مرافق يفضح عبد الرحيم محمد حسين في رحلة للشمال بعد ما اكلوا البسبوسة في الاراضي النوبية المحتلة

Quote: عبد المجيد محمد عبد المجيد من حسن الحظ أنني كنت ضمن الوفد المرافق لسعادة الفريق أول مهندس ركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع الوطني وسعادة د. عبد الحليم المتعافي وزير الزراعة الاتحادي وعدد كبير من الخبراء والزراعيين والمسؤولين في وزارتي الزراعة الاتحادية والولائية وأركان حرب سعادة الفريق أول كما كان مديرو شركات «دان فوديو» و«زادنا» و«ادا» في الوفد الكبير. بدأت الرحلة صباح الجمعة من مطار الخرطوم إلى مطار دنقلا حيث كانت هناك مروحيتان في انتظار الوفد وللحقيقة تملكني نوع من الخوف فور أن أقلعت المروحية المخيفة وسرعان ما زال الخوف لأنني قرأت في وجوه الصحبة الكريمة الارتياح، فالأمر أكثر من عادي. حلقت المروحية لمدة ساعتين ونصف وحطت بنا في واحة خضراء غرب السكوت وتحديداً على بعد 50 كيلو من حميد حيث المشروع الأنيق في قلب الصحراء، مشروع ري محوري يزرع حوالي 1500 فدان، مساحات شاسعة من القمح والمزروعات الأخرى تسر الناظرين والغريب في الأمر أن الإخوة من أبناء شمال الوادي يعيشون وكأنهم في قلب القاهرة، وأكلنا بسبوسة طازجة وسلطة فواكه طازجة في قلب الصحراء (إنها جنة ضلت طريقها إلى الأرض). ومن هناك إلى عكاشة حيث تدشين مشروع كوبرى عكاشة الذي سيتم تنفيذه كجزء من مشروع طريق أرقين دنقلا لخدمة المشاريع الزراعية الضخمة التي في طريقها إلى النور خلال هذا العام فكان الاستقبال الكبير والفرحة غير المحدودة في وجوه كل من كان في الموقع أإنه استقبال رائع يدل عن عظمة الإنسان النوبي ومدى تقديره لمن يقدم له خدمات جليلة علماً بأن هذا الجسر ليس بديلاً لكوبري جمي. ومن ثم أقلعت الطائرة إلى كوكا في غرب المحس حيث مشروع كوكا الزراعي وكان الاستقبال الجماهيري الكبير الذي نظمه أهلنا في غرب المحس وأهم ما في الأمر أن سعادة الفريق أول وسعادة د. المتعافي قاموا بحل كل المشاكل التي تعيق سير هذا المشروع الكبير في الموقع وبطريقة قاطعة. صدرت القرارات فوق جدول المشروع الزراعي وقدم وزير الزراعة الاتحادي مشتلاً لإنتاج شتول العنب بكميات كبيرة هدية لمحلية دلقو كما أصدر قراراً بتوسيع الرقعة الزراعية إلى 50 ألف فدان وبعد أن تمايلنا طرباً مع النشيد الوطني «أنا سوداني أنا» من الطفل المعجزة في كوكا توجهنا إلى شرق البرقيق المنطقة الغنية بمشاريع زراعية كبيرة وناجحة مثل مشروع البرقيق ومشروع كبرنارتي وأبو فاطمة ومشروع الدفوفة وهناك مشاريع جديدة ضخمة في أبو فاطمة وكبرنارتي وسقدان وسلنارتي ووادي الخوي. والأمر العجيب أن أحد أبناء مدينة أرقو العريقة أقام مشروعاً زراعياً ضخماً سمَّاه مشروع أبو المنذر الزراعي زرع حوالي 1000 فدان قمحاً (صدقوني القمح طول راجل)، وجوالات البطاطس مرصوصة على مد البصر، إنه استثمار شجاع وكبير ويحمد لصاحب هذا المشروع العظيم الذي فكر في تركيب حوالي 8 محاور لزراعة مساحة شاسعة من القمح والبطاطس. عندما سأله وزير الزراعة كم ينتج الفدان من البطاطس قال حوالي 250 جوالاً وهذا يعني أن الفدان ينتج حوالي 15 طناً (إنها نعمة) مبروك أبو المنذر. ومنها طارت بنا المروحيات إلى استراحة الملتقى حيث عدد كبير من مزارعي مشروع الحماداب الجديدة في الانتظار بمعية المعتمد المكلف ومرشح المؤتمر الوطني للمجلس الوطني د. عبد اللطيف سيد أحمد وللحقيقة والتاريخ كان لهذا المشروع مشكلة حقيقية ولكن قوة إرادة الفريق أول عبد الرحيم وقراراته القوية وسرعة التصرف بمسؤولية من د. المتعافي حلت مشاكل المشروع العاجلة والآجلة (عندما يكون المسؤول صاحب قرار نافذ يرتاح المواطنون ويشكرون ويرفعون أيديهم بالدعاء) في نصف ساعة حلت كل مشاكل المشروع المستعصية والحمد لله. ومن ثم كان السفر إلى مشروع أمري الجديدة. هذا المشروع بلا مشاكل تذكر ومن أنجح المشاريع الزراعية والأهم من هذا وذاك أن الصينيين يستثمرون حوالي 1500 فدان بالري المحوري ومن عجائب الدنيا أن طول الفجل 80 سم وطول عيش الريف 30سم والأكثر عجباً أن هذه المنتجات غير معالجة جينياً أو كيميائياً. بل ذكر الصيني المسؤول أنهم سيصدرون إنتاجهم إلى الصين وسيباع كيلو الصنف المنتج من الولاية الشمالية بعشرة أضعاف سعر المنتج في أي مكان في العالم. وأكثر ما أدهشنا وجعلنا نؤمن بأننا في الولاية الشمالية نعيش فوق كنز من الخيرات هو تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية (آن الأوان لأن ننتبه لاستثمارها). توجهنا من مدينة دنقلا غرباً وبعد حوالي عشرة كيلو مترات شاهدنا غابات النخيل والدوم في واحات متناثرة في قلب الصحراء الكبرى، كميات هائلة من النخيل والدوم، ومن المؤكد أنها غير مزروعة من البشر فهي نبتت هنا بدون تدخل اليد البشرية، والمفاجأة الكبرى عندما حطت المروحيات في مكان لا يصدقه إلا من رأى، مساحة شاسعة مغطاة بحشائش خضراء داكنة الخضرة ومساحة شاسعة لا تستطيع أن تمشي عليها لأنها طين (طين في قلب الصحراء الكبرى). ووسط هذه الحشائش «ماسورتان» عملاقتان (12 بوصة) تنفذ منهما (ماسورة 4 بوصة) تصب منها المياه بقوة عجيبة، هكذا طبيعاً، وذكر لي سعادة الفريق أول عبد الرحيم أن هذه المياه تتدفق بهذه الصورة منذ أربع سنوات (سبحان الله) وطلب سعادة الفريق أول من كل المرافقين من غير الناطقين بها التبرك والشراب من هذه المياه العذبة بطريقته المرحة المعروفة والطريف أن بلدياتنا (على رأي زكريا حامد) كان يرافق سعادة المشير البشير رئيس الجمهورية وسعادة وزير الدفاع في رحلة أخرى، قال لسعادة الرئيس :(يا سعادة الرئيس نحنا طلع لينا زمزم لكن الزمزم حقنا «هلو»). صدقوني أيها الإخوة الأعزاء أن هذه الرحلة هي بداية الانطلاقة لوضع الولاية الشمالية سلة غذاء للسودان. وأنا عن أهل الولاية الشمالية أقول لسعادة الفريق أول مهندس ركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع الوطني صاحب هذه المبادرة الكريمة التي تصب في مصلحة مواطني الولاية الشمالية وأهل السودان جميعاً إنك تفجر ثورة زراعية حقيقية في هذا السودان ويكفي أن د. المتعافي قرر زراعة 500 ألف نخلة في تلك الواحة العجيبة كأكبر مشروع لإنتاج أجود التمور في الشرق الأوسط وأفريقيا. وأخيراً أدعو الله أن يحفظ كل ما كان في تلك الرحلة التاريخية التي لن ينساها أحد.. أطرف وأجمل رحلة في حياتي. والشكر كله وأجزله لسعادة الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين صاحب المبادرات التي لا تخطر على بال بشر