عطر نسائي.....عماد براكه(روايه)

عماد براكة و تجاعيد في الذاكرة
دي بداية الفلم ................


نكهه أخيره
نكهه خارج نسق الروايه

بعد ان نشرت روايتي في طبعتها الأولي الخاصه .. كنت متوقعه انني ساشتم رائحه النقد الازعه جاءتني اتصالات هاتفيه من بعض الصديقات والمعارف .. احيانا اسمع التهنئه وخلفها حزمه من العناب

وخاصه من الذين تعرفوا علي شخصيات الروايه .. صديقتي منال الطيب اتصلت بي من ابوظبي وكانت منزعجه من هذه الروايه وكعادتها وبختني ولامتني واتهمتني بانني شوهت صورتها ثم انتقدت

اصراري علي كتابهالاسماء الحقيقه دون خجل واسنحياء .. واعتبرتني اروج بالاسرار .
وصلتني ايضاً رسائل وفاكسات عديدة داخلهااساءات بالغه الفاظ اشد وقاحةً من روايتي نفسها .. لكنها لم تزعجني كثيراً او اصلاً انني لم اكن اعيرها اهتمام حتي النقد والتحليلات الادبيه التي كتبت عتن

الروايه في بعض الصحف .. طالعتها بسرعه وكانني لم اكتب هذه الروايه .. طبعاً هذا جزءاً لا يتجزأ من نرجسيتي واناقتي الوقحه .
لم اكن اهتم واراعي أقتراحات وارشادات الذين هم حولي وبما فيهم زوجي نفسه الذي اختلف معي حد الانفصال التام .. وذهبت لاقيم لوحدي في الجزء الآخر المفصول من الشقه .. اسكن في نفس

الغرفه التي استضفنا فيها خالد عز الدين وانام علي نفس السريرالذي ضاجعني فيه .
لم اكن اهتم بشيئاً سواء مكالمته التي انتظرها علي ممشي الاسلاك .. اعتبرها مكالمه مهمه من شريك روايتي الذي لم يبدي رايه حتي الان .. وربما لم يقراها !! أشيئا سيئه تعشعش في ذهني

تمحوها بمشقه .
اليوم كنت في المطبخ وقد تذكرته كثيراً .. ملامحه اراها في لمعان الاواني .. اشاهد ايام تمرده .. اتمعن اثار المعتقل علي وجهه .. اشم رائحه الخبز الحار من فمه .. اتخيلني امرر يدي علي

لحيته الخشنه .. لحظتها رن جرس الهاتف بالحاح .. لم اكن اتوقع سواء مدح وزم .. وابدو غبيه في ردودي علي الاسئله .. رفعت السماعه وانا اهيئ صدفه اذني للألفاظ الوقحه .. صرخت

باعلي صوتي عندما جاني صوت خالد عز الدين من هولندا ضاعت عني المفردات .. رحت اصرخ واجهش بالبكاء .. السماعه ترتعش في يدي .. قلبي كعهدي به يرفس داخل صدري .. كنت اريد

ان اقول له انني انفصلت عنزوجي ..ولكني ترددت حتي في بلعه ريقي .. ظللت واقفه اسمعه مضطربه اخبرني انه اكمل قرأت روايتي اليوم .. ثم اشاد باسلوبي الادبي ولم يتحدث عن قلت ادبي او

سرقتي للمفكره .
بعد صعوبه واجتهاد نطقت بعض الكلمات .. سالته عن صحته واحواله ..امهد للساني طريق الدروب الخصوصيه .. وجدتني اقول ل دون خجل .....
- بتحبني !!!
انقطع خط الاتصال بيننا .. ظللت متمسكه بالسماعه ولا زلت ارتعش وانادي عليه باعلي صوتي .. واكاد اصرخ .. جعلني في حيص بيص .. هل هو الذي انهي الاتصال !! ولكن ربما يكون

هناك خطاء .. وضعت السماعه في مكانها .. جلست انتظره متفاءله ان يتصل مره احري .. امرمغ ذهني في مسنده الزمن السالف .. وجدتني اعود لأحلام اليقظه ثانيه واتلذذ بها .

اكتوبر 2002

عماد براكه
اعتقد ان هذه النهايه
تناسبني رائحتها