الرقيبُ الذاتي.. ومَشاغِله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 03:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-03-2010, 06:25 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الرقيبُ الذاتي.. ومَشاغِله

    إنّ أقصى ما تتمنّاهُ أجهزة الرقابة (التي تنفق عليها الحكومات والدول الإسلامية بدون حساب وبِكرَم يفوق الوصف) أن يُشغّل كلّ كاتب من الجنسيْن ـ سياسي أو صحافي أو رياضي أو ديني أو خيالي أو وجودي أو واقعي اشتراكي ـ جهاز رقابته الذاتيّة.. ليرفعَ عنها صُداع القراءة وتشغيل الدماغ والمُساسكة بين الصحف ودور النشر الوَرقيّة، أو البَحْلقة في شاشات الأجهزة الإلكترونيّة.. أو الانْتِصاتِ مِن خلفِ الأبواب والحيطان لهمسات العاشقين وتضرّع الخاشعين ومؤامرات المُندّسين.

    وبما أنّ أجهزة الرقابة، مِن نُقاد وفِقهيين وتقنيين وبصّاصين ومتعاونين ومُتبرعين بالنهي عن المُنكر، لمْ تصل بعد إلى غاياتها العظمى تلك، فهيَ تعمل على الدوام مِن أجل استنباط وابتكار طرائق وأساليب حُجج جديدة لا تخطر على بال أعظم الخياليين مِن الكتاّب والرسّامين ـ الكلاسيكيين والسرياليين.. وهذا، بالطبع، إلى جانب إتكائها على إرثٍ لا حدود له مِن بصيرة ودهاء ومَكر الأقدمين والأسلاف الصالحين، في الدفاع عن الدين والذودِ عنه. ولِمَن يتشكّك في نجاعةِ ترياق وأدوات السَلف التي لمْ تنفد ذخائرها بعد، أن ينظر إلى فتاوى التكفير، القديم منها والحديث، الكافية لقطع الألسن والرقاب وتكميم الأفواه وانزواء الكثيرين والنأي بأفكارهم عن مُعترك القيل والقال، وطرْح السؤال حولَ المُقدّس، أو الحرام والحلال في عُرف هذا وذاك مِن الأئمّة والمأمومين والنُحّال.

    وما علينا سوى النظر إلى المُزاوجة والمُعايشة بين رسوخ القديم وانفلات البِدَع في هذا الزمان، لنرى عبقريّة الحُكام والحكماء والفقهاء في الاستفادة مِن اختراعات الفِرنجة واليهود والنصارى، للإبقاء والمُحافظة على القِيَم والتقاليد والعادات التليدة. وهيَ مِن الشيوع والاستخدام اليومي والدهري، مما يعفينا عن ضرب الأمثلة والإتيان بالبراهين العديدة، ولذا سنكتفي بالقليل منها:

    فأرض الجزيرة العربية وخلجانها التي مَنّ الله عليها بالذهب الأسود والأحمر، فمكّن شعوبها من شراء كلّ مُبتكرٍ جديد، دون عناء الجلوس لسنوات وعقود على مقاعد المعامل والمختبرات الكيميائية والفيزيائية والتحديق في مراصد الفلك والكون السحيق، أو النبش في تاريخ الطبيعة والإنسان والحيوان والنبات.. فاستراحوا من الفلسفة والحساب والأسْطرْلاب. فللاستفادة القصوى مِن برامج الكمبيوتر والدوائر التلفزيونية المُغلقة، جلبوها للمدارس الابتدائية والجامعات، واستخدموها لفصل الذكور عن الإناث. فما على المُعلِم أو المُحاضر الذكر، سوى إلقاء دروسه وفيض علمه على التلامذة الذكور في فصل أو قاعة، ليتمّ تصويره وبثه على الإناث الجالسات، محتشمات، بين حيطانٍ وفصول وقاعات أخر. فدرؤوا الفتنة بين العالِم وطالبة العلم، أو العكس مِن كلّ ذلك، وبحِكمةٍ فقهيّة وفتاويّة بليغة، لا تخطرُ على بال مُخترعي ومُكتشفي الكهرباء والبعير الطائر والصندوق الذي يسكنه الشيطان (كما سَمّتْ الأعراب الراديو) والبرنيطة وجكسا في خط ستة أو دَرْدِقني في النجيلة.

    إشارات، لمَن فاتهم، وفاتتهنّ تلك الأزمنة:
    { جكسا في خط ستة ـ لباسٌ كانت ترتديهِ الفتيات السودانيّات لزوم القشرة في الأمسيات، حتى السبعينات من القرن المُنصرم. مكوّن من قطعة واحدة فوق الركبة بفراسخ، ويُشبه شبهاً شديدا البكيني الذي ترتديه الخواجيّات.. وقيلَ أنه ذاته.
    دردقني في النجيلة (بالتزامُن مع: إنعل دينك) تسريحتان للشعر النسائي، واكبت اللباس إيّاه، بعاليه.
    البعير الطائر ـ طبعاً واضحة، فهي كما البُراق.
    الخرطوم بالليل ـ تسمية للعاصمة، لم ترد في حديثنا الفائت، وربما استخدمناها في المستقبل. ويُقال أن الأوروبيين هم مَن أطلقوها، أيام أن كان يقضون رأس السنة بالسودنة }

    أما ما بقيَ من تراث قديم، وظل مُستخدما إلى يومنا هذا، بعدَ أن أدخلتْ عليه الأجهزة الرقابية الحديثة بعض التطويرات، فهو الهَلعة.
    ونعتقد أنّ الأجهزة الرقابية، شرقية وغربية، تستخدم هذه الاستراتيجية الحربية ـ النفسية. ولئن قصَرنا كلامنا على العرب خاصة، والإسلاميين بعامة، فهذا لا يعفي الآخرين مِن مغبّة استخدامه. وبما أن "الهلعة" لها معان ومراتب وتجليات كثيرة وعديدة، إلا أن الأجهزة المذكورة قد استعملتها بكلّ أوجهها..
    جاء على لسان العرب:
    { الهَلَعُ: الحِرْصُ، وقيل: الجَزَعُ وقِلّةُ الصبرِ، وقيل: هو أَسْوأُ الجَزَعِ وأَفْحَشُه، هَلِعَ يَهْلَعُ هَلَعاً وهُلوعاً، فهو هَلِعٌ وهَلُوعٌ؛ ومنه قول هشام بن عبد الملك لِشَبَّةَ بن عَقَّالٍ حين أَراد أَن يقبِّل يده: مَهْلاً يا شبَّةُ فإِن العرب لا تفعل هذا إِلا هُلُوعاً وإِن العَجَم لم تفعله إِلا خُضوعاً.
    والهِلاعُ والهُلاعُ: كالهُلُوعِ.
    ورجلٌ هَلِعٌ وهالِعٌ وهَلُوعٌ وهِلْواعٌ وهِلْواعةٌ: جَزُوعٌ حرِيصٌ.
    والهَلَعُ الحُزْنُ، تميميَّة }

    فإلى جانب هِبات التكنلوجيا التي أضحت تقوم بالعديد من المَهام بدل أعضاء الإنسان، مِن سمعٍ وبَصر وشم، صار للرقابة العامة على سلوك البشر وتتبّع حركاتهم وسكناتهم وما يدور بخلدهم ـ كاميرات للبَصْ والرَنَقة، مخفيّة ومرئية. وبديلا للقرب من إنسان أو جماعة من الناس لسماع الصوت، صارَ لذلك ما يُمكّن السماع من على البُعد، وللحيطان أذنان، وما يُزرع في الأسرّة وسمّاعة التليفون ومشدّات صدور النساء مِن جواري وزوجات وبائعات هوىً وخنّس، ولُعَب أطفال. وبدل التفرّس في خلجات عضلات الوجه وسبر غوْر الأنفس من رنّة الصوت وهمسه، للتأكد من صِدْق وكذب المرء أو المرأة، صار هناك جهاز كهربائي ألكتروني يكشف عن المضمون، إن خبّأ المُجرمون ما يُفكّرون به وما يضمرون!

    إشارة:
    يُشاعُ خطأ، أنّ استخدام: (رنّق ليْ، أو: ما ترنّق ليْ) مِن العاميّة السودانية. وهي في الأصل عربية فصحى، ذات لسانٍ بيّن.
    أنظر: القواميس ولسان العرب تحت باب ـ رنق.

    والهلعة، التي تريد الأجهزة الرسمية، العلنية منها والسرية، أن تصيب بها الجمهور والعباد والأفراد، لها أهداف عليا ودنيا لا حدّ أو غرار لها. فمِن الخشية مِن التفوّه ببعض الكلام لبعض الخاصّة، إلى الرهبة مِن الكتابةِ ونشرها على العلن، في الصحف والمساجد أو خارج الوطن ـ سنجد صنوفاً ودرجات، نجاحات وإخفاقات، لبعض الأجهزة ذات العماد والغايات.
    فأعلى مراتب الهلعة، التي وصل إلى سبيلها بعض دهاقنة نُظم الحُكم الحديثة وسَوْسَ الناس بالترهيب، أن يجعلوا "الزول يمشي وهو يتلفت". وأن يكتب وهو يشكّ ويرتاب في النحو والصرْف والتصرّف. وأن ينام الزوجان في الحوش أو البرندة المكشوفة مستوري العَوْرة، فلربّما نطّ مِن الحيطة أحد الناهين عن المنكر، فرآهما فاستعاذ واستغفر. المهم، أن ينام الخلق ويصحوا مُبلبلي الخواطر، يضربون أخماساً بأسداس. ويشكّون في الصديق والقريب ورئيس الحزب والجار والخالة والعمّة، ويفرّون من الوالدين وخزائن الذهب والفضة والبنين، قبل يوم القيامة والحساب ـ الجزاءَ على المعروف، أو العذاب.
    وتبقى "الإشاعة" هي صاحبة القدح المُعلى، لتحقيق بعض ذلك، أو أعلى!
    إذ يكفي أن يشيع بين الناس أن عيون وآذان ومجسّات الجهاز الحساس، منشورة في كل مكان وزمان.. لا تفوتها صغيرة أو كبيرة، وما يمرّ بالخواطر والأماني والأحلام. ويتكلّم الناس بحساب، ويسعون في الأرض واجفين، وينامون بنصف عين، ليحرسوا عيون السلطان، التي لا تنامُ أو تغمض الأجفان.
    وبعد ثورة أو انتفاضة، تتكشفُ حقيقة وعورة تلك الأجهزة، ليعلم الناس أنها لم تكن سوى غشة!

    (يُنصح بمراجعة القصة الطويلة: "الزيني بركات بن موسى" لمُدوّنها المصري/ جمال الغيطاني)


    وبما أن لبعض البشر، المَقدِرة على تشغيل بعض أدوات "الرقيب الذاتي" وتعطيل أخر، نريد السعي بين بعض تلك التجارب، والاستفادة منها لتثقيف رقيبنا الذاتي وتزويده ببعض العِبر. فنحنُ، إنما نسعى لكشف واستكشاف إن كان في الإمكان تفعيل "رقيب ذاتي" واسع القدرة والحيلة ـ لتجنّب زعل جماعة دون جماعة، وغضب فِرقة دون فرقة، ومُعاداة حزب دون أحزاب، ودين دون أديان، أو إلهٍ خلقَ الكون، دون الآلهة التي خلقها الإنسان!

    فهل مِن سواء سبيل إلى رقيبٍ يُرضي الضمير، والواعظ الأخلاقي والديني والاجتماعي والسياسي والحزبي، والحاكم الجائر والعادل، وحُريّة الفكر دون حَجْر أو تكفير؟!!

    ولنبدأ بِ:
    لماذا لا يُوجدُ مُعادِل لغوي/اصطلاحي، قِيَمي وأخلاقي ل"التكفير" في فضائنا الثقافي.. مثل: "التأمين" مِن مؤمِن وآمَن، مقابل كافر وكفر؟!
    وهل في مثل سؤال كهذا، إهانة لأحد، أو لدين.. أو ما يدعو الإله للغضب، ليخسفَ بالسائل الأرض وما عليها؟!!
                  

العنوان الكاتب Date
الرقيبُ الذاتي.. ومَشاغِله عادل عبدالرحمن06-03-10, 06:25 AM
  Re: الرقيبُ الذاتي.. ومَشاغِله تيسير عووضة06-03-10, 07:26 AM
    Re: الرقيبُ الذاتي.. ومَشاغِله عادل عبدالرحمن06-03-10, 09:05 AM
      Re: الرقيبُ الذاتي.. ومَشاغِله عادل عبدالرحمن06-04-10, 07:04 AM
        Re: الرقيبُ الذاتي.. ومَشاغِله عادل عبدالرحمن06-04-10, 07:07 AM
          Re: الرقيبُ الذاتي.. ومَشاغِله عادل عبدالرحمن06-06-10, 06:33 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de