|
المحكمة الجنائية الدولية تحاصر البشير
|
الخرطوم: الميدان
في الوقت الذي ينتظر أن تبحث فيه الدائرة القانونية بالمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي تضمين اتهام الإبادة الجماعية الموجه ضد الرئيس البشير على خلفية قضية دارفور بعد أن تمّ قبول الاستئناف المقدم من لويس مورينو أوكامبو مدعي عام المحكمة لتتم إضافته إلى قائمة الاتهامات الأخرى، بدأ الخناق يضيق على البشير بعد أن أعلن مكتب الرئيس اليوغندي عدم رغبة هذه الدولة في توجيه الدعوة للبشير للمشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي الشهر القادم بكمبالا وبالرغم من أن يوغندا تراجعت عن خطوتها هذه وأعلنت عن توجيه دعوة للبشير، لكن هذه الدولة التي تستضيف مؤتمراً لمراجعة ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية، تكون قد قطعت فعلياً الطريق أمام البشير للمشاركة في القمة وبالتالي فإنّ حضوره إلى هناك لن يكون مرحباً به كما أنه يمكن أن يتعرض للاعتقال لأنها أعلنت صراحة من قبل أنها سوف تسلم البشير إلى الجنائية حال حضوره.
وما سبق أن صدر من يوغندا تلاه موقف آخر من السنغال فقد حذر الرئيس السنغالي عبد الله واد البشير من الحضور إلى داكار للمشاركة في مؤتمر القمة الإسلامي التي التأمت قبل صدور الأمر بتوقيف البشير، ووقتها أعلن واد للصحفيين أنّ السنغال موقعة على ميثاق روما وأنه إذا ما حضر الرئيس السوداني للمشاركة في القمة الإسلامية وصدر الأمر بتوقيفه فإنه سوف يسلم. وكانت أول إهانة كبيرة توجه للبشير من قبل أحد الزعماء الأفارقة الذين يتمتعون باحترام ومصداقية وسط قيادات القارة وكان أن تم (بلعها).
وما ذكره واد أعلنته جنوب أفريقيا قبل عدة أيام عندما أعلن الرئيس جاكوب زوما أنه سوف يسلم البشير إذا ما حل بجوهانسبرج لحضور حفل افتتاح كأس العالم، وبالرغم من أن الخارجية السودانية سارعت في اليوم الثاني بتكذيب الخبر واعتبرته مدسوساً على الرئيس زوما إلا أن وزيرة التعاون الدولي الجنوب أفريقية أكدت صحة الحديث وعزم بلادها تسليم البشير إلى لاهاي إذا ما وطأت قدماه بلدها.
هكذا تكون حلقة الالتزام بمقررات روما قد اتسعت وتزايدت عدد الدول الأفريقية التي بدأت تحذر البشير من أن تطأ قدمه أرضها بسبب الاتهامات التي وجهت له على خلفية الجرائم المرتكبة في إقليم دارفور. وهذا الأمر يكذب ما تذهب إليه الحكومة بعدم التزام دول الاتحاد الإفريقي بمطالب المحكمة الجنائية، بل نجد أن أحد الدول الأفريقية الصغرى سبق وإن أعلنت إن طائراتها المقاتلة سوف تعترض سبيل الطائرة الرئاسية السودانية إذا ما حاول البشير أن يعبر أراضيها وهو ما يعتبر التزام واضح بمقررات روما.
وهكذا بالرغم من أن البشير قد تلقى دعوة من يوغندا للمشاركة فإنه حتما لن يفضل السفر إلى هناك في ظل تهديدات جدية بتسليمه ليحاكم في لاهاي. لذلك فإن المشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي بكمبالا الشهر القادم حتماً سوف تقتصر على نائب الرئيس، وسوف تكون قمة كمبالا أولى القمم التي سيغيب البشير من المشاركة فيها بسبب الاتهامات التي وجهتها إليه المحكمة الجنائية الدولية التي رفعت تقريراً لمجلس الأمن الشهر الماضي تشير فيه لعدم تعاون السودان بخصوص تسليم أحمد هارون حاكم إقليم جنوب كردفان الحالي وعلي كوشيب المتهمان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور.
|
|
|
|
|
|
|
|
|