|
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: abubakr)
|
شكرا 3mk-Tango على المرور ورفع البوست وشكرا abubakr على المساهمة ودراسة EVE M. Trout Powell ، ولم أطلع عليها من قبل ولكنها لا تدهشني ، لأن إرشيفات المكتبات الأوروبية والأمريكية مليئة بالدراسات عن الثورة المهدية ، ونواصل : الحلقة (4) ونواصل في هذه الحلقة سرد قصة الحاجة مبروكة والحاج سرور وأولادهم ، وهي قصة اجتماعية ذات بعد سياسي ، وردت في عدد 15 سبتمبر 1883م ، وهي عن أسرة مصرية استشهد اثنين من أبنائها في القتال مع عرابي ضد التدخل العسكري البريطاني عام 1882م ضد الثورة العرابية ، وذهب الثالث بعدها متطوعا مع قوات المهدي في السودان ، والقصة (إذا كانت صحيحة) تلقي الضوء على زاوية مجهولة من الثورة المهدية وهي مدى انفعال المصريين في مصر بأخبار الثورة المهدية ، فإلى نص القصة : ((اسمعوا قصة الحاجة مبروكة وارثوا لحالها ، وابكوا معها على فقد سبع بيتها وعيالها ، الحاجة مبروكة كانت والله ست النسوان ، فريدة في الجمال والكمال والإحسان ، بنت اربعتاشر كتب كتابها سي سرور ، وعاش معاها ثلاثين سنة في عز وهنا وسرور ، ربنا قبل دعاء مبروكة وأعطاها الذرية ، وأعطاها ثلاثة من ألطف شبابنا المصرية ، وهم علي وعبد الكريم وعثمان ، الله يرحمهم كانوا ثلاثة شجعان ، وما أظرفهم دول كانوا الثلاثة تلامذتك يا بو نظارة , خسارتهم في الموت والنبي خسارة ، …)) ويواصل في أسلوب سجعي سرد القصة إلى أن يصل لفترة التدخل البريطاني عام 1882م وقيام الأسطول البريطاني بقصف ميناء الإسكندرية واستشهاد الابن الأول (علي) : …(( يا خسارتك في الموت يا علي يا تلميذي العزيز ، لعنة الله على مدافع الإنجليز ، كنت يا علي أفخر ضابطان الطبجية ، وقعت ياكبدي شهيد في قلعة من قلع إسكندرية ، لما شافك من مركبه بنظارته صمور ، ورأى شهامتك وشجاعتك يا بن سرور ، دبدب وصاح : جوديم (God damn) يا بلاد الغول (هي بلاد الغال وهو الإسم القديم لإنجلترا) ، البطل ده كان عندنا مجهول ، ان كان في مثله ماية بين الطبجية ، عمرنا ما ناخد اسكندرية ، وفي وقتها حرر كل مدافعه على علي وضرب ، فاتشهد (استشهد) البطل والبرج انخرب ، اسمك يا علي صار له في مصر رنة ، رحمك الله واسكنك الجنة ، يا بختك يا علي يا زينة الجدعان ، مت شهيد في حب الأوطان ،..)) ثم يواصل قصة استشهاد الإبن رقم 2 في معركة التل الكبير إحدى معارك عرابي ضد الجيش الإنجليزي : (( … الله يرحمك يا عبد الكريم برحمة المسلمين ، ضرب يا بطل الإنجليز في كفر الدوار ، وسديت افمام مدافعهم بمصمار ، وبعدها اسرعت إلى التل الكبير ، وفديت بروحك روح الأمير ، آه وآه في ذلك اليوم العظيم ، يا ما ضربت بسيفك أعناق يا عبد الكريم ، حاوطوك من الإنجليز ماية من الفرسان ، لأخدك أسير يا سيد الشجعان ، قتلت نصفهم يا بطل يا نحرير ، وبعدها قتلت نفسك حتى لا تقع في ايدهم اسير ، هكذا الفارس ولا بلاش لعنة الله عليه يا سلطان باشا يا غشاش ، انتم وتوفيق عاونتم الانجليز في التسلط على وطنا العزيز ، دماء سي سرور علي وعبد الكريم ، انتما سفكتموها والله العظيم ، ما تفرحوش لأنو قريب يوم الحساب ، وكل ذنب له عند مولانا عقاب ، جهنم فاتحة لكم أبوابها الكبار ، تيقنوا أنكم من أهل النار …. )) أما الابن الثالث والأخير عثمان ، فقد وجد أن أفضل طريقة لمقاومة الإنجليز والأخذ بثأر أخويه هي في الذهاب للسودان والانضمام لقوات المهدي ، فيحكي لنا يعقوب صنوع قصته : (( …. بعد تعب ومشقة وصل السودان ، وحالا دخل في جيش المهدي المنصور ، وقاد الأسود للقتال وجعل عدو الوطن مقهور ، وهو الذي أرسل لي خطاب المهدي يا ابناء الأمارة ، وهو الخطاب العظيم اللي ادرجته من كم شهر في النظارة ، فترقى لأعلى الرتب بشطارته ، وشهامته وشجاعته وجسارته ، وكان يصيح إلى عساكره وهو في الميدان ، ويقول لهم خلوا بالكم يا جدعان ، اصحوا تضربوا ابناء وطنا العزيز ، نشنوا واطلقوا نيرانكم على الإنجليز ، الإنجليز في وقعة التل الكبير ، ما عفوا على مجروح ولا أسير ، بل قتلوا العاصي والطايع ، الحق والشرف بين الإنجليز ضايع ، فلما كانوا السودانية يسمعوا كلام عثمان ، كانوا يهجموا على الإنجليز كالذياب على الجديان ، انما فخر لكل من يجاهد ، في سبيل الله في الحرب يتشاهد (يستشهد) ، وده اللي حصل لعثمان آخر أبناء سرور ، الضرغام المصري حبيب المهدي المنصور ، في وقعة مهولة قهقر فيها العدوين ، وقع بسيفه في يده فحزنت عليه سودانية ومصريين ، أما الجنرال (إخص) هكس الإنجليزي كان عنده يوم فرح وسرور ، لما بلغه وفاة الشاطر بن سرور ، وحالا أرسل تلغراف للقاهرة من السودان ، وأخبر توفيق حبيبه بفقد الأسد عثمان ، فانسر وانبهج الواد الأهبل على دا المصيبة المشومة ، وعمل ليلتها لأصحابه الأنجليز عزومة ، شربوا فيها من الشمبانيا ماية قزازة وكسور ، في محبة ملكة الإنجليز وكسر أنف أبناء مصر وموت عثمان أخر أبناء سرور ، ….))
وجاء ختام قصة الحاج سرور والحاجة مبروكة مأساويا ، فلم يحتمل عقله موت أبنائه الثلاث ، فتشتت تجارته وجن ومات ، وظلت الحاجة مبروكة تعانى الوحدة والفقر. ما مدى صحة هذه القصة ؟ الله أعلم ، ولكن ما نستطيع أن نؤكده أنه وفي سياق الحرب الدعائية يمكن للقصص أن تختلق ، وفي سياق الأحداث العاصفة والمتواترة التي كانت تمر على مصر والسودان آنذاك لن يتوقف أحد ليمحص تفاصيل القصة ، ولكن من المؤكد أنها كانت تمثل تحريضا من نوع ما للمصريين للذهاب للسودان والانضمام لجيوش المهدية (نما فخر لكل من يجاهد ، في سبيل الله في الحرب يتشاهد (يستشهد)) ، ونواصل إن شاء الله تعالى كمال حامد ******************
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 04-13-10, 11:14 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | عمار عبدالله عبدالرحمن | 04-13-10, 12:38 PM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 04-14-10, 08:07 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 04-18-10, 11:39 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | 3mk-Tango | 04-18-10, 06:30 PM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | abubakr | 04-18-10, 08:06 PM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 04-20-10, 09:58 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | abubakr | 04-20-10, 11:06 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 04-22-10, 07:04 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 04-23-10, 10:28 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 04-28-10, 09:40 PM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 05-07-10, 08:43 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 05-17-10, 04:30 PM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 05-22-10, 07:26 AM |
|
|
|