|
Re: الحزب الشيوعي يساند تقرير مصير الجنوب شريطة إجراؤه في أجواء ديمقراطية (Re: elsharief)
|
كلمة الميدان
وحدة السودان كيف
من واقع التجربة فإن مشاكل السودان القومية، وخاصة تلك المرتبطة بالجنوب كانت أقرب للحل والتسوية في أزمان التعددية السياسية، واستفحلت وتعقدت في ظل الأنظمة الشمولية. ولا يقدح في هذا الاعتقاد – السليم في نظرنا- التوقيع على اتفاقية أديس أبابا في 1972 إبان حكم اﻟﻤﺨلوع النميري أو إتفاقية السلام الشامل في 2005 في ظل نظام الإنقاذ الدموي،فالحرب عادت على أشدها في 1983 بعد أن نقض السفاح نميري « غزله » بيديه، وكذا الحال في هذا الوقت الذي نشهد فيه انقلاباً منظماً على إتفاقية السلام الشامل منذ توقيعها وحتى مهزلة الانتخابات « المضروبة » ويقيناً فإن الحديث عن مآلات الاستفتاء القادم لا ينفصل عن المناخ السياسي الذي نعيشه اليوم، فالقهر والإرهاب وفرض الرأي الواحد وعدم الاستعداد لسماع الرأي الآخر ناهيك عن قبوله يؤثر سلباً على رهان تغليب الوحدة على الانفصال في الاستفتاء والعكس صحيح.
إذن فالحديث عن الوحدة الطوعية عن طريق « النفير » والتصريحات الرئاسية والوعود بإقامة مشاريع بالجنوب على جناح السرعة لا يجدي فتيلاً طالما كانت طبيعة النظام السياسي الموجود « بالمركز » منفرة لمن سيدلون بأصواتهم في الاستفتاء القادم على تقرير مصير الجنوب، إذ كيف يربط هؤلاء مصيرهم بنظام شمولي لا يعرف غير القمع والإرهاب وسيلة لتوطيد حكمه؟!! غني عن القول أن حكومة المؤتمر الوطني المعزولة هنا في الشمال- قبل الجنوب- هي المهدد الأساسي لوحدة السودان ودوننا ما حدث ويحدث بالشرق ودارفور والجنوب ومناطق السدود وغيرها، وبالتالي فإن استمرار السودان موحداً، وتنمية المناطق المهمشة بما فيها جنوب الوطن وتقدم البلاد عموماً رهين باستعادة الديمقراطية وإشاعة الحريات العامة والشمولية وإعلاء قيم المواطنة وحقوق الإنسان. تلك هي استحقاقات الوحدة الطوعية التي لن تدفعها الإنقاذ طوعاً بل ينتزعها نضال الجماهير المتصل من أجل الانتصار على دعاة الشمولية والانقسام والانفصال، وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية على امتداد الوطن الشاسع
| |
|
|
|
|