|
|
 لأننا جوعى ولأنكم مترفون!
|
لأننا جوعى ولأنكم مترفون
فتحي البحيري
× يصبح الصباح كل يوم في بلادنا والحيكومة تتثاءب فوق ركام سياساتها التي وضعت الموارد والفرص في أيدي فئة قليلة بائسة الإحساس والضمير والنجابة وحرورية القلب (كما اتضح من آخر نتائجنا الكروية والتزويرية وهلم جرا) وأفقرت مع سبق الإصرار والترصد سائر المواطنين . يصبح الصباح كل يوم وهذا الـ (سائر)من المواطنين يكابد (سدى في أغلب الأحوال) تأمين وجبات يومه لنفسه ولصغاره ، عفوا سيداتي آنساتي سادتي ، أعني تأمين وجبة واحدة يوميا أو يوم بعد يوم إن أمكن
× يصبح نفس هذا الصباح على القادة والساسة المتمتعين بمحبة نفس هذه الجماهير ورضا نفس هذه الحيكومة عنهم وهم ، بعدما أمنوا قوت عيالهم وعلف خيولهم لي جنا جنا هؤلاء وأولئك ، مشغولون بالحديث (فقط الحديث) عن نزاهتهم هم وعدم نزاهة الانتخابات وبعقد المؤتمرات في كل القارات والموضوعات عدا (جوع أتباعهم وأحبابهم) وسبل الوصول إلى (محاصرته) وفضحه والحيلولة بينه وبين أن يفتك بما بقي من تماسك هذا الوطن واستقراره .. إن كان قد بقي به تماسك واستقرار
× المؤتمر الوطني زور الانتخابات ، حسنا ، وماذا بعد أيها السادة ، ستعودون لتحدثوننا عن أننا شرفاء طيبون وعن أنكم كذلك ،حسنا ، وماذا بعد أيها السادة ، ستعودون أنتم إلى ظلالكم الوريفة ومحبتنا الصادقة الوريفة أيضا و"رضا" هؤلاء الأنذال الخبثاء عنكم ونعود نحن إلى هجيرنا الكبير ، وإلى كراهيتكم لنا ، وسخط هؤلاء "علينا" ما شاء الله ، لا تنسوا أن تنادوننا بقوة في المرة القادمة ، بعد فراغكم مما بينكم وبينهم من موائد وشراب ، وعندما تقررون أن نخرج في المظاهرات الهادرة لزوم "تنشيط" أمجادكم التيلدة في مقاومة أعتى الديكتاتوريات وأشرسها ، هذه المقاومة المستدامة استدامة أعمارنا وأعماركم وتفريطنا وتفريطكم ، لا تنسوا أنا تنادوننا بقوة فلربما أصمانا الجوع والعطش والعري والتشرد والانخذال المقيم ، ولربما قتلنا الفقر وانتم لا تشعرون ، اطلقوا حناجركم التي طالما استمتعنا ببيانها الجميل الناصع الساطع المفحم المفلق في تلك الأيام الخوالي عندما لم نكن جائعين جدا ولا فقراء جدا ولا ظمآنين جدا ، اطلقوا هذه الحناجر السيدة الشريفة على آخرها في مناداتنا فلربما أيقظتنا صرخاتكم ونداءاتكم الحبيبة من موت أو نبهتنا من إغماءة طويلة . ولربما تمكنت أجسادنا من الخروج في مواكبكم ولربما تذكرت حلوقنا الظامئة للشراب العذب وللهتاف العذب أيضا طعم الأخير بعدما لم يعد بينها وبين الطعام والشراب أحلام ولا أسباب
× تمكن المؤتمر الوطني فعليا من التزوير والاستمرار في حكمنا وحكمكم وتعلمون ويعلمون ونعلم السبب : ليس لأنهم أذكياء فقد بان غباؤهم وليس لأنهم شجعان فقد استبان جبنهم وليس لأنهم مؤيدون من الله والملائكة والناس أجمعين فقد اتضحت عزلتهم من كل ذلك تمكنوا يا سادة يا كرام لا لشيء إلا لأننا جوعى ولأنكم مترفون !
× وها نحن في ضحى صباح مثل كل صباح نقول لكم بملء أفواهنا أننا نحبكم ولا نزال نحبكم وسنظل نحبكم وسنلد [ما استطعنا] أبناءً يحبون أبناءكم وسيلد أبناءنا أبناء يحبون أبناء أبنائكم فنحن لم نخلق نحن وأبناؤنا وأبناء أبنائنا إلا لحبكم وحب أبنائكم وأبناء أبنائكم ولكن أفيضوا علينا من الماء ومما رزقكم الله في هذه الفانية ومن القليل الذي تمكنتم من استخلاصه من هؤلاء الأوغاد ليس لأننا جزء منكم وليس لأننا نستحق من ذلك القليل قليلا بنضالاتنا وتضحياتنا وصبرنا فمعاذ الله أن نتطاول لنساوي بين نضالات وتضحيات وصبر السادة ونضالات وتضحيات وصبر الأتباع ، ومعاذ الله أن نسوي بينكم وبين من يرضون عنكم ويسخطون علينا وبينكم وبين من يملؤون من أموالنا كروشهم وجيوبهم وكروشكم وجيوبكم ويحرموننا فنقول (لا كنا إن تجرأنا) أنكم ممن يأكلون أموال الجماهير بالباطل ولكن ، سادتنا الكرام وقادتنا العظام ، قسموا بيننا قليلا مما رزقكم الله ، لا لشيء ، إلا لأننا جوعى ولأنكم مترفون !
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لأننا جوعى ولأنكم مترفون! (Re: فتحي البحيري)
|
لم ينجح أحد في هذه الانتخابات ... ولكن
فتحي البحيري
• هل نتذكر الآن ما كنا نقول قبيل انتخابات 11-15 أبريل المزوَّرة ؟ مجرد قيام هذا الانتخابات والتصاق صفة مزورة بها بشكل أكثر من يقيني هو خسارة للمؤتمر الوطني ولقوى الإجماع الوطني على حد سواء. فإذا زدنا على ذلك أن المراقبين الدوليين قد اجمعوا على أنها (دون المعايير ) مع اجتماع كافة الأحزاب التي شاركت والتي لم تشارك على أن عمليات تزوير واسعة قد شابتها تكون محصلة المؤتمر الوطني منها صفرا كبيرا إن لم نقل أنها محصلة سالبة بقدر كبير . أما إذا أضفنا لذلك قول كارتر أن المجتمع الدولي سيعترف بها رغم ذلك فسوف نرى بكل أسف أن أحزاب المعارضة الرئيسية لا تقل فشلا وخيبة عن المؤتمر الوطني . ذلك لأن مثل هذا الاعتراف سيمحو (كل ما كنا نقول) ونحن نعلن مقاطعتنا للانتخابات أو نشارك فيها على أمل منع التزوير أو كشفه على أقل تقدير .
• فشل المؤتمر الوطني في أن لا يلجأ لمستويات التزوير المتعددة في هذه الانتخابات . فشل في التصرف بروح أخلاقية معقولة في آخر الاختبارات وآخر الفرص . فشل حتى في إخفاء ملامح وقسمات هذا التزوير الفاضح لكي يتمكن من أن يغالط الآن وغدا بقوة أنه جاء بعد 20 سنة من الحكم القهري على صهوة (محبة) الشعب الحقيقية له. فشل في جلب الناس لمراكز الاقتراع بنسب "حقيقية" وفشل قبل ذلك في تسجيل الناخبين بضمير وفشل قبله في إقامة تعداد نزيه للسكان وتوزيع بريء للدوائر الجغرافية وفشل فشلا ذريعا في عدم الحرص على تلويث (بياض) مفوضية الانتخابات في قمتها وقاعدتها بمنسوبيه السريين والعلنيين الأكفاء والذين هم دون ذلك . فشل فشلا ذريعا في أن يجعلنا نحس بورعه العالي في التفريق بين برسيم الدولة وسوائم الحزب . فشل في خوض المعركة بشجاعة نزيهة أو نزاهة شجاعة لا ترتعد خوفا من وجود خصوم ومنافسين حقيقيين بامكانات وقدرات حقيقية . فشل المؤتمر الوطني أيما فشل في تزويج شعاراته المرفوعة بممارساته المعروفة في هذه الانتخابات فكانت مفارقة مكارم أخلاق الدين الحنيف في اللجوء إلى الغلول (بمعنى التهام الأموال العامة في الكروش الخاصة ) والغش والرشوة والتزوير مجتمعة . فارق شعاره الانتخابي (القوي الأمين ) بشقيه فلم يكن قويا في المحافظة على الأموال العامة من أن تنفق فيما لا طائل وراءه ولم يكن قويا بما يكفيه مؤونة اللجوء للتزوير ولم يكن قويا حتى في (تدابير) التزوير الذي جاء فطيرا مفضوحا بما لا يقاس . واسعا وشاملا للدرجة التي لا يستطيع عدو ولا صليح أن ينكر وقوعه . أما عن مفارقته للأمانة فحدِّث وحدِّث ملء شدقيك وفكيك وكفيك وقدميك ولا حرج .
• وبالضفة الأخرى فشلنا نحن الذين (قرفنا) من تحكم هؤلاء البائسين البائس في مقدراتنا في أن لا نجعلهم يزوروها وفشلنا – أيضا – في أن نجعل المجتمع الدولي يرفض نتائجها المطبوخة المضحكة . فشلنا في إظهار حقيقة أن "مقاطعتنا " للانتخابات قد نجحت بما لا يقاس. وأن النسبة المعلنة للتصويت ليست حقيقية وأن عدد المصوتين الحقيقي كان أقل مما أعلنته المفوضية بكثير . ولا عزاء لنا مطلقا بالقول أننا كنا بلا إمكانيات . فلا معنى لأن نقول أننا سوف نفعل كذا وكذا ما لم نكن نعرف ونملك تكلفة تحقيق ذلك.
• الأحزاب التي قاطعت في اللحظات الأخيرة كانت مطالبة بحراسة هذا القرار من ناحية العمل على إقناع أكبر عدد ممكن من أتباعها والمتعاطفين الافتراضيين معها بضرورة الامتناع عن التصويت ومن ناحية الأصرار على التواجد الكثيف والمنظم داخل مراكز الاقتراع لفضح التزوير ومنعه ما أمكن ولكنها لم تفعل ذلك على ما يبدو . الأحزاب التي شاركت كان يتعين عليها بشكل مماثل إقناع أكبر عدد ممكن من أتباعها والمتعاطفين الافتراضيين معها بضرورة الحرص على التصويت ومن ناحية الأصرار على التواجد الكثيف والمنظم داخل مراكز الاقتراع لفضح التزوير ومنعه ما أمكن . والقوى الوطنية الحية برمتها لم تكن على مستوى الحدث ,, اللهم إلا القليل وفي مقدمتهم شباب قرفنا الذين لم تلن لهم عزيمة ولن تلين لهم عزيمة فيما يبدو في مقبل الأيام
• لكن الهزيمة المفرطة في الضفتين لا تعني بأية حال من الأحوال "الراحة والفراغ من العمل " فالمعركة لم تتوقف ولم تنته. على العكس تماما يبدو أنها ستبدأ للتو ، فالحزب الذي زعم أنه قد اكتسح غالبية أصوات الجماهير مطالب بالتطابق مع مصالح هذه الأغلبية الصابرة المجهدة بأكثر من تطابقه مع مصالح "بعض" قادته الضيقة فهل يستطيع ؟ والمعارضة التي " تزعم" أن البشير ليس رئيسا منتخبا بشكل حقيقي ونزيه مطالبة بأن تستفيد من أقصى ما يتيحه لها الدستور من حرية التعبير في إنطاق الشارع بذلك .. فهل تستطيع؟
| |
|
|
|
|
|
|
| |
فتحي البحيري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست