الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 09:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2010, 02:59 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2)
                  

04-01-2010, 03:12 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)

    { وهنا يجب أن أذكر أن زبير باشا عندما فتح دارفور تركها لعناية ابنه سليمان وسافر هو إلى القاهرة وفي سنة 1877 عين غردون سليمان هذا حاكماً على بحر الغزال ولكن فشا خلاف بينه ومن يدعى إدريس أبتر أحد أهالي دنقلة وكان زبير باشا قد وكل إليه العناية ببعض المسائل. ولكن أسرة زبير تنتمي إلى قبيلة الجعالين الذين كان بينهم وبين الدناقلة تحاسد و تباغض. وإني اعتقد أن كثيراً من القلق في السودان يرجع إلى هذه الحقيقة}










    سلاطين باشا- السيف والنار
                  

04-01-2010, 03:30 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)

    أسطـــورة الرهاب الجعلـــــــي



    Quote: {فإن سكان مديرية بحر الغزال خليط من قبائل الزنوج التي كانت مستقلة كل منها عن الأخرى حتى جاءهم عرب الدناقلة وعرب الجعالين فاتحين بغية الاتجار بالعبيد. وينسب عرب الجعالين أنفسهم إلى عباس عم النبي وهم يفخرون بهذا النسب ويباهون الدناقلة به. والدناقلة ينتمون في زعمهم إلى العبد دنقل. والمأثور أن هذا الرجل على الرغم من أنه كان عبداً قد ارتفع إلى أن صار حاكم النوبة وإن كان مع ذلك يدفع خراجها لبهنسة الأسقف القبطي للبلاد الواقعة بين سراس ودبا.}




    نفس المرجع السابق

    (عدل بواسطة آدم صيام on 04-01-2010, 03:32 AM)

                  

04-01-2010, 03:55 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)

    من أين استمد الجعليون أنفتهم!
    وهل سيدمرون السودان؟



    ليست هذه هي المرة الأولى أو الأخيرة التي أتناول فيها مرضاً عضالاً منتشراً في تلافيف المجتمع السوداني المتوطن بالركاكة والعجز والتخلف والكراهية المقننة والفتن النائمة والتي تدب على رجلين.

    المجتمع الذي يُعلي من شأن غيره ويكره ذاته
    المجتمع الذي يستمد أحقيته التاريخية من الشفاهي وما أورده حكاؤو القبيلة
    المجتمع الذي يحقق جيناته الأصيلة في الشلوخ والتفصيد والدمامل
    المجتمع الذي تقبع صيدليته في كل ما هو مر المذاق وأثيله
    المجتمع الذي يرى أصالته وراء خفاض الإناث ودق(الشفة) الشلوفة وإماتة أعضاء الحواس
    لدرجة مفردة كـ (الغلفاء) تستوجب إراقة الدماء تصحيحاً للشرف
    المجتمع الذي نخوته تكمن في جلد البطان وطعن الفخوذ وقلب الكانون على الرؤوس
    مجتمع عالِمه الجهبوذ عنصري وجاهله البهلول متكبر

    وليست هذه المتلازمة حالة(Phenomenon) يمكن تجاوزها بإهالة كمية من خطب المجاملات ومقولات الفتنة نائمة وخلوها مستورة وتراب المغفرة.

    وليست هذه المتلازمة محدودة الأثر أو منذورة الجدوى وذات استهلاك مؤقت لننظر ريثما تنقشع سحابتها.

    إذ أنها مشفوعة بكثير من الأدب التاريخي المقعد لأحقيتها ومجدد لمعينها، كما وقد رفدها علماء أجلاء لهم باع في التتريخ وتقعيد المعرفة، وقد حقق نشرها رواة ألمعيون بروايات أدبية خالدة، وغنى لها فنانون وشعراء من أساطين الفن وعمداء الاستذاقة قهراً وتزلفاً و ضعةً.

    وقد سار بركبها الرعاة والحفاة والممزقون ومجهولو النسب وفاقدات البظر، واعتمدها طالبو الوظيفة والشرف وقادة العسكر والحكماء والبلطجية والنبلاء على السواء.

    وأعاد صناعتها الببغاوات والجهاليل والترهات البسابس ورئيس الدولة و حتى الذي مازال يستخدم فاه لتقطيع بصل الإدام.

    إنها العنصرية التي رعاها الجعلي حتى تفتقت ذؤاباتها وزارةً و حكماً وصولجاناً وغدت شرفا وسؤددا!
    واشرأبت أعناقها أدباً وحكمة ومقولة مأثورة من شاكلة:
    (الحكم ما بشبههم)
    و(نحن سياد بلد نقوم ونقعد على كيفنا)
    و (الغرباويه لو لقت لها جعلي ركبها تحمد ربها
    ده شرفا ليها وليس اغتصاب)

    (عدل بواسطة آدم صيام on 04-07-2010, 09:20 PM)
    (عدل بواسطة آدم صيام on 04-18-2010, 07:26 AM)

                  

04-01-2010, 05:47 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)

    إنها حالة مرض عضال وسلوك قحيح يا سادتي، تعج بها هذي الفضاءات حتى تفطرت المعرفة فيها، و ما سودانيزأونلاين إلا انعكاس صادق لما يجري في التراب، وسوف أقدم لكم نماذج حية لتدوكوا فيها لياليكم ونهاراتكم العاقبة.

    والسؤال هو: ما حقيقة تعالي الجعلي؟؟


    تقبع في جعبة السودان آفة اسمها القبلية أسسها ويغذيها الجعلي سوف تأتي على الوطن!


    كيف تأتى للجعلي أن يرشق نساء الغرب –غرب السودان- بكامله ولا تطرف له جفن! ليس بوجود وإنما ب(لو) جعلي، ولو حرف تمني كما تعلمون صعب المنال
    ولو جعلي (ركبها) وليس تزوجها تحمد ربها!!!!

    تحمده على ماذا؟ على أن جعلياُ اغتصبها اغتصاباً لتنال شرف الجعولية!
    أليس الجعلي هو نتاج الرق الذي ابتدر منذ اتفاقية البقط؟
    أليس هو نتاج غارات الرق المتكرر عبر تاريخ العنج والهمج والمملكة السنارية؟
    أليس الجعلي هذا من تحقق من أنه ينتهي نسبه إلى العباس ولم يتحقق بعد من أصل كلمة (جعلي) أهي جعلان أوجعلناكم أو جعل؟

    أليست هذه الجعولية هي نتاج اغتصاب وتسري للترك والغزاة والمماليك المألفين من الجنود المصريين والألبان والشركس والسلاجقة والشوام والمرتزقة؟
    أليست هذه الجعولية تم اختراق جيناتها الأصيلة وإبادتها بجنود محمود ود أحمد الشتراء؟
    ما الذي يجعل رقيق موغل في العبودية يتنكب عصا العبودية يميناً ويساراً والجميع صامتون؟

    كيف تقوم على كيفك وتجلس على كيفك وأنت بين رحى الرق والاسترقاق منذ اتفاقية البقط مروراً بالهمج والدفتردار ومحمود ود أحمد؟


    ما الذي يجعل جهلول لا يقوى على إدارة اجتماع لثلاثة أعضاء رئيساً لمليون ميل مربع ؟

    ما الذي يجعل أمي متخلف لا يجيد حتى تصويب البندقية ( قتل طفلة في جنوب كردفان خطأً) على أن يصل إلى رتبة عميد في الجيش السوداني وقائد للقوات المسلحة السودانية؟
    كيف تم الإجماع داخل منظومة الترابي على اختيار مريض لا يحسن حتى الخطابة وكلما في جعبته: كديس ولحس كوع وترجيف أرداف؟
    كيف انتظم السابلة والجنجويد ( محسوبون –غرب- حسب تصنيفه) والأرزقية و المنافقون واللصوص والشرزمة والمشلخون والسادة في التبرير له نفحاً وصمتاً ودفن الرؤوس في رمال العنصرية؟

    لنرى في التاريخ الذي سجّل بوادر العنصرية الجعلية تجاه الدناقلة( الآن أصبح الدناقلة أبناء عمومة الجعليين)

    (عدل بواسطة آدم صيام on 04-07-2010, 09:19 PM)
    (عدل بواسطة آدم صيام on 04-18-2010, 07:28 AM)

                  

04-02-2010, 03:37 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)

    Quote:
    وحدث بعد ذلك أن سافر محمد شريف إلى بلدة قريبة من أبه فذهب إليه محمد أحمد في الشعبة و وجهه ملطخ بالرماد يستغفر ويتوب ولكن الشيخ طرده أفظع الطرد وقال له: (( اخسأ عني يا خائن. اخسأ أيها الدنقلاوي الشقي الذي لا يخاف الله والذي يخرج على معلمه ومولاه. لقد حققت قول من قال: الدنقلاوي شيطان مجلد بجلد إنسان. إنك تثير الشقاق بين الناس فاخسأ عني فإني لن أغفر لك))


    المرجع: السيف والنار


    لاحظ لكل من:
    خائن و اخسأ،
    أيها الدنقلاوي الشقي الذي لا يخاف الله،
    الذي يخرج على معلمه ومولاه،
    (قول من قال: الدنقلاوي شيطان مجلد بجلد إنسان)
    هل المهدوية هي نتاج لاستفزاز جعلي محض؟
    إن كان هذا رأي عالم الدين الجعلي في الدنقلاوي ألا ينطوي على عنصرية بواح؟
    و إن كانت تلك عنصرية بواح، ألم تلغي فكرة أن الدناقلة فرع من قيبلة الجعليين.
    هل تخلق الدنقلاوي بأخلاق الجعليين العنصرية وسار عليها ومن ثم تبعهما القوم؟
    وأين يلتقيان: في العباس أم العنصرية المشتركة؟؟
                  

04-02-2010, 03:41 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)

    Quote:
    الدكتور\عوض محمد عوض له مؤلف في تاريخ عرب شمال السودان وعند قراءتي لهذا الكتاب وجدته يتفق في كثير من تفاصيله مع الروايات الشفهيه المتواتره عن الجعليين.فقد قام دكتور عوض بتقسي عرب الشمال الى مجموعتين رئيسيتين،فمجموعة عرب دارفور وكردفان و الجزيره سماهم المجموعه الجهينيه وارجع اصولهم لعرب اليمن الذين دخلو السودان مهاجرين من شمال غرب افريقيا بلاد المغرب العربي ،القحطانيون.والمجموعه الجعليه التي تشمل الشايقيه و الجعليين و الرباطاب و المرفاب و البطاحين و المجموعيه و الجميعاب هذه السبعه بطون ترجع الى جدهم الاكبر ابراهيم جعل وهو من احفاد الفضل بن عبدالله بن عباس وهم العدنانيون وتفصيله كالاتي:
    ابراهيم جعل بن ادريس بن قيس بن يمن الخزرجي لامه بن عدنان بن قضاعه بن كرب بن هاطل بن ياطل بن ذي الكلاع بن سعد بن الفضل بن عبد الله الحبر بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما.






    إخواني الكرام...
    السلام عليكم...
    طافت بخلدي في الأيام الماضية عدة تساؤلات، حلمت بإجابة عنها في اليقظة و المنام، بل إنها أرقتني و حرمتني المنام في كثير من الأحيان...
    تلفت يميناً و شمالاً عسى أن أجد من يشير إلى بئر أُقبل عليه لأطفئ نار ظمأٍ استحكم علي لأسابيع و شهور، و لكن دون أن أصل إلى ذلك البئر، الذي ربما طمسته رمال الزمان و بعد المكان و تبدل حال الإنسان، ثم صار قيل و قال و عندها كثر السؤال....
    إخواني، لدى بحثي في نسبنا و تاريخ قبيلتنا، وجدت كماً لا بأس به من معلومات من مصادر و كتب مختلفة، و ربما أصاب تلك المعلومات بعض التضارب و الغموض، و لكني أجدها بداية لدراسة أشمل للوصول إلى حقائق لم تكن بالحسبان...
    هذا يحتم علينا عمل History Archeology ، أي التنقيب في التاريخ، و ذلك باستحضار الزمان و المكان و الشخصيات مع كافة الظروف و الأحداث، و من ثم تمحيص و فحص ما نتج عن جمعنا لتلكم المعلومات..
    دعوني أذكركم بمثال عما أقصده هنا..
    لقد طرحت في موضوع "من أول مهاجر إلى السودان من الجعليين" سجل لمشاهدة الروابط ، حيث ذكرت مختلف الروايات التي اطلعت عليها و قارنت بينها، ثم موضوع "هل تعلم... أن أول موطن لأجداد الجعليين كان بكردفان" سجل لمشاهدة الروابط ، حيث بينت أن أجداد الجعليين الأوائل دفنوا بكردفان بناء على ما جاء بكتاب الفحل...
    و لكني قرأت قبل عدة أيام ما كتبه يوسف فضل و ضرار صالح ضرار، أن الجعليين قد استقروا بداية على ضفاف النيل، أي في موقعهم الحالي، و تداخلوا مع النوبة في تلك المنطقة و ما إلى ذلك من تفاصيل، فإذاً لدينا هنا روايتان... هل استقر الجعليون بداية على ضفاف النيل أم بكردفان؟؟؟
    قال يوسف فضل في تعقيبه على كتاب الفحل:

    " وربما تكمن أهمية الكتاب في أنه يحوي بعض المعلومات القيمة عن تاريخ القبائل العربية في السودان، والتي استقاها المؤلف من بعض الوثائق التي ضاعت أصولها الآن. ولا شك أن الحصول على شيء من تلك المخطوطات يعتبر كشفاً مفيداً لمصادرها. خاصة مما كان يحفظ في بلاط ملوك الجعليين بشندي. ولعل ما يلفت النظر أن المؤلف جعل تاريخ الجعليين يبدأ في منطقة بارا.
    ويورد قائمة طويلة مفصلة بأسماء ملوكهم في ذلك الإقليم، ويبين كيف تقهقروا، بعد عهود طويلة، إلى منطقة شندي. ولا شك أن هذه الرواية تختلف كثيراً عما اشتهر من أخبارهم.
    وربما اتفق مع بعض ما أورده (دي كالفان) عن نفس الموضوع سنة 1836 ولا شك أن ما في هذه الروايات من الحداثة يحتاج إلى دراسة وتحقيق."
    حيث أن يوسف فضل ذكر عكس ذلك في كتابه حول العرب في السودان، و لكن ذكر معروف و نمر في كتابهما "الجعليون" رواية تماثل رواية الفحل عن أن كردفان كانت موطن الجعليين الأول:

    "وسرار هذا مدفون بجهات كردفان بنواحى بارة والى اليوم يقال لابياره ( بير سرار) وسرار هذا ابن كردم واسمه حسن المك حضر الى السودان فى زمن خلافة بنى العباس وهو امير وقائد على ثلاثين راية حتى وصل الى جهات كردفان فى فتوحاته واستقر بالسودان وله عشر اولاد حضروا جميعهم معه بالسودان منهم سبعة رجعوا الى الكوفة وثلاثة استقاموا بالسودان".
    مع ملاحظة أنه لم تعلم أية فتوحات شملت كردفان في زمن بني العباس، و ربما حورت الرواية الأصلية مع الزمن، و التي قد تكون بمعنى "أن حسن كردم جاء من الكوفة بعد غزو المغول للعراق، فحضر إلى السودان زمن إعادة خلافة بني العباس في مصر، و كان أميراً على مجموعة من قومه، و استقر هو و بعض بنيه في كردفان، فيما عاد البقية من حيث أتوا –أي مصر على الأرجح لأن العراق كان بيد المغول-".... و الله أعلم...

    و بغض النظر عما إذا كان أول مهاجر هو إدريس بن قيس –كما قال الفحل-، أم حسن كردم –كما جاء في كتاب الجعليين-، فإننا نلحظ أن كلا الروايتين أتفقتا في أن كردفان كانت محل الجعليين الأول...

    و ربما مالت نفسي إلى هذه الرواية أكثر من رواية فضل و ضرار –بأن ضفاف النيل أول موطن الجعليين-، حيث لا أعرف مصدرهما، أهو بسبب أن الجعليين اتخذوا المنطقة الحالية داراً لهم، أم بسبب قرب المنطقة من مصر التي عبروا منها إلى السودان؟؟؟ كما أن فروعاً أصيلة من المجموعة الجعلية لا زالت بكردفان إلى يومنا هذا، كالجوامعة، و الجمع، و الأحامدة، و الغديات، و البديرية، و الرياشية، و الطريفية، و الشويحات، و الماجدية، و الكرتان، و غيرها من فروع المجموعة الجعلية التي تتخذ كردفان و الضفاف الغربية للنيل الأبيض مركزاً لها... و بالمناسبة، منذ فترة قرأت في أحد المنتديات لأهل الدويم، أن هناك غربي الدويم و جبال العرشكول، منطقة تسمى مرابع أبناء حمد الأكرت، على اسم أحد أجداد الجعليين و هو حمد الأكرت بن صبح بن مسمار بن سرار بن حسن كردم...

    أمر آخر أجده مرجحاً لكفة رواية الفحل، بأن النوبة و أحفاد الكوشيين كانوا يستقرون على ضفاف النيل، كما هو الحال في مناطق دنقلة و شمالها من أرض المحس و السكوت، و كما نعلم من روايات التاريخيين مثل المقريزي في كتابه البيان و الإعراب عما بأرض مصر من الأعراب، بأن الكنوز –بني كنز الدولة- و هم أصلاً من ربيعة الذين وفدوا و استقروا و حكموا جزءاً النوبة السفلى، ثم صاروا يتكلمون بلسان النوبة، أي أنهم مثال واضح للعرب المتنوبة، و عاشوا في تلك المناطق لمئات السنين، أما النوبة العليا أي جنوب الأبواب عند مروي القديمة و مملكة علوة، نجد أن لسان النوبة قد اندثر، و قد يكون بسبب الغارات التي شنها البجا، و المماليك، و العرب، و لاحقاً حلفاؤهم من الفونج عليهم، و تعلمون قصة خراب سوبا، و ما نتج عنه من هجرة كثير من النوبة لجبال النوبا المعروفة... و أستطيع الجزم بأنه كان ضمن هؤلاء العرب أجداد الجعليين... و الله أعلم...

    و إذا سلمنا بصحة رواية الفحل و ما جاء بكتاب الجعليين، فأين استقر الجعليون بكردفان، و كم كان عددهم و من كان يجاورهم من القبائل؟؟؟
    يبدو لي أن الجعليين كانوا أهل بادية بالمقام الأول، و لكن يمكن البحث في مكان مراعيهم و مضاربهم، التي غالباً ما تكون ما بين بارة شمالاً و خور أبو حبل و جبل كردفان جنوباً، العرشكول و ضفاف النيل الأبيض شرقاً إلى أبو زبد غرباً.... و لاحقاً نتساءل عن عددهم الذي جاؤوا به...
    قال الفحل بكتابه:

    "عند مواقعة التتار ببغداد سنة 656 هجرية كان الأمير إدريس مع أهله من بنى العباس في ميدان المعركة. فلما دخل التتار بغداد وأمسى الليل، وحضر لمنزله الذي كان بحديقته، وجد أن حبوس المياه التي أطلقت قد أغرقت الحديقة؛ فنقل إلى سفينته من كان معه من آله، وسار بها في النهر إلى حيث يؤمل السلامة. فلما أمن أخرج آله منها واستأجر دليلاً وجمالاً وسار نحو مصر. فلما وصلها وجد أن الخبر قد سبقه بتمام القضاء على سكان بغداد، ومقتل الخليفة وابنه. فنزل ضيفاً على سلطانها."

    و قال أيضاً:

    "وأما الأمير إدريس فلم يقم بمصر أكثر من عامين؛ إذ أنه هاجر منها إلى السودان سنة 658 هجرية. إذ أن الأمر بمصر كان بيد السلطان بيبرس. وبنو العباس ما عدا الخليفة كباقي أفراد الناس. وعرف أن في صحارى غرب النيل جماعة من بني قحطان وعرب فزارة(7) من بني عدنان. فارتحل إلى أسيوط. ومنها أجر الجمال والأدلاء إلى أن نزل على العرب في الغرب في الخيران(8) فاستقبل بالسرور...

    (7) بنو فزارة يقطنون شمال كردفان وهم دار حامد . راجع د. يوسف فضل ( العرب في السودان).
    (8) الخيران : تعني دار حامد وتليها القيزان حسب التقسيم الجغرافي عند الأهالي."
    يتضح أن إدريس بن قيس ربما جاء مع أهله الأقربين، كزوجته و بنيه الذين جاؤوا معه من بغداد، بحسب ما جاء في كتاب الفحل، حيث لم ترد إشارة إلى أن عددهم كان ليتجاوز المئة أو المئتين من أهله و قرابته و ربما بعض من آثر السير معه من غير أهله كالأدلاء و من صادفهم بطريقه إلى مصر ثم السودان...

    ثم لنتفحص جملة الفحل التالية:

    " وعرف أن في صحارى غرب النيل جماعة من بني قحطان وعرب فزارة(7) من بني عدنان. فارتحل إلى أسيوط. ومنها أجر الجمال والأدلاء إلى أن نزل على العرب في الغرب في الخيران(8) فاستقبل بالسرور، وجعلوه إماماً وحكماً بعد أن علموا أنه من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بني العباس، أهل الخلافة والشرف. وانقاد له العرب، وأصبح بينهم سيداً مطاعاً. فاستوطن الصحراء، واقتنى الماشية، وصار مع البادية في الحل والترحال. وطاب له المقام. وكان أكثر مقامه بالخيران. وعاش بالسودان تسع سنوات، حتى توفى ودفن بمقبرة يقال أنها اليوم بين بارا وخرسى.(9) وخلفه في الرئاسة ابنه الأمير إبراهيم جعل جد قبائل الجعليين.

    (7) بنو فزارة يقطنون شمال كردفان وهم دار حامد . راجع د. يوسف فضل ( العرب في السودان).
    (8) الخيران : تعني دار حامد وتليها القيزان حسب التقسيم الجغرافي عند الأهالي.
    (9)خرسى : بالقرب من بارا وهى محل خلافة الدواليب."

    إذاً جاء إدريس بن قيس و استقر في أرض السودان، و لقد جاوره "جماعة من بني قحطان و عرب فزارة من بني عدنان" و ربما كانت جماعة بني قحطان هي قبائل جهينة من بني قضاعة بن مازن بن حمير بن سبأ بن يعرب بن يشجب بن قحطان و التي منها المسيرية و التعايشة و الرزيقات و الحوازمة و الهبانية و غيرها من قبائل المجموعة الجهنية، و أما عرب فزارة فهم كقبائل بني جرار و البزعة و الشنابلة و الزبادية و المعالية، بحسب ما جاء في آخر كتاب الفحل و الصديق حضرة –العرب/التاريخ و الجذور-، و كل هذه القبائل لا زالت تسكن غرب السودان...

    و لكن يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: لماذا جعل هؤلاء القوم إدريس بن قيس إماماً و حكماً عليهم؟؟ و ربما ظننا أنه كان إماماً و حكماً دينياً و لكن جاء أنه "انقاد له العرب، وأصبح بينهم سيداً مطاعاً"، فذلك يدل على مكانة اجتماعية و ربما سياسية استطاع إدريس بن قيس تحقيقها... و لكن هل كان هؤلاء القوم بانتظار أحد ما لينصبوه إماماً و حكماً عليهم، هذا السؤال يفتح آفاق للبحث في شأن أولئك الأقوام و تاريخهم و بالتحديد فترة مجيء إدريس بن قيس....
    و تذكرني هذه الرواية عن بعض أفراد البيت الجعلي الذين جاءت روايات بتأسيسهم ممالك و إمارات استمروا هم و أحفادهم من بعدهم بحكمها، مثلاً ما اشتهر عن سليمان (صولون) الجعلي عن تأسيسه لمملكة الفور، و أن السلالة الحاكمة بسلطنة دارفور هي من أصل جعلي –المصدر؛ الصديق حضرة:العرب-، وأيضاً ما قيل عن أسرة مملكة تقلي الحاكمة ذات الأصول الجعلية، و جاء بكتاب الفحل الآتي:

    " ويقال أن فقيراً من الرباطاب ذهب إلى جبال تقلي داعياً إلى الإسلام فتزوج بنت الملك وانجبت أولاداً ورثوا الملك ومنهم ملوك تقلي اليوم".

    و إمارات أخرى حكمها ملوك من أصول جعلية كسلطنة برقو....
    حيث أنها اشتركت في قصة أن غريباً متديناً أو ربما سائحاً عالماً وصل إلى تلك الممالك و خالط أهلها و من ثم حكمهم و تعاقب على حكمهم أحفاد ذلك الشخص ذو الأصول الجعلية...
    هذا لا يعني أن كل هذه الروايات عبارة عن Fairy tale ، أي عبارة عن خرافات تقليدية محضة، حيث نعلم أن مثلهم العديد في التاريخ، مثل عبد الرحمن الداخل الأموي الذي هرب إلى الأندلس و وحدها ثم ملكها و ذريته، و إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب الذي فر من العباسيين و أقام بالمغرب و به كانت بداية دولة الأدارسة المناوئة للعباسيين...

    بلا شك أن مثل هذه الروايات تحتاج إلى مراجعة استناداً إلى معطيات ظرفية و تاريخية، بالإضافة لوضع الأقوال المأثورة و الوثائق المنقولة تحت مجهر البحث العلمي لتبيان ما لها و ما عليها...
    ثم لنتمعن لقب إبراهيم جعل –جد الجعليين-، حيث وردت معان مختلفة منها أنه سمي بجعل –أي الجعران- لسواد لونه، و منها أنه سمي كذلك لقوله "جعلناكم منا" لمن استجار به من أفراد أو قبائل، و التفسير الثاني منتشر لدى راويات الجعليين بصورة كبيرة، فعند ذلك يلوح بخاطرنا أن أمراً ما حدث كمجاعة أو نزاع أو جفاف قد حل بأهل تلك المناطق، الممتدة من أقصى صعيد مصر إلى كردفان و دارفور، مما استدعى التجاء عدد كبير من الخلق لتلك الشخصية لمعرفة مسبقة بكرمه و حسن ضيافته، و ذلك ما فصل فيه المؤرخ القدير ضرار صالح ضرار –رغم أنه ارتكز على أن ضفاف النيل كانت أول دار للجعليين-، و لكني أنصحك أيها القارئ الكريم بالاطلاع على ما كتبه في كتابه اللائق الرائق هجرة القبائل العربية إلى وادي النيل، حيث ذكر في فصل "العباسيون من العراق إلى السودان" عدة خطوب و أحداث وقعت بالصعيد أدت إلى أن تفتك بآلاف البشر كما جاء في كتب التاريخ القديمة، منها ما هو طبيعي كانحسار النيل، و منها ما هو سياسي، كالحروب التي شنها المماليك على العرب هناك و كان منهم عدد من العباسيين الذين نزحوا جنوباً بعيداً عن تلك المناطق الساخنة...

    و الآن لننتقل إلى حقبة تاريخية أقدم، أي قبل مجيء جد الجعليين إلى بلاد السودان، و لعل سرد أسماء أجداد الجعليين يفيدنا هنا، مع ملاحظة أن سلسلة النسب من إدريس بن قيس إلى العباس أصابها كثير من الاختلاف بين مختلف الروايات، حيث سقطت أسماء عدة من عمود النسب، و هو ما كان أمراً حرجاً لتحقيق مدى مصداقية هذا النسب، و الجدير بالذكر هنا، أن معظم الروايات في كتاب مكمايكل و كتاب معروف و نمر، قد ذكرت أن الجعليين هم من نسل الفضل بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، و هذا ما لا يصح، حيث أن الفضل بن عبد الله لم يعقب ذرية بحسب كتب الأنساب العريقة ككتاب جمهرة أنساب العرب لابن حزم و غيره، مع ملاحظة أني أعتبر كتاب مكمايكل بمثابة كتاب تاريخ الطبري الشامل الجامع، حيث ذكر ما استطاع تحصيله من الوثائق و السفر لمناطق السودان المختلفة لمقابلة أعيان و شيوخ القبائل، و ذكر كل هذه الروايات بغض النظر عن صحتها أم لا، إذاً فالعهدة تقع على القارئ و الدارس لتمحيص و استبيان حقيقتها...
    ثم إن كتاب الفحل ذكر رواية أخرى، أكثر واقعية و اكتمالاً، و لقد اعتمدت من قبل النسابة حسني العباسي، صاحب كتاب الأساس في أنساب بني العباس، و لقد ذكر رواية الفحل بكتابه عند حديثه عن الجعليين...
    و لكن السؤال، ما سبب انتشار الرواية الأولى –الغير صحيحة- و استحواذها على معظم أعمدة النسب، أقول معظم أعمدة النسب لأن مكمايكل جمع أكثر من 5 أعمدة و تحصل معروف و نمر على أكثر من 3 أعمدة و لم يرد ذكر لمثل ما ذكره الفحل -أي ذكر جد الجعليين الفضل بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس-... لعل أسباب الضياع و الجهل و الأمية و كثرة الترحال، و غيرها من الأسباب، تكون ذات اعتبار في هذه الحالة، و لكن كنت أتمنى معرفة مصدر الفحل في روايته، و سبب ندرة انتشار روايته؟؟؟

    لنسرد نسب حسن كردم إلى العباس بن عبد المطلب، و لكن برواية الفحل:
    حسن كردم بن أبو الديس بن قضاعة بن عبد الله حرقان بن مسروق بن أحمد بن إبراهيم جعل بن إدريس بن قيس بن يمن (الخزرجي) بن عدي بن قصاص بن كرب بن محمد (هاطل) بن أحمد (ياطل) بن ذي الكلاع (الحميري) بن سعد (الأنصاري) بن الفضل بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.

    أين كان يسكن هؤلاء قبل غزو المغول للعراق؟؟؟
    هل كانوا ببغداد، أم بالكوفة، أم مكان آخر؟؟؟
    ربما أن المعلومة القائلة بأن جد الجعليين قدم و استقر بالسودان تكون ذات مغاز عظيمة لدى محاولة إجابتنا لهذا السؤال، و هو أن جد الجعليين –و بغض النظر عن اسمه و شخصه- فلقد استقر بالبادية غرب السودان، حيث لم نعلم وجوداً حضرياً كبيراً بمنطقة كردفان، و لا أعتقد أن من عاش في القصور الفاخرة و الحدائق الغناء، يمكنه القبول و الرضا بعيش أهل البادية و الصحراء، فإنه على أقل تقدير أن جد الجعليين كان من أهل الريف إن لم يسكن بادية العراق، لكننا نعلم شيئاً عن مسكن بعض من بني العباس بن محمد و أرض لهم ورثوها عن أبيهم، حيث جاء عن هذه الأرض في كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ما يلي:

    "سويقة العباسة ودار العباسة بالمخرم وقطيعة العباس بباب المخرم: هو العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس أخو أبي جعفر.
    أخبرني الأزهري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا عرفة قال: قطيعة العباس التي في الجانب الشرقي تنسب إلى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وهو أخو المنصور... وإليه تنسب العباسية.
    قال الشيخ أبو بكر: يعني بالعباسية قطيعته التي بالجانب الغربي". انتهى من كتاب البغدادي.

    و كتب ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان:

    " والعباسية محلة كانت ببغداد وأظتها خربت الآن وكانت بين الصراتين بين يدي قصر المنصور قرب المحلة المعروفة اليوم بباب البصرة وهي منسوبة إلى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس...
    وكان العباس أول من زرع فيها الباقلآء فكان باقلأؤها نهاية فقيل له الباقلي العباسي وربما قيل لها جزيرة العباس لكونها بين الصراتين ومن أجل باقلائها وجودته صار البلاقلاء الرطب يقال له العباسي."

    مع ملاحظة أن الحموي ذكر أمر خرابها، بمعنى أنها هجرت، مع العلم أنه عاش في الفترة 574 - 626 ه‍ = 1178 - 1229 م، أي أنها خربت قبل غزو المغول(656هـ-1258م) بفترة...

    و أما عن مسكن ذرية العباس بن محمد، فبعضهم سكن بغداد، و ربما سكنوا خارجها من أنحاء العراق، و آخرون ارتحلوا إلى مصر.

    هذا ما جاء بكتاب الجمهرة لابن حزم:

    "ومنهم –أي ولد العباس بن محمد-: عمر بن الحسن بن عبد العزيز ابن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، حج بالناس نحو عشرين سنة؛ وإخوته محمد، وأبو بكر، وعثمان، وعلي، بنو الحسن بن عبد العزيز؛ وكان لهم قدر ببغداد، ورياسة عظيمة؛ وسكن عمر منهم مصر، وله بها عقب كثير"
    و منهم كذلك اعتماداً على ما قاله البغدادي، محمد بن عبيد الله بن على بن الحسن بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس الذي كان يتولى حسبة بغداد والصلاة في مسجد جامع الرصافة من سنة أربع وثمانين ومائتين إلى حين وفاته وتوفى في صفر لاحدى عشرة ليلة خلت منه سنة ثلاثمائة.
    و منهم الحسين بن أيوب بن عبد العزيز بن عبد الله بن العباس أخي المنصور وهو العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الذي توفي سنة ست وأربعين وثلاثمائة وكان ينزل في الجانب الشرقي ودفن في داره في قطيعة العباس –السابقة الذكر-.
    و منهم كما جاء بذيل تاريخ بغداد: علي بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد ابن أبي منصور بن علي بن عبد السميع بن محمد بن عبد الواحد بن عيسى بن محمد بن موسى بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب، و هو من أهل باب البصرة، وسكن في آخر عمره بالكرخ.

    و لنتمعن أسماء و ألقاباً مثل كردم، أبو الديس، قضاعة، حرقان، قصاص (و في رواية جساس بحسب ما جاء بموسوعة عون الشريف)، كرب، هاطل، ياطل، ذو الكلاع الحميري، نجد أن هذه الأسماء و الألقاب كانت تختلف عن أسماء و ألقاب أهل بغداد من بيت الخلافة على وجه التحديد، و ربما كانت تشبه أسماء أهل الريف أو البادية، و لكن لنر ماذا قال عون الشريف في بعض تراجم هؤلاء:
    "
    • أبو الديس: قيل أنها أبو إدريس.
    • كَرِب: اسم علم و لقب. و يرد في نسب الجعليين.
    • هاطل: اسم علم و لقب. يرد اسمه محمد هاطل بن أحمد ياطل بن ذي الكلاع في أنساب الجعليين، و يبدو الأصل اليمني واضحاً في هذه الأسماء اليمنية راجعة إلى أمهاتهم و هن من أصل يمني.
    • ياطل: اسم علم يمني يظهر في أنساب الجعليين.
    • ذو الكلاع: اسم يمني اشتهر به ذو الكلاع الحميري أحد ملوك اليمن. و يظهر في نسب الجعليين ذو الكلاع الحميري بن سعد الأنصاري بن الفضل بن عبد الله بن العباس. و تذكر بعض الروايات أنه حميري بأمه.
    "قبل أن نأتي على مغاز تلك الأسماء، لنتعرف على معاني بعضها، مما يلتبس بوجود أصل عربي لهذه الأسماء...
    جاء في لسان العرب لابن منظور في معاني الأسماء التالية:

    - قصاص:
    والقَصّاص: لغة في القَصّ اسم كالجيَّار. وما يَقِصُّ في يده شيء أَي ما
    يَبْرُدُ ولا يثبت؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
    لأُمِّكَ وَيْلةٌ وعليك أُخْرى،
    فلا شاةٌ تَقِصّ ولا بَعِيرُ
    والقَصَاصُ: ضرب من الحمض. قال أَبو حنيفة: القَصاصُ شجر باليمن
    تَجْرُسُه النحل فيقال لعسلها عَسَلُ قَصَاصٍ، واحدته قَصَاصةٌ

    - جساس:
    وجَسَّاس: اسم رجل؛ قال مُهَلْهِلٌ:
    قَتِيلٌ، ما قَتِيلُ المَرْءِ عَمْرٍو؟
    وجَسَّاسُ بنُ مُرَّةَ ذو ضَريرِ
    وكذلك جِسَاسٌ؛ أَنشد ابن الأعرابي:
    أَحْيا جِساساً، فلما حانَ مَصْرَعُه،
    خَلّى جِساساً لأَقْوام سَيَحْمُونَه
    وجَسَّاسُ بنُ مُرَّة الشَّيْباني: قاتلُ كُلَيبِ وائلٍ: وجِسْ: زَجْرٌ
    للإِبل.

    -كرب:
    وأَبو كَرِبٍ اليَمانيُّ، بكسر الراءِ: مَلِكٌ من مُلوكِ حِمْير، واسمه
    أَسْعَدُ بن مالكٍ الـحِمْيَريُّ، وهو أَحد التبابعة.

    -ذو الكلاع:
    والكُلاعِيُّ: الشُّجاعُ، مأَخوذ من الكُلاع وهو البأْسُ والشدّة والصبر
    في المَواطِنِ.
    والتَّكَلُّعُ: التَّحالُفُ والتَّجَمُّعُ، لغة يمانية، وبه سمي ذُو
    الكَلاعِ، بالفتح، وهو مَلِكٌ حِمْيَرِيٌّ من ملوك اليمن من الأَذْواء، وسمي
    ذا الكَلاعِ لأَنهم تَكَلَّعُوا على يديه أَي تَجَمَّعُوا، وإِذا اجتمعت
    القبائل وتناصَرَتْ فقد تَكَلَّعت، وأصل هذا من الكَلَعِ يَرْتَكِبُ
    الرِّجْل.

    -كردم:
    كردم: الكَرْدَمُ والكُرْدُوم: الرجل القصير الضَّخم. . ابن الأَعرابي: الكَرْدَم الشجاع؛ وأَنشد:
    ولو رَآهُ كَرْدَمٌ لكَرْدَما
    أي لهرب.
    وكَرْدَم: اسم رجل؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:
    ولما رأَيْنا أَنه عاتِمُ القِرَى
    بَخيلٌ، ذَكَرْنا لَيْلَة الهَضْب كَرْدَما
    إذاً كان لمثل تلكم الأسماء وجود أو معنى، بالرغم من ندرة ذكرها و بالتحديد في الحضر و المدن...
    كما أن عدداً من تلك الأسماء و الألقاب ربما دلت على صلة باليمن أو قبائل من أصل يماني كحمير و الأنصار و الخزرج...
    حيث يبدو أن أجداد الجعليين قد اختلطوا بتلك القبائل و من ثم فقد حمل الأبناء نسبتها عن طريق أمهاتهم، و لقد حاولت معرفة أي وجود راهن لتك القبائل، فكانت المعلومة كما هو متوقع، حيث أنه ما زالت هناك قبيلة بالعراق تدعى الخزرج. و إليكم جواب أحد الإخوة الباحثين في شأن قبائل الأنصار في العالم، حيث سألته بأحد المنتديات عن مثل ذلك الوجود، و كان مما قاله:

    " عشيرة السواعد الخزرج الأنصار في العراق يبلغ عدد نفوسهم اكثر من 250 الف نسمه موزعين بين بغداد والبصرة وميسان ناحية المشرح موطنهم الاصلي حيث نزحوا من الكوفه بداية القرن السادس عشر الميلادي الى ناحية المشرح وكانت فيها قبيلة بني اسد حيث انتصر السواعد على بني اسد واصبح المشرح موطنهم من ذلك الوقت الى الان وقد انضمت عشائر اخرى الى عشيرة السواعد من تاريخ سكناهم الى الان بحيث اصبح عددهم الان في العراق اكبر من عشيرة الخزرج كلها في العراق وان عشيرة السواعد في العراق هي شيعية المذهب كما هو حال جدهم قيس بن سعد بن عباده حيث ان غالبية الانصار انتقلوا مع الامام علي الى الكوفه وحاربوا معه في حربه مع معاويه الذي انضم اليه اغلب ابناء المهاجرين من قريش" انتهى ما كتبه أخونا الأنصاري...

    أما حمير، فلها وجود معاصر بنفس اسمها، بحسب ما قرأته في منتديات عراقية تعنى بالأنساب، أيضاً جاء رد من مشارك عراقي عند سؤالي بوجود حمير بالعراق، فقال:

    " قبيلة حمير بالعراق يرجعون إلى الفارس سيف بن ذي يزن بت تبع الحميري، وعميدهم كان المرحوم اللواء حامد احمد العلي الكرم وكان يلقب ابيه احمد بعنبراليوسفيه التي هي سكتهم، والان الشيخ ابنه الاخ الفاضل عبد القادر، وفخذ ديالي الشيخ مدرع، وفخذ بابل حيث موطنهم بيت مسعر مدلل وبيت كصب، وهم اهل دواب واغنام".و لعلكم لاحظتم تعليقه الأخير "و هم أهل دواب و أغنام" حيث لا نستبعد أن يكون حالهم كذلك منذ الدولة العباسية...

    إخواني الكرام،
    أدري بأني أطلت الحديث، و ما هذا إلا رأي متواضع اعتمدت فيه على بعض المصادر التي تحصلت عليها، و أدعو –لا أقول إعادة كتابة- و إنما وصل و تجميع ما فقد من عقد تاريخ الجعليين... و لعل هذا الأمر يطبق على تاريخ السودان بشكل عام، حيث أن به كثيراً من الثغرات و النقص... بالتأكيد أن مثل هذا العمل، و لو على مستوى تاريخ القبيلة، لا يمكن القيام به دون دعم من جهة تعنى بالتاريخ، و بوجود فريق عمل مختص يؤدي عمله بكل حيادية، حتى نستبين الواقع من الخيال، و الحقيقة من الفرضية....
    و لكم مني خالص الود...


    الكاتب نبض قوي
    تاريخ و نسب الجعليين.. بين براءة رواية الأجداد و صرامة تحقيق النقاد
                  

04-02-2010, 04:00 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)

    Quote:
    حتى أن المك رفع سيفه فأوقفه المك مساعد وتحدث إليه باللهجة الهدندوية (التي عرفوها عن طريق التجارة مع سكان البحر الأحمر)



    تأمل فيما أدخله القصاص بين القوسيت حتى يستقيم النسب العباسي!
    ثم تأمل في كلمات مثل:
    الرباطاب
    والزيداب
    والهلالاب
    والمريخاب
    والمكابراب
    وأن (اب) علامة النسب عند قبائل في شرق السودان!

    (عدل بواسطة آدم صيام on 04-02-2010, 04:01 AM)

                  

04-02-2010, 04:09 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)
                  

04-02-2010, 03:14 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)

    Quote: وقد أسس دنقل هذا بلدة وصار سكان هذا القسم بعد ذلك يدعون دناقلة. وغالبيتهم من أصل عربي ولكنهم لاختلاطهم بالسكان قد فقدوا مرتبتهم. وهم بالطبع يؤكدون انتسابهم للعرب ولكن الجعالين لا ينفكون يذكرون أن أصلهم من العبد دنقل ويعاملونهم بالاحتقار والازدراء. ويجب على القارئ أن يذكر هذه العلاقة بين الجعالين والدناقلة لأنه يتوقف على فهمها فهم كثير من حوادث السودان التي وقعت بد ذلك.


    المرجع: السيف والنار
                  

04-03-2010, 10:13 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)

    نظرية الإله جُعــــُـــــــــــــل!

    آدم صيام

    ((وقد أسس دنقل هذا بلدة وصار سكان هذا القسم بعد ذلك يدعون دناقلة. وغالبيتهم من أصل عربي ولكنهم لاختلاطهم بالسكان قد فقدوا مرتبتهم. وهم بالطبع يؤكدون انتسابهم للعرب ولكن الجعالين لا ينفكون يذكرون أن أصلهم من العبد دنقل ويعاملونهم بالاحتقار والازدراء. ويجب على القارئ أن يذكر هذه العلاقة بين الجعالين والدناقلة لأنه يتوقف على فهمها فهم كثير من حوادث السودان التي وقعت بد ذلك))

    المرجع أعلاه السيف والنار

    أكثر مجموعة قبلية سودانية تعرضاً للمحو والإبادة وبشكل جماعي منذ عصر غزوات البقط والهجمات السنارية وبلغت عمليات المحو ذروتها في إبادات الدفتردار الانتقامية ومحمود ود أحمد هي المجموعة الجعلية. هذه العمليات المتكررة تولد عنها نشاط محموم تفتقت قريحته في عدة عوامل لتضييق الهوة و لمعالجة تلك العمليات الإبادية أجملها في الآتي:-

    1- إجراء عملية ترقيع واسعة، وذلك باستنهاض شرف بازخ ورفيع بالانتماء إلى العباس والعترة المحمدية، وإن كانت لا تخلو أصول القبيلة منه إلا أن اعتماده أصلاً وهوية شاملة جامعة من بعد نفض غبار الرق والاسترقاق وذوبان جنود الغزاة وقليلي العدد هو ما يطعن في صحته. اجتهد مؤرخو القبيلة منذ الدولة السنارية في تقعيد النسب رغم أن الدولة السنارية في عظمها بدأت وثنية – راجع عوض السيد الكرسني ومقاله دور التجارة الخارجية في مملكة الفونج، حيث ذكر شهادة الرحالة بروس بقوله في مطلع القرن السادس عشر: ( إن ملوك سنار كانوا وثنيين) ثم تطورت الوثنية فيها إلى الصوفية ولا يختلفان إلا بمقدار، ومضى رافدا النسب العباسي والصوفية يشكلان أرومتها وهويتها. أصبحت المثالب والمعايب التي تم إزالتها مثل العبودية وتأخر الشرف أدوات تستخدمها ذات المجموعة ضد غيرها متى ما دعا داعي الصراع القبلي.

    2- تمييز المجموعة
    بعد استباب كيان القبيلة شرع الوجهاء في تنقيته من خلال تصنيف نوعها بوضع علامات مميزة (الشلوخ) كعلامة مائزة ومرحلة فارقة في تكوين هوية القبيلة ورغم أن عملية الشلوخ أحدثت قطيعة بين العروبي و المحمدي والدخول في مرحلة القبلنة المحضة، التي تم استدعاؤها من البهائم والسوام لتختم بها أجساد القبيلة كقطيعة فارقة بين التاريخ العربي والإسلامي وهوية القبيلة، بل أحدثت قطيعة تامة كذلك مع تاريخ المكان المستوطن ذات نفسه، فالبجراوية والأهرامات واللآلهة الحجرية التي تحرسها لا تميزها الشلوخ!

    تحول الانتماء من العروبة القومية إلى الجعلنة العصبة ومن الإسلام التوحيدي إلى إله جعل التوحيدي أيضاً ، فغدت الجعلية إلهاً له أقنومه ومبادئه وعلامات تقاه، ومهما خرج أحد أفرادها إلى فضاءات فكرية أخرى فإن مجهوده الخارجي يصب في الإله جعل، تماماً مثل الإيمان بإله الغيب (الله) الذي لم يُرى ظهوره في الملمات التاريخية الماحقة التي حاقت بالقبيلة فالتجأت عصبة القبيلة إلى ذات إله نفسها توفر لأعضائها الغذاء والأمن من خلال العصبية. وهو ما يطابق الخروج من الإيمان التوحيدي لعدم رؤية وقوف الله المباشر في الملمات الإنسانية فيتم استبداله بالإلحاد وهو إله آخر ولكنه ليس بخارجي وإنما قائم في ذات النفس الملحدة . ومن هنا يلاحظ أن أدب القبيلة وأعرافها فوق التعاليم الإسلامية، وأقرب دليل على ذلك عملية الشلوخ في حد ذاتها وهو انحياز تام للقبيلة على الإسلام فقد فندها الإسلام على أنها من تعاليم الشيطان بدليل:( لأمنينهم ولآمرنهم ليبتكن آذان الأنعام و ليغيرن خلق الله...)
    كما أن النسب لغير الآباء يقاطع تعاليم الإسلام بصورة واضحة
    ولا شك أن ممارسات ظلم الآخرين وجعل أموالهم رزقاً حلالاً بل جعلهم ملك يمين هو مخالفة فاضحة.
    كما أن الفجور في الخصومة يكاد يكون علامة سلوكية مميزة لها.


    3- المرونة في الانتماء للقبيلة ( بعمليتي الإضافة ورمي الآخر بالعبودية)
    وذلك بتوسيع مواعينها الانتمائية إلى ما وراء حدود آسيا و أفريقيا وكذا إغلاقها حتى على الذين يشاركون القبيلة المكان والمصير والدماء وذلك حسب مقتضيات الصراع القبلي فمثلا : يضاف الصحابي الجليل بلال بن رباح وعنترة بن شداد العبسي إلى القبيلة رغم عدم تتبع رحلة استرقاقهما الأفريقية ، أهي من زنزبار أم من الحبشة التي تم اختزالها إلى دولة السودان مرة وجعلها مورد رقيق تارات أخر. ومثال آخر ينسب فيه الدكتور حسن الترابي إلى قبيلة البديرية الجعلية في أوان ويمكن تجريده من هذا الشرف كما فعل الكاتب الجعلي إسحق فضل الله برميه وراء حدود دولة تشاد هذه الأيام. وهكذا الحال يمكن إضافة قبائل عربية أو أفراد حسب لونهم ودورهم التاريخي .
    ولتتبع رحلة اللون قصص ومفاخر لدرجة أن من قدر على تغيير لون أنجاله إلى البياض عُد تنظيف تام لنسله.

    بعد أن تم تدشين القبيلة رسمياً وتم تصميم شعارها ، أُلزم جميع المنتمين بحمل شعارها على الوجوه وإرفاقه مع الأسماء كعلامة مميزة للفخر والتعالي وازدراء الآخر والحط من قدره، فأضحى من لا يخربش وجهه برمز القبيلة قليل أصل ومن لا يزيل اسمه باسم قبيلته اغترف سبة بائنة وازورار فاضح يخدش في نسبه. و طفق سدنتها في إرفاق القبيلة في دواوين الحكومة وطلبات منح الجنسية والتراث وأغاني السيرة والمديح والتهاني.

    قام السدنة الذين قعدوا لتاريخ القبيلة وتدشينها بوضع وسائل الحماية اللازمة لهذا الجهاز، فهب الجميع للزود عنه جاهلهم وعالمهم وقد سطر المرحوم الدكتور عبدالله الطيب نصيبه عندما سمع نبأ وفاة قريب له بقوله: (العبيد)
    وهو نفس الشخص الذي أنحى باللائمة على الطهطاوي لأن الأخير ذكر أن لا عروبة في السودان وذلك في رحلة مروره مع الحملة التركية شمال السودان!
    والأديب الراحل الطيب صالح أدلى بدلوه بمقولته الشهيرة : (من لا يجد عروبته في السودان فليرحل)
    و يسن عمر الإمام عضو المجلس الستيني في الجبهة الإسلامية لم يبخل بنصيبه وذلك في مدخل دار الجبهة الإسلامية القومية بالخرطوم ( 2) عندما أعلمه أحد الدراويش أن الكرمك سقطت في يد المتمردين. فقال: (العب ده إلا ينضرب راس) وأغفل راجعاً إلى سيارته اللاندكروزر وهو في بدلته السفاري البيج اللون. أما جهال القبيلة ورؤساؤها فيقذفون الآخرين بالعبودية كقذفهم لنواة التمر ولا تلفت!

    إن الذين تجرأوا وخطوا نقداً للقبيلة ولو سطراً لم يفلتوا من عقاب صارم بل ورميهم بمنجنيق القبلية والعنصرية على السواء. فالدكتور منصور خالد تم تسفيهه ورميه بالعمالة والصحفية منى عبدالفتاح ألقموها مقالها والدكتور تكنة تم صلب مقاله على أستار منتديات الجعليين نكاية وعبرة، أما شخصي الضعيف فقد تم وصفه بالقبلي مرة و (حجر السار) و خارج من مائة عام من العزلة وهارون كذلك!

    4- الدفاع والزود عن القبيلة

    كان وما زال سلاح القبيلة الماضي والمجرب هو الاغتصاب ورمي الآخر بالرق وهما سلاحان أديا إلى محو القبيلة ويؤديان إلى إحيائها. فأصبحت أدواتها الركينة في مضمار الصراع القبلي الذي تخوضه وما أكثر صراعاتها.
    استخدمت أساليب القبيلة المجربة في توجيهها إلى قبائل الجوار القريب حتى استسلمت و استلمت هذه القبائل لواء القبلنة. كما أن القبائل البدوية تم تحييدها بإضافتها إلى الأرومة العربية سواء وفدت من الأندلس أو من بلاد اليمن رغم ما ينتوشها في بعض المرات بسبها ب (العرب) أو الحلب. انتظمت الآلة الجعلية في مفرزتها في شرق السودان بتقسيم أهلها إلى عرب وخاسة وفي غرب السودان إلى قريش وزرقة وحتى الجنوب لم يسلم من النظرية الجعلية حيث القبيلة الأقوى والقبائل الضعيفة.
    إنها تعاليم الإله جعل وسلاحه الاغتصاب الجماعي وفخره.

    (عدل بواسطة آدم صيام on 04-05-2010, 04:25 PM)
    (عدل بواسطة آدم صيام on 04-07-2010, 01:20 PM)
    (عدل بواسطة آدم صيام on 04-18-2010, 07:32 AM)

                  

04-03-2010, 02:14 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)

    شرف القبيلة (2) : المك نمر يمحو تاريخه


    منى عبدالفتاح


    رغم أن بروفيسور بدر الدين الهاشمي نأى بنفسه عن أن يتخذ من الانتماء لقبيلته مصدراً لفخر أو خجل ، وعاب علي إيراد اسم القبيلة في سياق فرضته واقعة معينة لا تحتمل التعميم ، إلا أنه عاد وانتقد من جهة أخرى تعميماً كنت أجزلته للمجتمع السوداني بأن وصفته بأنه مجتمع مسالم. ذكّرني هذا موضوعاً كنت قرأته من قبل على الشبكة العنكبوتية ،كتبه شخص دوّن اسمه ابتداءً باللامنتمي زعم بأن السيدة هاجر زوج سيدنا ابراهيم عليه السلام تنحدر من "ولاية نهر النيل" وأنها أم العناصر العربية التى يمثلها الجعليون هناك ، ثم جاء بعد ذلك وحدد انتماءه بأن نادى بأن تُقام دولة عربية جديدة تحت مسمى"جمهورية السودان العربية" بعد انفصال الجنوب ، لأنه حسب حجته التي ساقها أن الجعليين أنقى الدماء العربية وأبينها لساناً.

    وهذا يقودني إلى سؤال : ما الذي يريد إثباته بعض السودانيين عندما يعرّفون أنفسهم بأسماء قبائلهم ، وما الذي يجعل الواحد منهم يلجأ إلى التاريخ حقيقياً كان أم مزيفاً ليصطنع لنفسه مجداً مؤثلاً .هل ما نراه شيئاً آخر خلاف التعصب؟ أم هو التعصب عينه؟! وليس هذا بطبيعة الحال هو الرد الشافى على البروف الذي استفسر : "هل نستطيع أن نفهم من كلامها أنها تؤمن بأن هذه القبيلة "اللعينة" تؤمن بنقاء عرقي مزعوم، ويرفض رجالها تزويج بناتهم (أو أن تتزوج بناتهم) بغير من خلقهم الله من غير هذه القبيلة".

    والبروف الذي يجسد هذه الحالة - جعلي متزوج من قريبته – أوحى لقارئه من طرف خفى بأننى أكرّر ما يُقال دون وعي ، وهو - سيد العارفين - يدرك بلا شك أن تاريخنا الاجتماعي ليس بأفضل حالاً من تاريخنا السياسي إذ لم يُكتب له حظ التدوين والتوثيق في دنيا العالمين هذه ، وإلا لتوفرت بين يدي صحائف تثبت تمسك أفراد بعض القبائل التي تعتد بأصولها العربية وقبيلة الجعليين واحدة منها في أمور الزواج خاصة بالارتباط بأبناء العمومة بشكل أكبر من غيرها من القبائل . وحسب تاريخ شفاهي يوثق لهذا الانتماء وحقائق تكاد تكون معلومة للكافة فإنه قد يكون شعوراً نفسياً داخلياً يصدر من فعل وقول صريح من أعماق جذور القبيلة أو القبائل التي ينطبق عليها هذا الحديث، ينادي بزعم صفاء العرق ونقائه ويرد هذا الانتماء إلى العنصر العربي بصورة مباشرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأرومته القرشية. وهل أغنية السيرة "يا الجدك العباس" إلا مظهر من مظاهر التعبير الغنائى الاجتماعى الذى يشف عن وعيٍّ مستبطن يُظهر العريس وقبيلته وكأنهم الأعلى كعباً والأكرم محتداً بين سائر قبائل السودان الأخرى؟!

    وفي استنكار لا يشبه من عرك مناهج العلم وأدلته وبراهينه ، هتف البروف قائلاً :"أفلا نقرأ التاريخ؟". أي تاريخ هذا يا أستاذنا ، أهو الذي بين أيدينا وكلما مضي عقد من الزمان يتم تكذيب بعض تفاصيله وينادي بعض الثقاة بضرورة إعادة كتابته؟ فقد ورد في هذا التاريخ أن المك نمر كان العامل المشترك لجمع العبيد أأصدقه أم أكذبه؟ أما قصة قتله اسماعيل باشا انتقاماً عندما طالبه بما عجز عنه المك وأهانه فتكاد تكون محفوظة للمتعلم والجاهل. ولكن التاريخ نسي أن يدرسنا أن هذا النوع من القتل يعتبر غدراً وفي تعاليمنا الإسلامية وتقاليدنا الاجتماعية السودانية أنك إذا كنت ضيفاً فأنت آمن، ولا يجوز أن يُنتهك ستار أمنك طيلة أيام ضيافتك ، بل أن ديننا ودين المك يدعونا بحسن وفادة الضيف حتى لو كان عدواً ، فالاقتتال بشرف مكانه ساحة المعركة. ثم أن التاريخ ربما نسى أن يدرسنا أن المك كان قد ترك أهله الجعليين يأكلون النار وحدهم بعد أن فرّ هو بنفسه وبأهل بيته إلى الحبشة. وفي هذه القصة وغيرها لم يُسرد التاريخ الحقيقي للواقعة مع الأدب الذي ساقه أفراد العائلة مثل بنونة بت المك نمر . الآن بعد كل هذا الزمن تفسخ التاريخ وأخذ يعري سلطة المكون الروحي في عضد القبيلة ضد الآخر ، والآخر هنا في هذه الجزئية بدون فرز هو قبائل السودان الأخرى.

    وإلى أن تُعافى أوراق التاريخ الراسخة فيها الصورة البطولية والمقدسة للزعامات وإلى أن يكتسب من يتسترون وراء شجاعة المك والكنانية شجاعة أكبر ، نحتاج إلى مناخ آخر يعالج هذه العاهات الثقافية المرتبطة بسيادة القبائل على بعضها البعض عوضاً عن إدعاء الشرف الذي يُترجم ضمنياً أن الآخرين هم غير الأشراف.
    عن صحيفة "الأحداث"
                  

04-03-2010, 02:59 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)


    القوميات السودانية والانتماء القبلي للاحزاب

    عصر النكوص والردة وبزوغ فكر المهدية الجديدة



    يوسف تكنة




    في ورشة العمل التي عقدها حزب الامة لمناقشة قضية مشاكل السياسة السودانية وافاق المستقبل قدم السيد يوسف تكنة وزير الاستثمار السابق ورقة عن (القوميات السودانية والانتماء القبلي للاحزاب – تحليل تجربة حزب الامة القومي) وفي مقدمة الورقة لاحظ الكاتب ان السودان – كدولة قومية- بات يواجه منذ مطلع هذا القرن احتمالات الفشل والتفكيك لان الكيانات المكونة له في الاطراف الهامشية باتت تنزع للمطالبة بالاعتراف بخصوصيتها لدرجة تتحدى الدولة في المركز، وهو يرى ان هناك عوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية وراء هذه الظاهرة كما انها تعكس تراكما لاخطاء تاريخية في التعاطي مع قضية بناء الدولة الوطنية، وفي هذا الاطار يرى الكاتب ان الاحزاب بعد تحقيق الاستقلال فشلت في تذويب الانتماء القبلي وشده الى المكونات الحديثة للمجتمع المدني.
    وتقوم اطروحة الكاتب في ورقته التي تتناول حزب الامة كحالة دراسية، على تحليل الاسباب الجذرية التي جعلت من الحزب احيانا وعاء للقبائل المساندة مع وجود قبائل في مواجهته سياسيا وانحاز ولاؤها كقبيلة للاحزاب المنافسة له.

    ويعالج الكاتب القضية في ثلاثة فصول:
    * الفصل الاول يعالج الاسباب الكامنة وراء الظاهرة العرقية في السياسة السودانية وكيف تم تكريسها.
    * الفصل الثاني يستعرض موقف حزب الامة من القبلية والى اي مدى اكتسب منها قوة او ضعفا.
    * الفصل الثالث يتناول أثر السياسات الحزبية القبلية في اذكاء الصراع في دارفور.
    ويشير الكاتب الى ان بداية القرنين السادس عشر والسابع عشر قد شهدا بدايات ظهور القوميات السودانية من خلال تأسيس مراكز للسلطة في الفضاء الجغرافي السوداني ثم جاء بعد ذلك مشروع الدولة الوطنية ليرتكز على تلك البدايات لبناء الهوية السودانية الجامعة فكانت النتائج هشة وبائسة ولذلك فان هذه الهوية الجامعة لا تزال محل شد وجذب، ومن هذه المقدمة النظرية ينطلق الكاتب ليستعرض بدايات ظهور القوميات السودانية من خلال نشأة الممالك والسلطنات السودانية، سلطنة الفونج، سلطنة تقلي، سلطنة دارفور فيقول:
    - إعادة عصر القبيله إلي السياسة

    في العقد الثالث من القرن العشرين بدأت سياسة دولة الاستعمار الانجليزي المصري تتمكن وتترسخ على انقاض الدولة الوطنية السودانية التي أنشاها الأمام المهدي وفي هذه اللحظة بالذات من التاريخ بدأت الأفكار والاتجاهات السياسية تتشكل في المجتمع السوداني. غني عن القول أن هنالك عوامل حاسمه ساهمت في تشكيل هذا الواقع السياسي الجديد لعل أهمها اتجاهات المستعمر البريطاني في ترسيخ أركان حكمه من خلال إعادة بناء وهيكلة المجتمع السوداني، (لم يكن من الممكن للمستعمر أن يحقق كثيراً بالطرق السلميه وفي شي من السهولة إلا إذا وجدو من بين رعاياهم شركاء يمكن إقناعهم بشروط خاصة ليتعاونوا معهم ومن ضمن هذه الشروط أن يلتزم الإداري الاروبي عادة بتنمية مصالح شركائه الوطنيين وذلك تفادياً لئلا يصبحوا من الضعف بدرجة تؤثر على فعاليتهم أو يتجاوزوا إلي العناصر المناوئه وفي هذه الحالة ما لم تجد الإدارة من المؤيدين الوطنيين ما يصلح كبديل له نفس نفوذ سلفه فإن التعاون الذي يعتمد عليه سينهار تماما). سياسة التعاون مع بعض فئات بل وأفراد من الوطنيين هذه هي الأمر الذي أتقنه الساسة والإداريون البريطانيون في السودان كما سنرى لاحقاً في مجال تبني إعادة احياء القبيلة وبناء بعض الزعامات الأهلية من المتعاونين على أن ثمة أمر أخر كان له بعيد الأثر في تشكيل الواقع السياسي الجديد وهو ظاهرة الرق في المجتمع السوداني وآثارها بعيدة المدى والتي كانت معيناً لسياسات التفرقة العرقية التي أتي بها المستعمر الذي كان حصيفاً في خدمة أغراضه رغم التناقض الظاهري في توجهاته المعلنة. كانت قوانين منع ممارسة الرق سياسة معلنة ولكن النهج العملي في الممارسة كان شيئاً مختلفاً تماماً إذ كانت كلها تشير إلي تعميق الشروخ والفوارق العرقية والطبقية بين هؤلاء وأسيادهم السابقين.
    مع بداية العقد الثاني من القرن الماضي ونتيجة لمجمل السياسات والعوامل التي أشرنا إليها أعلاه أصبح المجتمع السوداني في مركز صناعة وإدارة هذه السياسات متوتراً ومحتقناً وكانت ثورة 1924م هي في بعض من جوانبها انفجاراً لهذا الاحتقان. وهنا اصطف السودانيون (قبليا) إلي مجموعتين الأولي وهي مجموعة العناصر (الزنجية) المنبته قبلياً بقيادة على عبد اللطيف رئيس جمعية اللواء الأبيض بالرغم من وجود آخرين من خارج إطار ذا التعريف القبلي من طبقه الافنديه الذين استطاعوا بوعيهم الذاتي تجاوز الانتماء القبلي. والمجموعة الثانية التي كانت تعرف في أدب تلك الفترة بالشعب (العربي الكريم) والتي كان ناطقاً عنها سليمان كشه أحد مؤسس جمعية الاتحاد الذي إبتعد عن جمعية اللواء الأبيض ولنفس الخلاف في الرؤى حول من يمثل السودان. حقيقة الأمر كان الخلاف السياسي بين المجموعتين خلافاً جوهرياً فى الرؤى والأفكار فكلا الطرفين ينظر إلى مفهوم الأمة السودانية من زاوية مختلفة فعلى عبد اللطيف ولكونه (من أصل غير شمالى فقد كان حريصا على أن الأمة السودانية ينبغي أن تكون امة سودانية موحدة تضم ليس فقط عرب الشمال وإنما أيضا كل العناصر الأخرى في السودان ومن وجه النظر هذه فان الزعماء الدينيين والقبليين ذوي الأصل (الشريف الذي شكلوا الوفد السوداني الأول لا يمكن أن يكونوا ممثلين "للأمة السودانية" طالما أنهم لا يمثلون الجنوبيين في الجنوب ولا الجنوبيين الذين وصفهم البريطانيون بأنهم أناس من أصل (زنجي منبت قبلياً) والذين يعيشون (كحثالة) وسط المجتمع السوداني الشمالي الذي يسوده العرب).

    هذه النظرة التي كان يراها أعضاء جمعية اللواء الأبيض وعلى رأسها على عبد اللطيف على النقيض من تلك التي تتبناها جمعية الاتحاد وعلى رأسهم سليمان كشه (فهؤلاء يفكرون في إطار مشابه للوطنية السودانية كما عند جماعة جريدة الحضارة وكانوا جميعاً يتفقون على فكرة وجود"أمة سودانية" ولكن الأمة السودانية التي يجب تمثيلها من وجهة نظر بعض قيادي الاتحاد السوداني هم (الشعب العربي الكريم) ذو الأصل الشريف في الشمال والذين (يمثلهم الزعماء الدينيون والقبليون) ولعل تأييدهم لقضية الوحدة مع مصر في المفاوضات المرتقبة قد نهض على تعريفهم لأنفسهم (كعرب). وبإيجاز فقد اختلفوا مع علي عبد اللطيف عل مفهوم "الأمة السودانيه" وعلى معنى الاتحاد معاً فأصبح الصدام محتملاً).

    هذا الخلاف الجوهري في نظره المجموعتين لمقومات الأمة السودانية حسم لمصلحة المفهوم الذي يختصر الأمة في (الذين يمثلونها من الزعماء الدينيين والقبليين) وذلك بعد أن تم البطش بقيادة مجموعة اللواء الأبيض بواسطة أدوات السلطة الاستعمارية ولكن هذا الانقسام بقي في وجدان الفكر السياسي بحكم (الطبائع) الاجتماعية والسياسية إلي يومنا هذا مما جعل من السودانيين مشروع (أمة) منقسمة على نفسها عرقياً أو (قبلياً) إن شئت وسندلل على ذلك لأحقاً ولكن قبل الاسترسال في ذلك لا بد من مناقشة طبيعة التركيبة الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلي تركيز هذا الشرخ والانقسام وإعادة إنتاجه في السياسة السودانية خلال مراحل التطور اللاحقة حتى بعد قيام الأحزاب ونيل الاستقلال سنة1956م. لا شك إن معركة أمدرمان 1898م شهدت زوال دولة المهدية ولا شك أن استباحة أمدرمان بواسطة جيش الغزاة ذهبت بارستقراطية المجتمع الوطني التي بدأت تتكون حديثاً. ثم بدأت الحكومة الاستعمارية في رسم السياسات الجديدة لتفي بأغراضها الاقتصادية والأمنية وتوطيد سلطتها ومن هنا بدأت الفئات الاجتماعية تتمايز اقتصادياً. على أن اللافت في هذا التمايز أن أخذ منحاً عرقياً لافتاً عمل على تركيز الانقسام الذي أشرنا إليه سابقا.ً مباشرة بعد إعادة الفتح وتركيز الأمن بدأت السلطات في إعادة توطين القبائل في مناطقها السابقة قبل ثورة المهدية. صارت الموجهات الأساسية في السياسة القبلية الجديدة هي الفرز القبلي وتفكيك التمازج الذي أحدثته سياسات الدولة المهدوية ( ففي عام 1900م أمرت الحكومة قبائل البقاره مغادرة أرض الجزيرة والرجوع إلي كردفان وفي نفس الشهر غادر حوالي 3.000 من هؤلاء إلي الغرب أيضاً هناك مجموعات من الدينكا والشلك تم تشجيعهم للعودة إلي الجنوب وهكذا استمرت سياسة التهجير وإعادة التوطين التي كانت تباشرها وتشرف عيها إدارة المخابرات لعدة سنوات وكانت هذه السياسة ترمي لعدة أهداف منها تقليل عدد سكان أمدرمان التي كانت أكبر مدينة في السودان ويقطنها حوالي 150.000 عام 1889م إنخقض العدد إلي 40.000 فقط عام 1900م ومن ثم ترمي هذه السياسة إلي إعادة تشكيل الخريطة القبلية بالسودان). وتمشياً مع هذه السياسة اتخذت الإجراءات لإعادة توطين الجنود السودانيين المسرحين في شكل مستعمرات شبه عسكرية في كل من النيلين الأبيض والأزرق. على أن قصة هؤلاء المسرحين جديرة بالاهتمام فهذه المجموعة في تلك الحقبة من الزمن تنتمي كلها أو جلها إلي أصول عرقية واحدة وهي ما درجت على تسميته السلطات البريطانية بالأصول السودانية في مواجهة الأصول العربية. هؤلاء الجنود العدد الأكبر منهم هم أحفاد أبناء الرقيق الذين حرروا مع بداية القرن وبدأوا يشكلون (طبقة) اجتماعية تضررت من خلفيتها الأثنية لعقود. هذه الطبقة الجديدة مع أن عدد قليل منها أندمج في المؤسسات الثقافية ذات الطابع العربي الغالب في شمال السودان إلا أن الغالبية العظمي ظلت خارج التيار الرئيسي اجتماعيا واقتصادياً في أسفل السلم الاجتماعي كعمال غير مهرة وخدم في البيوت والخ. ولخدمة أغراض هذه الدراسة ينبغي أن نشير إلي حقيقة (أن النسبة العالية من المجموعة التي حررت من الرق والتي سكنت امدرمان واصبحت مركزا للنشاط الوطني هي من الدينكا.فقد كان يقدر سكان امدرمان عام1921حوالي 43520 ويشكل الدينكا منهم 1090 أي حوالي 4% وهم بذلك ليسوا اكبر المجموعات الاثنية التي تجاوزت الستين مجموعة ولكنهم المجموعة السابعه ضمن المجموعات غير العربيه بمجتمع المدينه. ولهذا فليس من الصدفه ان يكون كثير من الذين يسمون الضباط (السود)الذين نشطو في الحركة, الوطنيه ان يكونوا من أصل دينكاوي مثل علي عبد اللطيف وعبدالفضيل الماظ وزين العبدين عبد التام). وكان منشأ هذه الظاهرة (الجندية العرقية) هي من اسباب فتح محمد علي باشا السودان أي الفتح من اجل الذهب والعبيد ويقدر عدد السودانيين السود في جيش محمد علي باشا الوالي التركي بمصر في 1823 بحوالي 30000 مجند وظل هذا العدد يزداد باضطراد في السنوات اللاحقة وعلي وحدات هؤلاء بدوله المهدية خاصة أعتمد الجيش الانجليزي المصري الذي غذا السودان وذهب بدولة المهدية كما أن جيش الدولة المهدية نفسه أعتمد على وحدات الجهادية التى كانت تحت اشراف حمدان ابوعنجة الذي يتكون من هؤلاء الجنود السود المدربين الذين خلفتهم الحكومة التركية بعد الهزائم التى لحقت بها من جيوش المهدية . على ان الامر لم يقف على استعمال هؤلا السودانيين (السود) على دولتى التركية والمهدية من بعدها ولكنه استمر تقليدا فى المؤسسه العسكريه السودانيه حتى فى عهد دولتى الحكم الثنائى الانجليزى المصرى التى درجت على تجريد حملات التاديب والتجنيد القسرى وسط الدينكا والانواك وجبال النوبه خاصه فى السنوات الاولى التى اعقبت فتح السودان واعاده استعماره (ففى هذه السنوات تم تسريح معظم الجنود السودانيين كبار السن من الجيش المصرى الذى شارك فى الغزو وتم توطين هؤلا فى مستعمرات خاصه حول المدن ومع ان سياسة التجنيد الجديد شملت بعض جهادية المهديه والارقاء المحررين ما زال الطلب لمزيد من الجنود عاليا خاصه بعد سياسة ونجت باحلال السودانيين محل الجنود المصريين وبهذا تم توجيه مديرى المديريات وبما ان التطوع لم يف بالعدد المطلوب اصبح من الضرورى تجديد حملات تاديبيه لهذا الغرض وكانت جبال النوبه ارضا خصبه لهذا الامر فتكررت الحملات سنة 1908 . فى اعقاب واحده من تلك الحملات كتب سلاطين (الان احضر 100 اسير من النوبه رجال وصبيان اخذوا من جبال كتاله وتيرا وهذه حاله تدعو للاسى .وهكذا يبدو ان عدد الذين يجب توفرهم للتجنيد دائما يؤخذ فى الاعتبار عند التخطيط للقيام بالحملات التاديبيه . ففى اعقاب الحمله ضد بير والانواك اسر اشتكى لونجت بقوله ان السجناء الذين تحصلنا عليهم لم يفوا بالعدد المطلوب فما زلنا بحاجه الى 3000 سودانى وفى عام 1913 اقترح اسر هذا فرض جبايات فى شكل رجال من القبائل الجنوبيه ).

    وهكذا مع سياسة التسريح والعطاله بل والتشريد اصبحت هذه الشريحه من المجتمع تعانى من التمييز الاقتصادى والعرقى تتمركز فى احياء ماعرف بالرديف (r.d.f ) فى المدن السودانيه الشماليه ،امدرمان ،مدنى ،الدويم ،الابيض ..الخ ولهذا الوضع الاجتماعى والاقتصادى (الحقير) كتب سليمان كشه فى جريدة الحضاره بعد مظاهرة 23 يوليو وهى اول مظاهره تنظمها جمعية اللواء الابيض مهاجما فى هذا المقال (اولاد الشوارع) قائلا (اهينت البلاد لما تظاهر اصغر واوضع رجالها دون ان يكون لهم مركز فى المجتمع بانهم المتصدرون والمعبرون عن راى الامه ) (ان الشعب ينقسم الى قبائل وبطون وعشائر ولكل منها رئيس اوزعيم او شيخ وهؤلا هم اصحاب الحق فى الحديث عن البلاد) (من هو على عبد اللطيف الذى اصبح مشهورا حديثا والى اى قبيله ينتسب ؟)

    اما الطبقه الثانيه التى عناها الكاتب (بالشعب السودانى الكريم فهى تلك التى تتكون من زعماء الطوائف الدينيه وزعماء القبائل وهى التى حددها دكتور جعفر على بخيت بقوله : انها العناصر المتعاونه التى تعتمد على عليها السيطره الاجنبيه (فالمعروف ان السيطره الاجنبيه تعتمد فى بقائها على كسب تعاون او-على الاقل الازعان - العناصر القويه التى لها وزن اكثرمن غيرها فى تنفيذ سياساتها على رعاياها .انها تعتمد على كسب هذه العناصر اكثر مما تهتم بصرف النظر عن العناصر المناوئه التى اختارت جانب المعارضه) وهذا الامر ،التعاون مع بعض الفئات الوطنيه حقق المعجزات لسدنه الاستعمار الاذكياء فى معظم المستعمرات البريطانية ولا يمكن فهم حركات التحرر في أفريقيا وغيرها من المستعمرات دون اللجوء إلى تحليل هذه الفئات .على أن هذه الطبقة الاجتماعية فضفاضة الانتماء والتركيب الاقتصادي والاجتماعي فى السودان ولكنها بشكل عام تحددت في تكوين الوفد السوداني الذي ذهب لتهنئة الملك جورج بالانتصار فى الحرب العالمية الأولى 1919.فقد تكون هذا الوفد من زعماء الطوائف الثلاث السيد على الميرغني (الختميه) السيد الشريف يوسف الهندي والسيد عبدا لرحمن المهدي (الأنصار) وزعماء القبائل الناظر عبد العظيم بيه الخليفة (العبابده )الناظر على التوم (الكبابيش) الناظر أبراهيم موسي مادبو (الرزيقات) وكيل ناظر شيخ عوض الكريم أبوسن (الشكريه) الناظر إبراهيم فرح (الجعليين) ثم كبار (الأفندية) شيخ الطيب هاشم، شيخ أبو القاسم أحمد هاشم وشيخ إسماعيل الأزهري ومجموعة كبار الأفندية هذه كانت تضم مجموعة أوسع تشكل في مجملها امتدادا (حديثاً) لهذه الطبقة المشار إليها هؤلاء كانوا ضمن آخرين من الذين حضروا الاجتماع الذي دعا إليه السيد عبد الرحمن المهدي بمنزله بالعباسية بأم درمان في العاشر من يونيو 1924م وشمل بجانب الأعيان وزعماء القبائل كل من السيد الفيل، محمد أحمد أبو دقن، أبوشامة عبد المحمود، حامد صالح، عبد الله خليل، حلمي أبو سمرة ، طه صالح حلمي أبوسن، بابكر بدري، علي أبوقصيصة، وإبراهيم إسرائيل. وإذا كانت العناصر المكونة لهذه (الطبقة) وأضحة المعالم والخصائص فى اثنين من مكوناتها فى كل من رجال الطوائف الدينيه (والافنديه) اى كبار موظفى الحكومه الا ان مجموعه زعماء القبائل تظل هى الاكثر تنوعا وغموضا وتارجحا بحكم تكوينها الفضفاض وطبقتها الهلاميه على ان كل من هذه العناصر ماظل يجمع بينهما فى شكل تحالف (مصلحى) هو موقفها من الحكومه البريطانيه وسياستها تجاه ماكان يطلق عليه (بقضية السودان) بين شركاء الحكم الثنائى بريطانيا ومصر وايضا تجاه المصالح الفئويه لكل من المجموعات المكونه لهذا التحالف ورباط أيدولجيه الانتماء العربى فى مقابل الاخر وسنلاحظ لاحقا ضعف وتارجح هذا التحالف من جانب زعماء القبائل فى مراحل لاحقه تجاه بعض المواقف والقضايا الوطنيه .

    تجدر الاشاره الى ان هذه الزعامات القبليه كانت على درجة كبيره من الضعف وعلى وشك الانهيار مع بداية القرن العشرين ولم ينقذها من ذلك الضعف ومصير الانهيار الا الاحتلال البريطانى المصرى وذلك لان كل من سياسات النظام التركى المصرى 1821 ـ1885 م والثوره المهديه التى جاءت من بعده هذه السياسات فتتت الكيان القبلى كتنظيم اجتماعى لدرجة الوهن خاصه ابان الثوره المهديه التى عملت جاهده خاصه فى مراحلها الاولى على تزكيه الروح الوطنى القومى والدينى متجاوزه بذلك التنظيم القبلى المحدودحتى ان الاداره البريطانيه وقفت عاجزه وغير مطمئنه الى تنفيذ ما سمى (بالحكم غير المباشر ) من خلال التقارير التى كانت ترد اليها من مديرى المديريات بشمال وجنوب البلاد. كانت هذه التقارير كلها تتفق على ضعف الكيانات القبليه وعدم جدواها كوحدات اداريه عدا بعض قبائل الرحل (ولكن باصرار وعزيمة جون مفى حاكم عام السودان عام 1927 م اعيد بناء وتركيب القبائل السودانيه من اشلاء وحطام مابقي من الروابط العشائريه بما يمكن ان يطلق عليه (بالهندسه الاجتماعيه). وكانت الاسباب التى اعتمد عليها السير جون مفي اسباب سياسيه صريحه وصارخه (فقد قرر ان يتخذ من السلطات القبليه درعا وسدا يقف حائلا بين دعاة الشغب والبروقراطية الحكوميه التى كانت تشابه الى حد كبير البروقراطيه الهنديه للامراء الهنود .وذلك انه باناطه السلطات بزعماء القبائل قصد مفي على حد تعبيره (بان يوضع السودان فى مركبه متزنه للغايه قد تعمل على توفير غدد واقيه ضد الجراثيم الناقله لعدوى (الغيره الوطنيه) التى كانت تنتقل حتما من الخرطوم فى المستقبل واستطرد قائلا واذا عجزنا عن ذلك فاننا سنكون طرفا فى غمار معركه خاسره فى طول البلاد وعرضها وقد لاحظت شخصيا كيف افسح الجيل القديم الطريق للجيل الجديد وشاهدت كيف عمت الافكار السياسيه البلهاء فى صفوف الدهماء وذلك لسبب بسيط هو اننا سمحنا لاشكال السلطه التقليديه ان تنهار كليا ) . وهكذا ولاهداف واضحة تم اعادة بناء الكيانات القبليه من خلال هياكل الاداره الاهليه تحت اشراف مفتشى المراكز ومديرى المديريات البرطانيين وبذا بدأ التناقض بين هذه القوى التقليديه من رجال الطوائف الدينيه وزعماء القبائل والقوى الحديثه المتمثله خاصه فى الشرائح التى تتكون من فئات ما كان يطلق عليه بالعناصر(الزنجية) التي اشرنا اليها سابقا وغني عن القول هنا الملامح العرقية الواضحة والجليه في هذا التمايز (الطبقي).
                  

04-04-2010, 09:40 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)
                  

04-05-2010, 04:11 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)

    ( ومن لا يجد عروبته في السودان فليرحل!))
                  

04-05-2010, 05:52 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)

    التحية القلبية للأم مهيرة السودانية

    فقد غرب الجميع ولا مندوحة
                  

04-05-2010, 06:30 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: آدم صيام)

    Quote: تنتمي إلى قبيلة الجعالين الذين كان بينهم وبين الدناقلة تحاسد و تباغض. وإني اعتقد أن كثيراً من القلق في السودان يرجع إلى هذه الحقيقة}

    يا اخ ادم صلى على النبى ياخى انا من منطقة الجعليين وزوجتى دنقلاويه والله فى امان الله ما عارفك داير تصل لى شنو يا استاذ انا اقترح عليك ترخى من البوهيه دى ...ما كويس ياخى.
                  

04-06-2010, 09:46 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الســــــودان وجبلّة الأسطـــــــورة (2) (Re: د.محمد بابكر)

    Quote: يا اخ ادم صلى على النبى ياخى انا من منطقة الجعليين وزوجتى دنقلاويه والله فى امان الله ما عارفك داير تصل لى شنو يا استاذ انا اقترح عليك ترخى من البوهيه دى ...ما كويس ياخى.



    شكراً العزيز د. محمد بابكرعلى المرور

    أولاً المقتبس ليس من عندي إنما هو قول سلاطين باشا في كتابه السيف والنار منذ 1877م وقد كرر هذه المقولة مراراً. ألا تدعو تلك المقولة لوقفة في مقارنة حال السودان منذ 1877 وحتى 2010م؟
    هل شكل الصراع هو نفسه أم اختلف؟
    ثانياً: ليس هذا المبحث شخصي ولا يطول أفراد بقدر ما يشير إلى أزمة سودانية مستمرة أفضت إلى تخلفه بينما الأمم في الألفية الثالثة بلغت أوج عظمتها.
    ما أريد أن أصل إليه أن أزمة تولي شخصية مثل البشير لدفة السودان لم تتأتى إلا لكونه جعلي. بمعنى كل مؤهلاته منحصرة في كونه جعلي وبدليل قوله( أنا زول جعلي ساكت)، وما لم يتجاوز فهم السودان تلك العصبية التي باشرها من الدولة السنارية -راجع شكل الصراع في تلك الحقبة بين همج وجعليين ثم الصراع الذي أفضى إلى مشيختين واحدة عاصمتها المتمة والأخرى شندي ثم صراع الدولة المهدية وحتى الصراع الكائن الآن.
    إن كانت قراءتي للتاريخ محل خطاً فأشر إلي وأنا مستعد لمراجعتها
    البوهية دي ليس أنا من ابتدعها وإنما هي سياسة متكاملة طالت حتى جنوب السودان، فما قولكم دام فضلكم؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de