|
ما أفجع أبريلي كل عام .. محزنُ مستديم .. !!
|
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) صدق الله العظيم
ياااااااا أم طارق ويا أخواته واخوانه ..!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
ها هو يعبر عامه الثالث راحلاً عنا .. رحيلاً يحفر هناك عميقاً مؤلماً متجدداً ، غير أن بعض المشرقين من أمثاله يهبوننا دوماً جدولاً من ضؤ نتوضأ منه ونهش به على ذواتنا ولنا فيه مآرب أخرى .!! ينسربون الي مسام الروح فينا فيهترئ الذي بين الضلوع مدندناً .. رفقاً بقلبك المكلوم رفقاً .. فيرجع الصدى ذات الأنين .. وتكتمل فينا الزوايا المشرفات على النشيج !! النازفات على الطريق .. وينثني زهر الحياة مولولاً ومحوقلاً .. كم تعبت يداك القابضات على الجمار الحمر ليل نهار..! .. أقول أنهم فتحوا المناجم له فلم يأخذ سوى قلمٌ من البوص الرقيق ونثارة الكبريت محبرةً ومشواراً من الألم النبيل ..!!
كم فجعت فيه كما فجعتم بل أشد !! كنت أرى فيه شبابي ورؤيتي للحياة ومحبتي للآخرين وإيثارهم على النفس ، كان والدنا عليه الرحمة يناديه دوماً ب ( القاضي ) وكما فعل أخوة يوسف بيوسف سبقته لرضاء والدي بأن درست القانون سامحني الله وغفر لهما !!
تلك هي معادلة الذات في تقلبها وحبها للشبيه والمماثل لها في الرؤى والتطلع وأحلام الرجال الرجال ..!!(( وهذه الظاهرة الفريدة كانت طقساً من طقوس حياته ، أن يتوغل في الآخرين ، ثم لا يلبث أن يتسلل هارباً بجسده ، أو يتسللوا هم منه الى بعيد الى حيث لا سقفٌ يظللهم ولا جدران ..!!)) الفيتوري
كان آخر عهدي به في مايو 2003 مودعاً إياي بمطار الخرطوم ومن حينها لم تكتحل عيني برؤيته !! ثم كان الموت الذي ما انفك يخطف منا الرائعين وقد كان الأروع فينا دون شك فله (عليين) عند مليكٍ مقتدر ..!!
أما معادلة ما هو موضوعي فان الموت عند المشرقين أمثاله ومن قبله قائمة تطول من الشهداء والراحلين عناوينهم الكبرى على المستوى القطري ( المهدي الإمام ، وودحبوبة ، وعلي عبد اللطيف ، واسماعيل الأزهري ، والشريف حسين الهندي وعبد الخالق محجوب ومحمد سليمان الخليفة عبد الله وتبعهم على الطريق ذاته الخاتم عدلان وبدرالدين مدثر ثم لحق بهم ( عمر كانديك ) الذي كم أضاء لنا ولغيرنا فمشينا بضيائه نهتدى سبل المحبةٍ والمودة والسلام ..!!
أقول إن الموت عند المشرقين أمثال أولئك النفر ورفاقهم لا يعني نهايةً للمطاف إنما يزكي شعلة البحث عن الحق والحرية والعيش الكريم في نفوس من يحيطون بهم أو يلتقطوا من اشعاعهم ما يعين على الصبر والجلد والنضال على ذات الدرب بحثاً عن يقين الذات وانسجاماً حد التماثل مع ما يؤمنون به ويعملون على أن يصبح واقعاً يمشي على رجلين ..!!
( بت العتيق ) .. كما يحب أن يناديك هو .. كنتِ كما شهدتك لحظتها صابرةً محتسبة .. حدثوني قبل أن أدلف الى محراب حزنك أنكِ لم تسمعيهم نحيبك والأنين فأوصوني أن أتجلد .. وهم لا يعلمون كيف أنني أشتاقك آناء حزني وأطراف الغياب .. !!
طوقتني ذراعيك الحانيتين غبت فيهما ليشتعل الحزن النبيل .. مااااا أحلمك ومااا أجملك وأنت تكتسين بذات الصبر المهيب .. كاد يقتلني الأسى كلما لمحتك من طرفٍ خفي وأنت تبتسمين في حزنٍ عميق .. أن كيف له أن يغادر هكذا سريعاً بلا وداع .. وأعلم يقيناً ما دار في أعماقك لحظة أن شهدتني وأنا أهرول نحوك في شوق عميم ولهفة لا تنقطع .. كيف أنك لا تودع شقيقك غائبً أنت في البعيد .. لكنكم حضوراً أجمعين .. رغم هذا الحزن الذي تمدد كأن ليس له نهاية .. !!
له أقول : ـ
نم في سلام فقد أنهكتك المحبة وعذراً إن تقاصرت كلماتنا عن قامتك وأسكنك الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأجزل لك عطاءه وزيادة ولا حول ولا قوة الاّ بالله العليّ العظيم !!
|
|
|
|
|
|