|
طفلة سودانية صغيرة ألهمت عبدالرحمن الكواكبي كتابه «الرق فى الإسلام»
|
عن حريدة الشرق الاوسط العدد : الاربعـاء 30 محـرم 1427 هـ 1 مارس 2006 العدد
Quote: حفيدة الكواكبي تبحث عن جذور مربية جدها في مدينة سنار السودانية طفلة سودانية صغيرة ألهمته كتابه «الرق فى الإسلام» الخرطوم: شذى مصطفى الفتاة السودانية الصغيرة التي جاء بها عبد الرحمن الكواكبي إلى بيته في حلب وأعتقها، ووعدها أن يعيدها الى أهلها في السودان، ثم خطفه الموت قبل أن يفي بوعده. هذه الفتاة كان لها اثر كبير في حياته هو، حيث ألهمته كتابه الشهير «الرق في الإسلام»، وفي حياة عائلته لأنها ربت الأولاد والأحفاد. أحد هؤلاء الأحفاد، سيصدر قريبا كتاباً عنها، في ما حفيدة أخرى، من الجيل الثالث، هي ألما العنتبلي زارت السودان مؤخراً، وعقدت ندوة هناك، طالبت خلالها، بمساعدتها للوصول إلى من تبقى من أهل هذه الفتاة. «الشرق الأوسط» حاورت ألما العنتبلي، واستمعت منها لهذه القصة الإنسانية المؤثرة. كما دفعت حكايا الجدات الكاتب الأمبركي ألكس هالى للبحث عن جذور أجداده الأوائل بأفريقيا في عقد الستينات من القرن الماضي، كذلك كانت حكايا الجد ومدوناته حافزا للشابة «ألما» حفيدة المفكر عبد الرحمن الكواكبي للبحث عن أسرة مربية جدها السودانية الأصل والتى تم خطفها واسترقاقها وهي في السادسة من عمرها إبان العهد التركي من مدينة سنار، ليتم ترحيلها الى جدة ثم بيعت الى تاجر في حلب حيث ماتت ودفنت، فهي لم تنجب ذرية لتبحث لها عن جذورها بل تركت وراءها حكايات وآهات وحنين لبلدها وأهلها، وذكرى طيبة لمن عاشرها... التقينا الشابة السورية ألما العنتبلي، حفيدة المفكر السوري عبد الرحمن الكواكبي فى الخرطوم، تحمل معها صورا وحكايات وأماني، ولها رغبة قوية في زيارة مدينة سنار، ورداً على سؤال «الشرق الأوسط» لها، عن دوافع الزيارة؟ أجابت قائلة: سمعت حكاية من جدي لأمي سعد زغلول الكواكبي عن طفلةٍ سودانية اسمها «حجاب النور» خُطفتْ من سنار إلى جدة فى القرن التاسع عشر، وبيعت في موسم الحج لتاجر من حلب، ثم أعتقها الكواكبي وضمها الى أسرته. وكانت هذه الطفلة هى الملهم لكتابه المعروف «الرق في الإسلام»، حيث قام بسببها بالتحقيق في أحوال الرق فزار الصومال وجيبوتي، وكشف عن أعمال القرصنة والإتجار بالزنج الذين يخطفون من أفريقيا، حيث يهيئ التجار الإنكليز وسائل النقل إلى جدة ويودعونهم لدى مقاولين عرب لبيعهم في موسم الحج. ومن المهم أن نذكر هنا أن جدي عبد الرحمن الكواكبي كان يوقع كتاباته باسم «الرحالة ك».. وهو ما توثقه الطبعاتُ الأولى لكل من كتابيه «طبائع الاستبداد» و«أم القرى». صفة «الرحالة» أرادها الكواكبي لنفسه ولازمت اسمَه خلال حياته، ثم أخلت مكانها لصفةٍ أعمَ وأشملَ هي صفةُ المفكر المصلح والثائر. وتواصل ألما حديثها: أما قصة جدي الكواكبي مع هذه الطفلة، فقد طَرق بابه يوماً رجلٌ من حي باب النيرب بحلب فخرج إليه، فأخبره بأن جاراً يعذِّب خادمتَه الزنجية أشدّ العذاب، ورجاه أن يردعه عن غيّه، فبعث بزوجته إلى زوجة الرجل لتنصحها وزوجها في أمر الجارية. ولكن الرجل عاد إلى غيّه، فأعاد القوم الشكوى إلى «السيد» فذهب بنفسه إليه وأنبه فاحتجَّ هذا بأنه تكلف لشرائها مائة ليرة عثمانية ذهباً وهي لا تنفع في الخدمة. فسأله أن يتخلى عنها على أن يسدد له ما تكلف في شأنها، فرضي الرجل، فأوفد الكواكبي يستدعي ابنه البكر كاظم الذي جاءه بمائة ليرة نقدها الرجل وأخرج الطفلة من بيته قائلاً لها: اذهبي فأنت حرة، فأعلمته أنها لا تعرف أحداً في المدينة، وأنها خطفت من قريتها «سنار» وبيعت لهذا الحاج في مدينة «جدة» فجاء بها
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|