لا يخل بيت فى وطنى الغالى من مصاب بالملاريا ، "أنثى الانوفليس" لها حبٌ خاص للدماء السودانية وكأنها تجد فيه ما لا تجده فى غيره . أحد (الفحيصين ) الظرفاء ذكر أنه جاءته إمرأة كبيرة فى سنها تشكو علة وكانت على قناعة تامة إنها مصابة بالملاريا وبعد الكشف على عينتها وجدت (بحمد الله) negative ولما كان ما يُدفع للفحيص (مبلغ وقدره) رفضت المرأة أن تدفع وكان مبررها (أنا ما عندى ملاريا أدفع ليه ؟! والله ما اديك قرش) فصارت حكاية . تبقى فقط شهرين او أقل لموسم الخريف فى السودان وما أدراك ما شهر الخريف ، ففى الريف ينعم الأهل بهذا الفصل لما فيه من وفرة فى المياه وذهاب الظمأ للزرع والضرع بينما ترزح مُدننا تحت ويلات الملاريا لسؤ الصرف وإنتشار البرك هنا وهناك . طالعت قبل أيام فى أخبار التلفزيون القومي محلية امبدة وهى تحفر بحفار Caterpillar ضخم وبدأ من الحفر وكأنهم يعدون مزارع للأنوفليس ، فالحفرة عميقة ولا تبدو كمصرف للمياه ولا أظن الماء سيتحرك قيد شبر حيث تبدو " الكلفتة" واضحة جداً ، على كلٍ حين تمتلئ الحُفر و تستفحل الملاريا (لا قدر الله ) سيكون رد ناس المحلية (ما حفرنا ياخ يعنى نعمل شنو ؟!!!). الكلوروكين له مبيعات عالية جداً فى السودان خلال الموسم والناس يحبونه جداً ، لا أعرف إذا ما كان ينتج فى السودان ام لا لكنه هو المُخِّلص ، والناس عموماً خبرت طريقة إستعماله وحتى الحُقن أصبحت لا تحتاج لتمرجي لضربها فالكل قادر على ذلك ومافى داعى (ننادى الحكيم ). أقترح أن تسمح وزارة الصحة بوجود "الكلوروكين" فى البقالات والكناتين على الأقل خلال الموسم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة