المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 08:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-22-2010, 07:59 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله

    دعونى فى البدء أشرككم معى فى قراءة النص المدهش الذى كتبه عبدالغنى كرم الله وهو تعليقه على معرض بيت ابى بالدوحة لنعرف كيف يبدع الكاتب القاص وكيف يحول العادى الى نص يتدفق شعرية وعذوبة وكيف ينسج من الكلمات لوحة متناسقة الالوان تريح العين والعقل والقلب والوجدان .
    نشر هذا النص فى جريدة الوطن القطرية بتاريخ 15/3/2010
    قام المجلس البريطانى بترجمة هذا النص ( سوف اورد ايضا الترجمة لاحقا )



    معرض بيت أبي.. لماذا قتلت المدينة شاعريها العجوزين ؟



    عبدالغني كرم الله

    عتبة الباب: (بيت أبي)!! قلتها لنفسي، في صيغة تعجب، ما أحلى هذا العنوان، الذي اختاره المجلس الثقافي البريطاني عنواناً لمعرضه الشامل والكبير، «بيت أبي: معمار التراث المعاري»، كم أحب بيتنا، القديم، يسكنني، قبل أن أسكنه، وكنت أتعجب، كيف كتبت قصيدة عني قبل أن أولد بقرون (كم من بيت يألفه الفتى، وحنينه أبدا لأول منزل)، وإلا لم صار ذلك البيت البسيط، كظلي، أرسمه على حواشي كتبي، كراساتي، وأشم رائحة جدرانه، وأحس بدفء قلبه، أنى كنت، وأنا أدلف إليه ، أحس بمنح عظيم، أمومة، وأبوة، وأخوة، تلفح وجهي، وترقى بي، من كائن في مجتمع، إلى كائن فردي، عند عتبة الباب.

    وأنا أتجوّل في أروقة المعرض الضخم، أحسست بأن الأسرة البشرية، تسكن بيتاً واحداً، فالأب آدم، والأم حواء، بيت بيضاوي، من الطين، هي أمنا الأرض!!..

    سأحكي لكم، بأسى وحزن نبيل، بل وأمل، حكاية موت الشاعرين العجوزين، في قلب المدينة المعاصرة، وبين شواهد أهلها، امتدت يد المدن، كلها، في الغرب والشرق، وخنقت القصائد البكر، وكف قلب الشاعرين العجوزين، الحكمين، عن الخفقان، قصائد حية، ترتل في صدر اليوم، وعند رحيله، استقبالا له، وتوديعه!

    (1)

    لم يخطر ببالي، أن العين الزجاجية العوراء، التي تشبه العين الوحيدة، في جباه الحيوانات الخرافية، التي كانت تخيف طفولتنا، وهي تهجم علينا في ليل القرية، من أحاجي الحبوبات، في ليالي السمر، على ضفاف النيل الأزرق، أن هذه العين الزجاجية، قادرة على تصوير الروائح، ولغط الأطفال، وأنين الفقراء، وطيبة بيوت الطين،..

    العين العوراء، التي تبرز في جبهة كاميرات (بشرى المتوكل، وود عبدالجواد، وحافظ على، ولمياء قرقاش، وتيم هيدزينجتون، وتيم لفليس، وهيزل ثومبوسون، وكاميل زكريا)، أحسستني، بالخوف، وبالفرح، مثل عصى موسى، والأكسير، يبرق ضوء الفلاش، فيجلب لك في لمح العين عالم، بل عوالم، في صورة ذات بعدين (طول وعرض)، وذات ألف بعد، وبعد، مجازا، فبعصى موسى تضرب العين السحرية سير الزمن وتوقفه، عجبى؟ فمن يبتسم في الصورة، يظل مبتسما فيها طوال حياته، «ما أسعده»!

    يظل وجهه مبتسماً، في صورته، حتى لو مات، كأنه يرى نفسه هناك، ينعم بالفردوس الأبدي، فجدّي لا يزال يضحك، في صورته المعلقة في الصالون، والتي يعلوها الغبار، وهو لا يزال طفلاً صغيراً، في الصورة، وقد توفي قبل عشر سنوات، عن عمر يناهز التسعين!، وكان جدي حافي القدمين في الصورة، (ينهي عن فعل، ويأتي بمثله)، هل كان والده يوبخه؟ (ليته) كما كان يوبخني حين أكون حافياً!..

    يسرح طرفي، في السنين الغابرة، هل كان البدوي، صارم التقاسيم، من زهد الصحراء، وشظف العيش الجاهلي، وهو قادم للتو من قصيد أثار لغطاً عظيماً، علق على كعبة إبراهيم، بسوق عكاظ، والذي كان يراقب بعينيه الصغيرة، القوية، حدأة «صقر»، في أعالي السماء، من تحت خيمة الوبر، متكئاً على جنبه فوق رمال ناعمة، تتموج كبحر ذهبي، غاص فيه كوعه، يراقب بحميمية كبرياء الحدأة، وهي تفرد بسكينة جناحيها الطويلة، سوى هزة واهنة لأطرافه، وذيلها، ماهرة! تحلق في جيرة السحب والسماء والملائكة، أكان يحلم بأنه سوف يسكن هناك، معها، وينام، أو يجلس في بلكونة، قربها، يراقب موج البحر، والسفن المقبلة من بعيد، ويرى تحته أرتال السيارات، كأنها اسراب نمل، ويصعد لتلك التخوم، ليس بملاك الموت، أو براق نبوي، ولكن بالاسانصير، والدرج، في ثورة الهندسة المعاصرة، وناطحات السحب الاسمنتية؟

    فالعين العوراء لكاميرا بشرى المتوكل، أحسستني بالخوف، حتى من ضميري، كأن الصورة واعظ صامت، يعظ العين «أيها المشتكي، وما بك داء، فكيف تغدو إذا غدوت عليلاً»، إذا غدوت أحد سكان هذه الغرف التي أشاهدها أمامي، على حائط المعرض، والتي شيدت حوائطها، كلها من بقايا الزبالة، أعتى مراسم السورياليين، في عصرها الفتي، حتى برتون، لن يتصور، مهما جنح خياله الذكي، أن أسرة «في اليمن السعيد»، تسكن تحت جدار مشيد من علب النيدو، والسيريلاك، وإطارات اوكلاهما، وعلب الأناناس الفارغة، الصورة أمامي، تصلح لوحة سوريالية بحق، وليس واقعاً معاشاً، تصد ضراوة الرياح والشمس والمطر، وفضول الناس.
    يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله wadalzain04-22-10, 07:59 AM
  Re: المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله wadalzain04-22-10, 08:00 AM
    Re: المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله wadalzain04-22-10, 08:03 AM
      Re: المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله wadalzain04-22-10, 08:04 AM
        Re: المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله wadalzain04-22-10, 08:06 AM
          Re: المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله wadalzain04-22-10, 08:07 AM
            Re: المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله wadalzain04-22-10, 08:11 AM
              Re: المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله wadalzain04-22-10, 08:12 AM
                Re: المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله wadalzain04-22-10, 08:13 AM
                  Re: المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله wadalzain04-22-10, 08:14 AM
                    Re: المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله wadalzain04-22-10, 08:15 AM
                      Re: المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله عبدالغني كرم الله04-23-10, 09:09 PM
                        Re: المجلس الثقافى البريطانى يترجم نص زميلنا القاص عبدالغنى كرم الله محمد حيدر المشرف04-23-10, 10:02 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de