جريدة الراى العام: قمة السقوط المهنى فى تناول احداث جامعة الدلنج

Quote: وتبادل لإطلاق النار بين الشرطة وطلاب جامعة الدلنج

Quote: مقتل طالب مقتل أمة الدلنج والعودة إلى سيل الدماء.... في العام 1989م ركزت قرارات السلطة الجديدة على نظام الإعاشة كواحدة من العقبات الأساسية التي تحول دون التوسع في التعليم العالي، هكذا بدأ (السودانيون الجدد) حكمهم بفكرة ترشيد السكن وإن كانت هذه الفكرة طُرحت منذ الثمانينيات وتم إعدادها في دراسة متخصصة وتم سلب الفكرة من قبل الصندوق القومي لدعم الطلاب ونفذها بصورة غير علمية مما فتح الباب واسعا لنهب الدعم الموجه لصالح الطلاب حتى استحق الصندوق الاسم الذي أطلقه عليه الطلاب (الصندوق القومي لنهب الطلاب)، وبدوره فشل الصندوق عن توفير أبسط مقومات الخدمات للطلاب مما نتج عن هذا الإهمال المتعمد أوضاعا مأساوية حينما عجز الطلاب وأسرهم عن مقابلة تلك النفقات لقد أدت الإشكالات الناتجة عن قرارات التعليم العالي إلى أحداث عنف أفضت إلى بروز ظاهرة الاغتيال السياسي بصورة منظمة وحديثة وواضحة ولعل برنامج السلطة الديني والأحادي أدى إلى استحداث نقلة كيفية وكمية للظاهرة، مما دفع بان تكون ملامح هذه الظاهرة قد بانت تماما وخرجت من إطار هذه الجامعات تظاهرات للطلاب أدت إلى مزيد من الشهداء حتى جاز لنا أن نطلق على جامعاتنا دون استثناء جامعات الموت. شهد يوم 25 مايو2010م أحداث مؤسفة في جامعة الدلنج على الرغم من أنها لم تكن الحادثة الأولى بهذه الجامعة إلا أنها كانت الأقبح في حق الشرطة والدولة وحتى إدارة الجامعة، ففي حين كانت حادثة اغتيال الطالب (نجم الدين) في العام2004م بسبب إصابته بطلق ناري في رأسه ذات أسباب واضحة وملموسة كان مقتل الطالبتين (حليمة موسى وسعدية أحمد) إلى جانب الطالب (موسى محمد) لا يحمل أي أسباب واضحة وهو يصادف البداية الحقيقية والعملية للحكومة الناتجة عن الانتخابات الغير شرعية التي شهدتها البلاد مؤخرا. وتعود تفاصيل الأحداث لجدال دار بين الطالبات في داخلية السلام وإدارة الصندوق القومي من أجل إسعاف الطالبة المريضة بالإسعاف الخاص بالصندوق فذكر أحد منسوبي الصندوق ويدعى (الياقوت) بأن الإسعاف خرج في سيرة عرس مما جعل الطالبات يتجمعن احتجاجا على هذا الرد الغي مسئول والمستفز، ثم توالت الأحداث بعد دخول بعض الملثمين وأوسعوا الطالبات ضربا لم تنجو منه حتى الطالبة المريضة حليمة التي فارقت الحياة داخل المستشفى تبع ذلك تجمع للطلاب داخل الكلية قابلته الشرطة بالغاز المسيل للدموع وإطلاق أعيرة نارية مما أودى بحياة الطالبة سعدية التي كانت تغسل ملابسها ومحمد موسى الذي توفى في اليوم التالي للأحداث متأثرا بجراح أصيب بها أثناء التجمع الطلابي في الكلية وبينما الطلاب في المستشفى دخلت بعض العناصر المسلحة إلى المستشفى واستفزوا الطلاب للاشتباك معهم لولا تدخل مدير المستشفى وفى سياق متصل أصيب العشرات من الطلاب إصابات بالغة يمكن أن تزيد من عدد الضحايا ومنهم (عمار عبد الله، عمر حسن أحمد، عثمان إبراهيم، يعقوب النور، رميساء الصديق، إيمان أبوزيد، ليلى الطاهر، رامي إسماعيل، النور إبراهيم، وماجد بشير)، كما يوجد اثنين من الطلاب المفقودين ومازال جهاز الأمن يطارد مجموعة من الطلاب. وفي أول رد فعل لإدارة الجامعة قامت بإغلاقها وتعليق الدراسة لأجل غير مسمى وعلى غير العادة وفى سابقة تعد الأولى من نوعها في السودان بل في العالم اتهمت قوات الشرطة الطلاب بإطلاق أعيرة نارية عليها وعلى الرغم من أن الرواية تبدو غير محكمة إلا أنها تفضي بتساؤل لكل من قرأ أو سمع تصريحات مدير شرطة جنوب كردفان اللواء مقدم أبو زيكو كم عدد الجرحى (ولن نقول القتلى) في صفوف قوات الشرطة نجد أن إدارة الجامعة هي المسئول الرئيسي عن ما حدث وهى تقف موقف المتهم الأول أمام ذوي وأهل الطلاب كما تعودنا دائما من الإدارات الجامعية طوال فترة حكم سلطة الإنقاذ. *كلمتنا: نظام الإنقاذ ارتكب جرائم لابد من التحقيق فيها فمنذ سطوهم على السلطة اعتبر قادة الانقلاب أن السودان وكل مارده صارت غنيمة باردة لهم بل أسوأ من ذلك أنهم منحوا أنفسهم سلطة مطلقة في تعاملهم مع الشعب السوداني وقواه الحية دون مسائلة فبدون تفويض أعطوا أنفسهم حق إلغاء الدستور الوطني وحق صياغة قوانين جديدة وشرعوا في فصل الآلاف من وظائفهم دون أدنى مسوغ قانوني في عقوبة جماعية غير مسبوقة شملت المفصولين ومن يعلونهم؛ وفى عقوبة أخرى نظم الإنقاذيون حملة اعتقالات واسعة شملت الآلاف بغير مرجعية سوى القهر والعسف وصحب هذه الاعتقالات تعذيب منهجي ضد المعارضين أدى إلى قتل عدد منهم كما أدى في حالات يستعصى حصرها إلى عاهات بدنية ونفسية دائمة، لذلك لم نستغرب ما حدث من منسوبي الشرطة في تعاملهم مع احتجاجات الطلاب في جامعة الدلنج الذين خرجوا للاحتجاج على سوء معاملة صندوق دعم الطلاب مما أدى إلى استشهاد طالبتين بجانب طالب واحد وإصابة العشرات بأعيرة نارية والبعض الآخر بالسيخ فعدم المفاجئة والاستغراب مرده إلى سببين الأول نحن نعلم تماما بأن هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتم فيها إطلاق النار على تظاهرات الطلاب العزل، بالإضافة إلى أن أسلوب الكذب والتضليل ومحاولة لي عنق الحقيقة لتهدئة الأوضاع وذلك عبر التصريح الذي أدلى به مدير شرطة جنوب كردفان والذي أوضح فيه بأن الطلاب قاموا بإطلاق النار على قوات البوليس وهنا يبرز التساؤل كيف حصل الطلاب على السلاح؟!، وأي سلاح استخدموه ضد قوات الشرطة التي من أولى واجباتها حماية المواطنين ومطاردة المجرمين وكشف الحقائق للرأي العام السوداني وليس الوقوف بجانب أذيال النظام والتستر على المجرمين لأن مثل هذا التصريح سيترك أثره واضحا في مقبل الأيام (فقدان الثقة في قوات الشرطة) مما يفتح الباب واسعا إلى مزيد من العنف والتوتر داخل الجامعات لذلك مازلنا نؤكد على أن موقفنا المبدئي هو: - إعتذار مدير الشرطة بجنوب كردفان وكشف الحقائق كاملة. - محاكمة المسئولين في أحداث الجامعة. - وحدة قوى المعارضة لوقف الانتهاكات المتكررة داخل الجامعات. * وكانت سكرتارية مركزية الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين أقامت مؤتمر صحفي بالمركز العام للحزب الشيوعي السوداني نهار الخميس 27/5/2010م، بخصوص أحداث جامعة الدلنج، دعت فيه جموع الإعلاميين والمهتمين بشان خصوص حقوق الإنسان والتنظيمات السياسية والطلاب لتمليك الشارع والإعلام حقيقة الأمر بصورة تفضح ما جرى.