذا النشيد الذي ألفه الشاعر المعروف محمد الفيتوري الى أواخر عام 1963م ، عرضه علي الإذاعي أحمد الزبير ، وعندما إطلع عليه سأله : (( دي أغنيه كيف يا أحمد ؟ )) . رد قائلاً : (( سيأتي يومها )) . وبالفعل وضع وردي الأساس اللحني منذ ذلك الوقت ، أي قبل عام من إشتعال الثورة . بعد عودة وردي من ميدان عبدالعنعم إثر تشييع الجثمان ، ولم يكن قد نام طوال الليل ، أخرج النشيد وإستكمله ، ثم ذهب الى حي العرب في أم درمان حيث كان يسكن الزبير عازف الطبلة المعروف الماهر ، ووضعوا المسات النهائية علي النشيد ، وقاموا بتسجيله علي شريط وعندما أعلن عبود عن حل المجلس الأعلي ، وبالتالي إنتصار الثورة الشعبية ، أخرج النشيد الذي أذيع مباشرة وليصبح علي كل لسان :::
    أصبح الصبح ... فلا السجن ،، ولا السجان باق
    وإذا الفجر جناحان يرفان عليَ
    وإذا الحزن الذي كحل هاتيك المآقي
    وقد روي لوردي الشفيع أحمد الشيخ ،، الذي كان وزيراً لشئون الرئاسة في حكومة أكتوبر الأولي ، إنهم إتخذوا قراراً في مجلس الوزراء أن يذاع النشيد في الأمسيات كذلك . وكانت الإذاعة تذيع النشيد طوال النهار فقط . وإكتشف الوزراء إنهم لا يسمعونه عندما يعودون الى منازلهم مساءاً ، لذا طالبوا بحقهم في إذاعة النشيد كي يسمعوه . في تلك الليلة ،، وبعد الإعلان عن حل المجلس .. خرج وردي من منزله في بري وهو يرتدي جلباباً وينعل شبشباً ومعه محمد صالح إبراهيم وسارا بأرجلهم الى الخرطوم (3) حيث كان طلاب المعهد الفني ، ولم ينتبهوا لأنفسهم إلا وهم في شارع الأربعين في أم درمان . أي أنهم عبروا كل الخرطوم من الشرق الى الغرب .. وعبروا كبري النيل الأبيض الى أم درمان ، ولم يشعروا ... فقد كانت الفرحة طاغية لدرجة أنه لا يعرف كيف قطعوا هذه المسافة كلها .. هذه المشاعر إنعكست فنياً في سلسلة من الأناشيد قدمها وردي عن ثورة أكتوبر منها (( شعبك يا بلادي)) من كلمات ولحن الطاهر إبراهيم .. و (( يا ثوار أكتوبر )) لصلاح أحمد إبراهيم .. و (( لو لحظة من وسن )) للفيتوري أيضاً (( أكتوبر الأخضر )) .. و (( الشهداء )) لمحمد المكي إبراهيم ..
    لم يقتصر الأمر علي وردي فقط ... وإنما تفجرت طاقات ضخمة وظهر فنان كبير مثل محمد الأمين ،، وأخذ النشيد يأخذ حيزاً أكبر في المجال الفني ... وصار يدعي بالأغنية الوطنية التي تغني حتي في بيوت الأفراح .. ففكرة النشيد أن يعتمد بصورة أساسية علي الآلات النحاسية والجازباند ،، لكن الأغنية الوطنية تحمل مقومات الأغنية الى جانب قيمة ذات معني ومحتوي ......
    صلة وردي الإنسانية بمجموعة العسكريين لم تتنه ... ويذكر إنه تزوج للمرة الثانية يوم 6 نوفمبر 1964م في مدني ،، وقد بعث إليه المقبول الأمين بتلغراف تهنئنة ،، وذهب الى زوجة وردي الأولي في المنزل في زيارة مجاملة وكانوا يلتقون كثيراً .. كذلك عبود إستمرت صلة وردي به خاصة ، وكان يسكن شارع 45 الإمتداد ، ووردي يسكن في شارع 47 .. وكان عبود يأخذ قصب السبق دائماً في الأعياد . ويقوم بزيارته للتهنئة ويتساءل :: (( حالتكم كيف؟)) .. ويرد وردي :: (( والله ناس الأحزاب شالوا منا المايكروفونات وحالتنا بالبلاء )) .. فكان يقول عبود :: (( الله يستر وربنا يصلح الأحوال )).
    مناخ ثورة أكتوبر لم يستمر كثيراً .. وبدأت التراجعات عن الشعارات التي رفعتها الثورة .. وبنفس الطريقة التي شارك الفن في التعبير عن الثورة ، بدأ التعبير أيضاً عن مرحلة التراجع هذه ، ويظهر هذا في قصيدة الفيتوري التي كتبها عام 1966م .. وفيها يقول :: لو لحظة من وسن تغسل عني حزني ... تحملني ... ترجعني الى عيوني وطني .. ،، وفيها توريه واضحة لما يدور في الساحة .. ثم محمد المكي إبراهيم الذي لا يزال عند ثقته بالناس التي عبر عنها من خلال قصيدته :: (( إنني أؤمن بالشعب حبيبي وأبي )) .. وعبدالقيوم الذي قال في أول نشيد له بعد مايو .. (( أكتوبر الحزين ياطفلنا الذي جرحه العدا ... ها نحن نصطفيك موعداً ومولداً )) .
    ومن ملامح هذه الفترة بالنسبة لوردي أن الغناء العاطفي كان قليلاً جداً ، إذ أطلق فقط أغنيته ( عذبني ) .. و( يا أعز الناس) ،، وبدأت علاقته تتعمق مع مجموعة متنوعة وجديدة من الشعراء ، وإعتقد أن المناخ السياسي الذي أفرزه أكتوبر بدا ينعكس علي الوسط الفني ، وتعددت بالتالي لقاءاته مع المثقفين والكتاب الذين تربطهم رؤي متقاربة وهدف وطني عام ، وأصبحت لقاءاتهم وسهراتهم عبارة عن ندوات ثقافية ، بعيداً عن حياة الفنانين التقليدية والفنية الصرفة . وأصبح أصدقاء وردي يبحثون معه الكلمات والقصائد الجديدة ، ويعطونها له مثلما حدث مع أغنية (بسيماتك) لعلي عبدالقيوم ، وكان الفنان عبدالكريم الكابلي معجباً بها بداية ويسعي لأخذ موافقة مؤلفها لغنائها . وهناك أيضاً أغنية (الود) لعمر الطيب الدوش التي أعطاها لعبدالقادر الرفاعي ، ومنه وصلت اليه عن طريق الناقد محمود محمد ، وأعطاها العنوان .
    خلال هذه الفترة تعمقت صلة وردي بأمثال هؤلاء الشعراء . وقد إلتقي بالدوش مرة ثانية عام 1973م في أغنية (بناديها) ذات الرمزية الواضحة ، إذ تقول بعض مقاطعها : ( لما تغيب عن الميعاد ... أفتش ليها في التاريخ وأسأل عنها الأجداد.. وأسأل عنها المستقبل اللسع سنينو بعاد .. أفتش ليها في اللوحات محل الخاطر الما عاد ... وفي الأعياد ... وفي أحزان عيوم الناس .. وفي الضل الوقف مازاد ..) ، وقتها قال له عمر الحاج موسي وزير الإعلام آنذاك :: ( هل تفتكرني غبياً ،، الضل الوقف مازاد .. دا .. ثورة مايو) . قال له وردي : (( والله علي كيفك ودا تفسيرك إنت .. لكن أنا لم أقل ذلك )) .. وكان إن منعت فترة من الوقت من الإذاعة ثم أعادها الوزير مرة أخري بعد تظلم وردي إليه . ثالث قصائد الدوش معه هي ( الحزن القديم) ، وأيضاً أعطاها العنوان كرفيقتها . وأخيراً بعث له بأغنية جديدة بعد خروج وردي الأخير من السودان عام 1989م وهو في القاهرة أسماها وردي (بلد رايح) أطلقها من خلال شركة الإنتاج الجديدة في القاهرة أخيراً ويقول مطلعها : (( حأسأل عن بلد رايح ... وأفتش عن بلد سايح .. وأسأل عن أمانينا اللي مابتدينا صوت صايح ... حاسكن كل نخلاتنا إذغ جانا الزمن لافح .. وأكتب عن بلد مجروح .. وعارف الجارحو ليه جارح ... وأبكي علي بلد ممدوح ... وعاالفنان محمد وردي وعهد مايو 1969م


    تعرف وردي علي الفيتوري بعد أن غني له ( أصبح الصبح ) ، كما قضوا وقتاً في القاهرة عامي 69 / 1970م عندما كان الفيتوري بالجامعة العربية . ولم يتعاون وردي معه بعد ذلك إلا عقب إنتفاضة أبريل 1985م عندما وضع ( عرس السودان) وهناك قصيدة أخري له عام 1988م عن أطفال الحجارة لحنها وردي لكن لم يطلقها ، ومحمد المكي إبراهيم تعود علاقة وردي به منذ أن كان طالباً في الجامعة . وإزدادت صلته به متانة عقب أناشيد أكتوبر التي أضيفت لها ( أكتوبر الأخضر ) و (جيلي أنا ) وعلي عبدالقيوم تعود صلته بوردي منذ أن كان طالباً في الجامعة ، وأصبحت صداقتهم حميمة وأعتقد أن وردي ظلمه ، فقد أعطاه الكثير من القصائد الجميلة التي لم يغنيها له رغم إعجابه بشعره وحتي بعضها مثل ( روعة المأمول ) أكمل وردي تلحينها ولم يطلقها .
    التيجاني سعيد غني له وردي ( من غير ميعاد ) عام 1966م وكانت منشورة في صحيفة ( الصحافة ) ولفت النظر إليها الربط بين الفصحي والعامية ، ثم (قلت أرحل) وهي أغنية طلع بها وردي بعد خروجه من سجن كوبر عام 1972م ولديها قصة تستحق أن تروي ، فقد كان وردي معتقلاً في سجن كوبر عندما زارته زوجته في السجن فوجئ بين الأغراض التي أحضرتها (سفنجة) جديدة ملفوفة بورق صحيفة أدخلتها عن طريق عسكري نوبي تعرفه يدعي صالح . وبما أنهم كانوا ممنوعين من الصحف فقد أخذ وردي الصحيفة ليجد فيها القصيدة ، والى جانبها صورة التيجاني سعيد ، وكانت بعنوان (قبض الريح) أعجبت القصيدة وردي ، وقرأها الرشيد نايل المحامي ، وكان معه في الغرفة وأعجبته مع إنه ليس من مناصيري الشعر الحديث والغنائي عموماً ، لكنه إعترض فقط علي عنوانها علي أساس إنه يعزز مناخات الإحباط في ظروف السجن ، وهو ما وعد بتغييره ثم غطلع عليها عبدالقادر الرفاعي الذي قام بحفظها في صندوق سجاير خوفاً من أن تعثر عليها سلطات السجن عند التفتيش ، وبعد إغلاق السجن في الساعة الخامسة مساءاً ، أخرج عبدالقادر القصيدة وناولها لوردي ، فبدأ في تلحينها مستعيناً بصندوق كبريت لتوفير النغم بدلاً من العود . وحوالي الساعة الثامنة مساءاً قال وردي للمجموعة إنه يحتاج الى كورس وإختاروا مجموعة وبدأ في تحفيظها المقطع الأول ، وفي اليوم الثاني المقطع الثاني ، وفي اليوم الثالث المقطع الأخير ، وتم تقديمها في السجن من خلال المجلة الناطقة وهي إحدي الوسائل المستخدمة بواسطة السجناء السياسيين لممارسة أنشطتم الثقافية .
    ومن الشعراء الذين بدأ وردي التعامل معهم عقب ثورة أكتوبر الشاعر إسحاق الحلنقي ، وهو صاحب أكثر أغنيات عاطفية غناها وردي بعد إسماعيل حسن . وأول قصيدة غناها له هي ( جربت هواهم ) ثم توالت الأغنيات ( عصافير الخريف) ، (صواردة) ، (دوري يا أيام ) ، (فرحي خلق الله ) ، (الحنينة السكرة ) ، ( إستنيني ) ، ( أقابلك ) ، ( يلا وتعال ) ، وأخر أغنياته ( بالسلامة ) .. وتمتاز علاقة وردي بالحلنقي بالاستمرارية ، وهو شاعر رقيق جداً ، ولديه موهبة وملكة وضع الأفكار التي تطرح له شعراً كما يتصورها صاحبها . ومن الشعراء الذين تعامل معهم وردي بقصيدة واحدة ، أو قصائد قليلة ، كمال محيسي صاحب أغنية (( بشوف في شخصك أحلامي)) ، وشاعر الحقيبة المعروف محمد علي أبو قطاطي ، وهو من أحسن من يكتبون الشعر الشعبي ، وغني له وردي (( المرسال)) ، (( شن بتقولوا )) ، (( ساق الشتيل الني)) ، وغيرها ... صاوي عبدالكافي وهو من أهالي أسوان وبعث إليه بأغنيتين هما ( أمير الحسن ) ، و ( حبيب القلب يا أغلي الحبايب ) ، ثم ألجيلي محمد صالح صاحب أغنية (تـوبـة) و(الحبيب قلبو طيب) ، وكجراي وهو صديق لوردي وزميل له في مهنة التدريس وشاعر مقل أعطاه قصيدته الأولي (مافي داعي) في الجنوب ، كما غني له وردي (تاجوج) .، وهناك أيضاً مبارك بشير صاحب أغنية (بسيماتك) ، وفي آخر عهد نميري ألتقي وردي المكاشفي محمد بخيت واتفقوا علي أن مرحلة الرمزية انتهت سياسياً ، وآن الأوان للشعر أن يفصح وبالفعل غني له وردي (( ماني خايف)) .
    وتبقي العلامة البارزة في علاقته بالشاعر محجوب شريف .. حيث إرتبطوا مع بعض ، وبصورة حميمة لأكثر من عشرين عاماً ، وبالرغم من فارق السن الذي بينهما وهو الرباط الذي عبر عن نفسه بصورة خاصة في مجال الأغنية الوطنية ولدرجة أن وردي صار يضن بألحانه علي شعراء آخرين ، ومحجوب شريف يقول إنه يسمع صوت وردي أثناء تأليفه القصائد ، كما تم سجنهم سوياً في كوبر أيام نميري .. ولمحجوب خصاله الشخصية فهو لا يشرب الخمر أبداً ، ويدخن قليلاً ، هو لايكذب ، ولا يخلف وعداً ، ولديه مقدرة عظيمة علي رفع الكلفة والتواصل ببساطة مع الأطفال ، الى جانب إحتقار عظيم للفلوس والأكل والشرب ، وعلي استعداد أن يمشي علي رجليه من الخرطوم حتى نهاية أم درمان إلى منزله في الثورة الحارة (11) ، ويرفض أن يركب مع وردي قائلاً بتهكم : ( ياخي عربيتك المرسيدس دي عاملة زي المرة العزباء .. أحسن أمشي علي رجلي ) ، وكل ذلك بتلقائية ودون إفتعال . ألتقي وردي بمحجوب شريف لأول مرة في مدينة مدني عام 1968م وذلك بحكم إنه مدرس ووردي مدرس سابق ، وقيل لوردي إنه يكتب الشعر ، وشعر وردي من البداية إنهم يعرفون بعضهم منذ زمن طويل ، وفي مطلع عهد نميري بدءوا بنشيد (( من حكاياتنا مايو)) ، ثم (( فارسنا وحارسنا)) ، والثالث (( حنقدم ونتقدم في وجه الريح ونتقدم)) التي رفضت سياسياً ... ومن التجارب التي يذكر إنهم أثناء سجنهم في كوبر في حوش الطوارئ وهو أحد أقسام السجن ، قال وردي : ضروري تعمل حاجة للمشاركة في الاحتفالات بثورة أكتوبر ، فأمن علي كلامه بقوله :: (( نعمل )) .. أضاف وردي ( طيب ما تكتب لينا قصيدة!؟) . قال :: (( عملتها يا أخي )) ، وأثناء سيرهم بدأ محجوب يلقي القصيدة : (( أكتوبر ديناميتنا)) .. وفي غضون ساعة كانت القصيدة قد تم تلحينها وغناءها ، ولدي حلول عيد استقلال السودان في يناير 1972م كتب محجوب شريف قصيدة وكانوا ما زالوا في حوش الطوارئ بسجن كوبر بعنوان (( أهلاً أهلاً بالأعياد)) ، وتم تلحين القصيدة التي رددها المعتقلون . ويذكر مرة في عام 1982م كان وردي مقيماً في فندق الصداقة في الخرطوم بحري كنوع من التغيير من جو المنزل عندما زاره محجوب شريف ومعه عائلته . وأثناء حديثهم قال له وردي :: ( يامحجوب أنا عايز نميري دا عندما ينتهي نقول للشعب السوداني حمداً لله علي السلامة ) . ويبدو أنه قام بتخزين هذا الكلام في ذاكرته .. وبعدها بثلاثة أيام فقط تم اعتقاله وأخذ الى السجن وخرج وردي فيما بعد في هجرة نهائية خارج السودان في أخر أيام النميري ، ثم جاءت الانتفاضة في أبريل 1985م ، وإذغ به يكتب محجوب شريف البلاء الذي أنزاح بواسطة الانتفاضة الشعبية ... بلي وأنجلي .. حمد الله ألف علي السلامة .. أنهد كتف المقصلة .. أي أن البذرة التي رميت عام 1982م أينعت قصيدة بعد ثلاث سنوات ، وقد لحنها وردي بإيقاع (( تم تم )) شعبي وسرت مثل النار في الهشيم عند إطلاقها .. ويمتاز محجوب شريف كذلك بغزارة الإنتاج ، ويذكر أنه بعد كوبر أرسل الى سجن شالا في غرب السودان ، وبعد شهرين عندما رجع بعض المساجين الذين كانوا معه جاءوا وبحوالي 7-8 قصائد قام بوضعها خلال هذه الفترة . والى جانب الأغنيات الوطنية فإنه حتى في أغنياته العاطفية يطرح صوراً وأخيلة جميلة ، كما في (( السنبلاية )) التي يقول فيها :: وتتكئ سنبلاية علي صراعي وأميل كأني غنا الطفولة العذب ... كأن الدنيا طي القلب والمنديل ،، وفي أواخر عهد نميري كتب أغنية (( البديل )) التي وضعت الإجابة علي السؤال الذي كان مطروحاً وقتها بشدة وهو :: ما هو البديل لنظام النميري !؟ ... (( حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي )) .. وطن شامخ وطن عاتي وطن خير ديمقراطي ... حنبنيهو ... وغناها وردي لأول مرة في حفل للطلاب السودانيين في جامعة الزقازيق بمصر ،، كما كتب (( يا شعباً تسامي )) التي كانت بلحنها الراقص مفعمة بالأمل علي قرب انتهاء عهد الرئيس جعفر محمد نميري .
    عزيزي القارئ .... محمد عثمان حسن وردي علي صهوة جوداه الأبيض الطائر ... جاء يحمل في أهداب العيون تراب أرض العتمور .. جاء يجر النم ويشق التيه ، صوته صوت السواقي في جنح ليل بهيم بكاؤه بكاء الريح علي السعف في أعالي النخيل ، أنغامه ألوان وأنوار ، وعندما دقت حوافر حصانه أرض مدينة الأنوار والوهج وشوق كان استهلالا مبدعاً لعشاق الجمال ونساق العبقرية وكتاب تاريخ الأغنية .. وعندما وقف أمام محراب الفن رفع يده ليمسح الغبار عن كتاب تاريخ الفن في السودان . وأنا بالإنابة عنكم جميعاً أرفع يدي لأمسح من جبهته حبات العرق التي تجمعت وهو يستجمع ذكريات 42سنة في درب الفن ..
    محمد وردي علم من أعلام الغناء ، دوامه من دوامات أعطي من فكر ، أبدع ومازال يبدع ، جاء من الشمال ليعطر سماء الخرطوم والسودان بل والعالم بصوته الشهي الفنان وموسيقاه المتميزة ، أستطاع أن يحتل مساحة كبيرة من محيط الأغنية السودانية كانت تخلو في غيابه وتمتلئ لحضوره . حين جاء ... جاء يحمل معه البشر وعطر الجروف ، وحنين السواقي والفرح ، أفسح له الجمهور الفني مكاناً خاصاً .. وحيث بدأ من ... (( ياسلام منك أنا آه )) بدأت قصة حب تجمع بينه وبين قلوب الملايين علي امتداد المليون ميل .. جاء وأبدع .. فأعطي الغناء مدلولاً جديداً .. محمد وردي ... هذا القادم من (( صـواردة )) جارة منطقة الخليل .. ليملأ دنيانا أملاً وصفاءاً وليزيد البهجة بهجة وليضيف للجمال عمقاً وسـحـراً .. صوت لقدر ماش .. صوت أتي من الشمال ليكون لكل الجهات في السودان بل والعالم ... محمد وردي في الغناوي والمواويل الطوال في براءته وطيب نغمه وعطاءه نرتاح جميعاً عند نغمة تخرج من نغمة وعند وتر يغازل من يناديها .. قدمت لكم وردي عبر الحروف أنني عندما أقدم لا أقدم ألا الماء للبحر ، والتمر إلى أرض خيبر ، هل أقدم وردي ليتحدث أم يغني كيف الشئ ضد الشئ .. فناننا الكبير الشامخ وردي صوت أغن – أطرب له ، حين أسمعه كأنه يضمني ويحتويني ، يفرد لي مساحاته وأعماقه فأغيب فيه ، وأذوب فيه وأتلاشى .. محمد وردي قبل أن نتناوله بالملاحظة الدقيقة نرجو أن يفهم ، ويفهم زملاؤه وقراؤه هذا الحديث ، أن قوام هذه الكلمة الملاحظة الدقيقة الصادرة من عاشق لصوت وردي .. وهي بهذا لا تمثل أي تطاول علي مقدرات إخواننا الموسيقيين ، فذلك منهج وهذه ملاحظة ومتابعة ، وبرغم اقتناعي فإنني لم أستطيع أن أوفي الحديث حقه إلا أن الموضوع يستحق المحاولة .. فناننا الشامخ محمد عثمان حسن وردي .. فنان عظيم ولا يشك ولا يغالط في هذا إلا مكابر عنيد ..




    رف المادحو ما مادح )) .
    وردي نـقـطـة تـحـول في مـجـري الأغـنـيـة الـســودانـيــة
    أغنيات وردي تنافس نفسـها ، أو أنه ينافس نفسـه بنفسـه ، فالرجل فنان يحترم فنه ويقدسـه ويحترم جمهوره ويسعي قـدر جهده بالإجادة والتجديد والتحديث .. والرجل نقطة تحول بغير شـك في مجري الأغنية السـودانية منذ ظهوره وحتى الآن .. وقد قدم الكثير بلا شـك في حين تفرغ غيره لإثارة الغبار والنقد الأجوف .. هـو أول من غني المواويل الطوال في بلادنـا ، وأول من أدخل الآلات الموسيقية الغربية الحديثة في الأغنية السودانية .. وأول من قام بتوزيع أغانيه توزيعاً موسيقياً لم يغير من جوهر اللحن ولا شكله .. وهو فوق هذا وذاك كـنـز من الإبـداع والـتـألـق ، فهو فـنـان مرهف الحس ، وذكي جـداً ، ولعل ذكاءه هذا هو ميزته الكبري ، لأنه متى يعرف يقدم لحنـاً جديـداً ، ويعرف كيف ينظم له الدعاية الهادئة قبل تقديمه ، فإذا كل الآذان مرهفة في انتظار جديدة الذي يهز دنيا الغناء هزاً ، فلا نحتاج لأمثلة وهي كثيرة !؟ وهو يستطيع الاستفادة من كل تجربة يدخلها ، ويزيد من رصيد شعبيته الضخم المتعاظم يومياً ، وكيف أستطاع أن يحول مشاعر الجماهير إلى مظاهرة فنية صاخبة تحمله علي الأعناق يوم قيام ثورة أكتوبر الشعبية ،، ويوم الانتفاضة الشعبية عام 1985م ،، ويوم مهرجان الغناء والموسيقي الأول بشارع النيل ، وبالقاهرة ، والرياض ، ودبي ، وأديس أبابا ، وقطر ، وعـدن ، ... كيف أستطاع أن يملك القمة في يمينه ، وهو الذي يسحر جماهيره فتراها تتدافع إليه ونحو حفلاته بحب زاخر بالود والإعزاز ، وكيف أمكنه فنه الرفيع أن يحجز الآلاف من محبيه ومعجبيه مقاعدهم من أول
    الحفل ولا يغادرونها حتى يغني وصلته الأخيرة دائماً حتى لا تخرج الجماهير ويخرج الذين يأتون من بعده ...

    الـفـنـان مـحـمـد وردي بـطـاقـتـه الـعـائـلـيـة
    محمد عثمان حسن وردي ، من مواليد قريـة (صـواردة) بالولايـة الشـماليـة – محافظة وادي حلفا – ولد في عام 1932م ، البيئة التي نشـأ فيها هي في حـد ذاتها لـوحـة فنيـة جمالية فريدة من نـوعها ... هناك عاش مراحل صياغته الفنية الأولي ، وذهب إلى المدرسة وتعلم العزف علي آلـة الطنبور ، وهي آلة الشمال الموسيقية ، كان مايزال طفلاً صبياً يربو عمره عن الخمس سنوات عندما تعلم العزف علي الطنبور ، ولا غرو فجميع أسـرة وردي كانوا يعزفون علي آلة الطنبور تقريباً ، ويقال أن والـدتـه كان صوتها جميلاً جداً ولم يرها جيداً وردي لأنها توفيت وهو طفل صغير،، له سـتة أبـنـاء :: أكبرهم صبـاح وعبد الوهاب وحسن وحافظ وجوليا ومظفر ، ومن الملاحظ كلها أسماء فنية .. صباح علي الفنانة صباح عندما زارتهم في المنزل ، وصادف أيضا صباح ، وعبد الوهاب علي عمه ، وحسن وردي علي جده ، وحافظ علي الدكتور حافظ الشاذلي أظهره للحياة كمولود ، ومظفر علي الشاعر مظفر التواب ، وجوليا أسم أعجب وردي ، ويقال إنـه علي أسم الفنانة الفلسطينية الشهيرة حوليا ،، الابنة الكبري صباح تزوجت من قريبها الموسيقار الفاتح يسن علي البدر وهو أبن خالتها ، ... جد وردي ، ويسمي حسن وردي تزوج لأول مرة من نعمة علي بلال وهي شقيقة حسن وحسين بلال وأنجبت له أبناءه الكبار ، صالح ، وعثمان ، وعبد الوهاب ، تزوج جد وردي زواجه الثاني ، من عائشة عثمان من قرية (نلوه) ولم تنجب معه وتوفيت عنده ، ويقال أنها كانت ثرية ولها أراضي تمتلكها بنلوة ... تزوج جده للمرة الثالثة من سـلامة أحمد إدريس وأنجبت له عبد الخالق ، وهو أصغر أنجال حسن وردي ويقيم الآن بلندن ، ... أما الابن البكر صالح وردي فقد تزوج من تمايـة سيد علي داؤد وأنجبت فاطمة صالح حسن وردي ، وتزوجها إبراهيم محمد بدر ، وأنجبت له : إبراهيم وسمير والتاج ونعمات تزوجها سمير عثمان محمود ، أما وردي صالح حسن تزوج علوية وأنجب هيثم ومحمد وراشـد ورانيا ويوسف ، وثريا صالح حسن تزوجها الفنان محمد وردي وهي أم كل من صباح ، وعبد الوهاب ، وحسن ، وحافظ ، أما سلمي صالح حسن تزوجها طه حسين السيد وأنجبت له فتحي وعصام وأمجد وحمدي وبنات ، قبيلة صالح حسن تزوجها عبد الكريم سيد وأنجبت سيد فاخر ومحمد وبنات ، أليسـة صالح حسن تزوجها يسن علي بدر وأنجبت معاوية – الضابط الذي أعدمه نظام الإنقاذ في 27رمضان – والفاتح الموسيقار ، ومحمد وأشرف وحنان وإنصاف وآخرين ،، وتزوج الابن البكر صالح حسن وردي عم الفنان زواجه الثاني من ذاكية حسن علي حمد من قـبـة سـليم وأنجبت له حـسـن ( شـيبـة) وعبدالرؤوف وعبير وشاذلية ،، وعثمان حسن وردي والد الفنان محمد عثمان وردي تزوج زواجه الأول من بتول احمد شريف ( بنت العمدة) وأنجبت له محمد وردي الفنان وتوفيت عنده وتزوج زواجه الثاني من حليمة برسي وطلقها ولم ينجب معها ، وتزوج الثالثة من زينة احمد إدريس ، شقيقة احمد إدريس زوجة أبيه حسن وردي وله ووالده عبد الخالق حسن وردي ، وأنجبت له زينب عثمان وردي وتزوجها فرح خليل وأنجبت له خليل ، وعبدالسلام ، وحنان ,اخرين ...
    • من أعـمـام الـفـنـان وردي :::
    • محمد حسن وردي تزوج من زليخة وأنجبت له جليلة وتعمل ممرضة في مستشفي وادي حلفا وتزوجها حسن غانم وهو يعمل بالسكة حديد بوادي حلفا
    • عبد الوهاب حسن وردي تزوج من زينة أحمد إدريس أرملة أخاه المرحوم عثمان حسن ولم ينجب معها وتوفي عام 1950م
    • عبد الخالق حسن وردي وهو أصغر أنجال الجد حسن وردي وأمه سلامة احمد إدريس ومتزوج وله بنت وآخرون ... وخالته زينه احمد إدريس جدة وردي الفنان من ناحية الأم ..
    • تزوج جد الفنان محمد وردي من ناحية الأم ويسمي بدر شريف الجد الكبير من زوجته فاطمة الشيخ ، وأنجبت له عثمان احمد بدر شريف وفاطمة وبدر احمد وبتول احمد والدة الفنان ، ونفيسة احمد بدر ، وعبد الرحيم علي بدر ،، وكان الجد الكبير بدر شريف عمدة البلد ويعمل برتبة نقيب في جيش الإمام المهدي وكان يساعد المهدي في مهماته العسكرية .
    • من أخوال الفنان وردي ::::
    • عثمان احمد بدر تزوج من بنت عمه صليحة علي بدر وأنجبت له الموسيقار عازف الفلوت عبد الهادي وشهبور وشاكر وفاديه وبكوشة وتزوجها برعي بدر احمد ابن عمها ، وفاديه تزوجها أحد أقربائها من حلفا وأسمه محمد صالح ، وبدر احمد تزوج بنت عمه فرحة علي بدر وهي شقيقة يسن علي بدر وأنجبت له احمد وبرعي وشاكر الذي تزوج بنت عمه بكوشة عثمان احمد ..
    • بتول احمد بدر تزوجها عثمان حسن وردي والد الفنان محمد وردي وتوفيت عنده .. وفاطمة احمد بدر وهي من أم أخري وتلقب بفاطمة شريف علي أسم جدها الكبير وتزوجها محمود احمد وأنجبت له ، محمد محمود احمد بمتحف السودان القومي ، ومن أولاده : شبلب واحمد وآخرون .
    من أخوة الـجـد الكبير بـدر شـريف العمدة وهم :::
    • مختار بدر شريف وتزوج من فاطمة محمد علي وأنجبت له نصر الدين ومحمد عثمان مختار (توفي) وجمال مختار بدر من أم أخري وتسمي حبوبه وتوفي جمال وكان قد أخذ العمودية من والده وبعد وفاته أخذها عثمان علي بدر حتى الآن ..
    وعلي بدر شريف : تزوج من ماريا دياب من قـبـة سـلـيـم وأنجبت له : يسن ، وعثمان (العمدة) ، وبدر (شيخ القبيلة) ، ومحمد ، وصليحة ، وفاطمة ، وزهرة ، وآمنة ، وفرحة علي بدر تزوجها احمد بدر وأنجبت له : برعي ، وشاكر ، واحمد ، وبرعي تزوج بنت بكوشة عثمان احمد بدر شقيقة الموسيقار عبد الهادي عثمان احمد بدر وبنت خالة الفنان القدير محمد عثمان حسن وردي . ويسن تزوج من أليسـة صالح حسن وردي وأنجبت له : المرحوم النقيب معاوية ، والموسيقار الفاتح ، وأشرف ، ومحمد ، وحنان ، تزوجها أبن خالتها فتحي طه حسين السيد ، والفاتح يسن تزوج صباح بنت الفنان محمد وردي وأنجبت له : صالح ، ومعاوية ، وآخرون .. وتزوج عثمان علي بدر من صندله شريف نـصـر من قـبـة سـلـيم ، ,أنجبت له : رمزي ، وكامل ، وبشير من أم أخري .
    • محمد بـدر شـريف تزوج من روضة إبراهيم وأنجبت له : إبراهيم وعبدون وعائشة وعبد العزيز ، وحسن إبراهيم تزوج من فاطمة صالح حسن وردي ، وأنجبت له بنتاً تزوجها سمير عثمان محمود ، وثاني من أنجبت فاطمة صالح : التاج ومحمد وسمير وإبراهيم (الثاني) وعبدون محمد بدر الذي تزوج بتول بدر احمد (التي سميت علي اسم ام الفنان محمد وردي) ، وبدر علي شريف تزوج من قبيلة يسن ، وأنجبت له: مدثر ، والتاج ، ولطفي ، ومن أولاد المرحوم عبد الرحيم ، نذكر منهم أحمد الذي تزوج بنت عمه ، والزلال ، وفاطمة من أم أخري وعلوية وهانم ونفيسة .
    • جـدة الفنان محمد وردي من ناحية الأم :-
    وتسمي (( فاطمة الشيخ مكي - من قبة سليم )) وأسمها فاطمة مكي ، ولقبها فاطمة الشيخ لآن زوجها احمد بدر كان شيخ البلد ، ومن أخوة الجد فاطمة الشيخ مكي : محمد مكي ، ومحي الدين ، وتماية مكي أشـقاءها ، ويسن احمد من أم أخري من أشـيمتو ، والأخوة الآخرون عبد العزيز مكي وعبد الرحيم مكي ، وآمنة من أخري ، وهي صليحة احمد من بلدة أبوراقة ، وجدة الفنان محمد وردي من ناحية الأب : نعمة علي بلال ، ومن أخواتها حسين وحسن علي بلاب من أولاد شريف وفاطمة تزوجها (توفي) من صاي ، ومحمد تزوج بنت عمة حسين علي بلال ، وروضة احمد بلال عم حسن علي بلال وزوجة احمد خليل وجدة قبيلة يسن يونس زوجة بدر علي شريف ..

    الـفـنـان (( مـحـمـد وردي ))
    وردي كلما يغترب ويعود لهذه الأرض الطيبة يبكي بصدق ، وكذلك إشتهر بحبه للرياضة ، ومن الرياضة إكتسب سـعة الصدر وسرعة البديهة وحضور الروح المرحة ، والهلاليون يتخذون من هذا المقطع من أغنيات وردي نشـيداً لهم ... ( كان أسمها أمدرمان ... كان أسمها الثورة .. كان جنوبياً هواها ، وكان العرس عرس الشمال ... وكانت سـاعة النـصـر اكتمال الـهـلال ...)
    وردي يقوم بتقديم أغاني جديدة سنوياً بل وفي كل موسم ، يعني أكثر من أغنية في السنة ، ومدي نجاحها وفشلها يتركها لتقدير المستمع وتجاوبه الواعي . أما تردده بعض أغانيه القديمة بحداثة فهذا ما يفعله مشاهير العالم من الفنانين ، والأمثلة كثيرة .. تجاربه اللاحقة ليست تغييراً وإنما تحديث لهذه الأغاني حتى تكون أكثر معاصرة ، لأن العديد من الأجهزة والآلات الموسيقية المعروفة الآن لم تكن موجودة في الخمسينات والستينات (بيزجيتار) وما شابهها ، وهذه محاولة لإسـتيعاب كل جديد في الموسيقي وهو لم يبدأ التجديد الآن ، إنما منذ مطلع الستينات في ( بعد إيـه) ، وكان أول عمل يدخل فيه آلة ( الأورج) ، وكذلك في ( الحبيب العائد) عام 1962م ، وفي عام 1969م ذهب للقاهرة ووزع أغنية ( الـود) بعد عام 1972م من ( قلت أرحل) اكتملت الآلات جميعها وآخر أغنية بلحن جديد وحديث ( جميلة ومستحيلة) ..
    وردي فنان موهوب يري الكلمة الجميلة بالمجهر ويكتشفها ، ومقاييسه لها هي أن الكلمة الجميلة عنده لاتحتاج إلي كبير عناء في الفهم والحس والتقويم ، ولقد تعود أن يكون قارئاً للشعر قديمه وحديثه ، وأحدثه وعنده من الأخوة الأدباء والأصدقاء الذين يحبون الأدب عموماً والشعر علي وجه الخصوص مجموعة يعتز بها ويستفيدون جميعاً ويكون الاختيار الأمثل .
    العمل الفني عنده ليس خيالاً فقط ، بل تخطيط وإصدار علي الخلق ، وبحكم التجربة الطويلة يستطيع أن يحق أي عمل يريد تحقيقه ، ولايعني هذا أن الشك لايلازمه أحياناً في قيمته الفنية ، ويتمني كل مرة أن يعمل ويصحح ويضيف ويحذف ،،، وهكذا تجده في دوامة القلق للإجادة ... هذه اللحظة التي يباشر فيها اللحن ويتفرغ منه ومقاييسه لذلك ... فنانه المفضل .. كانت سيدة الغناء العربي أم كلثوم .. وقد دعاها الفنان محمد وردي للغناء في حفلة عرس عند زيارتها للسودان ، فكانت لحظات رهيبة وسعيدة ، وأم كلثوم كان وردي فنانها المفضل أيضاً . كانت حفلاته الشهيرة علي طريقتها وشعراء وردي المفضلون : المتنبئ – بابلونيرودا- محمد المكي – مظفر النواب – ويحب التراث العالمي الكلاسيكي ولا يستطيع التفضيل .
    وردي كفنان فهو ممتاز وعملاق .. يملئ المسرح بصوته ، وبشخصيته الفنية برشاقة أدائه وحلاوة ألحانه .. فيفيض علي الرواد المستمعين جو من الطرب والانسجام . معروف عن وردي أنه يقرض الشعر ، وقد ساعده علي ذلك ترديد ه لأغنيات المنطقة ( الرطانة ) وهو شاعر ومغني نوبي من الطراز الأول ... معظم ماتغنب به وردي من أغاني المنطقة من كلماته ، ووضع لها ألحانه ، وتغني بها ، وهي في مجملها جيدة النظم وحسبك منها :: ملاك ،، مشكة ،، سمرة ،، مسونكيل ،، كوشوكيتو ،، نوقولي ،، تادلي ،، دلتي ،، نايدن مقيه وينجي ،، نلسي ،، ألسي ،، وغيرها .. تتركز معظم أغانيه علي رغبته بأن يظل قريباً من وطنه ومن الحبيبة وهو موضوع أشهر أغنيات لهما وهما :: (تادلي) و(ملاك) بالرطانة ... وهو يتبوأ المقام الثاني في الأدب والتراث النوبي بعد الشاعر خليل فرح ، وهو أعظم من خليل فرح ، وموسيقار أبدع من (بتهوفن) ،، ومن أميز عازفي العود والطنبور في العصر الحديث ....
    وردي حبيب الكل













    هذا التوثيق الجميل عن هرم الغناء في الوطن الكبير بلد المليون ميل مربع لهو واحده من حق كل الاجيال أن تعرف عن هذا الهرم الوجداني النبيل له الرحمة ولنا في إرثه حياته الأخري

    ،،،،أبوقصي،،،،
                  

02-23-2012, 11:21 AM

مجدي عبدالرحيم فضل
<aمجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إرادة المولي أرادتني وبقيت غنااااي (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)

    الـمـســـتـحـيــل
    كـلـمـات : إســمـاعـيـل حـســن
    لـو بـإيـدي كـنـت طـوعـت الـلـيــالــي *
    كـنـت زلـلـت الـمـحــــــــــــــال
    والأمــــانـــي الـدايـــرة فـي دنـيـــــاي *
    مــــا كــانـــت خــــيـــــــــالــي
    دي الإرادة ونـحـــن مــا بــنــقــــــــدر *
    نـجــــابــــه الـمـســـــــتــحــيـــل
    دي الإرادة والــمــــقـــــــــــــــــــدر *
    مـــا نــجـــــد لــيـــــه بــــديــــــــل
    دي الإرادة إجـــــبــــــرتـــــنــــــــــي *
    فــي هـــواكـــم مــن قـــبـــيــــــــل
    *****
    غـصـــبــاً عــنــي وغــصــبــاً عــنــك *
    إنـــت حـــبــيــتــنـــي وهــــويــتــك لــــو بـــإيـــــدنــــــا مـــن زمــــــان *
    كــنــت خــلــيــتــنــي ونـــســــيــتــــك وإنـــت عــــارف وأنــــا عــــــارف *
    لــــــو بـــإيــــــدي كــــان هـــويـــتــك
    *******
    أصـــــلـــــو حــبــي أقــــــــــــــــوي *
    وأكــــــبــــــر مــــن إرادتــــــــي وأنــــــــــــا حـــــاســـــــس فـــــــي *
    جــحــيــــم نــــارك ســــعـــــادتــي والـلــهــيــب الــبــشــــوي فــي روحــي *
    فــــي ذاتــــــــي هـــــــو إنـــــت
    ******
    قــلــبــي دايــرك حــبــي عــايــزك * آه فــي جــمــالــك فــي صــبــاك فــــــي دلالــك فــــــي وفـــــــــاك *
    يــاالـمـســــيــر ومــاك مــخــيــــر إنــــت يــــا الــصـــــــــــــــــــابــــر *
    وعــنـــــد اللـــه جــــــــــــــزاك
    ******
                  

02-23-2012, 11:23 AM

مجدي عبدالرحيم فضل
<aمجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إرادة المولي أرادتني وبقيت غنااااي (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)

    الـقـمـر بــوبـــا
    كلمات :: إسـمـاعـيـل حـسـن
    الصغيرة شجيرة الأراك
    ياقمر عشرة الفي سماك
    شاغلة روحي وقلبي المعاك
    وين لقيتك لامن آباك
    القمر بوبا عليك تقيل
    العيون الما بدمعن
    نامن أو صاحيات يبرقن
    لا بصيدن لا بعشقن
    سرهن في الجوف يحرقن
    كشفن رموشن أو غمضن
    كلو موت ماتقول برحمن
    القمر بوبا عليك تقيل
    الصغيرون الما كبير
    الرقيبة قزازة عصير
    السنون براقن يشين
    العيون متل الفناجين
    مابتحش قشة تناقير
    مابتشيل جردل على الزير
    الزراب فوقا تقول حرير
    شتتي شبار يامضمير
    خلي قلوب الصبيان تطير
    انتي ريحتك دمور فرير
    ولا بت السودان اصيل
    القمر بوبا عليك تقيل
    الجزير ام بحرا حما
    فيك روحي وحبي النما
    مابسيبا ان بقا في السما
    ما بخلي الناس تظلما
    روحي في دربك سالمة
    يا غرق يا جيت حازمة
    القمر بوبا عليك تقيل
    القديما قديما الحمام
    الوديزين في موجو عام
    يا مرايقة قليلة كلام
    وا حلاتا تقول السلام
    القمر بوبا عليك تقيل
    الغزال الفوق في السلم
    المحبة تزيد الألم
    كل يوم اصبح لي في هم
    سيسبان عودك منظم
    شمعدان نفسك يامختم
    البرتكان نهدك مدردم
    القمر بوبا عليك تقيل
    الصغيرون ام الجنا
    ياكريم ربي تسلما
    تبعد الشر من حلتا
    جنة للأم الولدتا
    الفي جبل عرفات وضعتا
    تسلم البطن الجابتا
    دي ترباية حبوبتا
    التميرة الفي سبيطتا
    الصفار صابغ خضرتا
    معزورة امها كان دستا
    وا هلاكي النار شافتا
    معزباني انا ود حلتا
    القمر بوبا عليك تقيل
    الدفيفيق الدابو ني
    البسيمتو بتكويني كي
    اهلو ضنو عليها وعلي
    حبها النساني والدي
    ما بخليك ان بقيت حي
    يا قصيبة السكر الني
    نهدك الما رضع جني
    ووب على امك ووبين علي
    القمر بوبا عليك تقيل
    الديوان الديمة مقشوش
    بالزهور والورد معروش
    بالحرير الأصلي مفروش
    ريحتو مايقوما بلا رتوش
    كان دا وصفو ماهو مغشوش
    قدروا الساكنينو في الحوش
    القمر بوبا عليك تقيل
    بحر الدمير العض ونزل
    مرة يسقي الفل والنخل
    فيهو عام وزينا وقدل
    ياهنينة البيك عقلي انشغل
    بعت روحي عشان ليك اصل
    وانت ابعد لي من زحل
    يا قمر بوبا عليك تقيل
    المبارك شيخ الضهر
    العليك ساسكت وفتر
    قلي جنيت ولا دستر
    واي أنا المرضان مكنتر
    جابو لي حكيم خير وشر
    قلي يا زول مرضك كتر
    سببك كم شلاخا خضر
    القمر بوبا عليك تقيل
                  

02-23-2012, 11:28 AM

مجدي عبدالرحيم فضل
<aمجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إرادة المولي أرادتني وبقيت غنااااي (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)

    الـحـب والـريــدة
    كلمات : الـطـاهـر إبـراهـيـم
    حـرمـت الـحـب والـريــدة * أنـا قـلـبـي مـا أرضـيـت
    صـعـبـان عـلـيَ وحـيـاتـك * يـاريـت لـو مـا حـبـيـت
    ********
    قـسـت الـدنـيـا عـلـيَ * وجـافـي الـنـوم عـيـنـي
    مــع هــجــرانـــك لـــي * حـالــفــة تــغــدري بــي
    ********
    خـلـيـتـيـنـي فـي حـيـرة * ومـا راعـيـتـي الـجـيـرة
    أنـا جـارك وإنـت يـاجـارة * بـهـواك رغـم الـغـيـرة
    ********
    قـلـبـي الـودرتـيـه * وفـكـري الـحـيـرتـيــه
    صـونـي وعـدك لـيـه * أوعـي تـغـدري بـيـه
    ********
    ريـدتـنـا إتـنـاسـيـتـيـهـا * سـعـادة إسـتـبـدلـتـيـهـا
    دي فـرصـة وضـيـعـتـيـهـا * تـانـي ويـن تـلـقـيـهـا
    ********

    يــا نــاســـيــنــا
    كلمات : عـبد الـوهـاب حـسـن
    يـانـاســيـنــا يـا مـجـافـيـنــا * حــن عــلــيــنـــا
    الـجــوة قـلــبـي إحـتـــلاه * إشــــتـاق دوام أطــراه
    فــارق دربـي مـا هـمــاه * يـا الله كـيـف وويـن ألـقـاه
    كـلـمـا أمـيـل أجــد ذكــراه * بـيـن الـروض عـرفـت شـذاه
    فـي دنـيــا الـغــرام أهــواه * كـان نـاســيـنـي مـا بـنـســاه
    حــبــيــب مــشــــــتـــــاق * أشــــوف عـــيـــنــــيــــك
    وشــــــعـــــرك مــــــــوج * عـــــلـــــي خـــــديــــــــك
    هــنــأي فــي بــســـمــتــك * فـــــي رقـــــــتـــــــــــك
    فــــــــي مـــشـــــــيــــــك * بـي الـغـالـي الـعـزيـز أفـديـك
    بـفـرش لـيـك قـلـبـي وســادة * بـسـقـيـك مـن غـرامـي سـعـادة
    لـو عـاد الـحـنـيـن يـا ســادة * أقـضـي عـمـري فـيـك عـبـادة
    لا مـا بـنـســاك
    كلمات : إسماعيل حسن
    لـــو بـالـصـد أبـيـتـيـنــي * لـو بـالـنـار صـلـيـتـيـنــي
    لا مــا بـنـســـــاك
    لــو حـاولـــت تـهـجــرنــي * أو تـنـســــانـي مـن تـــانـــــي
    يــوم تــرجــع تـجـد حـبـــك * بــدد هـمـــي وأشــــجـانــــــي
    وبــدل هـمـي فـي الـدنـيـــا * وفـاض بـالـفـرحـة ألـحـانـــي
    لا مــا بـنـســــاك
    لـــو تـعـــرف بـأنــــي أمــيــن * أنــا ريــدك بـــراعــــيــــــه
    وقـلـبـي الـراجـي لـيـك سـنـيـن * مــا مـمــكــن تــجــازيـــــه
    دا الــراجـــيـــك وبــتـــألــــــم * كـيـفــن كـنـت نــاســـيــــه
    لا مــا بــنـســــاك
    لــــو بـس شــفــت آهــــــاتـــــــــه * مــا كــنــت يـــوم بــتــتــبـســـم
    لـــــو تــابــعــــت دقــــــاتـــــــــــه * مــا بــتــقــدر بــراك تــحــلـــم
    لـــــو حــســـــيــت بـــأنـــاتــــــــــه * طــــول أيــــامـــه بــتــظــلــم
    كـــنـــت رجـــعــــت صـــافــيــتـــه * نــســيــتــه الــدمــوع والـهـــم
    لا مــا بــنــســـاك
    مــهــمــا جـــــرت صـــــديـتــنــي * دون أســــــبــاب وبـــكـــيــتــنـــــي
    عــلـي درب الـهــــوي والـشـــــوق * بـــراي يــا قـــاســــي خــلــيــتــنــي
    أداري دمـــوعـــي مــن الـنــــاس * أقــــــــول يــا ريــتــنــي يــا ريــتـنـي
    تــعـــود مـن تــانـــي نــتـــلاقـــي * وآه لــــــو مـــــرة صــــــافـــيــتــنـــي
    لا مــا بــنــســــــاك
    ************
    وسط الدايرة
    كلمات : إسحاق الحلنقي
    وسط الدايرة أجمل نايرة
    خلي قلوبنا تطير
    وارحلي بينا فراشة حنينة
    بين زينات وعبير
    ولما الخصلة تدور طربانة
    تبقي حرير في حرير
    فرحي خلق الله واتّنّي ياشبه القمرة
    وارقصي رشي عبيرك فينا وفتحي يا زهرة
    أرقصي زيدي الساحة سماحة
    نحن معاك نشيل
    نغني غناوي ..نحكي حكاوي
    لما ندوب في الليل
    لا ترتاحي لا تريحينا
    لسة الوقت طويل
    عمرك كل فرح يا زينة
    شيلي من الأفراح وادينا
    راقصي البسمة راقصي النسمة
    خلي الموجة تدور بينا
    أوعي تهدي
    كمان اتحدي
    يلا جميلك تمي علينا علينا
    مـا تـخـجـلـي
    ما تخجلي ..
    يالسمحة قولي ..
    استعجلي
    عطشتي قلبي
    وكل يوم تتجملي
    أديني كلمة وسامحيني
    وطَوّلي
    خلاص كبرت وليك 19سنة
    عمر الزهور
    عمر الغرام
    عمر المنى
    اتمنى يوم تجمعنا
    جنات حبنا
    تبقي الأميرة والبطيع قلبي أنا
    ماتقولي لي
    مالي ومال الحب أنا
    نار الهوى الوقادة
    والشوق والضنا
    وحلاوة الأحلام
    وآمال الهنا
    إيه يجمعن غير ال 19 سنة
    صبرت ..
    واستنيت كتير اتمنى
    أمني نفسي واقول
    بكرة الجنة ..
    ومن بعيد ياما
    من جوا قلب بدعيلك معاي
    نتهنى ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de