|
Re: تقرير تاريخي- غير هام- عن التأثير الشيوعي وسط الطلاب في سودان الخمسينيات (Re: Marouf Sanad)
|
الشيوعية في السودان الانجلومصري
الكاتب: والتر ايلس
ترجمه عن الانجليزية: معروف سند
بدأ الاستعمار الانجلومصري للسودان في العام 1899 ( عمليا كان استعمارا بريطانيا أكثر بكثير من كونه مصريا, رغما عن أن العلم المصري كان يرفرف أعلى المباني الحكومية في الخرطوم), في تلك الفترة,* كانت المستعمرة تغلي بالاضطرابات السياسية والدينية ويتوق سكانها للتحرر من الحكم البريطاني. كانت هنالك مجموعة من الاحزاب الموجودة على الساحة, بعضها ينادي بالحكم الملكي, وبعضها بالديمقراطية, بعضها بالاستقلال التام, وبعضها باتحاد فضفاض مع مصر, كما نادى بعضها بوضعه ضمن الكمونويلث البريطاني. الكثير من "المياه العكرة" والتي لم يتباطأ الشيوعيون في القاء شباكهم وسطها. " لقد أثرت الدعاية الشيوعية على بعض السودانيين, تحديدا الفنانين والطلاب" صرح مسؤول حكومي للعلاقات العامة في كتيب معلوماتي بعنوان, ألف وواحد معلومة عن السودان, والذي صدر في العام 1952 . في يناير 1953 قام "باشكير ايدب" مفوض البوليس بالسودان, برحلة خاصة للقاهرة من أجل بحث السبل الناجعة لمكافحة التدفق الشيوعي من مصر للسودان مع البوليس المصري.و ربما أنذرت الاتفاقية الموقعة حديثا بين مصر وبريطانيا في 12 فبراير 1952 والتي تعطي الشعب السوداني حق تقرير مصيره عن طريق استفتاء عام بعد ثلاث سنوات, ربما أنذرت بتزايد النشاط السياسي والديني ومزيدا من الاضطرابات ومزيدا من "المياه العكرة" كلما اقترب موعد تقرير المصير. هنالك 1,475 مدرسة بالسودان ( 1,100 منها في شمال القطر) يبلغ عدد المسجلين بتلك المدارس 118,000 فقط من الصبيان و 19,000 من البنات, أو ما يعادل %12 من الاطفال الذين بلغوا سن التعليم. تقف كلية غردون التذكارية على قمة النظام التعليمي في السودان ( اسسها اللورد كتشنر في العام 1902) والتي تم ضمها الى مدرسة كتشنر الطبية في العام 1951 لتشكل كلية الخرطوم الجامعية. تحتل الكلية موقعا رائعا على ضفاف النيل حيث تنشط فيها أعمال بناء لمنشآت جديدة أكثر من كافية لاستيعاب احتياجات مجموع الطلاب الحالي والذي يبلغ خمسمائة طالب.وقد اضيف مبلغ مليوني جنيه استرليني مؤخرا لصندوق هبات الكلية. وقد كان جميع موظفيها من البريطانيين.وقد تخرجت منها أول امرأة بدرجة بكالريوس الآداب في العام 1953. قبل شهر من وصولنا للخرطوم, دخل طلاب كلية غردون في اضراب ونظموا تظاهرة مناهضة للاتفاقية التي تم التوصل اليها في القاهرة بين حكومتي مصر وبريطانيا. ونتيجة لذلك تم اغلاق ابواب الكلية. وقد شاركت المدارس الاخرى في تلك التظاهرات. مما أدى الى اغلاق مدرسة وادي سيدنا الثانوية, والتي تبعد مسافة عشرون ميلا عن الخرطوم, لأجل غير مسمى. مثل سبعة عشر شخصا امام المحكمة, سبعة منهم طلبة بكلية غردون, بينما كان البقية من العمال وطلاب المدارس الاخرى. ثلاثة منهم تمت تبرئتهم, بينما تم الحكم على أربعة بالجلد خمسة عشر جلدة لكل واحد, أما العشرة الباقين فقد حكم عليهم بالسجن لفترات تتراوح بين ثلاثة الى ثلاثين يوما. وقد اشيع ان تلك القلاقل الطلابية قد تم تأجيجها بواسطة التأثير الشيوعي, بعد ان ظلت الاحوال هادئة لشهور عديدة. حيث تم توزيع المنشورات الشيوعية بواسطة الطلاب, كما برزت الشعارات المعادية على حوائط "المدن الثلاثة" وهتفت بها مجموعات الطلاب في الشوارع. في اجتماع مطول مع الكاتب, قام أ. ب. ثيوبالد, عميد كلية غردون, بمناقشة الموقف بشكل كامل وصريح.حيث أكد بأن هنالك نشاطا شيوعيا كبيرا ومتزايد وسط طلاب الكلية مما استدعى في مرات عديدة الى ضرورة اغلاق ابوابها" لحين هدوء الاوضاع" وفصل بعض القيادات الطلابية. المرة الاخيرة كانت قبل اسبوعين من الاجازة المعتادة بعد الفترة الدراسية التي تسبق أعياد الكريسماس, وقد كانت المشكلة الاساسية في تلك الفترة هي محاولة احتواء النشاط "السياسي". وقد جاء قرار الطلاب بالاضراب عن طريق الاقتراع بنتيجة 179 الى 160 صوتا, وذلك عقب جلسة عاصفة استمرت لثلاث ساعات قبل قفل باب التصويت, والتي انسحب منها عدد مقدر من الطلاب الغير شيوعيين ,بعد ان نالهم السأم, قبل الاكتمال النهائي لعملية التصويت. وقد جاء تلاميذ المدارس الثانوية من أنحاء المدينة الى الكلية حيث ساهموا بنصيب وافر في تلك الاضطرابات. في الواقع, حسب اعتقاد السيد ثيوبارد, فان الموقف العام وسط طلاب المدارس الثانوية ,فيما يتعلق بالشيوعية, أسوأ بكثير مما هو عليه في الكلية.
______________________
* فترة الخمسينات من القرن الماضي (المترجم)
(عدل بواسطة Marouf Sanad on 04-08-2010, 08:16 PM)
|
|
|
|
|
|