|
الرئيس متلهف جدأ للجلوس علي الكرسي
|
الحكومة القادمة.. قبل شهر:
*.. وفي (بربر) يكتشف مركز التصويت أن بطاقات التصويت التي طبعت في بريطانيا تحمل من الأخطاء ما يجعلها لا تصلح.. * وفي النيل الأبيض تكتشف مراكز التصويت أن البطاقات التي طبعت في جنوب افريقيا تحمل أخطاء مدمرة وتجعل رموز بعض المرشحين تقع أمام آخرين مما يجعلها لا تصلح.. * و...و.. * وشخصيات قيادية في الوطني تتبادل النظرات والابتسامات * والنظرات تعني أن كل ما توقعه المجتمعون في لقاء سري جداً قبل شهر.. * يقع.. * فالصراخ الذي كان يطلب أن تتم طباعة بطاقات الانتخاب خارج السودان كان يريد أن تتم طباعة البطاقات هذه في الخارج بصورة تحمل من الاخطاء ما يجعلها غير صالحة والانتخابات تؤجل.. * والمكر الانقاذي الذي يعلم أن بعض الجهات في جنوب افريقيا ولندن (تتفاهم) مع الأحزاب يتظاهر بالبله ويقبل أن تطبع نصف البطاقات في لندن وجوهانسبيرج. * والبطاقات تطبع هناك.. * والأحزاب تترصد وعيونها تبرق.. * ومراكز غير قليلة تكتشف صباح اليوم الأول للانتخابات أن البطاقات فاسدة. * والأحزاب تأتي جرياً لتطلب الحكم بعدم صحة الانتخابات. * والأحزاب تفاجأ بأن لجنة الانتخابات –وفي ساعات قليلة جداً- تقوم بتسليم المراكز بطاقات صحيحة تماماً وكافية تماماً وكاملة تماماً.. * وبعض الجهات التي كانت تعلن قبل شهر أن (الوطني سوف يتلقى أعظم مفاجأة) تجد أن المفاجأة تحدث بالفعل.. لكن لجهات أخرى. (2) * ومركز غريب جداً يشبه مجموعة السحرة ويعمل تحت الأرض منذ سنوات ينظر إلى كل هذا الذي يحدث في اليوم الأول للانتخابات ويهز رأسه ويبتسم. * فكل ما يحدث كان شيئاً يتنبأ به هذا المركز- ويعد له من التمائم والرقي ما يشفي ويكفي.. * والمركز هذا كان يقول أن فلاناً وفلانا سوف ينسحبون.. وبدعوى كذا وكذا وهذا ما يقع بالفعل. * وألف نبوءة تنتظر.. *.. والمركز هذا يضع أمس الأول (نتائج) الانتخابات والسحر الذي يستخدمه للمعركة هو الاحصائيات والمعلومات المتدفقة * والمركز يصل الى ان (360) مقعداً من مقاعد البرلمان (450) سوف تذهب إلى المؤتمر الوطني. * وأن حكومة جديدة سوف يجري تكوينها من فلان وفلان من الوطني وفلان وفلان من الاتحادي والأمة (المشارك) و..و.. * والوطني –يقول المركز- سوف يعطي كل شيء عدا شيئاً واحداً وهو (تسليم القيادة لآخرين) كما فعل مع الحركة الشعبية. * و(دراسة جانبية عن الحركة الشعبية تجد أن الحركة الشعبية تلتهم البذور وتتهم الوطني بعدم زراعة مزرعة الوحدة الوطنية- وأن الحركة تعرف ما تفعل).. وهذا حديث آخر. * والتجربة هذه التي تجعل الوطني يتوب من ركوب حصان (الثقة) يحمل حكومته القادمة على حصان الخطة.. * الخطة التي تقول له وللحلفاء (ماذا يريد السودان في الأعوام القادمة ومن يصلح للمشوار). *.. ويبدأ منذ الآن.. * ولقاء في مرفق مهم جداً يبحث في الأيام الماضية ما تم تنفيذه في خطة ضخمة جداً.. يقوم بتنفيذها مرفق ضخم جداً. * واللقاء يسأل عما نفذ في كذا.. والاجابة لا شيء.. * وما نفذ في كذا. والاجابة لا شيء.. * والرجل الأول يدعو المسؤولين الذين لم ينفذوا شيئاً الى زيارة سريعة.. * والمجموعات تدخل مكاناً ومكاناً ومكاناً وكلهم يخرج بفم مفتوح من الدهشة والمسؤولون هؤلاء يفاجأون بأن كل ما كانوا قد كلفوا به ولم يفعلوه- هو شيء قامت بتنفيذه جهات أخرى.. جهات ما كانوا يعلمون بوجودها ولا الجهات هذه تعلم بوجود الآخرين) * مركز السحرة كان قد تنبأ بكل هذا ووضع الرد على كل ما يحدث. * وفي جلسة أنس باحدى السفارات تضم عدداً من الدبلوماسيين الأجانب حين يتسرب الحديث الى الانتخابات وحكومة الوطني يقول أحدهم : أي (حكومة) تقصدون؟.. ففي الخرطوم حكومة تحتها حكومة.. تحتها حكومة. * وآخر يقول : هذا هو اسلوبهم فانقلاب البشير كان انقلاباً تحته انقلاب تحته ثالث.. * والحديث حين يذهب إلى الصادق المهدي ويبحث عن تفسير لانسحابه من المنافسة يقول أحدهم : رجل بدأ حياته السياسية بمنصب رئيس الوزراء وعمره أقل من أربعين.. كيف تريدون أن يختم حياته بانتخابات تجعله في ذيل كل الآخرين.. (3) * والذاكرة تعود بنا إلى تلك الأيام عام 1966م والمحجوب الذي يسقط الصادق حكومته يقدم خطاب استقالته للجمعية التأسيسية ليقول : سيدي رئيس المجلس.. أوجز حديثي جداً لأنني أعرف أن الشاب هذا (الصادق) متلهف جداً للجلوس على هذا المقعد. * والمحجوب الشاعر.. يقول صوته الضخم مودعا (أنا يا شعب ما طويت على اللؤم جراحي ولا جرحت اعتقادي وكفى المرء فخراً ان يعادى في ميادين مجده ويعادي)* والحديث ينتهي إلى أن السودان تحكمه اليوم حكومة ماكرة جداً * وأحدهم يقول : انتظروا القادمة لتعرفوا المكر.. بريد.. * أستاذ : المنسحبون يحتجون بالتزوير والقانون..و.. * والجدال لا يصلح.. لكن امرأة تنظر إلى الشاشة والصادق. ينسحب وراء الحجج هذه لتقول.. : بالله لو كان ده ضامن يفوز.. كان انسحب حتى لو جا فساد الدنيا؟
اسحق احمد فضل الله
|
|
|
|
|
|