|
|
 من طرائف الانتخابات (2)
|
المويه بقبقت
1 - في انتخابات حامية الوسيط جرت في دائرة رفاعة وسط بين الأستاذ المرحوم آدم محمد آدم المحامي والسيد حسن بله (كبير مفتشي الحكومات المحلية برفاعة) والأخير دفع به الاسلاميون واما الاستاذ ادم كان يمثل المعارضة واليسار العريض وكان ذلك ابان فترة نميري . والمرشحان الاثنان ينتميان إلى نفس المنطقة الأول من بانت والثاني من العريباب وكان قد تبقى صندوق واحد للتصويت بأحد القرى ومن المتابعة اتضح أن هذه القرية سوف ترجح بين الطرفين وأن هنالك ميلاً لصالح المرشح حسن إذ أن المنافسة شديدة جدا . وكان ضمن قائدي حملة الأستاذ آدم شخص يدعى شمس الدين رحمه الله وهو متعهد توصيل أنابيب في جميع قرى المجلس وعمله مرتبط بهيئة توفير المياه يذهب إليها ليرى إن كان هنالك إحدى القرى قد منحت تصديقاً أم لا ، وتصادف أن ذهب ونادى عليه احد الموظفين المتحمسين لحسن بله وقال له انت مع جماعة منو فذكر له انه تحت تحت بيعمل مع ناس حسن بله ، فقال له الموظف خذ هذا تصديق للقرية الفلانية شرق رفاعة وما كان من العم شمس الدين إلا أن أخذ التصديق وأخذ العمال وذهب ومعه كل المعدات وقام بتوصيل خراطيش المياه في القرية المذكورة وأقام الأميات بليل كامل . وعندما أصبح الصباح تفاجأ الناس بالماء تتدفق من الأميات ، وذهبوا إلى صناديق الانتخابات وبعد الفرز كان الفارق بين الاستاذ آدم وحسن بله هو أصوات تلك القرية وفاز استاذ ادم بالمقعد ودخل البرلمان . وهنا أراد الاخوان المسلمين الانتقام وقاموا بفتح بلاغ ضد أخونا آدم تحت المادة (4) من قانون الأساليب الفاسدة بسبب أنه ادخل شبكة المياه لتلك القرية ، وانعقدت محكمة كبرى برفاعة برئاسة القاضي العالم إمام البدري وتكون الاتهام من الاستاذ محمد يوسف محمد والاستاذ فتحي خليل ومثل الدفاع الأستاذ عبد الوهاب بوب والاستاذ مدني العرضي ، وعندما كان يأتي الشاهد ويدلي بشهادته يقول (والله أنه اصبحت الصباح فتحت الماسورة المويه بقبقت ، لكن لا أدرى من أحضر الماء . وكان بعض الشهود المتحيزين يلمحون إلى المتعهد شمس الدين ، وعندما رأت هيئة الدفاع صعوبة الموقف طلبنا إعادة استجواب الشاكي حسن بله ، وسأله الاستاذ بوب سؤال واحد هو : انت تقول بأن المتهم قام بإيصال الماء لتلك القرية بغرض التصويت له ، طيب بماذا كنت تخاطب المواطنين طوال حملتك الانتخابية ؟، فأجاب الشاكي بأن كان يعد الناس فقط بمدرسة ، بيارة ، نادي ، ولكن لا يقوم بعمل أي شيء ملموس يؤثر في سير الانتخابات . وهنا انتفض الأستاذ بوب وطلب فتح بلاغ بموجب المادة (4) من قانون الأساليب الفاسدة والذي يمنع ويعاقب حتى على مجرد الوعد وليس الفعل . وبالفعل استجابت المحكمة وفتحت البلاغ وقُدم للمحكمة وسارت البلاغات مع بعض ، وللمفاجأة أن البلاغ ضد الشاكي حسن بله سار بسرعة لأنه يعتمد فقط على اعتراف الشاكي امام المحكمة وعندما تبين للاستاذ محمد يوسف خطر إمكانية إدانة الاخ حسن وقد يفقد وظيفته ، أرسل لي الأخ فتحي وجاء لمكتبي وطلب أن نذهب إلى المحكمة ونتقم بتنازلين أمامها .
وبالفعل وافقت المحكمة مع العلم أن المادة موضوع البلاغ لا تجيز التنازل ولكن المنصة رائعة والبار رائع .
رحم الله الله الاستاذ الخلوق آدم وأدام الله العافية للأساتذة الباقين .
2 – في دائرة الحصاحيصا كان العم أبو اليسر (الاتحادي) قد فتح بلاغاً بإشانة السمعة ضد مرشح حزب الأمة ، ومع بساطة البلاغ ويمكن معالجته ودياً إلا أنه أخذ طابعاً وبعداً سياسياً لا يتصور ، وكنت أمثل الاتهام ، وأحد الزملاء المحسوبين على حزب الأمة قد مثل الدفاع . وعند انعقاد المحكمة لم يكن هنالك موطأ قدم لأحد من كثرة الزحام والمشاهدين على الشبابيك والأبواب وعلى أفرع الأشجار وهتافات مدوية . وعند سماع بعض الشهود شعرنا في الاتهام بأن سير الدعوى يميل نحو براءة المتهم وهذا ما كان ينتظره جماهير حزب الأمة العريضة الذين جاءوا لسماع حكم البراءة . فما كان من الاتهام إلا وأن طلب من المحكمة قبل صدور الحكم أن يتقدم بالطلب الآتي وبصوت عالٍ : سيدي الرئيس إن الشاكي حفظاً على العلاقات الاجتماعية وامتثالاً لقوله تعالي : (من عفى وأصلح فأجره على الله ) وأيضاً امتثالاً للعديد من الوساطات الكريمة وتقديراً للتنافس الديمقراطي الشريف فإننا نتقدم بالتنازل عن الدعوى المقدمة ، وشكراً سيدي القاضي . وما كان من المحكمة إلا وأن شطبت البلاغ وهذا حقها ولا يمكن الاعتراض عليه من قبل الدفاع . وأسقط في يد الدفاع وخرج جماعة حزب الامة واجمين لأنهم يعرفون أن ما قيل ليس صحيحاً ولكن إجهاضاً لقرار البراءة .
3 – كان الاستشهاد بالآيات القرآنية علامة بارزة في مساجلات الأحزاب ، وكان الذي يكون رمزه الشجرة عرضة للتجريح فيقول المرشح المضاد مسترشداً بالآية الكريمة (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) وقوله تعالى (ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة) تذكرت ذلك عندما ذكر ذلك اخونا ياسر عرمان هذه الآيات نكاية بمرشح الشجرة .
وعلا صوت الاتحاديين (الشجرة ام سوسه نحنا بندوسه) وأذكر أنه أيام مجئ المعونة الأمريكية وكان من المفترض التصويت عليها في البرلمان مؤيدة من حزب الامة في حين كان الاتحادي الديمقراطي رافضاً لها تماماً فإنبرى لهم زعيم الاغلبية بسورة الماعون (أرايت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤن ويمنعون الماعون) .
4 – في انتخابات نميري الثالثة ترشح نائب ابودليق المعروف السيد الصديق طلحه ونافسه الفنان القدير صلاح ابو قرون (ود البادية) وكان حظه ضعيفاً ، ولمزيد من الاغاظه أمر شيخ صديق أهل ابودليق كلهم بالتصويت لصلاح بن البادية ، ورغم ذلك كان الفارق قرابة الـ 60 ألف صوت .
5 – العم الجريفاوي الشاعر الاتحادي المعروف مع بداية أول انتخابات في عهد نميري ألمه جداً أن يترشح بعض رموز الاتحادي الديمقراطي فسطر قصيدة قوية هجا فيها هؤلاء الذين ترشحو وبدأ بالعم ابو اليسر فقال :
ابو اليسر يا عود الخوه الانكسر
يا الشمبلي لا مالكي لا حنبلي
تابعت الاهبلي (نميري)
ثم هجا مرشح طابت الجزيرة فقال :
..... يا عتود البرم
حايم كايس كاتلوه القرم
الحر مهما اصطرم
ما ببقي مساح جزم
ثم هجا شيخ ابودليق :
يا شيخ العرب
بحر القاش المانكرب
دخلوا البت بعد ما انخرب (البرلمان)
كايسين عسل القرب
الكلاته والغلابة :
في انتخابات (53) قبل الاستقلال كانت المعركة شديدة وحامية بين الاتحاديين والاستقلايين والذين يمثلون حزب الأمة والمستقين والجبهة المعادية للاستعمار وفي ليلة سياسية بالسوكي أقامتها الأحزاب المنادية بالاستقلال تحدث السيد الصديق وتحدث أيضاً الاستاذ عبد الخالق محجوب عن الجبهة المعادية للاستعمار وخطب في الجماهير قائلاً (نحن عايزين الاستقلال من أجلكم أنتم الغلابة والكلاته والتعابة فإنبرى له أحد شيوخ الأنصار وقال له " يا ولدي الله لا حضرك زمن الغلابة والكلاته " وبعد عشرين عاماً جاء الغلابة والكلاته فقضوا عليه وعلى حزبه .
السفنجة :
في انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم عام 1968م كان التركيز يكون دائماً على الطلاب المستقلين (Floaters) فتسعى القوائم الرئيسية الجبهة الديمقراطية والاسلامية إلى استقطابهم خاصة أن الأغلبية لا تهتم بالتصويت . وكان أخونا معاوية الطاهر أحد أقطاب الجبهة الديمقراطية وقتها يبحث عن احد الطلاب المستقلين فلم يجده ورآه وهو داخل على اللجنة لأخذ بطاقته للتصويت فما كان منه إلا أن رفع له سفنجة لونها " أحمر " لكي يفهمه بالتصويت للجبهة الديمقراطية فتذكر الزميل قصة السفنجات الشهيرة التي أشيع أن صفقة حولها قد تمت لصالح بعض قادة الاتحادي الديمقراطي ففهم الزميل الأمر خطأ وصوت لصالح قائمة الاتحاديين . (للعلم هذه الصفقة غير صحيحة وروجت لها صحيفة الراية ويرأس تحريرها أخونا عبد الرحيم حمدي ، وأكد ذلك أخيراً بأن الأمر كان مناكفة سياسية بدليل أن الذين ذًُكرت اسماءهم ذهبوا إلى قبورهم لا ثاغبة ولا رغية .
فاصل ونواصل والحديث عن التزوير والرشاوي .
|
|
 
|
|
|
|
مدني العرضي الحسين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست