|
تاريخ المحاكمات الجنائيّة الدوليّة
|
تاريخ المحاكمات الجنائيّة الدوليّة إبتداءً من معاهدة فرساى1919 وإنتهاءً بالمحكمة الجنائيّة الدوليّة 1998 – 1- 10
حمّاد وادى سند الكرتى المحامى والباحث القانُونى [email protected]
لقد أدْرك المجتمع الدولى منذ فترة ليستْ بالقصيرة , أنّه فى حاجة ماسّة لقضاءْ جنائى دولى , وذلك فى ظلْ تمتعْ المجرمين بثقافة الإفلات من العقاب , بالرغم من إرتكابهم لأعمال وفظائعْ وحشيّة دون آية مسألة أو عقاب من محكمة جنائيّة دوليّة متخصصة فى ظل فشل وسقوط الأنظمة القضائيّة الوطنيّة . وبالرغم من محاولات المجتمع الدولى , والمتمثل فى منظمة الأمُم المُتحدة , لإنشاء آليّة لمحاسبة المتهمين , وذلك فى لحظة وقوع الجرم آو الأعمال الوحشيّة , إلاّ أنّ تلك اللجان والمحاكمات ذات الطابع المؤقت كانت تتأثر بلا شك بالتغيرات والمصالح السياسيّة للدول , على حساب العدالة , هذا هو السبب الأساسى فى فشل المحاكم الجنائيّة الدوليّة المؤقتة فى إحراز أى تقدم يذكر على صعيد العدالة الجنائيّة الدوليّة , وعلى صعيد حماية حقُوق الإنسان , وحرياته الأساسيّة القائمة على آساس المساواة بين جميع البشر دون اى تمييز قائم على آساس اللون – العرق – الديانة – الأصل القومى – الرأى السياسى آو غير السياسى آو غير ذلك من المعايير التمييزيّة الأُخرى . فإذا ما تتبعنا تاريخ المحاكمات الجنائيّة الدوليّة , نجد أنّه فى الفترة مابين عامى 1919م ,1994م , تمّ إنشاء خمس لجان تحقيقْ دوليّة , وعدد أربع محاكم جنائيّة دوليّة ذو طابع مؤقت , فضلاًً عن المحاكمات الدوليّة ذات الطابع الدولى , حيث كان التفويض لتلك المحاكمات من المجتمع الدولى ( الفترة التى تلت الحرب العالميّة الأولى – والحرب العالميّة الثانيّة ) . ومن جانبنا, فإننا نعتقد أنّ مُعظم لجان التحقيق والمحاكمات الدوليّة المؤقتة , تأثرت كثيراً برياح المصالح السياسيّة الهوجاءْ, على حساب القيم والعدالة , هذا بالنسبة للنزاعات ذات الطابع الدولى . أمّا النزاعات الأهليّة الداخليّة , فكثير مايتم تجاهلها مهما بلغ جسامة الوضع وخطورته , وأدلتنا على ذلك لاتحصى ولاتعد , خاصّة فى القارة الإفْريقيّة ( جنوب السّودان الحرب الأهليّة التى امتدت لأكثر من قرن من الزمان حصد خلاله مايربوا على المليونى شخص , فضلاً عن الجرائم الدوليّة شديدة الخطورة التى ارتكبت من الطرفين خاصّة الحكومات السّودانية المتعاقبة على مر الزمان ) , ولكننا يمكن أن نستثنى بصفة خاصّة المحكمة الجنائيّة الدوليّة المتخصصة فى محاكمة المتهميين الروانديين , المشتبه فيهم بإرتكاب جرائم دوليّة فى غاية الخطورة فى العام 1994م , حيث إختصت المحكمة بالنظر فى جرائم الإبادة الجماعيّة – الجرائم ضد الإنسانيّة – جرائم الحرب , ومع ذلك فإن المحكمة إعترتها بعض عوامل عدم تحقيق الأهداف المرجوة , خاصّة عوامل ووسائل – الإستقلال – العدالة – النزاهة – الإبْتعاد عن التأْثيرات السياسيّة – كُل تلك العوامل أثّرت بشكل مُباشر على عمل المحكمة , فضلاً عن الصعوبات الماليّة من جانب المجتمع الدولى , خاصّةً الدول الصناعيّة الكُبرى , وهذا مانلحظه بشكل واضح فى مسألة إقليم دارفور , حيث تسعى بعض الدول الى إضعاف الرأى العالمى , من الإهْتمام بمسألة العدالة الجنائيّة الدوليّة. فى الحلقة القادمة سوف نبحث بالتفصيل لجان التحقيق الدوليّة , فضلاً عن المحاكمات الدوليّة التى أُنشأت منذ العام 1919 , وحتى العام 1994م .
حماد وادى سند الكرتى المحامى والباحث القانونى [email protected]
|
|
|
|
|
|