هيلين توماس : ايها اليهود الصهاينة اخرجوا من فلسطيبن
-"ماذا تقولين لإسرائيل؟" - "قل لهم أن يخرجوا من فلسطين!" - "لا تعليق أفضل؟" - "تذكر هذا الشعب تحت الاحتلال وهذه أرضهم..ليست المانيا أو بولندا" - "أين يذهبون؟" - "ليعودوا إلى ديارهم !" - "أين ؟" - "بولندا..ألمانيا" - "تريدين أن يعودوا إلى بولندا والمانيا؟" - "..ومن أمريكا ومن أي مكان آخر!"
هي مشنقة الكلمات.. نصبها اللوبي الصهيوني وإمبراطورياته الإعلامية والبيت الأبيض لعميدة الصحفيين الأمريكيين السيدة هيلين توماس التي لم تشفع لها 58 عاما من العمل الصحفي المتميز في التصدي لحرب شعواء انتهت باعتذار مقتضب واستقالة سريعة. وقد نقلت تصريحات السيدة هيلين عبر كاميرا خاصة للحاخام ديفيد نيسنوف صاحب موقع "راباي لايف" والذي بادر بسؤال السيدة هيلين عما تقوله لإسرائيل بمناسبة احتفالية بالتراث اليهودي أقيمت في البيت الأبيض. وقد قام نيسنوف بوضع مقابلته السريعة مع السيدة هيلين على موقع اليوتيوب مع تعليقه الشخصي الذي تضمن العديد من المغالطات ردا على السيدة توماس. ولقد وصل عدد مشاهدي الفيديو في غضون أسبوع واحد إلى أكثر من 1,558,000 .
وقد تبع استقالة السيدة توماس العديد من الأصوات الشامتة والفرحة والمليئة بالحقد والاستهزاء من قبل الإعلام المتصهين في الولايات المتحدة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قام أصدقاؤها المقربون باستهجان موقفها، كما تخلت وكالتها عنها، وتم إلغاء العديد من المحاضرات التي كان من المفترض أن تلقيها. بينما دافع البعض عن السيدة توماس بقولهم بأن "غلطة" واحدة لا يمكن أن تمحي سجلها الحافل بالإنجازات العظيمة.
وتبلغ السيدة هيلين توماس 89 عاما، وقد هاجر والدها "جورج" من طرابلس في الـ17 من عمره إلى الولايات المتحدة ووالدتها لبنانية ولدت وتربت في ولاية كنتاكي. هاجرت عائلة السيدة توماس إلى "ديترويت" في ولاية متشيجن ودرست في جامعة "وين ستيت". وقد بدأت السيدة توماس مسيرتها الإعلامية كمراسلة أخبار في جريدة "واشنطن ديلي نيوز" عام 1941. تلى ذلك عملها في وكالة يونايتد بريس عام 1943 ومن ثم أصبحت مراسلة في البيت الأبيض عام 1960 في عهد الرئيس كينيدي. تفردت في مرافقة الرئيس نيكسون وكارتر وفورد وريغان وجورج بوش الأب وكلينتون وجورج بوش الابن في رحلاتهم. و يحسب للسيدة توماس أنها أول صحفية تصبح رئيسة لنادي الصحافة القومي في واشنطن، كما حصلت على أكثر من ثلاثين جائزة صحفية وشهادات جامعية فخرية منها دكتوراه من جامعتها "وين ستيت". وفي عام 2000 عملت السيدة توماس كاتبة عمود في مؤسسة "هيرست" الصحفية. وللسيدة توماس 5 مؤلفات كان آخرها كتاب"اسمعني سيدي الرئيس" بالتعاون مع الكاتب "كريج كرافورد". وقد عرف عن السيدة هيلين أسئلتها الذكية والمحرجة وتعليقاتها اللاذعة وكسرها للعديد من الخطوط الحمراء من كرسيها المحجوز في الصف الأمامي في البيت الأبيض. كان آخرها وصف الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية بـ"المجزرة والجريمة الدولية". ولم تتوانى السيدة هيلين عن توجيه الأسئلة المحرجة للرئيس السابق بوش الابن مما دفعه لتجاهلها - على غير عادة من سبقوه من الرؤساء - في المؤتمرات الصحفية. أما الرئيس أوباما فلم يكن حظه مع السيدة هيلين أفضل حالاً فقد كان أول سؤال تطرحه عليه "هل تعلم إذا ما كانت أي دولة في الشرق الأوسط تملك سلاحاً نووياً؟"، وقد تهرب أوباما من الإجابة في حينها. وتقول السيدة توماس في مقابلة لها مع مؤسسة "ريل نيوز" أنها كانت تقصد "اختبار مصداقيته".
السيدة هيلين توماس مدرسة صحفية بامتياز لم تلق التقدير الذي يليق بمقامها في العالم العربي. ما قامت به السيدة توماس عمل شجاع في وجه وسط منحاز لإسرائيل. هي ليست أول من يصرح ضد إسرائيل، لكنها أول من يجرؤ على ذلك في حديقة البيت الأبيض وفي أوج تألقها، في حين تلعثمت العديد من الألسن العربية خجلا وتساقطت العديد من "الشوارب" خوفا!
و هــنا كلمة الحق التي ذهبت بعميدة الصحافةو الصحفيين في أمريكا واحة الديمقراطية والحريات إلي مزبلة السياسيين و أذيالهم ألسنة كذبهم و تضليلهم المبين !!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة