|
|
 يوم مهم
|
منذ الأمس وساعة الحائط متوقفة عند الساعة الثانية وخمس وعشرين دقيقة، ولا أعلم متى توقفت الساعة عن العمل، ولماذا، ولكن ساعة هاتفي المحمول تشير إلى الساعة السابعة والنصف صباحاً. استلمتُ للتو رسالة تذكيرية من كلمتين (يوم مهم) ويبدو أنني خزّنتُ هذه الرسالة بالأمس، أو ربما قبل أسبوع، لا أذكر متى خزنتُ هذه الرسالة بالتحديد، والأدهى من ذلك أنني لا أتذكر ما هو المهم في هذا اليوم؛ فالرسالة لم تحتو على تفاصيل أكثر.
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
 Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
اليوم هو يوم الأربعاء، حسب التقويم، ولكن إحساسي به كإحساسي بيوم السبت. أتعامل مع الأيام كأنها شخوص حقيقية؛ فالسبت شخص متجهم وصارم وحاد الطباع. والأحد شخص انطوائي وخجول، ولكنه مسئول وملتزم. والاثنين شخص مثالي للغاية وودود ولكنه سلبي نوعاً ما. والثلاثاء شخص اجتماعي جدا ومرح ومعتدل المزاج ويميل إلى ممازحة الأصدقاء. والأربعاء شخص مزاجي وعنيد ولكنه طيّب وخدوم. والخميس مراهق متهوّر و طائش وشديد الاعتزاز بنفسه؛ أما يوم الجمعة فهو مُسن طاعن، ممل الطباع، وشديد الترتيب.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
تجرّدتُ من ملابسي تماماً، ثم وقفتُ أمام المرآة قليلاً. كانت ملامحي الناعسة أقرب إلى ملامح شخص متجهم وغاضب، وشعري غير مرتب، وكأنني خرجتُ للتو من مصارعة ثيران أو امتطاء خيل جامح، وبشرتي الدُهنية أفرزت زيوتها فتركت لمعة مقززة على وجهي وأنفي. قررتُ ألا أحاسب نفسي على هذا المنظر المزعج، وأخذتُ حمامي الصباحي الدافئ، وفرّشتُ أسناني؛ ثم غادرتُ المنزل. ذات الأشياء بذات التفاصيل تتكرر كُل يوم: انهض من فراشي، اطوي البطانية، أُطفئ جهاز التكييف، أفتح النوافذ، أتجرّد من ملابسي، أقف أمام المرآة، ثم آخذ حمامي الصباحي وأغادر.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
في الطريق إلى عملي كنتُ منهمكاً في تذكّر الشيء المهم الذي خزنته في جهاز هاتفي النقال، وكانت محاولاتي بائسة للغاية، ولا تفضي إلى شيء على الإطلاق، فكل شيء يبدو اعتيادياً للغاية. توقفتُ عند أحد المتاجر القريبة، اشتريتُ فطيرتين محشوتين باللبنة والزعتر، وقارورة صغيرة من عصير البرتقال. إنه أمر غريب؛ إذ من المفترض أنني لا أحب الحمضيات، ورغم ذلك لا أشتري غير عصير البرتقال، ولا أدري لماذا لا أجرب صنفاً آخراً. صاحب المتجر مدّ يده والتقط علبة سجائر Dunhill، ووضعها داخل كيس أغراضي. إنه صنف سجائري المفضل، ورغم أنني لم أطلب منه؛ إلا أنه فعل ذلك بشكل تلقائي واثق، ربما نقلتُ إليه عدوى الرتابة بطريقة ما.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
في السيارة كنتُ أدير أغنية لمطربة لا أتذكر اسمها الآن، ولكن أحدهم أهداني الشريط قبل شهرين، ونصحني بسماعه، ومنذ ذلك الحين لم يخرج الشريط من جهاز التسجيل. يتطلب الأمر شيئاً من الاهتمام، ولكنني بالتأكيد لم أكن أملكه، فظلَ الشريط في مكانه طوال الشهرين، حتى أنني كدتُ أحفظ بعض أغنياته. ربما كانت مملة، أو سيئة ولكنني لم أهتم كثيراً باستبداله بشريط آخر. قلتُ في نفسي: "ترى هل أخشى من التغيير؟" الشوارع مزدحمة كالعادة، والرطوبة خانقة، أيضاً كالعادة، وكل شيء طبيعي؛ فما عساه أن يكون مهماً في هذا اليوم الذي يُشبه سابقه؟ لم أتذكر.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
في المكتب، يجلس عامل السنترال في الواجهة، ألقيتُ عليه التحيّة الصباحية، ودخلتُ إلى الردهة، حيث يجلس موظفو التسويق. ألقيت عليهم التحيّة كذلك، وتوجهتُ فوراً إلى مكتبي الذي كان نظيفاً ومرتباً كعادته، ولم أجد أيّ مذكرة مُلصقة على الحائط أو على جهاز الكمبيوتر كما كنتُ أتوقع. كل شيء كان يبدو اعتيادياً، ولم أُحسن تذكر ذلك الأمر المهم. قلتُ في نفسي: "ربما أكتشفُ أهمية هذا اليوم لاحقاً"، وتناسيتُ الأمر، وبدأتُ عملي بشكل طبيعي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
رنَّ هاتفي المحمول. كان أحد الأقارب المزعجين، ورغم أنني لم أكن مشغولاً؛ إلا أنني لم أشأ أن أرد عليه، فتجاهلتُ اتصاله للمرة الأولى ثم للمرة الثانية والثالثة، وقررت الرد في المرة الرابعة حتى لا أظل مُهجَّساً بهذا الأمر، وتوقعتُ أن يكون لاتصاله علاقة بالأمر الهام الذي أنتظره، ولكن لم يكن اتصاله مهماً. بدأ الحديث عن موضوعات سخيفة لا تستحق ذلك الإصرار، وبدا الأمر وكأنه كان يقتل وقت فراغه بالثرثرة؛ فاعتذرتُ منه في تهذيب وتحججتُ بانشغالي وأغلقتُ الخط.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
رحتُ أتصفح بريدي الإلكتروني، لا شيء على الإطلاق! عشرات الرسائل الدعائية المزعجة لمواقع إباحية، وأخرى تخبرني أنني ربحت جائزة الفرز العشوائي والتي تبلغ قيمتها ملايين الجنيهات الإسترلينية، ورسائل من مواقع تطلب تأكيد بيانات التسجيل، ورسائل من أصدقاء عديمي الذكر، لا شيء مهم على الإطلاق. دخلتُ موقع الفيسبوك، أيضاً عشرات الرسائل من مجموعات لا أتذكر متى انضممتُ إليها، وطلبات إضافة إلى قائمة الأصدقاء وافقتُ عليها جميعاً دون أن أتأكد من الأسماء أو حتى من الأصدقاء المشتركين، وخمس رسائل لحضور مناسبات مختلفة، أشرت عليها جميعاً بـ(Maybe). قرأت بعض التعليقات التي كتبها الأصدقاء على جدرانهم: بعضها متشائم، وبعضها فلسفي، وبعضها هزلي ساخر، وبعضها مقتبسات من حكم وأمثال مشهورة، وبعضها أقل ما يقال عنها أنها سخيفة وساذجة. الساعة الآن الثانية وخمس عشرة دقيقة بعد الظهر، وكل شيء طبيعي للغاية، لا شيء مهم ولا شيء مثير.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
قبل انتهاء ساعات العمل بقليل، تلقيتُ اتصالاً من أمي. تذكرتُ أنني كنتُ مشتاقاً إليها، تكلمتُ معها قليلاً، وتوقعتُ أن أسمع منها أخبار عائلية مملة: زيجات، وافيات، مواليد جدد، أشخاص عادوا من السفر، وآخرون سوف يُسافرون، أشخاص مرضى، وآخرون تعافوا من المرض؛ إلا أنها قبّلت الهاتف من طرفها، وهي تقول لي: "كل عام وأنت بخير يا حبيبي!" فنظرتُ إلى التقويم المكتبي الذي أمامي وذهلتُ للأمر، إنه عيد ميلادي فعلاً، اليوم أكمل عامي السادس والثلاثين، فضحكتُ بصوتٍ عالٍ، وتعجبت أمي لذلك، ولكنني لم أخبرها بشيء، شكرتها على اتصالها، وأنهيت المكالمة بقبلة من طرفي. الغريب في الأمر أنني لم أتذكر بعد ما هو المهم في هذا اليوم؛ إذ لم أر أن عيد ميلادي قد يكون شيئاً مهماً، هذه المناسبة التي لا تتذكرها إلا أمي!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
هشام لك التحية وكتير السلام
| Quote: والأدهى من ذلك أنني لا أتذكر ما هو المهم في هذا اليوم؛ |
لو ما الكلام ده بداية لقصة ولا رويه حتنزله هنا
صدقني عادي وبحصل , مع الدنيا البقت جارية بالناس دي ما تنسيهم أيامهم المهمه وبس
مرات حتي أسماءهم لازم ياخدوا وقفه حتى يتذكروها
وليك اكيد الود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
العزيز: عبد الناصر الخطيب
تحياتي وأشواقي
فعلاً؛ لقد قتلت فينا الرتابة الشعور بالأشياء الخاصة. لم تعد تلك الأشياء الجميلة تفرحنا كما في السابق، حتى أجمل اللحظات فقدت بريقها ونكتها الخاصة. تتسارع خطى اللحظات، فتجعلنا نلهث وراءها دون أن نتوقف لبُرهة من الزمن كيما نحتفل بلحظة سعيدة فلنعيشها كما ينبغي لها أن تعاش. لقد طبعت العبثية ملامحها على وجوهنا وأيامنا، حتى أصبحنا عبثيين فعلاً.
صديقنا المُشترك (ز) سوف يُغادر اليوم إلى السودان لحضور زفاف أخيه، هل تعلم ذلك؟
مودتي الكاملة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)
|
هاشم ادم
| Quote: أن عيد ميلادي قد يكون شيئاً مهماً، هذه المناسبة التي لا تتذكرها إلا أمي! |
ياخي ميلاد سعيد وعمر مديد
عشان كده بنقول ليكم أتزوجوا  , على الاقل
الواحد في يوم زي ده بلقي لى زولة تقول لى كل سنة وانت طيب عقبال مائة سنة
بس بطريقتك دي حتخش معاها في حتت ضيقة لانوا في كمية من الاعياد والمناسبات غير ميلادك وميلاده برضوا لازم تكون متذكره
ما في أى مشكلة في التقويم بتاع الهاتف خت المناسبات دي كلها مذكرات ........
***
اتلومته مع الهندسة بس ضربت لى قبل شوية وودعتوا , والله ماكانت عارف إلا من بوستك ده
ليك خالص الود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
الحمدلله أنا اللقيت طريقة أقول ليك أنا والله " بحِبك " وما عِندي أو في الحقيقة ما فكرت ... ليه؟ أظِن الحاجات دي ما حقو تُبرر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: يوم مهم (Re: emad altaib)
|
الأخ: عماد الطيّب
تحياتي
أشكرك يا عزيزي على مشاعرك الرقيقة، وعلى بوكيه الورد الذي تقبلته قبولاً حسناً .. والعمر كله ليك يا حبيب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: عزام حسن فرح)
|
عزام فرح
أُقسم بكل ما هو مُقدس عندك أنني أبادلكَ المحبة بأحسن منها، وبلا تبرير على قولك. غايتو البركة في (فلان) اللي أصرّ عليّ أنشر القصة القصيرة دي هنا قبل نهاية الأرشفة الحالية، بعد قراها على الفيسبوك.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
عبد الناصر الخطيب
تحياتي
هو أنا بالعافية قاعد أتذكر عيد ميلادي، تقول لي أتزوّج؟ عشان أقعد أتذكر في عيد ميلادها، وفي عيد زواجنا، وفي عيد الحب. وأريت الشغلة وقفت على الذكرى وبس، دي فيها قروش بتندفع يا حبيب، لازم تشتري ليها بوكيه ورد، أو سلسلة دهب، أو تعزما عشا كارب، يا كمان حقك راح! مالي أنا ومال الشقاوي دي؟ (وجه ضاحك)
+ كان المفروض أمشي للهندسة في بيتو، وأصل معاهو لغاية جسر البحرين، لكن غلبتنا شقوتنا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
العزيز / هشام ادم
صباحك زين ,,,
امبارح قل الذوق خلانا ننسي الورد ...... أتفضل
طبعا ذكرتني بزمن برضوا الواحد عاش في نوع من الوحدة , بالمناسبة بتخلي الواحد أعمق وبتخليهوا يكون قادر يكتب ويعبر كدي أقراء هنا أحتفائي مع نفسي لما وصلته 35 عام الكلام ده زمأأأأأأأأأأأأأأأأن
الرابط :
9/نوفمبر( الشتاء الخامس بعد الثلاثين) .... مسودات (خاصة جداً)
أها هسه يا صاحبي قدرة تعبير ز يدي تفتشه تفتيش وما تلقاها
لكين برضوا بقوليك الزواج مالى دخل والحته الاتكلمته فيها ممكن تقيف على بطاقة تهنئة وورد صحي هنا الورد غالي شوية
لكين دهب ما فينا عشاء ممكن دي تختار أى مول بكون في فروع لمطاعم عادية تتعشوا في في امان الله وما تدفع كتير
يا صاحبي بالجد وبعيد عن أى أحتياجات ممكن كدة ولا كدة تدبره بره بره
في لحظات بتمر على الواحد بحس فيها فعلا بقيمة تكون في زولة جمبوا بتقسم معه هموا وحياتوا وبتهتم لامروا
صدقني بتجي لحظات الواحد لازم يلقي فيها انسانة معه تخففه عليهوا وتساعدوا يخفف من كتير من ضغوط حياتو
الوحدة ليها جمالياته بس برضوا تتزوج أجمال ........
عشان ما تنتهي عجوز وحيد ومكتئب
ففكر جادي يا فردة أخوك زمان بره قرب يشيب قبل يوموا هسه الشيب وقف تصدق الحكاية دي
-----------
و أمنياتي ليك بعمر سعيد ومديد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
هشام آدم ..
كل سنة و انت طيب .. تتقطع بعرق العافية ان شاء الله ..
دي قصة او رواية .. ولا سـرد حقيقي ليومك ..
لانه عبارة ( كل عام وأنت بخير يا حبيبي ) دي ما وقعت ..
ما عارف ليه يا هشام كلامنا لمن يتقال بالعربية الفصحى ما بقع لينا ..
اعذرني .. تخيلت الست الوالدة الممثلة كريمة مختار .. و انت يونس شلبي ..
الفرق بين القراءة و الفيلم .. ان القراءة تتيح لك ان تكون المخرج و تتخيل اللقطات بمزاجك ..
..
..
صباح الخير ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: Faisal Elrasheed)
|
كل سنة وإنت طيب يا أبوالشوش,,,
وكل عام وأنت حبيبها ,,
وهى طيبة وبخير وعافية,,,
خواطر منمقة,,
تحياتى,,
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: أيمن الطيب)
|
العزيز: أيمن الطيّب
تحياتي
أشكرك من أعماقي على هذه الكلمات الرقيقة .. جيّد أن النص أغراكَ ونال قسطاً من إعجابك
موتي التي تعلم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: humida)
|
دي قصة قصيرة، وعموماً ما في سرد أدبي منفصل تماماً عن الواقع، أمّا عن أمي، فهي "حبيبتي" بلا أدنى مواربة، وأنا "حبيبها" رغم كل الاعتراضات اللغوية، وسواء كان هذا الحب بيولوجياً أم نفسياً، يظل هو الشيء الوحيد الذي يُمكن التعبير عنه إلا عبره هو نفسه.
Merci
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: يوم مهم (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
عبد الناصر الخطيب
تحياتي يا حبيب
أها شفتا كلامك ده ياهو الوهم بعينه، ليه بتعتقد إنك دايماً بحاجة إلى إنسان/ة يشاركك حاجاتك؟ وكت أساساً إنتا ما بتتذكر عيد ميلادك، فما حتتذكر أصلاً إنك تحتفل بيهو؛ مُش؟ أما بالنسبة للتسهيلات القاعد تعرضا عليّ بخصوص بوكيه الورد والعشا الكارب، فالمشكلة القروش بتكون مشكلة ########ة مقارنة بمشكلة "الالتزام" لأنو ممكن تخلق لنفسك مشاكل من مافي (بس) لو نسيت تذكر عيد ميلادها، ولا عيد زواجكم، فيبقى "التذكر" في الحالة دي عبارة عن عبء والتزام في حدّ ذاتو. أنا شخصياً ما بنتظر يوم 19 مايو عشان أحتفل بميلادي، ولا بنتظر يوم 14 فبراير عشان أحتفل بعيد الحب، أنا ممكن أحتفل بنفسي كل يوم خميس، في قعدة مع الأصحاب، أو قراية كتاب (ممتع) أوفرّ ليهو قسط من وقتي أو حتى أسمع أغنية (أرحميني يا مشاعر) لمحمود عبد العزيز. يبقى الإحساس بالمشاركة وهم نفسي ما عندو أيّ معنى يا حبيب اتولد من رغبتك إنت الشخصية في إنو لازم يشاركك أيّ إنسان (أو حتى إنسان بعينو) في حاجاتك "الخاصة".
أمّا عن الوحدة، فده موضوع طويل. ليس هنالك ما هو أجمل، ولا أنقى من الوحدة يا صديقي، ولكن ثمنها باهظ جداً، فهي تجعلك شخصاً مختلفاً، والاختلاف دائماً جيد وجميل، ولكن إن لم تكن صادقاً مع نفسك بحق، فإن هذا الاختلاف سوف يجعلك تشعر بالدونية والعدمية، وعندها ستكون الوحدة انطوائية لا معنى لها غير ذبولك في ذاتك، وفنائك فيها، والخوف من الآخرين. الوحدة شيء والانطواء شيء آخر.
أرقد عافية، وسيب الكسل بتاعك واتصل عليّ أو تعال ليّ في البيت!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
للتوضيح:
الكلام المشفر بشفرة بكري أبوبكر (#####) هي عبارة عن كلمة (تـافـهـة) والمعنى (مشكلة تـافـهـة)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
هشام ادم
كل سنة وانت طيب واللوالدة بالف خير
من خلال السرد الجميل ده بتحاول تمررلينا رسالة انك وصلت يادوب 36 سنة يارااااااجل ( كمان وش ضاحك )
عزام تعرف ياحبيب كويكا من سركمتو ما بعيده والمسافة البيتاهم تحوي الكثير من الود ما دام الرابط هو الاحترام والرغبة بالاضافة والفائده العامة
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: يوم مهم (Re: الشفيع رمزي)
|
الشفيع رمزي
لسوء حظك بس، أنا محتفظ بنسخة (PDF) من شهادة ميلادي (وجه ضاحك) قايلني قدرك إنتا والرفاعي عبد العاطي ولا شنو؟ عدم الزواج دايماً بيديك إحساس بديمومة الشباب وإنك لسّه صغيّر، ودي الفكرة العبقرية هنا يا دقوسة (وجه ماكر)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
| Quote: تجرّدتُ من ملابسي تماماً، ثم وقفتُ أمام المرآة قليلاً. كانت ملامحي الناعسة أقرب إلى ملامح شخص متجهم وغاضب، وشعري غير مرتب، وكأنني خرجتُ للتو من مصارعة ثيران أو امتطاء خيل جامح، وبشرتي الدُهنية أفرزت زيوتها فتركت لمعة مقززة على وجهي وأنفي. قررتُ ألا أحاسب نفسي على هذا المنظر المزعج، وأخذتُ حمامي الصباحي الدافئ، وفرّشتُ أسناني؛ ثم غادرتُ المنزل. ذات الأشياء بذات التفاصيل تتكرر كُل يوم: انهض من فراشي، اطوي البطانية، أُطفئ جهاز التكييف، أفتح النوافذ، أتجرّد من ملابسي، أقف أمام المرآة، ثم آخذ حمامي الصباحي وأغادر. |
هشــام،
شكـرا على السرد الجميل
لكن باخ (شخصيتك) دى ما بتلبس للشغل؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
معظم الجزئية الأولى بالكربون معاى ،، بس بدل الدانهيل بنسون ،، وما بقيف عريان فى المراية لأننى ببساطة ما عندى مراية كبيرة .
كل عام وأنت بألف خير أخى هشام
ماهر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: Mahir Mohammed Salih)
|
حسي إنتا يا ماهرون، ما بتقيف عريان عشان (بس) ما عندك مراية كبيرة، ولا مبادئك ما بتسمح ليك؟ كان على المراية الكبيرة، أنا مستعد أجيب ليك المراية العندي في الأوضة، لكن كان على المبادئ، فدي ما عندي ليها حلل (وجه ضاحك) اليوم الخميس يا ماهرون، البرنامج شنو، ولا ناوي تشرني زي كل مرّة، ياخ أنا لو عرفتَ سبب عدم التزامك معاي، كان ارتحتَ
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
رغم انم ما رديت علي رد موجه كما فعلت مع البقية .. و خلي ألقط ردي براي ..
لكن بواصـل معاك المداخلات .. كنوع من السغالة ..
..
..
ليه بتحاول دايما الكتابة بطريقة تحوي للقارئ انه دا انت ..
في كتاب كتيرين منهم الطيب صالح اتهموا بانهم و بطل الرواية شخص واحد ..
لكن فرق بين الزول البكتب بطريقة مشوقة تفرض علي القراء البحث عن البطل .. و في الحالة دي اقرب شماعة بتكون الكاتب نفسه ..
و بين الكاتب البكتب بطريقة شوفوني ..
..
..
و في الختام
Merci beaucoup
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: humida)
|
أعجبني أنك فهمتها بمفردكَ، ولم تحوجني إلى ذلك. الكتابة تستتبع القراءة، وكما لا يُمكن محاسبة القارئ بفهم الكاتب، لا يُمكن –بالمقابل- محاسبة الكاتب بفهم القارئ. يبدو أن "الشوفونية" مصطلح جديد عليك وتحاول أن تتدرّب على استخدامه، فقط اختبار صغير؛ استخرج من القطعة ما يدل على الشوفونية، ولكَ أن أُفكك فهمكَ لها حتى تستبينَ شوفونيتك التي تجهل موطنها من نفسك، أو لكَ أن ترسل لي نبذة من مذكراتك لأصوغها لك في شكل رواية أو قصة قصيرة حتى أخرجَ (عندك) من دائرة الشوفونية؛ ما رأيك؟
! De Rien
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
لو إنت من مجانين الكورة ما بجيك ،، لكن لو زيى ممكن تعاين ساكت ممكن أجيك اليوم ،، إنتظر سلك من عندياتنا للتأكيد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
سلامات يا هشام
الحياة في المهاجر و المنافي عادة ما تؤدي لسيطرة احساس الرتابة و ربما العدمية و غياب المعنى من الحياة نفسها. في حالة السعودية ربما كان الأمر مضاعفا لطبيعة المجتمع نفسه حيث أن الانغلاق
هو السمة المميزة ، قرأت مرة تحقيقا صحفيا شارك فيه عدد من الاجانب عاشوا في السعودية لفترات متفاوتة لم ينجح اي أحد منهم في تحقيق اختراق حقيقي للمجتمع السعودي بحيث يكون مشاركا في
حراكه او على الأقل في تكوين صداقات و علاقات تتجاوز الحدود الصارمة التي توافق عليها الجميع ضمنيا . الرسالة هي أنك هنا للعمل فقط و لا شئ آخر.
المرحوم والدي حينما كان يزورني هنا كان يبدو منزعجا من شكل حياتي الرتيبة الخالية و هو الذي كان منغمسا تماما في العمل العام و الاجتماعي ، كان يقول لي كيف لا يطرق بابك أحد لأيام
و كيف تبقى محصورا في دائرتك الصغيرة هذه طوال الوقت؟
ايضا للعزوبية هنا طابعها القاسي و هذا شئ لن تكتشفه ما لم تجرب حياة زوجية ناجحة لحد معقول.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
دي حركات برجوزاية جديدة و لّ * شنو !؟
للضمان كدا كل سنة و انت طيب يا هش
ما اتيت لاحتفالات برجوازية ( فارغة ) . . يا زول ورانا ثورة عاوزين نعملا سرعة سرعة تقول لي عيد ميلاد !!
ياخ عندنا مقاولات مع شعوب تاني غير الشعب السوداني الشغيغ دا ياخ !
جينا ناخد الاذن في استخدام توركم دا بس :
اما قبل . . .
لكن ما عصرت علينا يا عمك في مسعلة الـ 36 دي ؟!
يا زول !؟
خرفت لمّن نسيت اننا لما دخلنا الجامعة لقيناك فاينلست سوا سوا مع كيكي !؟
--------
* الحقوق محفوظة لحموودي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: محمد عبد الماجد الصايم)
|
هشام العزيز
صديق أحمد عندوا غنيوة حلوة بقول فيها :
الغربة سيبا وفارقا ... الخ الغنيوة .
وانا بقرأ في مذكراتك دي ماعارف اتخنقت من جواي واحسست بذاك الألم الذي لطالما ظل يحاصرني وأنا في رتابتي تلك ـ أو حياتي المهملة هناك ـ حياة رتيبة للغاية حتي انني ياهشام في اواخر أيامي كنت أنظر طويلاً للشوارع وللاسمنت الخانق ـ عارف مرة مشيت المقابر في وداع رجل عزيز قضي نحبه بين اطارات شاب سعودي متهور وأنا في ذاك الموقف سألت الله أن أعود سالماً الي بلادي ـ
كتبت كتابة طويلة وعلي ما أذكر أرسلتها لك عن طريق الايميل الآن ها انت تعيد لي ذات الصور وذات الرتابة وذات الحزن الذي لطالما علق بعيناي .
تعال ياهشام تعال البلد دي أهو علي الأقل الواحد بنتصر لي يقيينوا في الحياة الواحده دي .
كل سنة وانت طيب ياحبيبي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: معتز تروتسكى)
|
معتز تروتسكي يا صديقي اللدود
أنا عارف حنك خدر حسين دا حنك بيش، قبل كده مرق من هنا، وقنب يكورك "رسلوا لي فيزا" وجا راجع، ولولا "بت الحلال" ما كان شمّ ريحة السودان دا لو أذنوا ليهو (وجه ضاحك)، صاحبك ما بقى فيهو حيل للوطنية المزيفة دي، بس العيشة هنا ضنك يا أبو الزوز، كإنك في لجج مالح، عندك إرادة التنفس، بس برضو ما قادر تتنفس.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: خضر حسين خليل)
|
خضر حسين يا صديقي
وَهمٌ آخر نلفُ به أنفسنا، ألا وهو "خشية الموت في الغربة"، فما ضير الميّت لو ماتَ في وطنه، أو في مكانٍ آخر، هل سوف يُساعده ذلك على استعادة حياته؟ أو تخفيف آلام الاحتضار؟ تلك فِريةٌ اختلقها المُعزون ليُبرروا لأشجانهم التي تدفعهم للبكاء! كل البلاد منفى ووطن في ذات الوقت، فقط يعتمد ذلك على مدى قدرتنا على تصديق هذا الأمر أو ذاك. هذا لا يعني أنني لا أشتاق إلى السودان، ولا أحن إلى الجلوس على عتبات البيوت وقيزان الرمل أمام النيل في "تِريعة البجا" أو "ود عقلي"، بل تشدني ذكريات جامعة الخرطوم إلى شارع النيل، والبركس بحبل من لدائن الحنين فلا أكاد أطيق صبراً، ولكن؛ هي السودان ونحن السودانيين، أغرب علاقة بين الإنسان والأرض، حين تعشقها ولا يكون بمقدوركَ أن تشتهيها ! فلا تكلّمني عن العودة يا صديقي، فهذا لن يكون. نستجدي رحيق الأمل من ضحكات الأصدقاء في جلسات الأُنس التي تعلم، نذوب كل يوم عندما نسمع "الله أكبر" على شاشات التلفزيون، أو نتابع نشرة الأخبار. دعني يا صديقي، فالغرق جوار البحر خيرٌ لي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: محمد عبد الماجد الصايم)
|
ود الصايم يا أخضر* اللونا يا "لزيز"
صباحاتك بيضا
ياخ معقولة! تحسدو الزول على "عُريهو"؟ ما تقيف عريان كان داير، الحاميك منو؟ (وجه شمتان)
كل سنة وإنت طيّب يا جميل
-----------
* نسبةً إلى الوجه الأخضر الضاحك الذي أصبح ماركة مسجلة باسمك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: قيقراوي)
|
قيقراوي ... "الثوري" على غفلة
يسعدك صباحك، وصباح الثورة البنفسجية. للمفارقة العجيبة، بالأمس القريب كنتُ وأحد الأصدقاء (ونحن ننفض "بوخ" رطوبة حزيران عن ملابسنا التي التصقت بأجسادنا) نتكلّم عن الكائنات المنقرضة، والمصطلحات التي انقرضت معها، وكان من بينهم الكائنات الشيوعية، وما تزامل معها من مصطلحات مثل: "برجوازية" ، "بوليتاريا"، "عُمّال" ... إلى آخره مما تعلمُ من مصطلحات أثرية، ثم هأنتذا تحدثني عن "برجوازية" الاحتفال بعيد الميلاد!. أشعرني كلامك هذا بأن للرطوبة نوايا خبيثة غير النوايا المناخية المرتبطة بشهر حزيران عادةً. (وجه ضاحك)
بعد قليل من التفكير، اهتديتُ إلى أن احتفالي بعيد ميلادي السادس والثلاثين، فضح كمّاً من الأصدقاء المختبئين وراء كيبوردات الثورية الشابة الطموحة. متى كانت آخر مرّة نظروا فيها إلى المرآة بملابسهم؟ (وجه غامز)
كل عام وأنتَ بألف خير يا صديقي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
كل سنة وانت طيب
| Quote: فالسبت شخص متجهم وصارم وحاد الطباع |
رد لى يوم التلاتاء بالله لما يكون المزاج عال العال
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: هشام آدم)
|
تعرف هشام قلت ليك ما تجي ، مش عشان الفقر ولا الجو سخن ولا عسف النظام ولا رقرقة التنظيمات ..
يا سيدي أنا بتكلم عن الخلق ألاسمها سودانيين دي ، لا تتصور حين أتسال الآن على إي قدر هو من النقاء والخديعة كانوا؟؟؟!!
شخصياً اعتبر نفسي فشلت فشلاً ذريعاً في التعامل معهم ..
أنت ما قادر تتصور كمية الغش والخداع والضرب من الخلف وحب الأذية بي سبب وبدون سبب حتى من اقرب الأقربين لك ..
في ظني أن كثير من السلوك السيئ أصبح عادة حميدة ، أي بمعنى أن البعض لا يتصور كمية الأذى الذي يلحق بالبعض حين يتقمص ونسه وينسجم فيها دون آبه بما يمكن أن يلفظ به حتى لو بحسن نية ، فهنالك من يتربصون ويقفون على نبت شفة لكي يدورن الحديث يصنعوا منه الكثير المثير ، وكل ما في الآمر
تجي تسال الواحد ليه عملت كده يقول ليك ده هظار ولك أن تتخيل!!!..
لذا أعجبتني عبارتك الكتبتها في الفيسبوك وتقول (أفضل العزلة على أن أكون محاطاً بأصدقاء زائفين) تصدق دي انسب عبارة تناسب شكل التعامل مع السودانيين، أو (لا شيء مغرٍ في كل ما أراه) ياهو ده السودان ، انقل لك الصورة بكل تجرد بدون أي حمولات، فالناس هنا عندما تكذب على احدهم يبتسم لك حتى بتبرز نواجذه أو (يتكيف ليك) ، أو لما تعمل على إلقاء الحقيقة في وجه أو تكون مع صريح هنا ساعتها اعلم انك انتقصت عددا ممن حولك
والأدهى من ذلك أن الكثير يتعامل مع بعض ويعلم تمام العلم بان الآخر لا يكن له الود ، ويعمل على تمزيق صورته باي شكل ولكن رغم ذلك يلبس الناس وجوه يظهر فيها جليا النفاق ويضحكون على أنفسهم بأي دواعي استغرب لذلك!!!
رسالتك الرسلتها لي مؤخرا بخصوص (الناس تنهش في لحمي...الخ) ، لا تتصور كم حزنت وكنت سأعمل على فتح بوست ، لكن لحسن الحظ قيدتني الظروف وقتها وبعدها أيقنت يا هشام الموضوع أسهل من شراب كوب ماء، ولكن بالتأكيد يعمل شلخ في نفس الشخص وذلك لأني قد أحسست بما تحس به بالجد مؤلم يا صديق!!!
فلا تشهق من الحسرة يا صديق...
أخرا وليس أخيرا، أرجو أن تكون بخير وكذلك الأسرة ..وجميع الأهل..
من كل قلبي لك الحب حتى وأنت بعيد
وخلى بالك من نفسك ليس أكثر في زمن قل فيه الوصايا نحو الآخرين بعنف اخوي ولأنها سائرة نحو التقلص الشديد أكررها لك في آخر لفظ أنفاسي قبل أن تزهق الروح في مشانق الأعداء أو في ضبابية الأشياء وكذب الصدق المغلف !!!
وسلام من الأعماق يا نسمة صيفيه..
生日快乐. .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم مهم (Re: معتز تروتسكى)
|
معتز تروتسكي يا صديقي اللدود؛ دعني أُخبرك أنا عن التعامل مع السودانيين! قبل فترة ليست طويلة، كنتُ أتحدث مع شهاب كرار، وتناولنا عدة مواضيع، كان من بينها هذا الموضوع "المُخزي" لقد أصبح الأمر مُستحقاً للدراسة يا صديقي، عندما تصبح التعاملات الإنسانية عند السودانيين ساحة لإفراز المكبوتات والإسقاطات السياسية والاجتماعية والنفسية، يُصبح الأمر مُستحقاً للدراسة وإعادة النظر. أن يُعاديكَ شخص لمجرّد أن اسمك أو صورتك لم ترق له، فهذا أمر وارد. أن يُعاديكَ شخص لمجرّد أنه يختلف معك حول شأن سياسي أو أدبي أو حول رأيّ ما، فهذا أيضاً وارد، ولكن ألا نصبح قادرين على إدارة هذه العداوة، فهذا هو ما لا يُمكن أن تجده إلا عندنا نحن! عندها لا يُمكن التكهن بمآلات هذه العداوة، ولا حدودها القصوى: إلى أين تقودنا، إلى أيّ حد تبعدنا عن إنسانيتنا، إلى أيّ حدّ تصبح العداوة مُسيطرة على سلوكنا. إنه لأمر مؤسف حقاً يا عزيزي.
هنالك حكمة صينية (ربما سمعتَ عنها) جاءت في شكل قصة قصيرة، مُفاد القصة أن الأشخاص الضعفاء يُصبحون أكثر شراسة عندما يُوقنون أن شراستهم تلك سوف تحسم الأمور لصالحهم. إنها ضياع الحكمة يا صديقي؛ لذا يُصبح "قتل" العدو أفضل الخيارات المُتاحة أمامهم، لأنها تضمن له ألا يعود العدو مرّة أخرى. قال الحكيم "خير وسيلة لهزيمة العدو هو أن تكسبه" ومقدار هذا الكسب هو نفسه مقدار الحكمة التي يحملها العاقل في ذلك الذي بين كتفيه.
عندما أختلف مع أحدهم حول أمر ما، فليكن شأناً كروياً، وأكون عاجزاً عن مجاراة "خصمي" في حججه، وبراهينه، فإنني لا إرادياً أنزع إلى جعله في مقام العدو. لماذا؟ حتى أبرر لسلوكي العدائي تجاهه، حتى أبرر لنفسي الإساءةَ إليه، وعندها، فإن الحوار ينقلب إلى ساحة معركة، وفي المعركة كل سلاح يُصبح مشروعاً حتى اللاأخلاقية منها، فليس المهم أخلاقية السلاح أو عدمها، بل المهم هو "هل هو سلاح ناجع أم لا؟" ونجاعة السلاح تكمن في قدرته على قمع الآخر وإلى الأبد. عندها –يا صديقي- تبرز الكروت "الشخصية" في موضوع "كرة القدم" وكأن الأمر ذو صلة وثيقة، كيف يجرؤ (فلان) على إشهار محبته للمريخ أمامي، وتاريخه "الشخصي" أسوأ من أن يفعل؟ وهل يعلم أولئك الذين يُتابعون خلافنا هذا حقيقته الشخصية؟ إذا لم يكونوا على علم، فليكن لي شرف إطلاعهم على ذلك. المُشكلة هنا هو أننا نعتبر أن النقاش حلبة صراع يلتف حولها "المشاهدون" ومن العار أن يُهزم أحدنا أمام الجماهير، فتبرز الكروت: أنتَ ملحد، أنتَ بلا مصداقية، أنت كاذب، أنت مختلق ووووو إلخ، لا يهم إن كانت تلك الاتهامات حقيقية أم لا، فهو أيضاً لا يهتم بهذه المسائل التقنية. تجاهد من أجل أن تعرف الرابط بين صراع كروي وبين تلك الأشياء الشخصية، ومدى إمكانية أن يكون للمُلحد أو للمختلق أو للكاذب رأي كروي قد يكون صحيحاً أو غير صحيح؛ هذا لا يهم، المهم أن يخرس، وإلى الأبد! (أرأيتَ كيف تدار صراعاتنا؟)
بإمكانك أن تتصوّر هذا الأمر مضروباً في أيّ عدد صحيح حتى ينسجم مع الواقع الحياتي المُعاش، فتسحبه عليه دون أيّ تحفظات تذكر، فالأمر سيّان على الإطلاق، وهنا تكمن المشكلة. أنا لا أدعو إلى المحبة، ولا أدعو إلى نبذ العداوة (فكلاهما واردان بالنسبة ذاتها في المعاملات الإنسانية) ولكنني أدعو إلى ترشيد هذه العواطف الإنسانية، والسيطرة عليها، بما يتلاءم مع كوننا بشراً، مميّزين بالوعي؛ أليس كذلك؟
非常感谢
| |
|
|
|
|
|
|
| |
هشام آدم
الرفاعي عبدالعاطي حجر
عزام حسن فرح
emad altaib
humida
Faisal Elrasheed
أيمن الطيب
Abureesh
قيقراوي
محمد عبد الماجد الصايم
خضر حسين خليل
معتز تروتسكى
عبد الدائم سيد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست