صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-13-2010, 11:14 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحلقة (1)
    هذه صفحات نحسبها مجهولة من تاريخ الثورة المهدية ، والذي نلاحظ قلة الدراسات السودانية فيه ، على حين يهتم الغربيون وما زالوا بهذه الثورة التي هزت العالم في وقت كانت فيه مصر ترزح تحت الاحتلال في أعقاب دحر الثورة العرابية.
    كان مولد يعقوب صنوع عام 1839 لوالدين فقدا أربع من الأبناء عقب ولادتهم، الأمر الذي ولد حالة من القنوط دفع أمه اليهودية حين حملت به لطلب النصح من جارتها المسلمة.
    كانت نصيحة الجارة : اذهبي إلى إمام مسجد الشعراني وفي مسجد الشيخ الشعراني قال لها الإمام (حسبما يروي يعقوب صنوع ): (إن ربنا سيبارك ثمرة أحشائك وستُرزَقين بولد) ثم أكمل نبوءته: « وإن نذرتيه للدفاع عن الإسلام فلسوف يعيش، اكسيه من حسنات المؤمنين ليكون متواضعاً، ولسوف يجد ما يريد بفضل بركة خالقه ». وأطاعت المرأة ما أمرها به الشيخ، وأقرها زوجها على أن يَهَب ابنه للإسلام والمسلمين ، غير أنه اعترض في أول الأمر على فكرة كساء الطفل المرتقب من حسنات المحسنين، واعتبر في ذلك مهانة لا تليق به، وهو يتمتع بالحظوة لدى البلاط ويستشيره الأمراء في مسائلهم الخاصة غير أن الزوجة أصرت على أن تلبي شيخ الضريح بحذافيرها لتضمن سلامة وليدها حين يرى النور!
    كبر يعقوب صنوع و حفظ القرآن ، وعاهد والدته على أن يُوفِّي نذرها وأن يُجنِّد نفسه لخدمة الإسلام والمسلمين وحينما بلغ يعقوب صنوع الثانية عشرة من عمره كان يقرأ التوراة بالعبرية والإنجيل بالإنجليزية والقرآن بالعربية. وأجاد عدداً من اللغات منها: العربية والعبرية والتركية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية.
    في عام 1853م وكان ذلك في زاان حكم الخديوي إسماعيل باشا بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا ، أرسل في بعثة دراسية إلى إيطاليا على نفقة الحكومة المصريةلدراسة الفنون والأدب وعاد عام 1855م.
    وفي عام 1869م كانت أولى محاولات يعقوب صنوع المسرحية إذ مثَّل مسرحية قصيرة تتخللها أشعار مُلحَّنة تلحيناً شعبياً في القصر أمام باشوات وبكوات البلاط الخديوي الذين ضحكوا للتمثيلية من أعماق قلوبهم.
    أعجب الخديوي إسماعيل بيعقوب صنوع ، خاصة أن الخديوي إسماعيل كان يسعى لجعل مصر قطعة من أوروبا ، وخلع عليه لقب «موليير مصر» ، وربما رأى الخديوي في النشاط المسرحي ليعقوب صنوع دعما لمسيرته التحديثية ، وفي مصر أصدر يعقوب صنوعي صحيفة أسماها : أبو نظارة ، وجمعت بين الأخبار والنكات وفن الرسوم الكاريكاتورية .
    وكان الخطأ الذي وقع فيه يعقوب صنوع أنه تخيل أن سعي الخديوي إسماعيل لتحويل مصر لإلحاق مصر بأوروبا معناه الانفتاح السياسي والحريات ، ولم يكن يتصور أنه انفتاح قشري لا ينفذ إلى اللب ، فوقع في المحظور من حيث لا يحتسب ، فبدأ في عرض مسرحيات ذات تَوجُّه اجتماعي وسياسي ناقد فنددت بزيادة الضرائب والتدخل الأجنبي وهاجمت الوزراء بأسلوب ساخر ملتو ونكات وفكاهات، وشجعت المصريين على الشكوى وبصَّرتهم بحقوقهم ، إلى أن عرض مسرحية الوطن والحرية فغضب عليه الخديوي إسماعيل لأنه سخر فيها من فساد القصر ، وصدرت الأوامر بإغلاق مسرح يعقوب صنوع وصدر القرار بنفيه إلى فرنسا ، وفي باريس استقر إلى آخر حياته.
    وفي باريس واصل إصدار صحيفته أبو نظارة والتي اتخذت منحى صريحا في معارضة نظام حكم الخديوي إسماعيل ومن بعده ابنه الخديوي محمد توفيق.
    ولتسهيل متابعة وفهم الشخصيات المهمة التي عاصرها يعقوب صنوع ، نقدم هذا الجدول الزمني :

    اللون الأخضر : سنوات الحكم
    محمد احمد المهدي : اللون الأحمر الفاتح : سنوات الثورة ، واللون الأخضر سنة الحكم بعد سقوط الخرطوم ( ستة أشهر)
    الثورة العرابية : سنوات الثورة بما فيها وزارة عرابي : 1881م – 1882م فقط
    ونواصل إن شاء الله تعالى
    كمال حامد [email protected]
    ******************

    (عدل بواسطة كمال حامد on 04-14-2010, 08:16 AM)

                  

04-13-2010, 12:38 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: كمال حامد)

    تشكر استاذ كمال حامد

    موضوع جديد لنج ,, او مرة اسمع به ,
                  

04-14-2010, 08:07 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    شكرا أخ عمار لمرور ورفع البوست
    الحلقة (2)
    في 23 يونيو عام 1878م سافر يعقوب صنوع منفيا إلى باريس ومغضوبا عليه من قبل الخديوي إسماعيل باشا ، وبعدها بعام واحد فقط في 1879م سيسقط إسماعيل باشا من العرش بفضل ضغوط إنجلترا وفرنسا على الدولة العثمانية التي كان إسماعيل باشا تابعا لها.
    وقامت إنجلترا وفرنسا بدعم تعيين إبنه الضعيف محمد توفيق ليكون خليفته في منصب الخديوية على مصر ولم يكن عمره يتجاوز الـ 28 عام ( راجع الجداول الزمنية ) ولعلك تتساءل معي عن مدى الحنكة السياسية والتجارب الحياتية والذخيرة الفكرية لمثل هؤلاء الذين كانوا يتسنمون أرفع مراكز القيادة في دول العالم الإسلامي في ذلك الوقت بفضل ضغوط وتدخلات القناصل الأوروبيين ومن خلفهم نفوذ دولهم ذات الأيادي الواصلة في دهاليز الأستانة عاصمة الخلافة الإسلامية وهي تعيش سنوات ضعفها الأخيرة.
    لم تمض سوى عامين على تولي الخديوي محمد توفيق الحكم حتى اندلعت الثورة العرابية عام 1881م لأسباب وعوامل بدأت في التبلور منذ فترة حكم والده الخديوي اسماعيل والتي توصف بأنها أكثر الفترات كارثية في حكم الأسرة الخديوية على مصر والسودان ، وفي نفس الفترة في مارس اندلعت الثورة المهدية وكانت ضربة البداية معركة الجزيرة ابا في مارس 1881م.
    ونستعرض في هذه القراءات نماذج من مقالات يعقوب صنوع الساخرة في صحيفته الباريسية : أبو نظارة زرقا والتي كانت تكتب بخط اليد ويصل توزيعها حتى السودان ، وتوفر لنا هذه القراءات مع مراعاة الترتيب الزمني نظرة على واقع الحال السياسي في مصر والسودان في ظل حكم الخديوي إسماعيل ومن بعده إبنه الخديوي توفيق ، وبالرغم من كثرة ورود التعابير الإسلامية في صحيفة أبو نظارة زرقا إلا أن اعتقاد البعض انه قد أسلم ليس صحيحا ، فلدينا الكثير مما يثبت استمراره في الولاء لعقيدته اليهودية ، ولا يفوتنا أن نذكر أن يعقوب صنوع كان ماسونيا مثله مثل الكثيرين من اليهود العرب وأفراد الطبقة الحاكمة في ذلك الوقت ، وليس هذا مدار البحث في هذه المرحلة.
    ففي عدد 16 سبتمبر 1879م بعد فترة وجيزة من نفيه وفي مقالة هزلية يصف الأحوال في ظل الأزمة المالية الخانقة في أواخر عهد إسماعيل باشا قائلا وما حدث فيها من تنكيل في جمع الضرائب في مصر والسودان : ( … وأما الإسكندرية فلو رآها الإسكندر بانيها لتأسف على كثر الظلم والجور فيها ، وأما الشرقية فقد … وأما الغربية فقد … ، وأما دارفور وسائر بلاد السودان فقد فار عليهم تنور ظلم الخديوي وصاروا أمام وجهه كالبيضان ….)

    نحن إذن أمام معلومة ، وهي أن الأزمة المالية والإفلاس الذي ضرب الاقتصاد المصري في مقتل بسبب إفراط الخديوي إسماعيل في الاستدانة الربوية والبذخ والإكثار من توظيف الأوروبيين بالرواتب الباهظة دفع ثمنه عامة الناس من الإسكندرية حتى دارفور وبلاد السودان ) ، ولماذا ميز الكاتب بين دارفور وبلاد السودان ؟ في تقديري لأن دارفور استمرت مستقلة منذ حملة محمد علي باشا على سودان وادي النيل عام 1820م ولم يتم ضمها للسودان إلا في وقت متأخر جدا
    وفي عدد 1 ابريل 1880م نجد تحليلا ساخرا يتناول بعضا من سيرة غردون خلال مأموريته الثانية بالسودان والتي حضر فيها حكمدارا على السودان ، ونتوقف هنا لنذكر أن غردون حضر للسودان في ثلاث مأموريات ، جاء في الأولى خلال فترة حكم الخديوي إسماعيل متعاقدا مع الحكومة المصرية لإكمال فتح وضم مناطق الإستوائية والبحيرات ، والثانية جاء في زمن الخديوي توفيق حكمدارا على السودان ، والثالثة خلال السنة الأخيرة من الثورة المهدية 1884م-1885م وهي التي قتل فيها.
    فماذا قالت صحيفة ابو نظارة زرقا في سياق تحليلها لسياسات غردون خلال مأموريته الثانية والتي سبقت احتلال مصر عام 1882 بعامين ؟
    قال : ( إن دولة إنكلترا لكونها مضمرة على أخذ بر مصر دايما تريد توقيع الفتن في سياسة الحكومة لتنول غاياتها بسهولة ولذلك مذ ما كانت الأقطار السودانية تحت تسلط غردون باشا كان الشكل داير بينا وبين سي حنا الحبشي واول ما بسلامته نفض غزاله ورجع بلاد الغول مصر راقت والحرب انقطع والآن لابد أن الأمور تنعدل لأن الامير الشهير بحب الوطن الفريق عسكري رؤوف باشا تعين حكمدار السودان والامير المشهور بحسن السياسة حلمي باشا تعين حكمدر إقليم دارفور ….) .

    ماذا نستنتج من ذلك ؟ نستنتج أن الدولة المصرية في ذلك الوقت كانت تقوم بالتعاقد مع أمثال غردون ممن يقومون بتوريطها في النزاعات الخارجية والفتن الداخلية خدمة لأهداف دولهم حكاما على أقاليمها التابعة لها ، فهل هناك غفلة أكثر من ذلك ؟ وكان ذلك قبل عامين من الثورة العرابية واحتلال الإنجليز لمصر 1882م وقبل عام واحد فقط من اندلاع الثورة المهدية في مارس 1881م
    ونواصل إن شاء الله تعالى
    كمال حامد
    ******************
                  

04-18-2010, 11:39 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: كمال حامد)

    الحلقة (3)
    ونعود للمواصلة بفضل الله تعالى بعد أيام إنقطعنا فيها بسبب نفاذ إشتراك الـ mdsl وما أدراك ما الـ mdsl ‼! استنزاف جديد أدمناه وفرض نفسه على جيوبنا فهل من مخرج ؟
    وفي عدد 3 مارس 1883م من صحيفة أبو نظارة زرقا قام بتصدير الصفحة الأولى برسم تخيلي للمهدي وهو يلقي خطابا على أتباعه:

    نشر ما يزعم أنه خطاب للمهدي لأتباعه ، نصه بأخطائه الإملائية والنحوية : (( إن الله قد وعد نبيه الأمي أن ياءيد شريعته الغراء برجال لا تلهيهم تجارة عن القتال في سبيله ولا تهويهم زهرة الحياة الدنيا عن الجهاد لإعلاء كلمته ، وقد روى الثقات كما هو مثبت في البخاري أن النبي الصادق أخبر أمته بمجيئ قوم مهديين لا يزالون في رفع منار الإسلام حتى يلاقوا الله مخضبين بدماؤهم ينفقون أموالهم طلبا لمرضاته ويبذلون أرواحهم ابتغاء لجزيل حسناته ، فاعلموا أيها المسلمون الذين جبلت قلوبكم على الإسلام وفطرت أفئدتكم على اليقين بالله والإيمان بالغيب ، أن الله تعالى قد أعدكم في سابق علمه لحماية الإسلام في آخر الزمان وأنتم بقية الصالحين في الأرض وأنكم بصفاء قلوبكم وعزائمكم الثابتة طائفة من الصحابة السابقين قد جعلكم الله في كمون غيبه وأراد أن يؤيد بكم دينه ويذل الذين أغراهم الشيطان على المسلمين – فتسربلوا بالعزم وتدثروا بالثبات وأقدموا على أعدائكم الذين تغلبوا على بلادكم واضعين رؤوسكم على أكفكم غير خائفين ولا وجلين واعلموا أن الله قد أعد للذين يجاهدون في سبيله جنة عرضها السموات والأرض واعلموا أن النصر من عند الله وأن الله غالب على أمره ))
    ونلاحظ هنا أن أسلوب هذا الخطاب يختلف عن أسلوب محمد أحمد المهدي المألوف عنه في منشورات المهدية ، ولكن من يبالي في ذلك الحين في أوروبا أو مصر أو السودان بالتدقيق في النص ، بل من كان في ذلك الحين يعلم شيئا عن أسلوب المهدي إلا من هم حوله من الأتباع المستمعين بين الحين والآخر لخطبه أو أعداد محدودة من العلماء وشيوخ الصوفية الذين تبقوا رسائله ؟
    المهم أن ما هو مكتوب هنا يحقق غرضا دعائيا للمهدية في مصر والسودان ، وكانت مصر ترزح تحت الاحتلال البريطاني منذ عام 1882م ،

    ونواصل إن شاء الله تعالى
    كمال حامد
    ******************
                  

04-18-2010, 06:30 PM

3mk-Tango

تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2374

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: كمال حامد)

    Quote: ونواصل إن شاء الله تعالى


    منتظرين .. شكرا الاخ كمال حامد .. بوست جميل ومفيد
                  

04-18-2010, 08:06 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: 3mk-Tango)

    شكرا كمال لنقل بعض من تاريخ ربما لا يكون متيسرا عند الكثيرين
    ... يعقوب صنوع اليهودي رائد الكاريكتور المصري كان قد نال كثيرا من السودانيين عموما واهلي النوبيين خصوصا رسما وكتابة قبل ان ينفيه الخديوي توفيق الي باريس بعد ان تجاوز خطا احمر كما بينت انت في كتابك اعلاه ....نفيه كان باعثا لان يناصر عرابي وبالتالي المهدي حنقا وكراهية للخديوي ولبريطانيا التي كانت اصلا هي التي تحكم
    واقتبس ادناه بعض من كتاب صدر في هذه الالفية افرد لصنوع صفحات في سعي الكاتب الباحث لالقاء ضوء علي ازدواجية في الشخصية المصرية تجاه السوداني عموما وتلك قصة اخري :
    الكتاب هو :
    A Different Shade of Colonialism
    egypt,Great Britian, and Mastery of the Sudan

    EVE M. Trout Powell
    University of California Press


    Quote:

    Even more, Sanu'a's writings on the Mahdi brought the Sudan into the public domain. Sanu'a discussed him possessively, claiming him as a hero not only because he fought for the Sudanese nationalist cause but also because he upheld Egyptian independence. From his perspective, in Paris, the protagonists in the struggle in the Sudan were grouped quite simply: the invading armies were British, the brave warriors were Sudanese, and the grateful cousins were Egyptians. There is little mention of the fact that there remained, in 1885, many Egyptian soldiers still fighting in the Egyptian army against the Mahdi's forces and that, in fact, the khedive saw the Sudan as an appropriate place to send the disgruntled soldiers who had supported 'Urabi.87 Instead, Sanu'a presents all confrontations between the Mahdist armies and the British generals as heroic tableaus of nationalism, from which the entire Nile Valley will emerge victorious.
    Most important, to an exiled nationalist shocked at a perceived complacency among his countrymen at home after the defeat of the Urabl revolt, the Sudanese tribesmen and warriors represented epic heroes. In this more classical vein, Sanu'a departed from his practice of writing in colloquial Arabic when giving voice to his Sudanese characters, as demonstrated on 27 June 1885 in an article about the doomed efforts of a British campaign in the Sudan:

    Summer approached, and the land set out for bitter fighting, the sun¬baked ground burning the hides, broiling the flesh, the brains rising to the top of the head, and in the far distance, the vast destination, the frightening road, the enemy hardened, the call to war a religious call, and those fighting would have exchanged their spirits without hardship, hopeful of meeting their lord and satisfied with his leaders, barricading the English from the road inch by inch, blocking the road step-by-step [marhalatan ba'd marhalatan].
    The English have fought only small bands, getting from them a taste of the pain of torment, and they know what incredible strength the Mahdi possesses; they know what terrible battles will occur between them and the Mahdists, battles that baffle the mind [at-'uqul], causing it to break into bitterness, the heart crumbling. For that reason, the English have seen fit to appeal to Italy, asking her humbly to come to the rescue with soldiers from the direction of the Red Sea, in this way hoping to save themselves from the casualties that will befall them when they try to get out of the dilemma into which they have fallen.88

    In an article written several months later, Sanu*a uses the Mahdi in a satiric attack on Khedive Tawfiq, in which the Sudanese leader stands with, and stands up for, the Egyptians who suffer under Tawfiq's rule. Sanu'a drew Tawfiq as puffy and useless-looking, tied to a tree and surrounded by his enemies, who by this time included just about everyone in the world. The sketch is followed by a rather long caption, in which each of Tawfiq's symbolic enemies explain why they are throwing rocks at him. The fallah stones him in the name of "the waters of the Nile that you have deprived me of, killing me and my land off with thirst, and not just for that but also for bringing the red demons here to destroy my property," "red demons" being a common Sanufa epithet for the British. The Egyptian soldier also throws a rock at him for the British occupation. The pious 'alim (religious instructor) stones him for contradicting the laws of the Prophet, for joining with the infidel British to destroy Egypt, and for betraying Islam. Then "al-Sayyid Muhammad Ahmad, hero of the Sudan" says to Tawfiq:

    I throw this rock at you, O enemy to the faith, first of all because of what you did to the poor fallah, and the Egyptian soldier, and the 'alim, learned in the Qur*an, and second because you handed over the treasures of your country to the greed of the British, then you made their priests rulers of Islam. Third, for your sitting on the khedivial throne, which is itself a contradiction of the Islamic sharia. You did not rightly inherit the throne.89

    (See fig. 5.) These were very strong words for the time, that Sanu could afford to write only because of the luxury of distance his exile afforded him. This distance, however, also enabled him to conjure up an image of the Mahdi as protector of true Egyptian values, although it is extremely unlikely that the Mahdi would have supported any Egyptian soldier or any of the Egyptian 'ulamff who cast public doubts over his claims to the Mahdiya. In this satiric tableau, which included everyone in the contemporary political scene, from the fallah to the British politician to the British banker to Ismail, the former khedive, Sanu'a uses the Mahdi to raise the most unimpeachable doubts about the very basis of Tawfiq's rule over Egypt.
    In the same issue, Sanu'a celebrated, in stately classical Arabic, the miracle of someone like Muhammad Ahmad rising up and rescuing the Sudan. After a lengthy discussion of the mysteries of God's designs on earth, Sanu asks his readers,

    Who would have thought that al-Sayyid Ahmad Muhammad /sic/, a poor man from Dongola, would achieve the rescue of the Sudan from the clutches [hi thamamihi tnin aydi al-zhulma] of oppression, in spite of the British tyrants defeating armies and scattering populations. Who would have imagined him resisting, with his little dagger, the powerful cannon; cutting down with his knife British stallions with all their excellent weapons and their military training? Yes, this is the work of God, who supports His will with victory. God saw a violation of his will; the result is the miracle of worship. Isn't God He who created the rifts between Russia and England while the British prepared their troops, and made them come here to oppose the black leader of the blacks [qa'id al-iswid al-sud], who claimed he was not of this humble world, and who then defeated someone like Gordon, in Khartoum?90

    The Mahdi's humble origins thus enable him, in Sanu'a's construction, to be even more the embodiment of a divine miracle that revolutionizes the confining social constructions resulting from British imperialism. There are

    5. The khedive attacked by the Mahdi and others, depicted in Abu Nazzara Zarqa, September 1885.
    some echoes here of the fallah Faraj and the matchmaker Mabruka, who marveled at the behavior of Sudanese who tried to lift themselves from tra¬ditional roles. Even more important, Sanuca, unlike the more skeptical al-Afghani, accepts Muhammad Ahmad's efforts to change the Sudan spiritually. He refers to him as the Mahdi, which al-Afghani never did, and he himself cloaks all descriptions of Muhammad Ahmad in religious terms, often in classical Arabic.
    Like al-Afghani, however, Sanu'a elected himself the Mahdi's spokesman in Europe, particularly to the French audience to whom he increasingly directed his work after the defeat of the 'Urabi revolt. For the benefit of the Europeans, to whom the Mahdi had come to symbolize a despotic, fanatical, and wildly popular Islam, Sanu'a tried to transform the Mahdiya into a branch of the more stately and refined Islamic intellectualism of al-Afghani and Shaykh Muhammad 'Abduh. The Mahdi's very identity became fertile ground for fiction. For instance, in a statement published in French in late 1885, Sanu'a declared that he had himself met the Mahdi at the home of one of his then colleagues, from the Polytechnic School (this alleged meeting, for which there is no basis in fact, would have taken place in the early 1870s). The Mahdi was traveling around Cairo on his way to Mecca. Sanu'a found him, he wrote, "un litterateur arabe fort erudit et un remarkable theologien."91 Through this alleged personal contact, Sanu'a elected himself a spokesman for the Mahdi, manipulating the latter's voice to make it comprehensible to both Egyptians and Europeans, thus framing him within the context of religious and nationalist legitimacy, as if the roughness of the Mahdi's language made no sense without Sanu'a's translation and interpretation.
    Sanu(a claimed to be sorting through the Mahdi's image as a fanatic. What complicated the Mahdiya, Sanu'a explained, was not the leader's fanaticism but the fanatical feelings the Mahdi inspired in people, which resulted from the fact that, since the times of the Fatimids, the Abbasids, the Muwahids, and the Murabits, political authority had been deeply entwined with the concept of a Mahdi. The result of this, said Sanu'a, was that "there are not yet, among Muslims, free thinkers. That is what has made the Sayyid Muhammad Ahmad successful, rendered even greater by his fighting the English, hated by Islam."92 The Mahdiya was the personification of nationalism run slightly amok, among people not quite ready for the disciplined communal activity of self-government. The Sudanese thus provided an important model for their more civilized cousins, the Egyptians, of what nationalist fervor could accomplish; but they also demonstrated the dangers of untutored uprisings.
    Ironically, into this realm of traditional and unquestioning adherence to religious authority stepped a number of Sanu'a's old colleagues and fellow 'Urabists, many of whom, he and other sources claim, joined the Mahdiya after their defeat at Tel al-Kabir in 1883.93 In the Abu Nazzara Zarqa of 7 February 1885, Sanu'a addresses "the chiefs of the Nationalist Party," in the French section of the paper (which was by then divided into two linguistic halves: one in Arabic, the other in French), saying:

    Observe that I don't blame at all those among you, former soldiers and officers of 'Arabi, who have joined the Mahdi, to fight the common enemy in the ranks of his army. If you are not of the same country, then you are of the same faith. Patriotism has its despairs, and the English have the bad grace to reproach you for it, they who, in Spain, united with the fanatics of the Inquisition in order to defeat the Napoleonic invasion.
    But allying with fanaticism has its limits. Do not ever cross them. Do not permit that in Egypt people follow the Russian nihilists, the "Fennians" of England, and the anarchists of France. No one has ever made their cause victorious, or liberated a nation, by cowardly murder and foolish destruction. May your hearts be strong.94

    Five months later, however, Sanu'a found a different apology for his colleagues fighting in the Sudan. Discussing his extreme hatred of Khedive Tawfiq, he again raises the issue in the French section of his journal, saying,
    "The former officers of'Arab! who, in the Sudan, have passed into the ranks of the rebellion and have given, bit by bit, a regularized organization to the Mahdist bands, have done so out of hatred for the British, with no doubt, but they have also done it, principally, out of resentment against Tawfiq's betrayal of them."95 Tawfiq's betrayal of the Egyptian nationalists to the British thus provided their excuse for defecting from Egypt to join the Mahdiya; yet the same nationalists continued to perform a civic duty by providing the "bands of the Mahdi" with some kind of organization, in a sense taming the fanaticism of the dervishes.
    According to Sanu'a, Egyptian soldiers rarely found a fair fight in African wars. Either they were sent by the khedive to fight people who had never waged war against them, as 'Ali Effendi mentions in the sketch about Khulkhal Aga, or they were used as cannon fodder in the front lines by their British commanders, as Sanu'a insisted was common practice.96 If Egyptians fought in the Sudan under the British, an issue that Sanu'a increasingly wrote about in the 1890s while the British parliament debated the recon-quest of Omdurman, then they were taking up arms against "brothers," a kinship that Sanu'a claimed originated in their common faith.9' Sanu(a thus openly prayed that the Sudan would prove to be a sinkhole for the British, and that Africa on the whole would be as inhospitable to their expansionism as the continent was to Khedive Ismail's similar ambitions. He mocked these efforts in a fascinating scene in Yalla Etna ila as-Sndan (Let's Go to the Sudan), in which General Kitchener, the commander of the Anglo-Egyptian forces that have conquered Berber, decides to send the captured dervishes to London to present them to Her Majesty the Queen. He orders the translator to tell them where they are going, and the translator, in a subversive scrambling of his meaning, says to the prisoners, "O joy! We're going to the land of the pretty Englishwomen who are enchanted with our love. There we can drink the expensive brandy they'll give us, out of love for us. O what luck! Where's our stuff? Let's gather it together and travel to the land of the beauties."98 How quickly the much vaunted religious zeal of the Mahdi's followers evaporates, in Sanu'a's imagination, when challenged by the world of libertine women that exist, in his imagination, in London. They seem to be echoing the prejudices of Sanu'a's other character, Banbah, with all her ideas about Sudanese licentiousness.
    THE MAHDT, STILL A SERVANT
    Although his journal continued to be read with enthusiasm in Egypt, Sanu'a's constructions of Egypt, particularly in regard to Egypt's relationship to the Sudan, grew more distanced and idealized as the years of his exile elapsed. The lively depictions of Sudanese and Nubian servants that he sketched during the 1870s from social circumstances witnessed in Cairo and Alexandria also changed with the dramatic events in the Sudan during the following decade. Whereas at first a private and domestic empire, Egypt's Sudan became the Mahdi's Sudan, ushering in a fiery and eloquent new character among the Sudanese that had previously peopled Sanu'a's literary repertoire. The Mahdi picked up the nationalist gauntlet dropped by the 'Urabi rebels, and, in Sanu'a's construction of events, used it to challenge and defeat the British.
    As Sanu'a's sketches show, in some ways the Mahdi became more Egyptian than the Egyptians, personifying all the traits of courage and patriotic resistance Sanu wished for his fellow Egyptians. But in other ways, the Mahdi retained aspects of the traditional roles ascribed to the Sudanese in Sanu'a's Egypt. His bravery was garnered in defense of Egypt, his martial genius mobilized against the British. Yet he remained a gate¬keeper, a guard defending the Egyptian household. Even though the Mahdi was portrayed as more admirable, virile, and eloquent, he stood as steadfastly against the door, protecting Egyptians, as had 5anu'a's earlier character, Muhammad the Nubian
                  

04-20-2010, 09:58 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: abubakr)

    شكرا 3mk-Tango على المرور ورفع البوست
    وشكرا abubakr على المساهمة ودراسة EVE M. Trout Powell ، ولم أطلع عليها من قبل ولكنها لا تدهشني ، لأن إرشيفات المكتبات الأوروبية والأمريكية مليئة بالدراسات عن الثورة المهدية ، ونواصل :
    الحلقة (4)
    ونواصل في هذه الحلقة سرد قصة الحاجة مبروكة والحاج سرور وأولادهم ، وهي قصة اجتماعية ذات بعد سياسي ، وردت في عدد 15 سبتمبر 1883م ، وهي عن أسرة مصرية استشهد اثنين من أبنائها في القتال مع عرابي ضد التدخل العسكري البريطاني عام 1882م ضد الثورة العرابية ، وذهب الثالث بعدها متطوعا مع قوات المهدي في السودان ، والقصة (إذا كانت صحيحة) تلقي الضوء على زاوية مجهولة من الثورة المهدية وهي مدى انفعال المصريين في مصر بأخبار الثورة المهدية ، فإلى نص القصة :
    ((اسمعوا قصة الحاجة مبروكة وارثوا لحالها ، وابكوا معها على فقد سبع بيتها وعيالها ، الحاجة مبروكة كانت والله ست النسوان ، فريدة في الجمال والكمال والإحسان ، بنت اربعتاشر كتب كتابها سي سرور ، وعاش معاها ثلاثين سنة في عز وهنا وسرور ، ربنا قبل دعاء مبروكة وأعطاها الذرية ، وأعطاها ثلاثة من ألطف شبابنا المصرية ، وهم علي وعبد الكريم وعثمان ، الله يرحمهم كانوا ثلاثة شجعان ، وما أظرفهم دول كانوا الثلاثة تلامذتك يا بو نظارة , خسارتهم في الموت والنبي خسارة ، …))
    ويواصل في أسلوب سجعي سرد القصة إلى أن يصل لفترة التدخل البريطاني عام 1882م وقيام الأسطول البريطاني بقصف ميناء الإسكندرية واستشهاد الابن الأول (علي) : …(( يا خسارتك في الموت يا علي يا تلميذي العزيز ، لعنة الله على مدافع الإنجليز ، كنت يا علي أفخر ضابطان الطبجية ، وقعت ياكبدي شهيد في قلعة من قلع إسكندرية ، لما شافك من مركبه بنظارته صمور ، ورأى شهامتك وشجاعتك يا بن سرور ، دبدب وصاح : جوديم (God damn) يا بلاد الغول (هي بلاد الغال وهو الإسم القديم لإنجلترا) ، البطل ده كان عندنا مجهول ، ان كان في مثله ماية بين الطبجية ، عمرنا ما ناخد اسكندرية ، وفي وقتها حرر كل مدافعه على علي وضرب ، فاتشهد (استشهد) البطل والبرج انخرب ، اسمك يا علي صار له في مصر رنة ، رحمك الله واسكنك الجنة ، يا بختك يا علي يا زينة الجدعان ، مت شهيد في حب الأوطان ،..))
    ثم يواصل قصة استشهاد الإبن رقم 2 في معركة التل الكبير إحدى معارك عرابي ضد الجيش الإنجليزي : (( … الله يرحمك يا عبد الكريم برحمة المسلمين ، ضرب يا بطل الإنجليز في كفر الدوار ، وسديت افمام مدافعهم بمصمار ، وبعدها اسرعت إلى التل الكبير ، وفديت بروحك روح الأمير ، آه وآه في ذلك اليوم العظيم ، يا ما ضربت بسيفك أعناق يا عبد الكريم ، حاوطوك من الإنجليز ماية من الفرسان ، لأخدك أسير يا سيد الشجعان ، قتلت نصفهم يا بطل يا نحرير ، وبعدها قتلت نفسك حتى لا تقع في ايدهم اسير ، هكذا الفارس ولا بلاش لعنة الله عليه يا سلطان باشا يا غشاش ، انتم وتوفيق عاونتم الانجليز في التسلط على وطنا العزيز ، دماء سي سرور علي وعبد الكريم ، انتما سفكتموها والله العظيم ، ما تفرحوش لأنو قريب يوم الحساب ، وكل ذنب له عند مولانا عقاب ، جهنم فاتحة لكم أبوابها الكبار ، تيقنوا أنكم من أهل النار …. ))

    أما الابن الثالث والأخير عثمان ، فقد وجد أن أفضل طريقة لمقاومة الإنجليز والأخذ بثأر أخويه هي في الذهاب للسودان والانضمام لقوات المهدي ، فيحكي لنا يعقوب صنوع قصته : (( …. بعد تعب ومشقة وصل السودان ، وحالا دخل في جيش المهدي المنصور ، وقاد الأسود للقتال وجعل عدو الوطن مقهور ، وهو الذي أرسل لي خطاب المهدي يا ابناء الأمارة ، وهو الخطاب العظيم اللي ادرجته من كم شهر في النظارة ، فترقى لأعلى الرتب بشطارته ، وشهامته وشجاعته وجسارته ، وكان يصيح إلى عساكره وهو في الميدان ، ويقول لهم خلوا بالكم يا جدعان ، اصحوا تضربوا ابناء وطنا العزيز ، نشنوا واطلقوا نيرانكم على الإنجليز ، الإنجليز في وقعة التل الكبير ، ما عفوا على مجروح ولا أسير ، بل قتلوا العاصي والطايع ، الحق والشرف بين الإنجليز ضايع ، فلما كانوا السودانية يسمعوا كلام عثمان ، كانوا يهجموا على الإنجليز كالذياب على الجديان ، انما فخر لكل من يجاهد ، في سبيل الله في الحرب يتشاهد (يستشهد) ، وده اللي حصل لعثمان آخر أبناء سرور ، الضرغام المصري حبيب المهدي المنصور ، في وقعة مهولة قهقر فيها العدوين ، وقع بسيفه في يده فحزنت عليه سودانية ومصريين ، أما الجنرال (إخص) هكس الإنجليزي كان عنده يوم فرح وسرور ، لما بلغه وفاة الشاطر بن سرور ، وحالا أرسل تلغراف للقاهرة من السودان ، وأخبر توفيق حبيبه بفقد الأسد عثمان ، فانسر وانبهج الواد الأهبل على دا المصيبة المشومة ، وعمل ليلتها لأصحابه الأنجليز عزومة ، شربوا فيها من الشمبانيا ماية قزازة وكسور ، في محبة ملكة الإنجليز وكسر أنف أبناء مصر وموت عثمان أخر أبناء سرور ، ….))

    وجاء ختام قصة الحاج سرور والحاجة مبروكة مأساويا ، فلم يحتمل عقله موت أبنائه الثلاث ، فتشتت تجارته وجن ومات ، وظلت الحاجة مبروكة تعانى الوحدة والفقر.
    ما مدى صحة هذه القصة ؟ الله أعلم ، ولكن ما نستطيع أن نؤكده أنه وفي سياق الحرب الدعائية يمكن للقصص أن تختلق ، وفي سياق الأحداث العاصفة والمتواترة التي كانت تمر على مصر والسودان آنذاك لن يتوقف أحد ليمحص تفاصيل القصة ، ولكن من المؤكد أنها كانت تمثل تحريضا من نوع ما للمصريين للذهاب للسودان والانضمام لجيوش المهدية (نما فخر لكل من يجاهد ، في سبيل الله في الحرب يتشاهد (يستشهد)) ،
    ونواصل إن شاء الله تعالى
    كمال حامد
    ******************
                  

04-20-2010, 11:06 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: كمال حامد)

    عزيزي كمال

    Quote: ولم أطلع عليها من قبل ولكنها لا تدهشني ، لأن إرشيفات المكتبات الأوروبية والأمريكية مليئة بالدراسات عن الثورة المهدية ،


    هذا الكتاب بالذات ليس عن الثورة المهدية ولكنه بحث حديث تم في مصر عن فكر القوميين المصريين عن الاستعمار والبحث يتطرق الي مناح عدة في العلاقة المصرية البريطانية السودانية والرق ..الخ والنظرة العامة للسوداني عند المصريين ...
    ما قصدت من اقتباس هو ذات التشتت الذي عاني منه القوميون المصريون المطالبون بهزيمة الانكليز ونظرتهم الي السودان والسودانيين فصنوع والذي جعله النفي يهتم بالمهدية والانسان السوداني غير صنوع الذي كان قبل ذلك وبعد عودته .....

    مودتي
    ابوبكر
                  

04-22-2010, 07:04 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: abubakr)

    سنواصل إن شاء الله تعالى
    وتجهيز كل حلقة من هذا البوست تستغرق وقتا ومجهودا
    أما بخصوص ما ذكرته أخ أبو بكر عن صنوع قبل النفي وصنوع بعد النفي ، فأنا لم أطلع على أعداد لصحيفة أبو نظارة زرقا قبل النفي إلى باريس ، لكن التحول في المواقف السياسية جائز عقلا ومتوقع ،
    أما ما ذكرته بخصوص النظرة الإستعلائية للمصريين تجاه السودانيين واهلك النوبة خصوصا ، فهو أيضا جائز ومتوقع ، وقد وجدت خلال قراءاتي لصفحات صحيفة ابو نظارة ما يفيد بوجود مثل هذه النظرة الإستعلائية ، لكني آثرت ألا أركز عليها لأنها خارج موضوع البوست والذي ليس دراسة شاملة لكتابات يعقوب صنوع.
    علينا في الوقت نفسه ألا ننسى أن عبارة مثل النظرة الإستعلائية للمصريين تجاه النوبة والسودانيين في ذلك الوقت قد تكون عبارة غير دقيقة ، نظرا لأن المجتمع المصري نفسه كان طبقيا ، الأتراك والشراكسة في المقدمة ، المصريين أبناء المدن في الدرجة الثانية ، الفلاحين ربما في الدرجة الثالثة ، ثم السودانيين ‼
    ولعلك تعلم أن واحدة من أسباب السخط لدى عرابي وزملائه الضباط المصريين الذين قادوا معه ثورة عرابي 1881م كانت بطء الترقيات الذي كانوا يعانون منه مقارنة بزملائهم الأتراك والشركس ، فقد بقي عرابي في نفس رتبته العسكرية 9 سنوات كاملة ‼
    لفظة السودانيين نفسها كان مدلولها مختلفا في ذلك الوقت ، كانت تعني ذوي الأصول الزنجية من الدينكا وجبال النوبة والفور من الذين تم أسرهم وتجنيدهم في جيش الدولة المصرية منذ غزوة إسماعيل باشا 1820م وصار اسمهم : الجهادية
    ونعود لنواصل استعراض وتحليل كتابات اليهودي المصري يعقوب صنوع عن الثورة المهدية ، إن شاء الله تعالى
    كمال
    ******************
                  

04-23-2010, 10:28 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: كمال حامد)

    الحلقة (5)
    في هذا العدد بتاريخ 27 أكتوبر 1883م يحتفل يعقوب صنوع بدحر حملة هكس باشا في شيكان ، وتتصدر الصفحة الأولى لوحة كاريكاتورية تصور جيش المهدي يهاجم جيش هكس باشا المندحر.

    ويبدو أن حكومة الخديوي توفيق باشا أرادت الاستفادة من فتاوى بعض شيوخ الأزهر ضد محمد أحمد المهدي ، فقام بإيراد رسالة مضادة يزعم أنها وردت إليه من مصر ، ولا ننسى أن مصر نفسها كانت في تلك الفترة تحت الاحتلال الإنجليزي وكان الخديوي توفيق حاكما صوريا تحت سلطة الاحتلال وتحت حمايته.
    تقول الرسالة : ( قد ورد في الحديث الصحيح في الصحيح بخاري ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :سيجيء قوم مهديون وسيجيء قوم دجالون ، ومن لاحظ بعين البصيرة هذا الكلام الشريف يظهر له أن المراد من المهديين هم الذين يسعون في تشييد الدين ويجتهدون في إعلاء كلمة الإسلام ورفع منار المسلمين ويكدون في صيانة حوزة الإسلام ويبذلون أرواحهم وأنفسهم في منع أعداء الدين وان الدجالين هم الذين يترتب على مساعيهم زوال شوكة الإسلام ويتبع أفعالهم السيئة ذل المؤمنين ودخول أراضي المسلمين في أيدي الكافرين وبناء على ذلك فنحن نتعجب من العلماء الراسخين ومن أهل الحق واليقين كيف يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم وكيف يبتغون إذلال من قام بإعزاز دينهم وكيف رضيت نفوسهم بتذليل من قام بنصر دين الله وإبعاد أعدائه وأعدائهم
    أفما قام رجل من رجال الله في السودان لتعزيز دينه وإعلاء كلمته وإذلال أعدائه ؟ أفما كان الواجب على علماء الدين في مصر أن يقوموا بنصره وان يسعوا في نشر مقاصده الحسنة ؟ أفما كان الواجب أن يتفقوا معه لإخراج أعداء الدين من بلادهم ؟ أليس هذا واجبا عليهم شرعا وعقلا ؟ سبحان الله ، أكان لهم أن يعارضوه وهم أسرى في أيدي الكافرين ؟ ألإرضاء شقي قد أعان الكفر على الإسلام (يقصد الكاتب هنا الخديوي توفيق الذي سارع بنفض يده من الثوار العرابيين ولجأ إلى مقر الحملة البريطانية وأيد تدخلها في مصر لحسم الخلاف بينه وبين العرابيين ولو على حساب حرية السيادة المصرية ) ابتغاء غاياته الإنسان رخيصة وشهواته الدنية يريدون إزالة دينهم ويبتغون أن يسلطوا على أنفسهم من لا يرحم صغيرهم ولا يبجل كبيرهم ولا يحترم دينهم ؟ ليس هذا ظني يا علماء مصر ولا اشك في خلوصكم لدين الله يا أهل الأزهر وما ذكرته ريبة في إيمانكم وإنما الذكرى تنفع المؤمنين وانتم تعلمون حق اليقين أن إعانة من قام بنصر دينكم في السودان (وان تسمى بالمهدي) واجبة على صغيركم وعلى كبيركم لصيانة شرف بلادكم وشرعا لحفظ ديانتكم فلا تصغوا إلى وساوس الشياطين ولا تغرنكم زينة الحياة الدنيا عن يوم الدين ) انتهت الرسالة.
    وعقب يعقوب صنوع على هذه الرسالة مشبها لها باللؤلؤ والجوهر

    وطلب من مرسلها بعد أن أجزل له الثناء أن يرسل له مثل هذه الرسالة ولو مرة في الشهر ، وختم تعقيبه بالقول أنه لا يصدق أن جماعة الأزهر الذين يعلم فيهم حب الوطن يكتبوا فتاوى ضد المهدي السوداني لأنه رجل بطل صنديد ويقصد أخذ ثار عرابي

    بقي أن اذكر ملاحظتين على الرسالة.
    الأولى أنها تحمل رأيا فقهيا بوجوب نصرة المهدي حتى وإن لم يتم التسليم بمهديته ، والثاني أني بحثت بواسطة الموسوعة الإلكترونية للأحاديث عن نص الحديث الذي يذكر أنه ورد في صحيح البخاري فلم أجد حديثا بهذا النص ، ولكن من يهتم في سياق الحرب الدعائية والترويج للمهدية بتحقيق صحة الحديث النبوي ،
    ونلاحظ أيضا أن الرسالة التي ترفض رفضا باتا احتلال بلاد المسلمين في مصر بواسطة الكفرة الإنجليز قد نشرت في صحيفة تصدر في باريس التي كانت قد فرغت لتوها من احتلال تونس ، ولعلها حرية الصحافة ، من يدري ؟!
    ونواصل هذا الاستعراض إن شاء الله تعالى
    كمال حامد
    ******************
                  

04-28-2010, 09:40 PM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: كمال حامد)

    الحلقة (6)
    عنوان فرعي : هل حاول الإنجليز والخديوي استخدام سلاح الرشوة ضد المهدي؟
    في عدد 17 نوفمبر 1883م من جريدة أبو نظارة زرقا نجد محاورة فكاهية مبنية على تصور حلم رآه مؤلف الجريدة ، فقد تخيل نفسه بالقاهرة كشاهد عيان غير منظور يتصنت على حوار يدور بين الخديوي محمد توفيق وبعض كبار الضباط الإنجليز.
    كان الإنجليز قد أكملوا احتلالهم لمصر بموافقة الخديوي محمد توفيق وتمت هزيمة الجيش المصري وتم اعتقال أحمد عرابي ورفيقيه 1) الضباط عبد العال حلمي (السوداني) وكان أميرالاي اللواء السوداني أحد أهم أعمدة الثورة العرابية 2) وعلي بك فهمي ، وهذا الحوار وإن كان خياليا ، إلا أنه يكشف لنا بعضا من الوسائل التي استخدمها الإنجليز لتفكيك الأنصار من حول أحمد عرابي ، ومنها سلاح المال ، فالحرب لم تكن كلها عسكرية في ساحات المعارك وبالذخيرة الحية ، وإنما كانت لها كواليس خلفية استخدم فيها سلاح المال لتحويل الولاءات وشراء الذمم .
    يقول نص الحوار : ( وجدت نفسي بالقاهرة التي أصبحي اليوم مقهورة أسيرة الإنجليز ، فرأيت فرعون الأهبل (يقصد الخديوي توفيق ) جالسا على كرسيه النجس وعلى يمينه الماجور بارين والبلاصي كليفود لويد على شماله وأمامه ترجمانه الخصوصي ، فهذه هي المخاطبة التي حصلت بينهم :
    الماجور بارين : شايفك يا مستر توفيق مشقرق اليوم ، ان شاء الله خير
    توفيق : مسرور بمشاهدة رؤياكم
    البلاصي كليفورد : هلس فارغ ، إحنا بدنا في الجد – الزمن فلوس –
    الماجور: وفي الواقع إننا اليوم لازمنا فلوس لأن بلاهم ما تنفتحش الأبواب.
    توفيق : بالله عليكم يا أمراء تلذوا مسامعي الخديوية بأخباركم المسرة
    البلاصي : أخبارنا اليوم زي الزفت والقطران .
    الماجور : إخص (هكس) ماهوش فالح يكسر المهدي
    البلاصي : لأن عرابي (يقصد المهدي) السودان معه أربعين ألف جهادي
    توفيق : ربنا يرميه في ايدكم بجاه النبي ، يومها أعمل لكم بالو.
    البلاصي : وعشا ببراندي وشمبانيا
    الماجور : احنا في … ولا في ……، لما نغلب بقة ناكل ونرقص.
    توفيق : نغلب المهدي ونقلع عنه ، احنا يا انجليز اسود واعدانا كلاب.
    البلاصي : وراس الملكة من غير جنيهات ماحناش فالحين.
    الماجور : إخص (هكس) باشا طالب ماية ألف جنيه يغلب بهم المهدي الجبار.
    توفيق : فهمتكم فهمكتم ، انتم بدكم تعملوا مع المهدي اللي عملتوه مع عرابي باشا ، تبرطلوا مشايخ العرب والضباط اللي معاه يتركوه كما تركوا عرابي ، وانتم تقفشوه ، ما أعقلكم يا إنجليز (يقول في نفسه ) ، (وما أهبلك ياتوفيق ) البلاصي يقول في نفسه.

    ومما يؤكد ما ذهبنا إليه من استخدام سلاح الرشاوى ، ما ورد في جريدة أبو نظارة عدد 8 ديسمبر 1883م وهو يحتفي بانتصار المهدي في شيكان ضد هكس ، إذا أورد في الصفحة الأولى رسما يقوم فيه الضابط الإنجليزي بتقديم الخديوي توفيق ضحية للمهدي بينما يقول :…وقدم له توفيق ضحية قائلا لعساكره بينما الغول (المهدي) يهضم دا اللقمة الخديوية يكون باكر باشا برطل ( رشا ) مشايخ العرب اللي مع المهدي

    ويسخر الرسم أيضا من محاولة الإنجليز الاستفادة من الزبير باشا رحمة الذي كان محتجزا في مصر خلال تلك الفترة بتجنيده للقتال ضد المهدية ، وحسبما يروي نعوم شقير في تاريخه فإن الزبير باشا رحمة أخبره أنه لم يعترض على القتال ضد المهدية ، إنما جاء اعتراضه لأنه رفض أن يكون تحت إمرة الضابط الإنجليزي بيكر في شرق السودان ، ولعله يكون بيكر المشار إليه في الرسم الأيسر بأنه سيبرطل ( يرشي) مشايخ العرب ، كما أن التعليقات الواردة في الرسم الأيمن تشير إلى أن الضباط المصريين والأتراك في مصر كانوا يتهربون من الذهاب للسودان للقتال ضد قوات المهدية ، ويفسر ذلك بقوله : ( الضباط الترك ما هماش قابلين يسافروا وبيقولوا أن شروط خدمتهم في الجهادية أنهم يكونوا في مصر ، أما الضباط المصريين دول مساكين بيبكوا زي العيال موش خايفين من الحرب – لا – انما ما يحبوش يروحوا السودان يضاربوا إخوانهم لأن جيش المهدي أغلبه عرب وعساكر مصرية )
    أي أن الضباط والعساكر الأتراك والمصريين ومنذ احتلال البريطانيين لمصر عام 1882م كانوا يعلمون أن ذهابهم للقتال في السودان ضد المهدية إنما هو في مصلحة بريطانيا لا مصر ، و نتساءل : هل حقا كان جيش المهدي أغلبه عرب وعساكر مصرية ؟ هل مساهمة المتطوعين والعساكر المصرية في جيوش المهدية مما أخفاه أو أهمله التاريخ ؟
    ونواصل إن شاء الله تعالى
    كمال حامد
    ******************
                  

05-07-2010, 08:43 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: كمال حامد)

    الحلقة (7)
    ونواصل اليوم قراءاتنا التحليلية لأعداد صحيفة أبو نظارة زرقا لصاحبها اليهودي المصري يعقوب صنوع الذي ناصر الثورة المهدية في كتاباته من باريس.
    يواصل في عدد 19 يناير 1884م إحتفاله وشماتته في آن بانتصار المهدي وهزيمة جيش هكس في موقعة شيكان 5 نوفمبر 1883م ، ويتصدر الصفحة الأولى رسم كاريكاتوري يتخيل فيه الضباط المأسورين من جيش هكس وهم يرقصون أمام المهدي لتسليته.

    ويواصل صنوع صناعة حواراته التخيلية التي يصور من خلالها جهود الإنجليز في دفع الخديوي الضعيف محمد توفيق بن الخديوي إسماعيل باشا إبن الوالي إبراهيم باشا إبن الوالي محمد علي باشا الذي فتح السودان عام 1820م لإخلاء السودان من الجنود تمهيدا لسياستهم الساعية لتفكيك السودان إلى عناصره الأولية لإعادة الممالك القبلية التي كان عليها يوم دخله محمد علي باشا عام 1820م ، وما أشبه الليلة بالبارحة.
    (( الميجور بارنج (اللورد كرومر لاحقا) يدخل على الخديوي توفيق ويدور الحوار التالي:
    بارن : جود مورننج مستر توفيق
    توفيق : جود مورننج (Good Morning )يا سيدي وتاج راسي ربنا يحفظك لي ويخليك
    بارن : أكبار (أخبار)بتاعك إيه انت النهار ده صباح ؟
    توفيق : أخبارنا اليوم زي وشك يا سيد الملاح
    بارن : اكبار انا زي وشك بتاع انت كمان ـ لازم عسكري بتاع اخنا وعسكري بتاعك مصري على شان مهدي يسيبو السودان
    توفيق : دي اخبار تضيق منها الروح والقلب بنسلى كيف نترك السودان اللي تحصل عليه بالنفس والنفيس جدي محمد علي ؟
    بارن : جوديم( god damn لعنة الله عليك) ده موش شجلك (شغلك) ، بتاع انا انجلترا موش عاوز يعملتو حرب دي سنة
    توفيق : يعني سعادة جلادستون صدركم الأعظم الجليل موش يقدر يعمل معنا جميل ويرسل لنا قد عشرة الاف خيال يهلكوا العاصيين ويقفشوا لنا المهدي الدجال ؟
    بارن : اذا كان احنا ضربتوا مهدي قوم علينا كل الهنديين
    توفيق : واذا انتصر المهدي ودخل مصر برضهم يقوموا لان الهنادوة(الهنود) اغلبهم مسلمين
    بارن : الحك (الحق) في ايدك بتاع انت ، لكن انا فيه علشان انت غير ده كلام
    توفيق : هات من تحايفك هات يابن الكرام
    بارن : فكتوريا هانم سلطان بتاع بلد انجليز وبلد مصرية يكون احسن اذا كان انت بنزلتو من كرسي بتاع خديوية على شان في مصر موش بحبوا انت الناس ولما انت انزلتو يركبتو كرسي كديوية عباس ، واحنا يعملتوا وكيل بتاعو لورد نوبار ، نوبار اولاد بتاع مصر يحبوهو كبار شجار
    توفيق : انت وراس الملكة يا حضرة الميجور غلطان ، نوبار في مصرنا مكروه لانو امكر من الشيطان هذا اولا ، وثانيا انا محبوب عند الامة المصرية وعمري ما اتنازل عن الخديوية انا اكتب لامير المؤمنين ربنا يحفظه للمسلمين هو يعيني باذن الرحمن ويخليني خديوي وينصرني على مهدي السودان.
    بارن : اسمعتوا كلامك بتاع احنا يامستر توفيق ، سيب كديوية(اترك الخديوية) بعدين نيشان كبير من الملكة يجيك
    توفيق : مانيش عاوز منها نيشان ، انا راح اكتب للسلطان (خليفة المسلمين في استانبول)
    بارن : تعمل بطال كتير احسن المعروف ، اذا كان لا بكره انت تشوف.))
    وبالرغم من الصياغة التخيلية للحوار الذي أوردناه ، إلا أنه يعكس حقائق السياسة المصرية في ذلك الحين وكيف عمل الإنجليز من خلال احتلالهم العسكري لمصر وإبقائهم لحكومة الخديوي توفيق دمية سياسية وواجهة قانونية يمررون من خلالها كل رغباتهم وخططهم ، ولم يكن الخديوي المسكين إلا أن ينصاع لأنه هو الذي وافق على تدخلهم العسكري لسحق الثورة العرابية ولمساعدته على الاحتفاظ بكرسي الحكم ، وهذا هو حال من يستعين بالأجنبي لنصرته في خلافات السياسة الداخلية ببلده ، سواء كان حكومة أو معارضة ، يبيع بلده ويجعل نفسه رهينة ودمية.
    في يناير 1892م توفي الخديوي توفيق وخلفه في الحكم ابنه عباس ( راجع الخارطة الزمنية في الحلقة (1) وكان عمر الخديوي عباس يوم تولى الحكم 18 عاما فقط ، وهذا يعني أن الإنجليز بدأوا التخطيط لتوليته العرش منذ عام 1884م وعمره 10 سنوات فقط وليكون رئيس الوزرا نوبار باشا الداهية الارمني الذي ورط الخديوي إسماعيل في الديون مما مهد للاحتلال لاحقا ، وطرده الخديوي إسماعيل ، ونوبار هذا هو من لعب دورا في إرسال غردون لمأمورياته الثلاث للسودان وتلك قصص أخرى. وبعدها تولى نوبار باشا رئاسة الوزارة على زمن الخديوي توفيق مما يعني أن الخديوي توفيق استجاب للطلب الأساسي وهو أن يتولى نوبار الأرمني رئاسة مجلس الوزراء ، مقابل عدم إزاحته من كرسي الخديوية كما أزاحوا والده الخديوي إسماعيل بواسطة السلطان القابع في عاصمة الخلافة استانبول.
    ويوضح الرسم الكاريكاتوري التالي في نفس العدد تسلسل الأوامر من رئيس الوزراء البريطاني حتى مجلس الوزراء المصري :
    جلادستون رئيس وزراء بريطانيا يوجه غرانفيل وزير الخارجية الذي يوجه الميجور بارنج في مصر ( اللورد كرومر لاحقا) ويقوم بارنج بتوجيه نوبار الأرمني رئيس وزراء مصر والذي يقوم باعطاء تعليماته للوزراء المصريين.


    ويشير النص ايضا للتعاطف الكبير الذي نالته الثورة المهدية خارج السودان حتى بين مسلمي شبه القارة الهندية ، وقد أشار إبراهيم باشا فوزي في كتابه (السودان بين يدي غردون و كتشنر) إلى أن وفدا منهم قدم لمبايعة المهدي فوجدوه قد توفي وتولى الخليفة عبد الله التعايشي خلافته.
    كما أن الحوار يكشف أن الخديوي توفيق كان يوجه طلباته للحصول على الدعم الإنجليزي من خلال المنظور الثقافي السياسي الشرقي حين كان يأمل أن يقرر (جلادستون الصدر الأعظم ) إرسال جنوده تماما كما يقرر الصدر الأعظم في دول الشرق أخطر القرارات منفردا ، ونسي أن بريطانيا منذ ذلك الوقت كان يحكمها برلمان ، وبها معارضة واستراتيجيات بعيدة المدى ، وكعادتهم منذ ذلك الحين يقوم الغربيون بإشباع من يحقق رغباتهم بميداليات التكريم (سيب كديوية بعدين نيشان كبير من الملكة يجيك )
    كان يعقوب صنوع يهوديا وماسونيا ، وهاتين تكفيان لأن نثق بمعرفته بدهاليز وخفايا السياسة الدولية والمصرية ودقة مصادر أخباره ، ولنثبت ذلك نختم هذه الحلقة بإيراد بعض البرقيات التي أوردها مع شرح مختصر لمغزى كل واحدة منها.
    (( تلغرافاتنا الخصوصية :
    الواد (يقصد غردون في الخرطوم) مرعوب من المهدي وأمر الافرنج والنصارى يخرجوا من الخرطوم بدون اهمال
    الحبش عينه حمرة ( يقصد الأطماع الحدودية لأمبراطور لحبشة في السودان والجدير بالذكر أن منليك الحبشة أعلن في رسائل رسمية للدول الأوروبية نيته غزو السودان في أبريل 1891م )
    الشيخ السنوسي سافر من طرابلس الغرب ومعه قوم كبير قاصد السودان لاعانة المهدي ( وهذا وإن كان على غير المتعارف عليه تاريخيا إلا أن بعض الوثائق تشير إلى أن الرواية التي أفادت أن سنوسي ليبيا لم يأبه لرسائل المهدي رواية غير صحيحة ، وأن سنوسي ليبيا أيد محمد أحمد المهدي مما استدعى قيام الخديوي توفيق ارسال رسالة له يذكره فيها بالصداقة التي كانت بينه وبين أبيه إسماعيل خوفا من تحرك السنوسي ضده مما كان سيؤدي لاشعال الجبهة الغربية)
    وتلغراف أخير يفيد مناشدة التجار المصريين بعدم تنفيذ سياسة إخلاء السودان خوفا من تأثيرها السلبي على حركة التجارة .

    ونواصل إن شاء الله تعالى عرض هذه الصفحات من التاريخ ، ويا لها من صفحات تدمي القلب وتضحك العدو.
    ******************
                  

05-17-2010, 04:30 PM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: كمال حامد)

    الحلقة (8)
    نواصل استعراض أعداد جريدة أبو نظارة زرقا ليعقوب صنوع ، ونتصفح اليوم عدد يوم 9 فبراير 1884م ، فماذا نجد في هذا العدد من أخبار وتحليلات خاصة بالسودان ؟
    حتى نفهم الإشارات والتلميحات الساخرة في كتابات يعقوب صنوع ، علينا أن نتذكر أولا أهم أحداث الفترة التي سبقت صدور هذا العدد ، وهي حسب التسلسل الزمني :
    5 نوفمبر 1883م موقعة شيكان وهزيمة جيش هكس باشا
    وفي نفس اليوم 5 نوفمبر 1883م في الشرق انتصر عثمان دقنة في معركة التيب الأولى
    31 ديسمبر 1883م – المهدية – هزيمة حملة بيكر من قبل عثمان دقنة
    ونتيجة لهذه الهزائم اتخذت الإدارة البريطانية المحتلة لمصر منذ عام 1882م قرار إخلاء السودان من الحاميات المصرية إلا أن رئيس الوزراء المصري حينها وهو شريف باشا كان يتمتع بحس وطني منعه من الاستجابة لهذا الطلب ـ إذ رأى فيه تفريطا في السيادة المصرية المكتسبة على الأقاليم السودانية منذ عام 1820م ، ولما كانت شروط التدخل العسكري البريطاني لصالح الخديوي توفيق لسحق الثورة العرابية لا تسمح له إلا بالإنصياع للرغبات البريطانية ، فقد استقال من رئاسة الوزارة في يناير 1884م.
    وقام الإنجليز بعده بترشيح نوبار باشا بوغوص الأرمني لرئاسة الوزراة ، وكان نوبار جاهزا لتنفيذ جميع سياسات الحكومة البريطانية ، فهو لم يكن مصريا بالأساس .
    وفي 8 يناير 1884م ومن مصر ، أبرق كرومر جرانفيل وزير الخارجية في لندن أن وزارة جديدة تشكلت بقيادة نوبار باشا وأن نوبار موافق على إخلاء السودان بشرط الاحتفاظ بسواكن ، وبترشيح نوبار تم تعيين غردون حكمدارا على السودان بسلطات مطلقة لتنفيذ سياسة إخلاء وتفكيك السودان إلى عناصره الأولية.
    وفي 24 يناير 1884م وصول غردون لميناء بورتسعيد في مصر في طريقه للسودان ، وفي القاهرة تسلم غردون تعليمات الحكومة البريطانية بأن الهدف الوحيد من مهمته هو إخلاء السودان من القوات المصرية وإعادة سلطة العائلات القديمة التي قضت عليها حملة محمد علي باشا في عام 1820م مع محاولة عمل اتحاد كونفدرالي بينهم
    وفي تاريخ 9 فبراير 1884م بعد 16 يوما فقط من وصول غردون لمصر في طريق للسودان صدر عدد جريدة أبو نظارة زرقا الذي نحن بصدده في هذا الخيط.
    يقول النص الساخر عن غردون : (( جانا عمك غردون باشا اللي تعرفه جنابك حق المعرفة ، ولا تجهل بانه مكروه ومبغوض مش اليوم بس الا من زمان عندنا وفي السودان ، وقال بسلامته جا ياخد بتار اخيه الجنرال عكس (يقصد هكس) ربنا يعكسه هو الآخر بجاه سيد المرسلين. اما أنا بلغني ممن يثق بقوله لأه من محاسيب غبار الأرمني (يقصد نوبار باشا) صدرنا الأعظم ربنا يطبق صدره آمين ، بأن الحكومة الإنجليزية أعطته خمسين الف جنيه من الحمر إياهم وقال له خد دول يا باشا ووريهم من بعيد للمهدي السوداني وقل له يا بطل خد لك كم جنيه دول بثتهم لك هدية يعني شرب دخان ملكة الإنجليز اللي صبحت مغرمة فيك وأمرت لك بسراية في بلادها قرب سرايتها تلاقي فيها عشرين سرية من اللي يقولوا للبدر غيب ونحن نحضر بدالك ، وهناك تعيش في هنا وسرور ، وإلا أنا أعطي الجنيهات اللي بيلعطوا دول لمشايخ العرب اللي ويا كوياك يتركوك زي ما تركوا عرابي ، وانت متلاقيش واحد زي مستر بلنت الافات من الجنيهات ويدافع عنك ويخلصك من الموت زي ما عمل لعرابي فتقع في ايدينا ونحن نعمل في عذابك صنعة – آدي اللي سمعته يابو نظارة والله أعلم ..))

    والوصف الساخر لا يعدو حقيقة ما حدث من غردون منذ لحظة دخوله السودان حكمدارا مطلقا في مأموريته الأخيرة التي قتل فيها ، وهنا تكمن واحدة من أسباب مأساة غردون وهي جهله بمدى تأثير الدوافع الروحية العميقة عند شخص مثل محمد أحمد المهدي ، فقد رفض المهدي هدية غردون وقام بردها مرفقة بهدية من عنده وهي الجبة المبرقعة والدعوة للإسلام. أما بلنت الذي ورد إسمه هنا فهو مستشرق إنجليزي وربما جاسوس أيضا ، كان يظهر التعاطف مع عرابي وقام بتوكيل محامين في المحاكم الإنجليزية للدفاع عن عرابي ، وكان هذا طبعا بعد الإحتلال ونفي عرابي إلى سيلان (سريلانكا) ، إلى أن توجت هذه المرافعات بصدور الحكم ببراءة عرابي وعودته من المنفى إلى مصر بعد 17 عاما.
    ثم يواصل النص الساخر ذم غردون قائلا : (( احنا هنا بنسمع عليه قصص وحكايات يقشعر منها البدن … يا ما باع عبيد وجوار …. ده رجل بعيد عنك بوشين ولسانين الله يخيبه ويوديه مطرح ما راح زميله عكس … ))
    والذي يؤكد أن غردون كان ذا وجهين هو ما أورده الضابط المصري إبراهيم فوزي مؤلف كتاب السودان بين يدي غردون وكتشنر ، وكان مرافقا لغردون في رحلته للسودان ، فقد ذكر أن غردون حين وصل إلى دنقلا خطب في مستقبليه الدناقلة خطبة هاجم فيها الجعليين ، وحين وصل إلى الدامر خطب في الجعليين خطبة هاجم فيها الدناقلة ، ولم يكن غردون يفعل ذلك عبثا ، فقد كان يفعل ذلك مستفيدا من خبرته السابقة في مأموريته الأولى كحاكم على مديرية خط الإستواء وما لمسه من تنافس وكره بين التجار الجعليين ويمثلهم سليمان بن الزبير باشا والتجار الدناقلة ويمثلهم إدريس أبتر ، وهو التنافس الذي استغله غردون بتعيين إدريس ابتر مديرا على بحر الغزال معقل سليمان بن الزبير باشا ، الأمر الذي أدى لسلسلة من المواجهات توجت بمقتل سليمان بن الزبير باشا على يد جيسي خلال مأمورية غردون الثانية حكمدارا على السودان . أتى غردون في المأمورية الثالثة والأخيرة ليختم أعماله بتفكيك السودان إلى دويلات القبائل ، وما أشبه الليلة بالبارحة , واختتمت الجريدة هذا العدد بعمود التلغرافات الخصوصية بتلغراف يصف فيه المعركة بين بيكر وعثمان دقنة في الشرق فيقول : (( الواد الأهبل بيلطم خده على كسر أنف بيكر باشا ، بيكر باشا طلع شامخ فاتح حنكه يا باي كأنه راح يبلع المهدي ، قابلوه الأسود السود ونزلوا فيه طحن ، على قوله هو قتلوا من عساكره ألفين ….، أما الصحيح هو انعدم منه خمسة ألف جهادي وتقريبا ألف أسير في يد جماعة المهدي ، أما الجهادية العرب اللي كانوا معاه ، أغلبهم شمعوا الفتلة وأول ما دار الضرب سيبوا بيكر وراحوا مع السودانية …))

    وبمضاهاة نصوص النظارة الزرقا مع سجلات الحوادث التاريخية من مصادرها المعروفة يتأكد لنا أن الأخبار كانت تصل بأسرع ما يمكن لصاحبها وهو في باريس ، هذا إذا لم يكن بحكم انتماءاته ووجوده في باريس في قلب صناعة الحوادث.
    ونواصل إن شاء الله تعالى
    كمال حامد
    ************
                  

05-22-2010, 07:26 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: كمال حامد)

    الحلقة (9)
    العنوان : هل حقا أن محمد أحمد المهدي لم يدع لنفسه المهدية المنتظرة ؟
    تستحق هذه الحلقة هذا العنوان فعلا.
    ففي هذه الحلقة نستعرض سويا العدد الصادر بتاريخ 8 مارس 1884م ، وقد وردت في الصفحة الأولى فيه رسالة يدعي أبو نظارة أنها قد وردته من أحد أفاضل الخرطوم ، وتحاول الرسالة الواردة للصحيفة من الخرطوم أن تنفي أن محمد أحمد المهدي قد ادعى انه المهدية المنتظرة ‼ فإلى نص الرسالة كما هو بأخطائه الإملائية.
    (( قد استدعاني حضرة السيد الهمام والبطل الورع الضرغام معين البررة ومبيد الفجرة السيد أحمد محمد (لاحظ الاسم المعكوس) أيده الله ، فتوجهت إليه وتمثلت بين يديه في يوم الخميس المبارك 9 ربيع الآخر فأمرني ببعض أوامر ثم جلسنا للمذاكرة فجرت بيني وبينه محاورة لطيفة احب ان اكتب بها اليكم وهي : (قال) يا فلان كيف ترى من أمرنا أن الله ليؤيد الضعيف حتى يضعف به الاقوياء (قلت) نعم إذا كان ذلك الضعيف تقيا والقوي شقيا فلا ضعف مع عناية الله ولا قوة إلا بالله (قال) أرأيت كيف توفيق (يقصد الخديوي توفيق – راجع الخارطة الزمنية في الحلقة رقم 1) ادعى علي دعوى الذين أحب الله استخلاصهم من الانجليز وزعم انني ادعيت المهدوية وقد علم الله انها دعوى كاذبة. (قلت) ياسيدي ليس هذا بالبعيد ولا بالصعب على من تعلقت اماله بتسليم أوطانه التي ربته الى عدو يتربص به

    (اتضح لاحقا أ الخديوي توفيق كان مؤيدا للتدخل العسكري الإنجليزي في مصر من أجل مساعدته في صراعه ضد العرابيين بالرغم مما كان يظهره للعرابيين من موافقة ومداراة) (قال) وانني لاعجب غاية العجب من بعض الجنود الذين يأتون لحربي وهم وانا اخوهم تحت قيادة عدوي وعدوهم فيقتولن اخوانهم وانفسهم بايديهم وايدي المؤمنين (يقصد الجنود والضباط المصريين القادمين للقتال في السودان تحت إمرة القادة الإنجليز) فانا واياهم كما قال الشاعر :
    نفلق هاما من رجال اعزة علينا وهم كانوا اعق واظلما (قلت) سيدي الست ترى الالوف المؤلفة منهم يهاجرون اليك ويقتلون بين يديك (قال) نعم ولله الحمد ولكنني ابكي على الجهلاء منهم الذين كان يجب عليهم الا يكونوا عونا للاعداء فانهم معرضون للقتل في كل وقت وكان الاولى باخواننا المصريين ان يعينونا بقوة اقلها الامتناع عن حربنا ومقاومة عدوهم حتى تخلص الاوطان من يد المتغلبين الذين ان مكناهم في الارض اخرجونا صاغرين (قلت) مولاي هلا بعثت ونشرت ذلك المقصد الذي يكذب دعوى توفيق في عموم البلاد لكي يعلم الذين لا يعلمون (قال) قد بعثت بعض الرسل وطبعت المنشورات اللازمة وقد وزعت الا اننا بعيد عن ايصالها الى المصريين عامة (قلت) كان لازم الحيلة في التوصيل ولو بارسال رسل على القطر المصري (قال) ارسلت بعض الاخوان في الله فقبضت عليهم الحكومة واحرقت المنشورات لكي يتاتي لها جمع الجنود ولو كنت معاذ الله ممن يدعي المهدوية لكنت مبتدعا بدعة او كاذبا على الله ، ولو فعلت ذلك لما اغتر بي هؤلاء الاولوف المؤلفة وفيهم من اهل العلم والدراية ما انت بهم خبير.

    وقد كتبت حتى باللغة الفرنساوية وارسلته بواسطة بعض الاوروباويين وارسلته الى جملة من جرانيل باريس ولكن لا ادري اوصل ذلك ونشر ام لا (قلت) فما اخبار الجنود المظفرة مع اعداء الله (قال) اما بيكر وجنوده فقد هزمهم الله شر هزيمة وباءوا بغضب وعذاب اليم وانني عازم ان ارسل اليهم نصف بطارية من المدافع الجبلية مع اخوانكم وحماتنا انصار الله المصريين فانهم اقدر على استعمالها (قلت) وماذا يقال عن احوال مصر وتجهيزاتها وعزمها نحونا (قال) يا اخي قد بلغني انهم عازمون على ارسال غردون ومن قال انه بارح القاهرة ومعه خمسمائة الف ريال ليخدع بها اخواتي كما خدع بعض العرابيين وقد آليت بالله الذي لا إله الا هو لين سقط في يدي لاقتلنه ثم لانسفنه في اليم نسفا كعجل بني اسرائيل ولاخذن دراهمه ودنانيره لتفرق في فقراء المسلمين المجاهدين (قلت) فهلا تاسره وتطلب الفدية ما شئت من دولته (قال) كلا ان الدهر لذو غير واني لا آمن الدهر دقيقة واحدة فما اريد الا ان اعجل به وبانصاره الى دار الجحيم (قلت) فكيف بنا اذا هجمت علينا جنود الانجليز وعساكر الهند واخوانهم الحبشة (كان نصف الجنود في القوات البريطانية المقاتلة ضد عثمان دقنة في الشرق من المجندين البنغال والهنود) (قال) بارك الله فيك لقد استعظمت ########ا واستنسمت ذا ورم اما الهند فقوم منهم اخواننا وهم المسلمون ومنهم المجوس ويكفينا الحجة عليهم اسرهم في يد الغالب عليهم او حد السيف هو الفاصل اما الانجليز فوق لا يستطيعون الحر يهمهم القيظ وياكلهم هواء السموم واما الحبش فوراهم اخواننا الموحدون (يقصد المسلمين في شرق الحبشة في جهات زيلع وهرر) فان تعرضوا لنا عارضناهم بباس شديد واني لعلى الحق وما النصر الا من عند الله (قلت) فهل لعجز انجلترا ان تجلب لنا جنودا لا قبل لنا بها (قال) انها اخذت حدا فوق طاقتها وقد حان لها ان ترجع ولولا ذلك الحين قد حان لما تعرضت لنا وهي في شواغل تغنيها عنا (قلت) فحتام العمل ياسيدي (قال) حتى اقتل بين يدي وطني او يخرج توفيق وتقر الراحة و يأمن المصريون أو أطا أسوار القاهرة فتكون الطامة الكبرى (قلت) فكيف نامن حرب المصريين اذا دخلنا بلادهم وانهم اليوم يأتون لحربنا ونحن في بلادنا (قال) قد راسلت الكثير من أمراء الصعيد الأعلى وأخذت عليهم العهد فإذا تمموا القصد وحل الأجل زحفت إليهم بجنود تنزع توفيق من عرش حكومته الى نعش لحده (قلت) فهل راي في أحوال مصر ومن يحكمها (قال) لا لست بخارجي بل صاحب الدار ادرى بداره وأعلم بمن يأمنه عليها . ثم خضنا في مباحث خصوصية وانتهت هذه الجلسة وصعدت الى محلي وساوفيكم بحوادث مهمة – تحرير 10 ربيع 1301هـ - موشى المنقراتي ))
    إن تاريخ المقابلة المزعومة بين هذا الشخص ومحمد أحمد المهدي كان يوم 9 ربيع ثان 1301هـ ، ويوافق 7 فبراير 1884م ، ويومها كان المهدي لا يزال في الأبيض ولم يتحرك بعد إلى الخرطوم ، فهل كان هذا الرجل من أعيان الأبيض وقابله هناك ثم أرسلت الرسالة من هناك إلى باريس ، ام أنه كان من أعيان الخرطوم وسافر لمقابلة المهدي في الأبيض ؟؟ يبدو الأمر محيرا.
    والغرائب في الرسالة عديدة جدا ، ليس أولها محاولة نفي أن محمد أحمد قد ادعى المهدية المنتظرة ، بل محاولته لنشر هذا النفي بواسطة مراسلة جرايد في باريس وبمنشورات مكتوبة بالفرنساوية كتبها له بعض الأورباويين (الأوروبيين) ، وواضح جدا أن الدوائر الفرنسية قد سعت جاهدة لتاسيس علاقة ما بالثورة المهدية ولو من خلال هذه الرسالة التي لا يمكن التأكد من صحتها من خلال الزعم بأن قائد الثورة السودانية يسعى للحصول على الدعم الإعلامي الفرنسي من خلال جرايد باريز ‼
    كذلك تحاول الرسالة ان تقنعنا أن محمد أحمد المهدي وبعد أن نفى عن نفسه المهدوية وقال أنها إشاعات ينشرها عنه خديوي مصر توفيق ، فهو أيضا لا يسعى لحكم مصر إذ هم أهلها وهم أدرى بمن يصلح لهم.
    ويبدو لنا من صياغة الرسالة أن الهدف الاستراتيجي لكاتبها لا يختلف عن الهدف الاستراتيجي للإنجليز الذين احتلوا مصر في ذلك الوقت وكانوا يسعون لاحتلال السودان باستعمال الموارد والقبضة المصرية ومن خلف القناع القانوني المصري.
    كان الهدف واحدا : فصل السودان عن مصر ، هؤلاء يسعون له بقوة السلاح ، وهؤلاء يسعون له من خلال الكلمة الماكرة التي تظهر التأييد للثورة السودانية وترسل الإيحاءات أن أهل كل بلد هم أولى بحكم أنفسهم.
    ونختم ببعض التلغرافات الواردة في هذا العدد وهي تسخر من السياسة الإنجليزية ونترك تحليلها للقارئ.
    تلغراف أول/

    تلغراف 2:

    تلغراف يتهم بيكر قائد قوات الشرق بالاختلاس 3 :

    ونواصل إن شاء الله تعالى
    كمال حامد
    ******************
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de