اليكم حديث الدكتور الصادق الامام الهادى وهو شاهد عيان عن احداث الجزيره ابا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-05-2010, 05:02 PM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اليكم حديث الدكتور الصادق الامام الهادى وهو شاهد عيان عن احداث الجزيره ابا

    د| الصادق الهــادي المهدي يروي لحظات «الطائرات والقنابل» .. ثم مقتل الإمام


    المواجهـة الدمـــوية العنيفة وأحـــداث الجـزيرة أبا
    ابو القاسم محمد إبراهيم وفاروق حمد الله طلبا الاجتماع بالإمام .. وأحد الأنصار وجّه حربته نحوهما ، ولكن ..!.
    محمد صالح عمر اقترح «إلقاء القبض» على «ابو الدهب» كأسير .. والقدر فعـــل غير ذلك ..!.


    كان ذلك عام 1970م أي بعد استيلاء عساكر مايو على السلطة في 25 مايو 1969م.
    وقد كانت شعارات الإنقلابيين شيوعية ..!.
    و عزز ذلك ، أن عناصر مدنية ونقابية قد حرّكت مواكبها لدعم «حركة التغيير الاشتراكية»..!.
    قد ولم يعد هناك مجال للشك بأن القوى «اليسارية» تقلدت مقاليد الأمور في البلاد.
    أما القوى «اليمينية» ، المناوئة للانقلاب .. فقد اعتبرته «انقلاباً عسكرياً أحمر ، ومعادياً للديمقراطية» .. فتجمعت لمقاومته تحت قيادة إمام الأنصار الهادي المهدي.
    وقد كان التجمع الكبير وبداية المقاومة تحت مسمى «الجبهة الوطنية» .. بالجزيرة أبا.
    * إذن ، ما نحن بصدده من خلال هذه الحلقة هو ما حدث ، في تلك الأيام بين سلطة الخرطوم «الجديدة» والمعارضة ، ومن خلفها جماهيرها التي تجمعت بالجزيرة أبا ، على النيل الأبيض.
    * ذاكرة د. الصادق الهادي المهدي اعطتنا وقائع تلك الفترة ، على النحو الآتي:


    ** هل كُنت بالجزيرة أبا ، عندما وقعت أحداث أبا؟.
    - نعم .. نعم .. واتذكرها جيداً .. فوالدي الإمام طلب من أسرتنا أن تحضر إلى الجزيرة.

    * بدايات المشهد:
    ** كيف كانت بدايات المشهد؟.
    - تنادى الأنصار ، من كل بقاع السودان .. وتجمعوا بالجزيرة أبا ، لمناصرة الذين.. جاؤوا واستوطنوا.
    كان المشهد مهيباً .. حيث تراصت الصفوف .. واكتظت وامتلأت..
    مسجد الكون .. وسرايا الإمام .. والمنازل..
    الجزيرة أبا تحولت إلى تجمع ضخم لمقاومة مايو الحمراء.


    ** ماذا حدث بعد ذلك ؟.
    - عرفت ، بعد ذلك ، أنّ حدثاً جليلاً وكبيراً ، سيقع..
    وبالفعل .. في رمضان من عام 1969م.. جاء وفد عسكري ، يمثل الإنقلابيين للقاء الإمام الهادي.
    كما كان غريباً أن تكون هناك قوة مدرعة، على رأسها «ابو القاسم محمد ابراهيم»، و«فاروق حمد الله» ، وضباط آخرون.


    * الاجتماع:
    * ماذا كان كلام هذه القوة؟.
    - قالوا أنهم يرغبون في الاجتماع واللقاء بالإمام..
    وفعلاً ، اجتمعوا بالإمام .. وقد كان رأي الإمام واضحاً ، حيث قال لهم :« نحن لدينا شروط للتفاوض، تتمثل في الآتي».
    ـ إزالة الواجهة الشيوعية.
    ـ عودة الجيش للثكنات.
    ـ حكومة انتقالية.
    ـ عرض مسودة الدستور الإسلامي في استفتاء عام.


    ** ثم ماذا؟.
    - انتهى الاجتماع ، باعتبار أن«ابو القاسم وفاروق» ، سيحملان هذه الأفكار لرئيس الانقلاب جعفر نميري.


    ** ألم تحدث أية احتكاكات بين الأنصار والقوة المدرعة؟.
    - طبعاً ، الإمام وجّه بإعطاء الأمان لهذا الوفد..
    بعد خروج «ابو القاسم وفاروق» من الاجتماع ، قام بعض الانصار بإحاطة هذا الوفد ، حتى يمنعوا احتكاك الأنصار بهم..
    ولكن ، أحد الأنصار كان يحمل «حربة» ، وجهها لصدر فاروق حمد الله ، وقال له :« خذل الله من عادى الإمام»..
    فردّ فاروق حمد الله قائلاً:« منو اللي خذل الإمام .. نحن ضيوف الإمام».
    طبعاً .. هناك معلومة مهمة جداً .. وهي أن هناك وسيطاً كان بين الإمام وابو القاسم محمد ابراهيم ، وهو اللواء عبد الله حامد المهدي .. وهو الذي ساعد في ترتيب هذا اللقاء.


    * حُجة الزيارة:
    ** ما الهدف من زيارة هذا الوفد العسكري ، والذي كان يضم ضباطاً كباراً من مجلس قيادة ضباط مايو؟.
    - حجتهم كانت أنهم جاءوا إلى أبا لعمل نقطة بوليس ، حيث قالوا انه لا توجد نقطة بوليس بالجزيرة أبا.
    ولكن الأنصار أدركوا أن هذا الكلام ما هو إلا حيلة من حيل الانقلابيين..
    وقد ردّ الانقلابيون في الاجتماع : «ما في داعي لنقطة».


    ** ولكن قادة القوى السياسية .. تجمعوا في أبا؟.
    - نعم .. حيث كان هناك قادة بجانب الإمام الهادي..
    كان هناك الصادق المهدي والشريف حسين الهندي ومحمد محمد صادق الكاروري ومحمد صالح عمر ومهدي إبراهيم .. وآخرون.


    ** ماذا كان رأي قادة القوى السياسية المتواجدة مع الأمام بالجزيرة أبا؟.
    السيّد الصادق المهدي تشاور مع الإمام.. فكان رأي الإمام أنّ النظام عدائي..
    ولكن ، الصادق أصرّ على المجيء للخرطوم .. فوافق الإمام على مضض.
    وبالفعل ، التقى الصادق نميري ، وبقية الانقلابيين .. ولكن ، بعدها تم اعتقاله في بيت قائد الحامية بشندي .. وأُبعد من الجزيرة أبا.

    * زيارة نميري:
    ** ماذا بشأن زيارة نميري للنيل الأبيض؟.
    - أُعلن عن زيارة لنميري للجزيرة أبا..
    وكان الإعلام ، في تلك الأيام ، يدق طبول الحرب.
    وبالفعل .. ركب نميري الباخرة .. وكانت الاستقبالات كلها عدائية في مواجهته..
    نعم .. لقد واجهته هتافات قوية جداً في أم جر والكوة ، حيث كانت جماهير الأنصار تهتف في وجهه :« لا سلام بلا إسلام».

    ** ولكن أجهزة مايو ، آنذاك ادّعت أن نميري تعرّض لمحاولة اغتيال؟.
    - تمثيلية .. نعم .. تمثيلية سيئة الإخراج..
    والذي حدث أن أحد الأنصار ، وهو رجل طاعن في السن .. كان أن اقتحم الصفوف ووقف في وجه نميري مُكبراً «الله أكبر ولله الحمد» .. رددها ، مرات .. وفي أثناء ذلك ، بان أنّ هناك سكيناً في ذراع هذا الرجل .. وهذه طبيعة عادية عند أهلنا الأنصار.
    ولكن ، الانقلابيون أصلاً كانوا «مبيتين » النيّة.. وكانوا يبحثون عن مسوغات لضرب الأنصار .. فاستغلوا هذه الحادثة .. فقطع نميري زيارته..
    وبعدها تحركت قوة بقيادة ابو الدهب .. وهو بدوره قد أمر محجوب برير محمد نور أن يتحرك من سلاح المدرعات بقوة للتعزيز.. وقد كانت رسالته لمحجوب برير واضحة جداً..
    «حضرنا لاعتقال الإمام» .. فردّ عليه محجوب برير محمد نور قائلاً:« كان تكلموني .. وأنا الآن قد وصلت جبل أولياء .. كان تكلموني عشان ما اختار ضمن قواتي أبناء أنصار»..

    * كسر الجاسر:
    ** وبعدها .. ماذا حدث؟.
    - الأنصار كسروا كوبري الجاسر .. وفتحوا ترعة..
    مما صعب مهمة الانقلابيين في الوصول إلى الجزيرة أبا.
    وحينما تسللت قوات ابو الدهب ، دخل معهم الأنصار في معركة بالسلاح الأبيض .. مما اضطر معه أن يرفع ابو الدهب «المنديل الأبيض» .. وطلب الاجتماع بالإمام..
    وبالفعل ، اجتمع بالإمام .. فكرر له الإمام نفس الشروط التي قالها لـ «ابو القاسم محمد ابراهيم وفاروق حمد الله»..
    فخرج ابو الدهب..
    ولكن ، محمد صالح عمر قال للإمام :« يجب أن تأسر هذا الوفد .. إنها فرصة»..
    فرفض الإمام ، باعتبار أنه اعطى لـ«ابو الدهب» الأمان.
    الشهيد محمد صالح عمر كان يُصر على الإمام بضرورة أسر هذا الوفد .. ورغم رفض الإمام ، إلا أن محمد صالح عمر ومعه مجموعة ، حاول أن يلحق بهم .. ولكن «العربة» انقلبت في الطريق ، مما أدى إلى أن يتعطل محمد صالح عمر عن اللحاق بـ «ابو الدهب».


    ً* الطيران والمدافع:
    ** إذن الأمور تأزمت ؟.
    - نعم .. نعم .. حيث بدأ العدوان العنيف صبيحة الجمعة .. بطائرات الميج .. كنّا نسمع فرقعة وانفجارات شديدة..
    كان الضرب مركزاً على السرايا والجاسر.
    كنت أشاهد إبي الإمام وهو يلبس الجلابية والطاقية ..
    فجاء القرار بأن يخرج الإمام من السرايا ، حيث قال قادة الأنصار للإمام :« إنّ السرايا مُستهدفة»..
    وبالفعل ، ذهبنا إلى بيت آخر : وهنا تستحضرني «طُرفة» مازالت عالقة بذهني .. حيث دخل الأطفال تحت «العناقريب» ، حتى نختبئ من «القنابل»..
    وضمن الأطفال تحت «العناقريب» كُنّ بنات الشهيد محمد صالح عمر وهنّ «سلمى ، ليلى، سوسن»..
    كانت زوجة الشهيد محمد صالح عمر حينها تنادي ، والبنات يرددن عليها بالقول: «نحن تحت العنقريب».


    * الطائرات:
    ** ولكن .. هناك من يقول أن الطائرات التي ضربت الجزيرة أبا من سلاح الجو المصري؛ بل وذهب بعضهم إلى أن الطائرات كان يقودها أحد ضباط سلاح الطيران المصري وهو الضابط محمد حسني مبارك؟.
    - الطائرات كانت ميج ، وهي روسية الصنع .. وبها إمكانيات اختراق حاجز الصوت.. ـ فيما بعد ـ وأثناء تحقيقات المدعي العام المتحري محمد سعيد بدر إبّان فترة الديمقراطية أفاد المُلحق العسكري الروسي وأكد أنّ الطائرات التي هاجمت الجزيرة أبا ، اخترقت حاجز الصوت ولم تُضرب.
    وأضاف أن قادة الطائرات كانوا «روساً» ، لأن سلاح الطيران السوداني لم يكن به مدربون على استخدام هذا النوع من الطائرات؛
    لذلك ، فإن ما قيل حول سلاح الطيران المصري وحسني مبارك غير صحيح ولا يسنده دليل

    لنا عوده
    لماذا كان قرار خروج الإمام للحبشة؟.
    * كيف تمّ الاغتيال بالكرمك؟.
    * ماذا كان رد فعل ضباط مجلس قيادة مايو حينما وصلهم خبر مقتل الإمام الهادي المهدي؟.
    * أسرة الإمام .. كيف وصلت إلى الخرطوم؟
                  

06-05-2010, 05:08 PM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليكم حديث الدكتور الصادق الامام الهادى وهو شاهد عيان عن احداث الجزيره ابا (Re: محمد عادل)

    حي ود نوباوي تعــرض لمجزرة بشرية بشعة... والأطفال تعرضوا للضرب بقاذفات اللهب..!
    منزلنا أصبح خـــــــراباً واســتجوبوا الوالدة حول مكان الإمام الهادي..!
    تمَّ عقد اجتماع مهم بأحد المنازل بالجزيرة أبا بحضور الإمام لمعرفة وضع المقاومة



    الدكتور الصادق الهادي المهدي سرد مشاهداته ومعايشته لأحداث الجزيرة أبا..
    كما استند واستمع، في روايته هذه لمشاهدات مشاركين في تلك الأحداث الدامية.. حيث كان خالد محمد إبراهيم وسعد عباس توفيق، من الأنصار الذين شاركوا.. بينما كان محجوب برير محمد نور أحد ضباط القوات المسلحة حيث ألف كتاباً حول «مجزرة الجزيرة أبا»
    إلى الحلقة الثانية:



    كيف وجدتم المشهد الدموي الحزين بود نوباوي؟؟.
    وجدنا السكون يهيمن على حي ود نوباوي، واختفى المارة من الطرقات ما عدا بعض الجنود الذين انتشروا على طول الطريق يحملون أسلحتهم النارية، وقد بدا عليهم الاضطراب الواضح الناجم عن تلك المجازر البشرية البشعة التي أقدموا عليها في أصيل ليل دامس رتعت فيه شياطين نحسهم، لتحيل تلك الديار الآمنة إلى حالة من الفوضى والخراب، وبمجرد دخولنا منزل الإمام الشهيد بود نوباوي دهمتنا قوة من الجنود تجاوزت الـ«100» جندي وهم مدججون بأحدث الأسلحة ليقتحموا المنزل من كل منافذه الداخلية في مواجهة نساء وأطفال، فصاح أحدهم: «ثابت أرفعوا أيديكم» ..ففعلنا بدهشة وهلع حقيقي، ثم تقدمهم ضابط برتبة مقدم يطلب من الوالدة رقية أنْ تذهب معه ليتم استجوابها، فرفضنا نحن الصغار أنْ نترك الوالدة وحدها، فبكينا وأصررنا على أنْ نرافقها، فوافق الضابط مكرهاً بعد أنْ بدت عليه علامة التردد وسمح لنا بمرافقتها، فأخذنا إلى العربة وقد صُوبت الرشاشات والبنادق إلى ظهورنا ورؤوسنا، ثم قاموا بجولة بنا بالعربة داخل مدينة أمدرمان ليمطروا الوالدة بعدد من الأسئلة انصبت كلها حول مكان الشهيد، فأجابتهم الوالدة بأنها لا تعلم، وكرر الضابط السؤال بجلافة وغلظة وتهديد، فأجابت الوالدة بالجواب نفسه، ولما يئسوا من تلك المحاولات المتكررة لم يكن أمامهم غير إرجاعنا من حيث جئنا إلى ديارنا في ودنوباوي، حيث وجدنا بعض أفراد الأسرة ينتظروننا في قلق شديد بعد أنْ تسرب نبأ اعتقالنا.



    تعب وتوتر
    كنا في تلك اللحظات نعاني من التعب والإرهاق الشديدين، اضافة إلى حالة التوتر التي قد تكون نتيجتها إزهاق أرواحنا ببساطة شديدة؛ إذ لم نذق طعم الأكل غير مرة واحدة خلال تلك الأيام العصيبة، وكنا إبانها نفترش الأرض في مقابر الجزيرة أبا ولهذا كنت أتشوق إلى فراش آمن يضمني مع أسرتي بعد تلك الأحداث، ولكننا فوجئنا بأنَّ المنزل قد أصبح خراباً بعد تعرضه لتفتيش دقيق أُستخدمت فيه كل الوسائل، ومزق الجنود حتى الفراش، وبالطبع لم تكن تلك الصورة القائمة تحدث شيئاً في نفسي مقارنة بما شاهدناه في الجزيرة.
    وماذا ورد اليكم من أخبار حول الجزيرة أبا؟!.
    عمليات الإبادة مستمرة وبلا انقطاع؛ القصف ينهمر على البلد بلا رحمة أو شفقة، لقد تحولت المعركة إلى إبادة لجماعة الأنصار، فقد رأى النظام وأذنابه في الداخل والخارج أنَّ لا سبيل لبقائهم ما بقي أنصاري على هذه الأرض..!
    لم يكتف النظام بطائرات الميج الصديقة ولا بمدفعية الهاوتزر الثقيلة، بل حرك منذ صباح هذا اليوم مجموعة من دبابات ت «55» الثقيلة للمشاركة في تدمير ما بقي من أحياء بالجزيرة أبا بمدفعيتها عيار 100مم..!
    أين كان الإمام الهادي في هذا الوقت العصيب؟؟.
    عقد اجتماع بالجزيرة أبا عصر هذا اليوم بمنزل السيد بشرى السيد حامد أوضح فيه للسيد الإمام وضع قوات الأنصار وثباتهم لهذا الهول واستعدادهم للصمود أياماً أُخرى، قدم بعدها العمدة شرف الدين عمدة الجزيرة تقريره عن الموقف بين الأهالي ومدى الدمار الذي حاق بهم وتزايد أعداد القتلى والجرحى بينهم رغم احتمائهم بالغابات.
    عقد السيد الإمام اجتماعاً بمجلس شورى الأنصار وشرح لهم تطورات الموقف. في نهاية الأمر أجمع مجلس الشورى على ضرورة هجرة الإمام الهادي وتسليم الجزيرة حقنا للدماء والإعداد لمعركة أُخرى تكون حاسمة ضد أعداء الله والدين.



    ü الهجرة
    وفي حوالي الساعة الواحدة فجراً غادر السيد الإمام الجزيرة أبا ،يرافقه:
    العمدة عمر مصطفى عمدة الشوال وخال الإمام، محمد أحمد مصطفى حسن، خال الإمام،الفاضل الهادي المهدي، نجل الإمام ، عباس أحمد عمر، جد الإمام ، سيف الدين الناجي، ملازم الإمام ، محمد علي يونس، ملازم الإمام ، محمد محمد صادق الكاروري، أخ مسلم ، عز الدين الشيخ فضل، أخ مسلم ، عبد المطلب بابكر خوجلي، أخ مسلم ، سائق عربة النقل التي أقلت السيد الإمام ورفاقه إلى حدود الغابة ثم عاد ثانية بالعربة.
    لقد اتفق الجميع على أنَّ خسارة المعركة بالجزيرة أبا لا تعني نهاية الحرب ضد أعداء الدين.. فالمعارك مستمرة والأنصار في حاجة ماسة لوجود الإمام يقودها في معاركهم ولا بديل لقيادته.
    اجتمع بالإمام بكبار رجال الأنصار فرادى ومجتمعين وكل منهم يناشد الإمام بالمحافظة على حياته إنقاذاً للأنصار.
    اجتمع به الشيخ الكاروري وقال له: هل من المنطق أنْ ننتظر القبض علينا هنا؟ أم الواجب علينا الخروج للاستمرار في المعركة من الخارج؟!
    اجتمع به العمدة عمر مصطفى حسن والخال محمد أحمد مصطفى وذكرا له هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه عليهم رضوان الله للحبشة.
    اتفق الجميع ولم يكن أمام السيد الإمام إلاَّ الرضوخ لرأي الجميع، فكانت الهجرة من الجزيرة أبا.
    ولكن حدثت مواجهة بمحلج ربك؟؟.
    نعم ..وتقرر تمهيداً لتسهيل عملية خروج الإمام الهادي ومرافقيه من الجزيرة أبا القيام بعملية عسكرية محدودة، وكان الهدف منها هو أنْ تنشغل تلك القوات المرابطة بتلك المعركة الجانبية حتى يتيسر للإمام ومن معه الخروج.
    وهكذا تحرك المجاهد محمد صالح عمر مساء الأحد 29 مارس وحسب المتبع في مثل هذه العمليات فقد تركت له حرية التصرف حسب الظروف التي تواجهه.
    قرر قائد القوة عدم القيام بهجوم مباشر على الهدف، لذلك فبمجرد عبوره الجاسر غيرت القوة اتجاهها عكس طريق المحلج للتمويه واتجهت القوة شمالاً تجاه الخرطوم، ولكن بعد مدة غيرت اتجاهها شرقاً حتى وصلت إلى قرية قفا بالجبال البيض، وهناك عسكرت القوة في الجبال المحيطة بها وتحرك محمد صالح عمر للاستطلاع ومحاولة نسف خطوط السكك الحديدية لمنع الإمدادات من الوصول للحامية.



    منتصف الليل
    عند مساء يوم الأثنين 30 مارس تحركت القوة تجاه المحلج فوصلته بعد منتصف الليل بقليل، قام الشهيد محمد صالح عمر بتوزيع القوة لمجموعتين «22» كانت مهمتهم مهاجمة المطار في ربك بينما قامت باقي القوة «43» شاباً بالانتشار حول المحلج والهجوم عليه.
    وفي بداية اليوم التالي ومع ظهور الخيط الأبيض في السماء أصبحت القوة المهاجمة هدفاً واضحاً للمدرعات والدبابات الثقيلة.. وبدأت المذبحة..
    انهمرت القذائف من المدرعات والدبابات ومن كل أفراد الحامية الموجودة بالمحلج على الشباب؛ تطايرات المنازل التي احتموا بها واشتعلت فيها النيران، ورغم هذا الهول فقد صمدوا وتقدموا، استمرت المعركة الشرسة حتى حوالي الساعة 30:12 ظهراً كان قد قضي على معظم المهاجمين.
    كانت القوات تتخذ من المحلج ساتراً لها أثناء المعركة، لذلك فبمجرد إطلاق النيران من الشباب اشتعلت النيران في كميات الأقطان التي كانت موجودة به فدمرته تدميراً كبيراً رغم محاولات قوات مكافحة النيران ولمدة «4» أيام متوالية بعد المعركة.
    أصابت قذيفة دبابة المنزل الذي كان يختفي به الشهيد محمد صالح عمر فاشتعلت فيه النيران وأحترقت جثته فلم تتعرف عليه قوات الحكومة وأصدرت نشرات للقبض عليه.
    لم تتوفر المعلومات الكافية عن خسائر القوات الحكومية لكن بعض المشاهدين للمعركة قدروا خسائر القوات الحكومية بـ«15» بين قتيل وجريح.
    بإنتهاء عملية المحلج انتهت معركة النظام ضد الأنصار بالجزيرة أبا.. استشهد في عملية الهجوم على المحلج «46» من شباب الأنصار، وبذلك وصل عدد شهداء المعركة من قوات الأنصار «478»، وقدر عدد الجرحى بحوالي «1200» جريح .
                  

06-05-2010, 05:17 PM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليكم حديث الدكتور الصادق الامام الهادى وهو شاهد عيان عن احداث الجزيره ابا (Re: محمد عادل)

    الا رحم الله الجد عمر مصطفى حسن
    والجد محمد احمد مصطفى حسن
    لهم الرحمه والمغفره
                  

06-05-2010, 10:03 PM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليكم حديث الدكتور الصادق الامام الهادى وهو شاهد عيان عن احداث الجزيره ابا (Re: محمد عادل)

    -----------------------------------------------------------
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de