الانتخابات السودانية كمؤشر جيد لنسبة الجهل واللامبالاة

Quote: الانتخابات السودانية كمؤشر جيد لنسبة الجهل واللامبالاة على الرغم من أن العديد من المواطنين والمراقبين ليست لديهم قناعة بأهمية وجدوى الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السودان نظرا لأن مرشح الحزب الحاكم والذي ظل يحكم لأكثر من عقدين لن يسمح لأي كائن من كان بإزاحته من المنصب فهو عند قيامه بالانقلاب على الديمقراطية كان يعلم جيدا بأن بإمكانه أن ينتظر حتى نهاية الدورة ليتم ترشيحه من الحزب الذي ينتمي إليه خاصة وانه لم تكن هناك دوائر أو محاكم تتربص به وتسعى جاهدة للنيل من كرامة البلاد ممثلة في شخصه. فإذا كان قد صعب عليه الانتظار فكيف به الآن بعد أن جرب بريق السلطة والشهرة ويتشبث بها لعلها تؤمن له ملاذاً آمناً يقيه كيد الأعداء وبطشهم. ليس هذا فحسب ولكن بالنظر إلى المبالغ الطائلة التي صرفت في هذه الانتخابات سواء من المفوضية والتي من سخرية الأقدار أن يكون على رأسها نفر من دهاقنة الأنظمة الشمولية بالبلاد أو من حزب المؤتمر الوطني الذي أحسب أن جملة ما صرفه يفوق بكثير ميزانية ولايتي الشمالية والنيل مجتمعتين. على أية حال فإن ما يثلج الصدر ويذهب عنا الأسى والحسرة على هذه الانتخابات هو ما ستقدمه من دلالات ومؤشرات يمكن الإستفادة منها في المستقبل بعد ذهاب هذا النظام أو فناء الشعب الفضل –أيهما أقرب- ولعل أهمها مؤشر الجهل السياسي واللامبالاة (م س ج م) والذي يمكن الوصول إليه عن طريق المعادلة الرياضية التالية: مسجم = النسبة المئوية التي حصل عليها مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة ناقصاً 5% وتمثل ال5% أعضاء الحزب ومن في حكمهم ويمكن توضيح ذلك بالمثال التالي: عدد المسجلين وفقا لقوائم المفوضية =16 مليون ناخب بالقديم عدد الذين سيشاركون من الناخبين =16 مليون نظرا لعدم وجود قواعد للأحزاب المقاطعة عدد الذين سيصوتون لمرشح المؤتمر الوطني حسب توقعات الهيئة القومية للمرشح =13 مليون ناخب بافتراض أن عدد البطاقات التالفة = 2مليون وان المرشحين الآخرين سيحصلون على مليون وأن من توفاهم الله بعد التسجيل لن يعجز النظام عن إيجاد بدلاء لهم نسبة أصوات مرشح المؤتمر الوطني =13مليون÷16مليون *100% = 81 % نسبة أعضاء المؤتمر الوطني ومن في حكمهم = 5 % إذن فإن نسبة الجهل واللامبالاة = 81 %- 5 % =76 % وبنظرة أولية للنتيجة يمكن القول بأن الثورة التعليمية على الرغم من الأصوات العديدة التي تشير إلى فشلها قد نجحت في المحافظة على معدل الأمية بالبلاد وحالت دون ارتفاعها إلى معدلات غير مسبوقة إذ تلاحظ العلاقة القوية بينها وبين مؤشر الجهل السياسي واللامبالاة .