|
|
 ديل انحنا القالوا فتنا - مناصحـة للأخوان الشيوعيين
|
ومن واجب المواطنة التى تجمعنا، ومن معرفتنا أن من الشيوعيين الكفاءات العالية فى كل المجالات التى يحتاجها السودان، ومن ضمنها الكفاءات السياسية والتحليليـة للأوضاع الإجتماعية والإقتصادية، وبصرف النظر عن ما وصلنا من بعضهم من فجور فى الخصومة لمجرد الإختلاف فى الرأى...
لكل ذلك، رأيت أقدم هـذه النصيحـة خالصـة لوجه الله، وليجعلوها موضوعا مدرجا فى جلسـات النقد الذاتى، كما أن هـذا البوست مقدم لكل ســودانى من غير الشيوعيين.
إننى أدق ناقوس الخطر، وأقول ما أرى دون مواريـة، إن ما يجمع الأخوان المسلمين والشيوعيين بصورة اساسيـة ليست الأيديولوجية أو الممارسـة السياسيـة، ولكن أمر أكبر وأخطر من ذلك.
ما يجمع بين هذين الحزبين هو الشعــور بالإضطهـاد.. وبعيارة أدق، عقدة الإضطهـاد.. والنظم الســودانية المختلفـة لم تضطهـد الأخوان المسلمين، ولكن عقدة الإضطهاد عندهم منذ إغتيال الشهيد سيـد قطب وتنكيل جمال عبد الناصر بعناصرهم.. وكانت أشعارهم فى مجلتهم فى السـودان مثل:
صبراً أخا الإسلام لا تحزن..... ولا تركن الى يأس فحقك أغلب
كانت هـذه أشعارهم فى الستينات، وهم كانوا فى جبهة الميثاق ولم يضطهدهم أحد، ولكنها العقدة التى ترسبت منذ ضربة التنظيم العنيفة فى مصر.
ولا أحد يستطيـع تفسيـر إنقلابهم على السلطة فى يونيو، وهم كانت لهم مقاعد كثيرة فى البرلمان وكان يمكن أن يحصلوا على أكثر منها فى الإنتخابات المقبلة، خاصـة وإنهم تحكموا فى مفاصل إقتصادية هامة مثل بنك فيصل الإسلامى وغيره من الشركات.. لا أحد يستطيع تفسير إنقلابهم إلا فى إطار عقدة الإضطهـاد والرغبة الدفينة فى الإنتقام من جهـة ما.. ولسوء الحظ كانت تلك الجهة هى الســودان وليست الجهة التى قامت بإضطهادهم فعلاً.. وكل عمل ينتج عن عقدة يكون وبالا علي صاحبه وعلى الاخرين.. وهـذا ما نشاهده اليوم.
الشيوعيين اليوم لا يختلفون عن هـذا الواقع.. فهم منغلقون على أنفسهم ولو تظاهروا بإندماجهم فى المجتمـع، ويجترون مرارة الإضطهاد والظلم الذى تعرضوا له من الأحزاب ومن مايو على السواء، وشعورهم الذى إفتتح به هذا البوست وكورالاتهم تثبت ذلك..
ديل انحن القالوا متنا وقالوا فتنا وقالوا للناس انتهينا..فهى أشبه بأشعار الأخوان المسلمين واليهود فى زمن السبى فى بابل..
وهـذه العقدة سـوف تقعدهم عن التطور والمواءمة والمواكبة فى أحسن الأحوال، وسوف تتسبب فى كارثة وتكون وبالا عليهم وعلى السودان فى أسوأ الأحوال.
ومن مظاهر هـذه العقدة ضيقهم بالنقد.. (يحسبون كل صيحـة عليهم)، وهم ينطلقون من مفهوم، أو قل إن شئت من عقدة ان كل من ينتقدهم إنما هو خبيث، يريد أن ينال منهم، وهـذا التوجه يفسـد الحياة الفكرية والسياسيـة، وقبل ذلك يزيد من عزلتهم عن المجتمع الخارجى.
نصيحتى الخالصـة.. أن يحذفوا من أدبياتهم كل مظاهر هـذه العقدة الكأداء، حتى لو إقتضى الامر إحالة الشيوخ الى التقاعد ممن لا يستطيعون الفكاك منها بحكم عامل السن أو بحكم من فقدوا من رفقاء حياتهم من المناضلين نتيجة التقتيل والظلم.. وأن يحصروا المظالم فى إطارها القانونى فقط.
فإن فعلوا فسوف يكون لنا حزب شيوعى سودانى جديد وجدير بالإحترام..
وإن لم يفعلوا فستكون فتنة مثل فتنة الجبهة بل ربما أشد. ولو إنتقمت الجبهة من الشعب السودانى لجريمة وقعت خارج أرضه، فما بالك بمن ينتقم لجريمة وقعت داخل السودان وبعد أهل السودان شركاء فيها!!!
وعلى الله قصـد السبيل.
|
|
 
|
|
|
|
Abureesh
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست