|
نعيد نشر نصيين شعريين عن بيروت تضامنا مع السودانيين هناك
|
صباحية عامل تنظيف
شعر:أسامة الخواض
مهداة إلى الأيام التي قضيتها عامل تنظيف في مبنى الجفنور في بيروت, وإلى رفيقي في المهنة آنذاك صديقي الفنان التشكيلي عمر دفع الله *********************************************************** صباح الخير للحمراء متكئا على دهر من البذخ الملطخ بالدماءِِِ صباح الخير يو أس أي في بيروت’ مستشفىً و جامعةً,
ورافعًةً وخافضةً, وقابضةً وباسطةً, وشوملةً, وعولمةً لأحزان الخليقةِ, هل ترى سأكون رقما في فضائك بعد هذا الحالْ؟
صباح الخير لي لأسامة الخواض في هذيانه العدميْ لقرينه المشاء في نسيانه الصمغي يبحث عن وطنْ صياح الخير لللإثنينِ, ينفصلان,ِ يتحدان, يفترقان, يتحدانِِ,ِ في لغزٍ يهيم ٍلا يحدْ ذاك المسمى بالأبدْ
صباح الخير للجفنور في إيقاعه ِالمترفْ صباح الخير يا كيس القمامةِ, صلحبي, و ملاطفي, ومؤانسي, في عزلتي
صباح الخير للمنفى لعمال الطلاء مسمرين على حبال دوارهمْ صباح الخير للعبد المهندم ضائعا, ومعذبا في غابة السوليلير والدولار صباح الخير للمريول صباح الخير يا خدم المنازل, يا بقايا الرق, من سريلانكا, و السودان, والفليبين, والحبشةْ
صباح الخير يا بونجور كم تبدين ساحرةً, مدوزنةً, مكبرتةً على طبقٍ من الدلع ِالفرنكفونيْ
تهادى أيها البحر الجميل, وعم صباحاً أيها الجينز المزغرد في خصور الانسات هذا الجمال ُالمستبد ُالغض, ليس لنا هذي البدائعُ, والبضائعُ, والرؤى, ليست لنا فليس لعامل التنظيف غير الفرجة الخجلى, وتقليم المشاعرِ, ليس للشعراء غير النوح فوق خرائب الأحلامِ و الأوهام, ليس لأهل ليس سوى التمترس بالتفاؤل, والحنين الكاذبينْ
صباح الخير حزب الآهِ,ِ ٍمن حشم ٍ, ومن خدمٍ ’ٍ ومن عربٍ, ومن عشم ٍ, ومن عدم ٍ, صباح الخير يا بيروت أرملة الحداثةِ, هاهمو الأسلاف ُينتشرون كالسرطان ِفي ردهات روحكِ, هاهى الفوضى ترش أريجها فوق الدوارِ, وفوق إيقاع ِالندم
خلاء ٌهذه الطرقات يا بيضون, هل ستظل مهنتنا هنا نقد الألم؟ نقد الألمْ سيظل راتبنا, وهاجسنا, وسائقنا إلى رحم العشمْ نقد الألم نقد الألم نقد الألم
بيروت-يوليو 1998 *******************************************************************************************************************
ً كومودور النسيان المشاء يبحث عن غابة الصنوبر
** كنا اثنين:أنا و )قلمي(، وكان ثالثنا ###### الله الوحيد : "علي مطر". كان يهز ذيله ، وينبح بطريقة اوبرالية، ويطلق حاسة شمه الشعرية في الغابة التي اشتعلت، كان ينبح بين البنايات ، باحثا عن بناية أحرسها من نثر الحياة، أو عن أطباق أغسل عنها عفن الروح بماء القلب، أو عن "مسّاحة" أمسح بها غبار الذكريات الحامضة، كان حين يتعب من التجوال ، يربت على سن قلمي عاويا بلطف: (سأوظفك عندي حين يؤسسون وزارة للبكاء)، كنا: "أنا وقلمي"، و###### الله الوحيد نصرخ: أيها الشعراء والعاطلون عن العمل ، هيا اتحدوا ، لكي نستنسخ غابة الصنوبر من كتب التاريخ، هيا نروي غابة الصنوبر بالشعر والدموع، هيا نزرع مبايض في رحم بيروت ، كي تنجب غابة الصنوبر في ساعة يأس منحوس"، ....حين دخلتك يا ابنة الآلهة، شتمني ضابط بتهمة تزوير تأشيرة شعري، ابتلعت الشتيمة ، فأرقت قليلا من ماء وجهي على يدي التي كتبت "هاجس المشّاء"، و حشرتها في فمي الذي يحب إلقاء الشعر، كانت الصور نديمي في الطريق إليك: ملصق حفلة نجوى كرم في "الكورال بيتش"، صور الأئمة، ملصقات عن النوستالجيا ، التي تطل من خلال بنطلونات جينز ضاحكة، ...حملني الثلج الى بناية تطل على فندق "الكومودور"، الكومودور الذي خرج من معطف "محمود درويش"، كان ضباط ال Security يطيلون النظر الى هيئتي المرعبة، ومعطفي بألوانه الغامقة، من كثرة التشرد، أنا "كومودور النسيان"، حملني الثلج الى أوديسا الرسامة الصغيرة، التي يعيرها الاطفال بلونها السيريلانكي، كانت اوديسا تلعن"هوميروس"، الذي خلّد البحر ، الذي حمل السريلانكيات الى هذه الغابة المحترقة.
حين دخلتك يا ابنة الآلهة: كنت أتمتم بتعويذات نيلية ، أنا الذي تدحرجت من برج الجدي، الجدي الذي سيغوي لي هذا الشتاء، دخلت في شهر التسوق، في شارع "الحمراء"، كنت اجر خلفي صغاري: قصائدي الطويلة بضفائرها المدهونة، بزيت إفريقي نفاذ الرائحة، قصائدي القصيرة التنانير، وقصص تبحث عن الحب في قيلولة اليأس، وقلمي القادم من سلة عذاب العالم، حيث ضحك الله في الثلاث ثواني الأولى من عمر الخراب"، كنت أبحث عن مخيمات لقصائدي القصيرة ، وعن" ناطوريات" لقصائدي الطويلة، وعن حق اللجوء ، إلى دولة السرد العظمي لقصصي القصيرة"، أيتها البئر التي جففت دماء الريف، لماذا تكرهين اليتامى ؟ ها أبطال قصصي يخرجون إلى الساحات العامة، ليحتفلوا بالدوار المناسب لبنات الآلهة، يا غابة الصنوبر، كنت هنا "انا كومودور النسيان"، قبل عشرات القرون، و أعرف أنك يا "كولونيا جوليا اوغوستا فيليكس بيرتيوس"، ستبنين حمامات لقمصان المشّاء، وساحات عامة لأبطال قصصه، وعلبا ليلية لسحر العبيد: هل أكون عازف طبل في برنامج تلفزيوني للتسلية، أو خلفية مدهونة بالزيت الأفريقي، لراقصات الاستربيتز الروسيات، أو حاملا عصا عبوديتي ، لأهش بها على غنم العبد الحامل سيف الخيبة، أنا النادم ، أبحث لزئيري عن وظيفة في خان الوحوش، يا شقيق الندم، يا عباس بيضون، أقايض عصير الكتب بجعة الصيف، أتجول في الغابة التي أحرقتها العائلات والأديان ، كان الحطّابون الجدد بجرافاتهم الهائلة، يحملون الهواتف النقالة،
و يحرقون الكتب في مواقدهم الشتوية، ويحرقون بغلايينهم الإفرنجية ، ما تبقى في المخيلة من غابة الصنوبر، و أرى ديكا غريب الهيئة ، يخرج دائخا من بين اللهب: قلت لشقيق الندم: "إن صاح هذا الديك ، فلن يأتي الفجر أبدا إلى بيروت" *************************** بيروت 1999-مونتري 2006
**هوامش:
*بيروت كلمة فينيقية الأصل وتعني "شجرة الصنوبر " وبنيت قريبا من حرش غابات الصنوبر.وفي تفسير آخر أنها مدينة الآبار. *على مطر شاعر لبناني "و###### الله الوحيد" و "وزارة للبكاء" وردت في نصوصه الشعرية. *الكلمة المشطوبة هي dog بالعربية.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نعيد نشر نصيين شعريين عن بيروت تضامنا مع السودانيين هناك (Re: osama elkhawad)
|
قال لي شقيقي عمر ان اسامة كان في بيروت وعاني يعمل عاملا للنظافة ومنها صرت ابحث في كتاباته التي اجدها هنا او ما تيسر عن بعض من تلكم التجربة ..وكنت في العام 2000 قد تضامنت في حملة اسفيرية لانقاذ مساجين ومعتقليين سودانيين في بيروت .. شاعر يعمل عامل نظافة في بيروت وعرفت الان ان فنانا تشكيلا سودانيا كان يعمل معه وسودانيون يعانون من عنصرية في بيروت
ومنذ ان درست اللغة العربية في المدرسة واقرء عن بيروت تكتب والخرطوم تقرء وكنت يوما احد الروؤس السوداء المعلقة في اشجار النيم واللبخ حول ميدان صغير في نادي طلاب جامعة الخرطوم في ستينات القرن الماضي اتاوق لاستمع لشاعر بيروتي ملأ وجداننا شعرا(نزار قباني )..
شو اللخبطة هادي ..ما هذه البيروت التي لا تعرف قدر شاعر وفنان وتفوح منها رائحة نتنة لعنصرية ؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نعيد نشر نصيين شعريين عن بيروت تضامنا مع السودانيين هناك (Re: osama elkhawad)
|
قال لي شقيقي عمر ان اسامة كان في بيروت وعاني يعمل عاملا للنظافة ومنها صرت ابحث في كتاباته التي اجدها هنا او ما تيسر عن بعض من تلكم التجربة ..وكنت في العام 2000 قد تضامنت في حملة اسفيرية لانقاذ مساجين ومعتقليين سودانيين في بيروت .. شاعر يعمل عامل نظافة في بيروت وعرفت الان ان فنانا تشكيلا سودانيا كان يعمل معه وسودانيون يعانون من عنصرية في بيروت
ومنذ ان درست اللغة العربية في المدرسة واقرء عن بيروت تكتب والخرطوم تقرء وكنت يوما احد الروؤس السوداء المعلقة في اشجار النيم واللبخ حول ميدان صغير في نادي طلاب جامعة الخرطوم في ستينات القرن الماضي اتاوق لاستمع لشاعر بيروتي ملأ وجداننا شعرا(نزار قباني )..
شو اللخبطة هادي ..ما هذه البيروت التي لا تعرف قدر شاعر وفنان وتفوح منها رائحة نتنة لعنصرية ؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|