بهذا نعلن فتح الصراع .. مرحبا السر بابو ..

Quote: . وكقارئ, أدلي بدلوي: فالماركسية نظرية تقوم على فرضية التجبر الأحادي للطبقة العاملة. فيما هناك كل المجتمع وبجميع طبقاته, وكلهم يستحقون عيشا كريما. وهذا خطأ أول. والماركسية تسعى لتحقيق سلطة الطبقة العاملة من خلال العنف الثوري, فيما يتعارض مع المفاهيم الديمقراطية, التي هي أفضل خيارات الشعوب لإدارة أمرها, ولضمان التداول السلمي الديمقراطي للسلطة. وهذا خطأ ثاني. والماركسية تعمد الصراع الطبقي, والذي يلغي موضوعيا الخيار الديمقراطي. وهذا خطأ ثالث. والماركسية تقول بسيادة الحزب {الطليعي} وهو يعني الشيوعي, وفيما يكرس أحادية حزبية, يتهافت حتى شيوعييي اليوم لنفيها. في محاولتهم لتعزيز تعددية أضحت هي سمة العصر, ومعبر القبول الأولي في عالم السياسة. وهذا خطأ رابع. والماركسية تفرض وصايتها على الطبقة العاملة, بموجب تقديرها النظري, دون أن توفر لتلك الطبقة حق التفويض. وهذا خطأ خامس. والماركسية تتبنى نهجية فلسفية منحازة لمدرسة المادية, وفي المادية لا بد وأن تكون الديالكتيكية, وهي بهذا تقدم فلسفتها المادية الأحادية, خصما على خيارات فلسفية ودينية أخرى متعددة المشارب والقناعات والإتجاهات. كما تجعل فلسفتها هذه ركنا في مشروعها للتغيير الإجتماعي عبر الصراع الطبقي. وهذا مما يقيم لتلك الفلسفة رابطها الموضوعي بعملية التغيير السياسي وفق الرؤية الماركسية. وهذا خطأ سادس.والماركسية تنفي الملكية الفردية لوسائل الإنتاج ومن ثم الإستثمار الفردي, فيما هذه من حقوق الإنسان, وهي من بواعث الحفز على المنافسة والمثابرة والنجاح. بل هي من إحتياجات المجتمع {الطبيعي} وليس المفترض ماركسيا. وهذا خطأ سابع. والماركسية تمركز الإقتصاد لدحر القطاع الخاص , فيما جوهر الإقتصاد, أنه مهمة إستثمارية إبداعية علمية يتولاها أهل الكفاءة والعلم والقدرة, بل هو مغامرة تؤهل الناجح فيها لحصد ما يستحقه من ريع. علما بأن الفهم الماركسي هنا, يحيل كل المجتمع إلى دار قسمة ميكانيكية تساوي بين المبدع والعاطل, بين الخلاق والراتب, وتحط بكل المجتمع {بإسم العدالة الإجتماعية} على رصيف العطاء المتواضع أو العطالة المقنعة. وهذا خطأ ثامن. والماركسية تؤذن بضم كل متفرقات المجتمع في البند الإقتصادي, فيما حياة الناس أعمق وأعقد وأكثر تعددا وربما أثرا من العامل الإقتصادي. لهذا فشلت الماركسية في التعرف على كنه وحقيقة المجتمع الإنساني. أهملت مفاعيل القومية والدين والثقافة والتاريخ وتضاعيف النفس الإنسانية, وأختصرتها في صراع الموارد والثروة وما يلتحق بالإقتصاد. وهذا خطأ تاسع. والماركسية تعمل ضد قانون التطور, القاضي بقيام مرحلة إثر أخرى, وفكرة تعقبها فكرة, وتطور في سياق ليس له منتهى منظور. لتؤبد التاريخ البشري وفق التصور الماركسي, المبتدئي بالمجتمع الشيوعي البدائي, والمختوم بالمجتمع الشيوعي الراقي... ده كلام!! فما هكذا يسير التاريخ, ولن يكون كذلك. بل وضح { مثلأ } أن الطبيعة يمكن أن تلعب دورا أكثر إستراتيجية وأهمية من الصراع الإجتماعي, في تحديد خطى ومآلات مجتمع ما. وأن إنسانا يمكن أن يموت لدينه أكثر من طبقته, وأن العسر الإقتصادي لا يستولد بالضرورة {الحقد الطبقي} بقدرما يفتح آفاق الإلتحاق بآليات التقدم في إطار المنافسة, وأن الصراع القومي تتجاوز ضراوته الصراع الطبقي. وأن الإنسان خلق يعيش حياته وعمره أكثر من أن {ينظر} لأجيال قادمة ولحلول مستقبلية نهائية. فالماركسية ختمت مسار التطور والتفكير البشريين, بوصائية وإنابية متغطرسة وغير واقعية ... وهذا خطأ عاشر.