|
|
 صناعة الطبيب السوداني وكيف نثق به؟
|
مع زيادة الجامعات الخاصة في السودان – ومن بينها كليات الطب – يتساءل المرء عن نوعية الأطباء الذين ستدفع بهم أرحام مثل هذه الجامعات الخاصة والعامة إلى ربوع المجتمع السوداني وواقعه؟.
عند عودتي من الصين، ودراستي للطب بها، ولكنني لم أواصل ممارسته كمهنة اختصاصية لظروف كُثّر، يممت شطر بعض الجامعات الخاصة والعامة سعياً في عمل مقارنة ولمس إلى أين نقف من العالم، فهالني واقع هذه الجامعات وحالة طلابها!! فقد تبينت أن لأكثر هذه الجامعات هدفاً تجارياً محضاً خالصاً من أي جانب أكاديمي من شأنه تطوير واقع الطب في السودان!! وعليه فإن إدارات تلك الجامعات تقوم بالبحث عن أعضائها هيئاتها من ذوي الأجور الرخيصة ودون خبرة في مجال التدريس الجامعي والبحث العلمي، تعوزها الكوادر الملحة التي من شأنها دعم المسيرة العلمية الطبية، وعلى صعيد آخر تتقاضى هذه الجامعات أقساطاً خيالية من طلابها لا تتناسب مع دخل المواطن السوداني، كما أن لهذه الجامعات شروطاً أكاديمية أقل من جامعات الدول الأخرى، فكأنها بذلك جعلت من نفسها جامعات "درجة ثانية" على هذا الصعيد.
ولقد جمعتني مناسبات عدة ببعض طلاب كليات الطب خلال فترتي بالسودان، فلمست منهم عن كثب المعاناة التي يكابدونها، مما دعاني إلى عمل بحث أو عمل تقيم لطلاب الحقل الطبي، فجلّ هذه الجامعات فرض على طلابه أقساطاً إجبارية وهي أقساطاُ ليست بالقليلة ... وغيرها، فأي فكر نبغ بهذه الأفكار التي لا تمت لصناعة الطبيب بصلة؟! ويمكن أن يُقال الأمر مثله على وسائط التدريس والـ(Board) الأكاديمي؛ ولقد ذكر لي عدد غير قليل عن رغبته في ترك هذه الجامعات للالتحاق بجامعات غربية لمتابعة تحصيله الطبي لما لاقاه بعضهم من تقصيرِ من أعضاء الهيئة التدريسية تجاههم أو تركها نهائيا! فأشار احدهم إلى انه لا يثق بنفسه ولا بعلمه الطبي وهو على أبواب التخرج، وارجع ذلك إلى قلة احتكاكه بالمرضى، وحتى في حال الاحتكاك بالمرضى فان فقد الكادر المدرب كان عاملا في عدم إثمار تلك الخبرة أو طريقة التعامل الفوقية من قبل بعض الدكاترة. وذكر آخر كيف أوصد امن الجامعة الباب في وجهه لتأخره عن امتحان مادة لمدة خمس دقائق، وعزى ذلك إلى مادية الجامعة التي ستجبره على إعادة المادة لتقاضي مبلغاً يربو على الألف دولار. وعلى الرغم من أن الطالب تقدم بطلب تظلم للعميد الكلية ورئيس الجامعة ومجلس أمنائها، سيما أن لتأخره ما يبرره، فان شكواه ذهبت أدارج الرياح!!. فكثيرا ما نسمع عن الاعتصمات التي بدأت تجتاح كليات الطب والعلوم الصحية، فهذا مؤشر لظاهرة خطيرة أن تدخل مشاكل كليات الطب والعلوم الصحية مرحلة الإعتصامات ، فلو نظرنا إلى الأفق البعيد عن ما يترتب عن تفاقم إشكالات كلية العلوم الطبية عموماً وتخرج طلاب الـ(Medical Student) بهذه المعوقات التي يكاد يصل بعضها إلى عدم وجود أستاذ متخصص للمواد بل عدم وجود أساتذة من الأصل. في النهاية يصب هذا لتخريج كادر طبي يتعامل مع أرواح وحياة البشر والأخطاء التي قد تنجم من جراء هذه المعوقات التي كانت تقف بينهم وبين الكورسات التي يجب أن يأخذوها على أكمل وجه؛ فمن المؤسف أن يكون إصرار الطلاب من عدم مواصلة الدراسة بهذه الحالة؛ استغراباً عن أن مثل هذا التزمت الذي يأتي من إدارات الكليات الطبية؟!؟، وهو ما يرمي بظلاله عن الكيفية التي يتم تخريج طلاب هم أنفسهم لا يشعرون بأنهم مؤهلين بما يكفي للتعامل مع أرواح الناس في ظل هذا القصور الفظيع!؟، كل هذا يؤسس لترسيخ للوضع المعكوس الموجود بان يصبح الطالب هو اشد حرص على مستقبله وأرواح الناس ومستقبل البلد من الإدارات والأساتذة؟!؟، وهل أصبح الطلاب هم أكثر دراية من المسئولين!؟.
طلاب الحقل الطبي "تقيــــــم" ...!!!
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صناعة الطبيب السوداني وكيف نثق به؟ (Re: محمد مكى محمد)
|
الاخ معتز
شكرا لاصرارك لفتح هذ الموضوع الحساس في بوستين مختلفين
يجب ان تعلم ان فتح كليات طب بهذا العدد العشوائي , الحكومي منها والخاص كان شيئا مقصود به تهميش هذا الفئة من المهنيين واقصد الاطباء لانهم اول من قالو لا للانقاذ في ايامها الاولى وكلنا نذكر اضراب الاطباء الشهير في تلك الايام .... اول شيء فعلوه وكان واضحا جدا هو تركهم لمهنة الطب . ... مجذوب الخليفة
مصطفى عثمان اسماعيل ... علي الحاج ... غازي صلاح الدين ... الطيب سيخة ... والقائمة طويلة
==== الشيء الثاني حل نقابة الاطباء وزج من كانوا بها داخل بيوت الاشباح وتعذيبهم حتى مات منهم ثلاثة
رحمة الله عليهم
===== الشيء الثالث هو فتح تلكم العدد الضخم من كليات الطب اغراق البلد بهذا الكم الهائل من الاطباء
للاسف بلع الناس هذا الطعم وزجوا بابنائهم وبناتهم في تلك الكليات الغير مؤهلة حتى صاروا يستجدون المريض للكشف عليه للتدريب مع غياب كامل لهيئة التدريس وما ذكرته انت عن كلية طب الفاشر هو قطرة من فيض
عندما كانت هناك كلية طب واحدة في العاصمة كانت المستشفيات التعليمية هي نفسها الموجودة اليوم مع الفارق الكبير في عدد طلبة كليااااااااااات الطب الموجودة حاليا
الموضووووووووووووع كبير ومعالجته تحتاج لقرارات جريئة في بلد يبلغ فيه عدد الخريجيين من الاطباء ما يزيد عن الثلاثة الاف طبيب في حين تعتمد وزارة المالية في نفس البلد 400 وظيفة فقظ لاطباء الامتياز
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صناعة الطبيب السوداني وكيف نثق به؟ (Re: جمال الباقر)
|
خالص التحايا
أستاذي وصديقي الدكتور
محمد مكى محمد
المتابع ليها شنو وانتو أسياد الشي ذاتها، اعملوا لينا اي حركة بره اضغطوا ناس المجلس الطبي ديل لو بالأمم المتحدة، يدكم لاحقة أنت وسيدنا الاممي الوالي داك..
تسلم كثير محتاج إضافتك ، سلامي للأولاد ...
عموما لو بقت جاي أدينا خبر يمكن تحصل لينا لمه مع بقية الدكاترة بلاقي عثمان مرات مرات وبكون مع ود ابوه ناصر أحيانا... لأنو بقت زول ترحال ولي زمن ما مشيت الميز..
جمال الباقر
استأذنا الغالي، يا دكتور يديك العافية إضافة لحديثك أنا شايف انو السودان ده أي شي فيهو ممكن بس عايز ترتيب ، لو في الإمكان أي قضية تتساق بنوع من الترتيب بعيد عن الأضواء بتلقي حقها لو في لاحقا..
حديثك يفيض ويضيف...
نتعشم في المزيد..
التحايا النواضر...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صناعة الطبيب السوداني وكيف نثق به؟ (Re: معتز تروتسكى)
|
الطب والإنسانية والسياسية
يمكن أن يُـقال الأمر نفسه على طلاب الدراسات العليا في السودان، إذ يمكن لتبادل الخبرات عبر طلاب الدراسات بين جامعاتنا وبقية العالم أن يُـثري خبرات الطبيب والعملية التدريبية معاً. والعامل الواجب توافره لنجاح هذه والذي يجب على الجامعات السودانية ومشافيها أن تتبناه بجرأة هو فصل الطب عن السياسية!!. فالقرارات الصادرة عن معظم وزارة التعليم العالي وجامعاته ومثلها وزارة الصحة تعكس الواقع النظام الهش بكل مساوئه. كثيراً ما استبشرت قبيلة الأطباء بالحديث عن الخطوات العلمية في سبيل تحسين الاختصاص الطبي، ومحاولة خلق بيئة تحتية علمية مشتركة بين الأطباء السودانيين عبر هيئة علمية مشتركة تجمع في عضويتها أطباء رواد يمثلون قادة الطب في السودان، ولكن هيهات مع البعد السياسي الذي يطل بوجهه في اختيار أشخاص بعينهم غير معنيين بتطوير الحقل الطبي وإبعاد ذوي المهنية لعدم ولائهم!، أي بؤس هذا وتفكير مثل الذي ينقاد إليه الحقل الطبي بداية من كلياته إلى أعلى الدرجات فيه في السودان، جراء سياسيات نظام أو شخص شخصين. فالحكومة تعمل بكل جهدها على تفريغ التعليم الطبي من عمومياته ومحتواه ، وذلك لما تشهده كلياته من عمل مساحة غير مرئية للطلاب بتمدد جماعات الهوس الديني على حساب نشاطات الطلاب الأخرى"ثقافية-رياضية ...الخ".
الأطباء بعد تخرجهم يعملون في ظروف ناهيكم عن البُـعد المادي، ولكن ابسط الضمادات تفقدها تلكم المشافي بل قل حتى ورق الروشتة المطبوع فيعمل الأطباء على الكتابة في ورق عادي وكان الشخص يتخيل نفسه في جزارة يأخذ قطعة اللحمة التي يشتريها في لفافة ورق والسلام!؛ هذا بخلاف الأطباء الجدد الذين في وردية ليلية تجدهم يضعون أياديهم في قلوبهم لكي يمر اليوم بسلام وتأتي عملية كبيرة أو حتى صغيره أو حتى حاله مستعصية نسبة لأنهم لن يجدوا بجانبهم من الأطباء الأخصائيين لكي يعونهم في ما هم فيه. كذلك سياسيات الدولة تدفع بالأطباء إلى الوقوف بين مطرقة المريض وسندان الإنسانية والمهنة، هو موقف صعب حتى لمجرد التفكير فيه ناهيكم عن الشروع في عملية الالتزام به كاضطراب بالرغم من مشروعيته؛ لكن فلنتسال من الذي يُلام هنا؟!. بالتأكيد الدولة، حول دفعها بالأطباء في وجه الشعب، والمواطن البسيط لا يدرك بان المسالة ابعد من مريضه الذي يتألم أمامه. ونتسأل أيضا عن ماذا وفرت الدولة لهؤلاء المرضى والطبيب لا يجد من محاليل ما يكفي لعمل نظافة لجرح صغير مما يطلب منه القيام للمواطن بشراء ذلك؟!. الموضوع كذلك لا يخرج من إلقاء بعض اللوم على سياسيات المجلس الطبي في التسلسل الوظيفي البيروقراطي للقابضين بمكامن القوة داخل الحقل الطبي والذي يدفعون بجموع الأطباء عبر سياستهم القذرة والتي يرجع مردها إلى الانتهازية وتمدهم داخل الدولة من خلال سياسات الاختيار الفاسدة وذلك لأنهم ينتمون لجهة ما تصب في صالح النظام الحاكم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صناعة الطبيب السوداني وكيف نثق به؟ (Re: معتز تروتسكى)
|
والسؤال الذي يفرض نفسه ويطرحه كل طبيب غيور على هذه المهنة: إلى متى يستمر النزف ويستمر مسلسل الحقوق الضائعة التي ما أن يُـطالب بها حتى يخرج البعض وكأنهم اقترفوا جريمة شنعاء؟!. إذا استعصى على الدولة أن تدفع هؤلاء الأطباء حقوقهم أليس من الأولى أن توظف هذه الأموال في إقامة مراكز رائدة على مستوى نظيراتها في العالم العربي ناهيك عن الغربي، وتُـؤسس بكل التقنيات العالمية المتوافرة، لتستوعب احتياجات المواطن السوداني، بدلا من هذه المراكز المتهالكة التي لا ترقى للمستوى؟!. من المؤسف وقد أصبح هذا الكلام مستهلكاً كل حول الدول التي نشأت بعدنا في هذا الحقل الطبي ألان تسير سيرا حثيثا نحو التطور العلمي المذهل كدول الخليج لكنها الحقيقة المرة التي تضعنا في قوالبنا الحقيقة حول ما يمكن فعله للخروج من هذه الحلقة الظلمة وهنالك يعمل على قفل كل المنافذ؛ ولنا في الصين والهند أسوة حسنة وذلك من خلال ما نراه في الغرب من استقطاب الصين والهند لأبنائها بعد ما أتموا تعليمهم وتدريبهم بالغرب فُـقدمت لهم كل سُـبل الحياة الكريمة المقدمة لهم في الغرب بل زادتهم من تسهيلات الاستثمار الذكية مما ساعد على إقامة مراكز طبية عملاقة أصبحت منافسة لمثيرتها في الولايات المتحدة، وراحت تسرق المرضى من قلب أمريكا وبأجور جعلت شركات التامين الأمريكية تضع العلاج في الصين والهند مع كافة نفقات السفر والإقامة كبديل منافس لا يُـقاوم للمريض الأمريكي، في ظاهرة تستدعي النظر والتفكير من سفر المريض السوداني للسفر للعلاج وتُـعيد للطبيب السوداني هيبته التي أصبحت في الحضيض داخل السودان، وهنالك من يتهافتون على استقطاب الأطباء السودانيين. إذا من الذي يدخل باب السياسية من أوسع أبوبه ويتهم الآخرين بأنهم يعملون على تسييس القضايا وذلك لان هنالك اعتصام نأت عنه تلكم النقابة التي تقف ضد مخدميها ويلا غرابة الأمر!!!.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صناعة الطبيب السوداني وكيف نثق به؟ (Re: جمال الباقر)
|
الاخ معتز والاخوة الكرام
شكرا لهذا الموضوع المهم والذى هو حديث كل المجاميع الطبية
اينما وجدت ...الكل يقر بالمشكلة ولكن قلة هم الذين يركزون على الحلول ...
اغلب الجامعات حسب ظنى قامت على فرضية ان الزمن والامر الواقع كفيلان بتطوير هذه
المؤسسات ولكن هذا خطا فادح ...
الحل العاجل فى نظرى ان تعترف وتتحمل الجهات الحكومية بفشلها وتسارع لتقليص اعداد
المقبولين الجدد وتركز على الكيف لا الكم
وربما اعود ثانية لهذا الموضوع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صناعة الطبيب السوداني وكيف نثق به؟ (Re: معتز تروتسكى)
|
سلام ياترتسكي
قراءة وتحليل متميزين..
التعليق الوحيد الذي أود أن أشير اليه هو أن رغبات الأسر أصبحت هي التي تحدد التخصص للطالب من أجل الوجاهة الاجتماعية وليس الرغبة والمجموع مما سيفرز أطباء همهم الأساسي اللقب وليس تجويد المهنة وخدمة المرضى فمن يدرس بهذه الملاين والدولارات لن يعمل بالمهنية المطلوبة ولن يعمل بأنحاء البلاد ويريد مستوصف يليق بما دفعه يتعامل فيه بفوقية نفترضها من الواقع الذي أفرزه..
نسال الله السلامة وأن يعود تعليمنا كما كان.. تنافس شريف يقدم الجديرين ويؤخر غيرهم بدون غل أو ضغائن..
احتراماتي..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
معتز تروتسكى
محمد مكى محمد
جمال الباقر
Abobakr Shadad
تبارك شيخ الدين جبريل
خالد كدودي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست