من يعرف "السودان"؟؟ ....... قرءت في كتب كثيرة ومذكرات رحالة وعسكر لجيوش غازية في حقب مختلفة وكتابات اثاريين ورجالات خدمة مدنية وقضائية لمستعمر انهم كانو يقضعون السودان طولا وعرضا ما تيسر لهم ورغم مشاق ليعرفوه اي يعرفو بلدانه وناسه وتقاليدهم وارثهم...وقرءت ان البريطانيين واثناء استعمارهم الثنائي مع مصر الشقيقة للسودان كانو يبتعثو خريجي جامعاتهم ومعاهدهم في مساقات الخدمة المدنية والقضاء وقبل تعينهم في وظائف في المستعمرة الي الادارات الاهلية في شتي مناطق السودان حتي يزودو بمراسيمهم الاهلية وقوانينهم الوضعيه لتعينهم في اداء وظائفهم وقد كتب بعض من هؤلاء مذكراتهم وصارت مراجعا للباجثيين في العلوم الاجتماعية والمدنية والقضائية .... ..... يتضايق كثير منا من نطق بعض او كثير من مذيعي القنوات التلفزيونية العربية واذاعاتها لاسماء المناطق السودانية المختلفة واسماء افراد لا توجد الا في السودان شرقا وشمالا وجنوبا وغربا وفي السنوات الاخيرة كثر مثل هؤلاء ولكن من المذيعيين والمذيعات في القنوات السودانية حيث تجدهم اما لايقدرون علي نطقها او يتلعثمون ... والانتخابات الاخيرة كانت بيانا واضحا (وفاضحا) ... في زمان مدارسنا الاولية كان هنالك "كتاب سبل كسب العيش في السودان " وربما كان وما زال اهم ما انتجته العقول التعليمية السودانية من فكرة تعليمية لقطر قارة فيها مئات الكيانات من قبائل ومجموعات اثنية ....ولو طور ذلك الكتاب ليكون منهجا في كل الازمان ينقج وفق التغييرات ليكون مواكبا لكل زمان وجيل ربما ما تلعثم ولا اخطا مذيعات ومذيعيين القنوات الفضائية السودانية ... ..... ان اعظم انجازات البريطانيين المستعمريين كان خط السكة حديد والسكة حديد .. والذي كان عالما بذاته سفرا وسياحة واجتماعا وترفيها (كانت توجد سينما متجولة في قطارات الامس في السودان ) واسهاما في خلق وحدة انسانية اجتماعية مبنية علي العمل ومدينة عطبرة (والتي رحلت اليها رئاسة السكة حديد من وادي حلفا ) هي مثال لوحدة سودانية قامت علي عمل .. فعشرات الالاف من موظفي وعمال السكة حديد في مكاتب وورش رئاسة السكة حديد كانو هم سكان او عصب سكان عطبرة .. اجتمعت فيهم كل اجناس السودان واديناها ولكنهم صارو كيانا واحدا بحكم عملهم في السكة حديد "عطبراويين" ورغم ما نال مدينتهم من اثر سالب نتيجة لتحطيم متعمد للسكة حديد فما زال العطبراوي هو مغنيهم الاول وحادييهم حتي بعد رحيله من الفانية ..... كان في زماننا من يتحصل علي بعض درجات عليا في امتحان الشهادة من مناطقنا في اقصي الشمال ان يلحق ب"ايتون السودان كما ارادها المستعمر "وادي سيدنا " وفي مطلع ستينات القرن الماضي الحقت بها وعايشت وعانيت من نظامها الصارم في المسكن والماكل والملبس والرياضة والتعليم ..الخ ولكني كنت راضيا .. وذات يوم دعاني نائب الناظر وقال لي " يا ولد انت مجنون في واحد بيخلي وادي سيدنا ويمشي عطبرة الثانوية (وكانت حينها مدرسة جديدة ) ؟ " لم اكن اعي معني السؤال حتي افهمني شقيقي الاكبر والذي كان قد اتي من الخرطوم بان المرحوم الوالد قد اتفق مع المرحوم قريبه ناظر عطبرة الثانوية علي نقلي الي عطبرة الثانوية .. والدي حينها كان ناظرا لمحطة سكة حديد ورغم انه لم يكن يعمل حينها في عطبرة فلقد كانت مدرسة في عطبرة اهم لديه من "ايتون السودان "وادي سيدنا " .. وقد كان وصرت عطبراويا ....في عطبرة في زماننا كانت تسقط كل العباءات الجهوية والاثنية والدينية و ويبقي العامل المشترك الاعظم هو "السكة حديد " (العمل) .. من عايش ذلك الزمان في عطبرة وشاهد الاف العمال والموظفيين بعجلاتهم يدخلون او يخرجون من بوابة السكة حديد وينتشرون في اركان المدينة واطرافها بحيث لا تري الا اياهم يفهم ما اعني ... ..... في زماننا كان كتاب الجغرافيا في المدارس الاولية عريضا به خارطة للعالم : احمد في مصر وافو في الصين ومعلومات عن حياه الناس في اركان الدنيا .. معلومات بسيطة وكافية لان نعرف ان هنالك عالما اوسع من الذي في كتاب "سبل كسب العيش في السودان " ولم تكن معينات التقنية العصرية من هاتف جوال وانترنيت وفضائيات قد مرت علينا حتي خيالا فالطائرة ام قدوم التي قتلت حمار كلتوم كانت احدي عجائب زمان ما بعد الخرب العالمية الثانية وحتي اتي الراديو والتلفزيون وراينا الكلبة تسافر الي الفضاء ....عالم جاجارين (الفضاء وليس الكرة) لم يكن الا في بداياته .... ...... في العام ستين من القرن الماضي وبعد رفض نوبي لم تقدر علي اسكاته جحافل العسكر الذين اتي بهم عسكر الخرطوم الي وادي جلفا (وقبلها لم تكن تحتاج الي عسكر والشرطي الوحيد الذي كنت قد شاهدته قبلها هو ذلك الذي كان يقف في بوابة حوش الميناء وبوليس السكة الحديد الذي كنت اراه مع وصول او قيام اكسبريس وادي حلفا ).. في ذلك العام فرضت الاحتجاجات والمظاهرات النوبية علي رئيس المجلس العسكري ان ياتي الي وادي حلفا ورغم غضب عارم الا انه استقبل بحفاوة بالغة وسافر برا ونهرا الي شمال وادي حلفا وجنوبها واصطف اهلنا يرحبون به ويطلبون منه ان يكون عادلا ورحيما بهم وبمطالبهم .. تاثر المرحوم الجنرال الرئيس كثيرا من الحفاوة وما راي من مدينة وقري ومناظر ..الخ واشار بانه لم يكن يعرف ان تلك البلاد بذلك الجمال .... ....... في مطلع سبعينات القرن الماضي كنت في بورتسودان وفي رحلة الي قرية سياحية لا تبعد الا نصف ساعة من المدينة اصابتني "خرمة" للقهوة فرغم صغر سني الا انني كنت وكا زلت مدمنا للقهوة.. ويومها لم يكن ضمن الموجودات من ماكل ومشرب اي "بن" فحيث انني في بلاد البجا والهدندوة اهلنا اهل الشرق اصحاب المزاج فلقد قررت ان ابحث عن خيمة ام مسكن لهم وكانت هنالك جبال قريبة صرت اسير نحوها املا في "جبنة" واكرمني الله بعجوز وامامه عدة المزاج فحييته فعزمني ( فهنالك رغم الاهمال الحكومي وقلة المعينات انت ضيف لا يطلب بل تجاب مطالبك دون طلب ) فسررت كثيرا وتناولت الجبنة وطفقنا نتجاذب اطراف الحديث ولكن دهشت عندما سالني فجاءة " كيف الملك احمد فؤاد ؟؟" .. واحمد فؤاد هذا وللصدفة وهو الان في سبعينات عمره زار بلده مصر الاسبوع الماضي ليزور قبر والده الملك فاروق وامه واخته في القاهرة.. وعندما حاصر العسكر المصري قصر عابدين ليلة 23 يوليو 1952 للضغط علي السراي لتلبية مطالب لهم لم يكونو يتوقعون ان الامور ستسير علي نحو ما سارت فلقد خاف الملك فاروق علي نفسه وطلب السلامة بان يترك البلد فخرج وعينو وصيا للعرش حيث كان ابنه احمد فؤاد طفلا .....وهو الذي عناه ذلك الشيخ ب "الملك احمد فؤاد ؟ ".... كان ذلك في مطلع سبعينات القرن الماضي وعلي بعد دقائق من قلب ميناء السودان البحري الاوحد واحد اهم المدن السودانية ....... ....... عمل المرحوم والدي في السكة حديد جعلني اعرف مدنا ومحطات صغيرة وكبيرة في شمال وشرق ووسط وغرب السودان وبالتالي شعوبا سودانية .... هل هذا متاح اليوم ؟ لا ادري ... ....... دارفور كنا نقرء عنها في كتب التاريخ .. وفي الجامعة زاملنا زملاء واصدقاء منها (من كاس والفاشرونيالا ..الخ ) ولكننا لم نكن قدر راينا اي جزء منها ... وفي مطلع السبعينات قررنا طلاب من سنة رابعة معمار ان نذهب الي جبل مرة ...ذهبنا الي قيادة الجيش لنوقع علي تعهد بانها ليست مسئولةعنا حيث سنستعمل كوامرها في ترحالنا من نيالا الي الجبل وسافرنا بالقطار الي نيالا والي الجبل وممررنا بكاس وزرنا حديقة الشيخ او الحاج محمد وكانت حديقة كبيرة فيها كل انواع الفاكهة وراينا جداول للمياه عليا يمر من تحتها الناس.. وطالعنا دفترا كبير (حوالي 60* 60 سم ) جمعت فيه توقيعات وتعليقات كبار الزوار من هيلاسلاسي وتمبلاباي وعبود والازهري .....الخ ..... ذهبنا الي نيرتيتي وقلول وعشنا هنالك اياما رائعة في امن وامان وخير وفير وبشر طيبون كادحون وارض معطاءة وطبيعة خلابة غابت عنها رعاية الدولة والتي اكتفت بحامية في نيالا فيها نادي علي الطراز الاستعماري كنتري كلوب وبعض ضباط يتحدثون عن ايامهم في لندن وبعثات ..الخ ... ......
من "يعرف السودان ؟ " ......هل يفعل حكام وقادة وساسة السودان كما يفعل اطفالنا وبناتنا واولادنا في المهجر والاغتراب او في الداخل يقرؤون عن بلدهم من الكتب ونشرات الاخبار وما تيسر اسفيريا ام انهم يعرفون السودان بحيث يكونو قد عايشو اهله وشعوبه وتزودو بمعلومات عنه كافية كما كان يفعل مامير وقضاة وعسكر المستعمر .. علي الاقل ... من "يعرف السودان ؟ "
من يعرف السودان ؟؟؟ كم واحد منا (حكاما وقادة احزاب وافرادا ..الخ ) سافر شرقا او غربا او جنوبا او شمالا وعايش مختلف الكيانات في مناطقها .....؟؟؟ ماذا نعرف عن هذا البلد الحدادي مدادي خارج ابيات الشعر والاغاني الحماسية ؟؟؟ كم منا ركب القطار من وادي حلفا الي نيالا مثلا ؟؟؟ كم من يعرف اسماء القبائل في غير المنطقة التي اتي منها ؟؟؟
شكرا الغرض هو اننا كسودانيين عموما وبالاخص من يديرون السودان منذ استقلاله لم نحاول ان نخلق وحدة حقيقية بيننا جميعا وليس مع جنوب حاربناه واذقناه مرارات كثيرة فقط ..... ارث شفاهي غالب علي تاريخنا وغالب علي توجهاتنا لا اظنه كاف لجعل وحدتناالحالية عصية علي التفتت .. الوحدة لا تعني تلاشي وانصهار كل الكيانات في عنصر وفكر واحد ولسان واحد ولكن وحدة من تنوع وتباين تتكامل فيها الاشياء من ثقافات ومصادر بشرية وغيرها فتصير قوة هائلة قادرة علي الاستفادة من وحماية الارض القارة .....
عزيزي أبو بكر للأسف الشديد، فإن الجيل الجديد الذي نشأ وتربى منذ منتصف الثمانيات الميلادية لا يعرف عن السودان إلا ما قد يحيط بمسكنه فقط، ولا يعرف عن السودان (الحدادي المدادي) شيئا، لم تعد ظرف الحياة المعيشية في السودان كما كانت في السابق حيث كان يسافر رب الأسرة بأولاده كل عام بمجرد بداية الإجازة المدرسية من مكان عمله إلى مسقط رأسه أو مكان وجود والديه، لم تعد الظروف الاقتصادية في السودان تساعد على جمع الأسرة بل أصبح بعض الناس يتهربون ويتضايقون من استقبال الضيوف حتى أولئك العابرون القادمون من خارج العاصمة لقضاء مصالحهم.
لذا فهذا الجيل لا يعرف السودان!!
ومن يعرف السودان حقاً هم من يفعل به الآن عجائب الافاعيل!!!!!!!
05-09-2010, 07:07 PM
abubakr abubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044
Quote: ومن يعرف السودان حقاً هم من يفعل به الآن عجائب الافاعيل!!!!!!!
هؤلاء لم تتجاوز معرفتهم ذواتهم ولذا جمعتهم جهوية لا سودانية فعملو من اجل جهويتهم ....فكيف تتعرض دارفور مثلا الي ما هي فيه منذ سبع سنوات وقائد انقلاب يونيو 1989 اتي من عمله هناك ليقلب الحكومة ؟؟؟؟ انهم لا يعرفون السودان .... الاجيال التي لم تعش في السودان او عاشت فيه في اجازات وهي تري العالم الذي تعيش فيه في ازدهار وتطور ستاكلها الغيرة علي ارضها وبلدها ولن تكون مقيدة بجهوية او ذاتية وانما بسودان يكون مثل الذي رات ...
05-09-2010, 10:18 PM
منتصرمحمد زكى منتصرمحمد زكى
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 4045
لا اظن الان .. القصد هو ان هنالك عوامل تتجاوز الاثنية والقبلية والجهوية والطائفية لجمع البشر وتوحيدهم وهو العمل والانتاج .. خلق مجتمع صناعي لا جهوي وقبلي واثني وطائفي كما هو الحال في بلادنا
(في زماننا كان كتاب الجغرافيا في المدارس الاولية عريضا به خارطة للعالم : احمد في مصر وافو في الصين ومعلومات عن حياه الناس في اركان الدنيا .. معلومات بسيطة وكافية لان نعرف ان هنالك عالما اوسع من الذي في كتاب "سبل كسب العيش في السودان " ولم تكن معينات التقنية العصرية من هاتف جوال وانترنيت وفضائيات قد مرت علينا حتي خيالا فالطائرة ام قدوم التي قتلت حمار كلتوم كانت احدي عجائب زمان ما بعد الخرب العالمية الثانية وحتي اتي الراديو والتلفزيون وراينا الكلبة تسافر الي الفضاء ....عالم جاجارين (الفضاء وليس الكرة) لم يكن الا في بداياته )....
***- ياسـلام ياقريبـي.... ذكرتنـي بالذي مـضي ولايعود...وياحليل قراية زمان ودروس زمان وناس زمان.
05-10-2010, 05:47 AM
الطيب رحمه قريمان الطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377
بكل اسف ان الكثيرين من مثقفى و سياسيى و قادة السودان لا يعروفن شيئا عن السودان
و قد اتيحت لى الفرصة لمجالسة و محادثة الكثيرين منهم و يتضح لى على الدوام جهلهم و عدم معرفتهم بالسودان
و لدى الكثير من الحكاوى فى هذا الجانب "سوف اتناولها لاحقا"
Quote: يتضايق كثير منا من نطق بعض او كثير من مذيعي القنوات التلفزيونية العربية واذاعاتها لاسماء المناطق
السودانية المختلفة واسماء افراد لا توجد الا في السودان شرقا وشمالا وجنوبا وغربا وفي السنوات الاخيرة كثر مثل هؤلاء ولكن من المذيعيين والمذيعات في القنوات السودانية حيث تجدهم اما لايقدرون علي نطقها او يتلعثمون ... والانتخابات الاخيرة كانت بيانا واضحا (وفاضحا)
و ببساطة يقولون :
Who cares
بل و يعترض على كثير من أصحابى اذما قلت ان هذا المذيع او ذاك لم ينطق الاسم المعنى صحيحا ...
لك التحية و الشكر .......... الطيب رحمه
05-10-2010, 09:43 AM
abubakr abubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044
Quote: بكل اسف ان الكثيرين من مثقفى و سياسيى و قادة السودان لا يعروفن شيئا عن السودان
من لا يعرف ولا يريد ان يعرف لا يهتم ...وهذا هو حالنا ..المعرفة حتي وان وجدت فهي شفاهية في غالبها .. محاولة ان نعرف الواقع بمعايشة ما تيسر مهم وفق تدرج مسئوليتنا فلا يعقل ان يدير مديرا جماعة وبلدا لا يعرفه الا شفاهة او رسما ... ولاة الولايات مثلا ماذا يعرفون عن شعوب ولاياتهم خارج جهويتهم وحزبهم وجماعتهم وشركاتهم ؟؟؟؟ وهكذا ..الخ القائمة ...بلادنا مبتلية بمن يديرونها جبرا او طوعا .. عدم الكفاءة في ادارة البلاد انعكست علي واقع لا تحطئه عين ؟؟؟ ...الاعلام الخارجي الذي تدفق علي السودان وراء الخبر في احداث اخيرة منها الانتخابات وجد بلدا متخلفا بسبب سوء ادارته وشعبا يكابد ليعيش يومه ورغم ذلك يصر علي ان يكون متواجدا في انتخابات نتيجتها محسومة لصالح من يحكم جبرا ....الحديث العشوائي عن بلد يتقدم بحيث صار وجهة للاستثمار الفاعل لا يفيد فواقع حال بلادنا مخيف والسبب فيمن يديره وفي تكاثر الطفيليات مما افسد النسيج الاجتماعي واضر بالاقتصاد وصار العمل مذلة ... ....
05-10-2010, 10:53 AM
المسافر المسافر
تاريخ التسجيل: 06-10-2002
مجموع المشاركات: 5061
عزيزي احمد يبدو انك اكثر حظا ومعرفة باماكن كثيرة نسبيا ... مئات ربما الاف في العاصمة لم يغادروها الا بطائرة الي مهجر او اغتراب او ابتعاث في السابق والان .....اعداد كثيرة من وزراء ومدراء تنفيذيين لم يغادرو مدنهم الا بعد توزيرهم او تنصيبهم في وظائف قيادية ...فكيف يمكن لهؤلاء ادارة بمعرفة لمناطق السودان المختلفة .... لا اتوقع ان يكون السوداني قد زار كل هذا البلد القارة وعاش في كل مناطقه ولكن اضعف الايمان ان يكون قد راي جزء كبير منه ولو سياحة .. اننا نغني لوطن "حدادي مدادي" و "ارض المليون ميل " ولكن هل نحن نغني بمعرفة ام هو خيال العاشقيين....؟؟؟
05-11-2010, 12:58 PM
أحمد ابن عوف أحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610
تعليقا على كلامك، لا ادري ان كان المستعمر ادرى مننا باهمية تنقل المواطن في بلده حيث هم من سنوا سنة ان يبدأ الموظف الحكومي عمله في الاقاليم، وينقل من اقليم الى آخر بل حتى السبعينات كان هذا النظام معمول به، وعلى ما اعتقد ان الجهاز الوحيد الذي ما زال يعمل به هو الجهاز الامني (شرطة وجيش)
اضف الى ذلك ان لا احد الآن يريد ان يتوظف خارج الخرطوم، مع ان آباءنا كانوا يحكوا لنا كيف كانوا يهنئون زملائهم لانهم منقولون الى الفاشر او كسلا او اي منطقة نائية
(شوف الجيل الذي يجرى معهم عمر الجزلي لقاءاته بتاعت اسماء في حياتنا)
في حديثك الاول ذكرت عن كتابة المذكرات واهمية نقل المعارف الى اجيال قد لا يتسنى لها الانتقال بسهولة، فعلا نحن محتاجين لمثل هذه الكتابات ويا ليت لو كانت عميقة واصحابها يمتلكون ولو قدر بسيط من علم الاجتماع للغوص في داخل هذه المجتمعات وحياتها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها.
احيانا قد لا تكون هي نفس الانطباعات، فمثلا مذكرات الجندي عن الجنوب لن تكون مثلها لتاجر في الجنوب والاثنين سيختلفوا حنما لو كتبها معلم مثلا. والتنوع جيد ويعطي فرصة للنظر لتك المجتمعات بعيون مختلفه.
هنا دعني احكي لك هذه القصة
في اول محاضرة لنافي الجامعة في مادة علم الاجتماع كانت مع الدكتور محمد يوسف (حاليا وزير دولة بوزارة العمل - حركة شعبية) سألنا سؤال: هل تعرفون افانز بريتشارد؟ كلنا اجبنا بالنفي، فكانت الاجابة انه الشخص الذي اسس قسم علم الاجتماع بجامعة الخرطوم وقصتة باختصار ان الانجليز تعبوا تعب شديد في حرب النوير، فما كان منهم الا ان ارسلوا هذا الطالب من جامعة اكسفورد كضابط مخابرات ويعرف سر المقاومة الشديدة لقبيلة النوير دونا عن اي قبيلة جنوبية او سودانية اخرى. وفعلا وجد السر، ومن هذا الشخص وصلتنا كتب حرب النوير، بل واسس نظرية اجتماعية سياسية في دراسة نشؤ الدولة تسمى البنائية الوظيفية تدرس جنبا الى جنب المادية التاريخية والانتشارية وواحدة رابعة نسيتها.
طولت شوية معليش.
لكن دراسة المجتمع او المجتمعات داخل الامة ومعرفتها من الاهمية بمكان لفهم الآخر.
لييه فهم الآخر؟؟
لكي نتجنب الحروب والقتال والحالة الماساوية التي نعيشسها الآن
لكن نقول شنو، اذا كان رئيسنا ما زال يتساءل سؤاله السخيف داك.
تحياتي
05-11-2010, 04:43 PM
abubakr abubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044
Quote: تعليقا على كلامك، لا ادري ان كان المستعمر ادرى مننا باهمية تنقل المواطن في بلده حيث هم من سنوا سنة ان يبدأ الموظف الحكومي عمله في الاقاليم، وينقل من اقليم الى آخر بل حتى السبعينات كان هذا النظام معمول به، وعلى ما اعتقد ان الجهاز الوحيد الذي ما زال يعمل به هو الجهاز الامني (شرطة وجيش)
العملية "نظام" اداري اساسي يعمل به حتي الان في العالم في شركات او مؤسسات عامة او خاصة كبيرة وبها اقسام كثيرة حيث يبدء الموظف في التنقل بين اطراف اقسام مختلفة ليعرف كيف يؤدي واجباته الوظيفية للجميع فما بالك في بلد اقسامه من قبائل وكيانات اجتماعية وجغرافية متعددة وكبيرة كالسودان ....
القوات النظامية من شرطة او جيش تحتاج لمثل تلك المعلومات والمعايشة ولكن ضوابط عملها تجعلها بعيدة عن تفاصيل اجتماعية ممكنة لطبيب او مفتش اداري او مهندس او مدرس ...
دراسة عام الاجتماع بمعايشة وزيارة ميدانية هي التي اعانت الموظفيين البريطانيين في حكم السودان وصارت مذكراتهم وتجارب معايشتهم ومعرفتهم تلك مراجع علمية وبحثية واكاديمية....
في زماننا كنا ندرس علم الاجتماع كمساق اجباري في دراستنا للهندسة المعمارية ونسافر الي مناطق مختلفة للمعايشة والمعرفة فمن نعمر ونبني له هو انسان ينتمي الي قبائل وجماعات مختلفة وان التقت رغباتهم في بعض المناح الا ان لكل منهم خصوصيات كياناته وعلاقاته ....
05-11-2010, 06:48 PM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
دوماً تدهشنا ، وأنت تجوب بنا الدروب التي يتعين أن نسلكها لنبين للأجيال اللاحقة ، كيف كان السودان . يعرفون تاريخه ، ويعرفون ماذا فعل المستعمر عندما غزا السودان ، وأنفق على عمل اتفاقات الحدود مع أثيوبيا وارتريا والكنغو ، ومسح الأرض ، واستصلح الأراضي لتصلح للزراعة ، ومد خطوط السكة حديد إلى مدن بعد دراسة إمكانية الاستثمار فيها وأقام فيها المساكن والدور الإدارية ، وأقام الأمن ليستطيع المستثمرون أن يقيموا فيها ، وأمن التعليم الأساس وأقام المستشفيات الأساس . وذلك كله بعد أن قام بدراسة جدوى المشاريع ، وقاد التنمية في الخرطوم ، الأبيض ، عطبرة ، مدني ، سنار ، وأقام الجسور والخزانات ، وأقام ميناء بورتسودان لازدهار نشاط للتصدير والاستيراد ،واستجلاب المستثمرين ، وعبّد الطرقات البرية من جوبا إلى ما جاورها من دول الجوار .
وقد دفعت مصر كلفة البنية التحتية أيام الاستعمار ، وذلك لأنها كانت تريد تأمين مياه النيل ، وكانت أشباه قرى السودان ليس لها إلا المقايضة ، ولم تكن هنالك بلداً تصلح لسكنى المصريين أو الإنجليز ، لذا تعين أن يقيموا البنيات الأساسية التحتية في المناطق حسب دراسة الجدوى والمصالح الإقتصادية .
وهو ما فشل في أدائه الوطنيون ، حين أقاموا المشاريع بلا دراسة جدوى . ولدي دراسة تحتاج الصبر لتكشف أن تطوير المدن في الشمال كان بيد ومال المستعمرين ، وأنه قام بتهيئة البلاد لزراعة وتصدير القطن ، والماشية ، والصمغ ، وفتح أبواب الإستيراد .
ولم يكون الشعار الذي يستسهله كثيرون منا وهوالحديث عن أن الشمال حاز كل الخيرات ، فإن ذلك لم يتم من فراغ ، بل بدراسات اقتصادية لجدوى المشاريع ، وصرف المستعمر المال واستدانت مصر لدفع فاتورة البنية التحتية ، منذ أول القرن الماضي وبطول التنمية خلال سنوات الاستعمار ، وقبضت على البلاد بيد من حديد ، وقاومت كل الحركات الوطنية بالقمع وإعدام أبطال المقاومة وهؤلاء توزعوا في جميع أنحاء السودان دون استثناء . وتحتاج دراسة التاريخ الكثير من الصبر حتى يعرف الجميع : من الذي أقام البنية التحتية لمدن الشمال ، قبل إصدار الأحكام الجزافية وكيل السباب على جملة أهل الشمال . لن تتم تنمية عصرية حقيقية إلا بدراسات الجدوى ، وتوفير البنيات التحتية للمشاريع ، وتلك للأسف الشديد لا يدركها الكثير من السودانيين ولا يعرفون كيف تدار المشروعات ، لذا ظللنا نستهلك البنية التحتية التي ورثناها من المستعمر دون تطوير ، ونفذت مشروعات لم تتم دراس جدوى لها والنماذج كثيرة . لن يقوم طريق ولن تُنشأ بنية تحتية إلا بوجود بوادر منفعة إقتصادية ذات جدوى ، وليست البنيات التحتية " عمل خير " يوزع بلا دراسة للإنفاق ، ومعرفة العائد الحقيقي ، الذي يجنيه الذي يقوم بتنفيذ تلك البنية التحتية .
وهذا هو المدخل للتنمية التي أقامها المستعمرون ، وبين أيديهم مشروعات محددة ومدروسة ، ولم تنفذ البنية التحتية إلا بجدوى حقيقية ، وحصدوا ثمارها . شكراً لك أخي الأكرم : أبو بكر ، فأنت دائماً السباق .
.
05-11-2010, 08:37 PM
abubakr abubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044
Quote: وهو ما فشل في أدائه الوطنيون ، حين أقاموا المشاريع بلا دراسة جدوى . ولدي دراسة تحتاج الصبر لتكشف أن تطوير المدن في الشمال كان بيد ومال المستعمرين ، وأنه قام بتهيئة البلاد لزراعة وتصدير القطن ، والماشية ، والصمغ ، وفتح أبواب الإستيراد .
مشاريع الشعارات ياصديقي والتي تستقطب الهتيفة وتتعلق بها الطفيليات تنخر في جسد الاقتصاد وتنتهي كومة من ركام .. هذا هو حال بلادنا الان بعد 56 سنة من حكم ذاتي تحول الي استقلال تام بعد سنتين في العام 1956..... قضيت الاسابيع الماضية والايام السابقة واليوم اتابع التجربة البريطانية للانتخابات منذ مناظرات قادة الاحزاب الي الاقتراع الي اعلان النتائج الي ما حدث خلال الخمس ايام الفائته من صراع حر بين الثلاث احزاب والان اتابع من كان رئيس وزرا قبل دقائق وهو يودع حزبه وجماعته برشاقة المحارب الواثق من انه ادي واجبه وحين وجد ان هنالك من اختاره الشعب لينجز اكثر انسحب ....لا اعشق الا بلدي واهل بلدي ولكن ان ضيعنا عمرا ونحن ندعي باننا في سبيل عدل جماعي نركض وراء ديمقراطية تعلمناها من هؤلاء البريطانيين فاين ما تعلمنا ؟؟ فالفارق بين الذي جري الشهر الماضي في بلدنا باسم الديمقراطية ليس فيه اية ملامح ولا حتي شكلية من الذي جري الايام الفائتة ويجري الان في بريطانيا.....فكما لم يتعلم مسئولينا جدوي دراسة الجدوي لم يتعلمو جدوي ان يتعلمو جدوي ان يكون هنالك عدل اجتماعي ومقدرة علي "حب الوطن" تتجاوز الشفاهة الي عمل نافع ينفع الحاضر والمستقبل .....
من يقرء كيف انجز الجنرال غوردون خلال فترة اعارته للسودان الاولي من خلال دراسات جدوي مختصرةوبتكاليف قليلة واساليب عملية موانئ نهرية في جنوب السودان وبايدي اهل الجنوب اي السودانيين يتاكد ان الخلل ليس الا في عشوائيتنا وتعلقنا بالشعارات لا بدراسات الجدوي ... مثال واحد فقط ....اسقط السودانيون الاستعمار ولكنهم اسقطو معه التجربة العملية والتي جعلت المستعمر يحكم قبضته علي اكبر بلاد القارة الافريقية وباقل التكاليف والمصادر .....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
abubakr
منتصرمحمد زكى
الطيب رحمه قريمان
المسافر
أحمد ابن عوف
عبدالله الشقليني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست