مهما كان شكل الانتخابات عفوا ايها الساسة ..ارحلوا اسماء محمد جمعة
لا نريد ان نقول للساسة الكبار ان الشعب يتمنى لكم الكثير ويدعوا الله سرا وعلانية ان ترحلوا عن حياته ، ولكنها تظل مجرد امنية ، الله وحده يقرر بشأنها وما يخصنا هنا هو حسابات البشر ومن العدل ان يصلهم هذا الاحاس ما داموا لايشعرون لوحدهم وهو احساس كل الشعب السودانى حتى وان هلل وكبر و صفق لهم فهو معذورلانه يعيش فى حالة اغماء منذ زمن طويل ، ما نريد ان نقوله ان هناك شى غير طبيعى يحدث فى هذا البلد فىيما يتعلق بالحياة السياسية ، فالساسة الكبارعمرا وتجربة شذوا عن القاعدة العامة للعمل السياسي ،(وهى حالة كل الاخوة الافارقة والعرب) ولكن ما يخصنا هو ساسة بلدنا ، فحسب ما هو معروف ويحدث فى كل العالم المتحضر يفترض ان يتحول الساسة بعد هذا العمر المديد الى اعمال اخرى غير السياسة اكثر نفعا للناس ، وفى حقيقة الامر ان اغلب الموجودون الان فى الساحة السياسية اليوم عاصروا الانجليز بشكل او اخر والانجليز ساهموا فى تشكيل عقليتهم و عندما جاء الاستقلال كانوا شبابا ودخلوا معترك السياسة منذا ذلك الزمن وحتى اليوم وعليه فهم عاصروا كل الحكومات الوطنية لم يتوقفوا ابدا عن السياسة سمعنا منهم الكثير ولم نرى شيئا غير التنظير والكلام الكتير، والامور كلها تمضى خصمنا على الشعب ولا يريدون عبور الحياة محبة وسلاما ، وعليه كان من حق اى انسان ان يكرههم ، وبالرغم من هذا العمر المديد فإن انجازاتهم لا تساوى اعمارهم وغدا عندما يذهبون وقد حان وقت الرحيل لن يتركوا خلفهم سمعة طيبة او محاسن يذكروا بها . حتى بذرة العمل السياسي التى بذروها كانت سيئة فلهم وزرها ووزر من اتبعها، ولنراجع قليلا مما فعلوه من قبل خروج المستعمر .الاحزاب السياسية كيف تم تأسيسها وماذا فعل القائمون على امرها الذين اسسوا لاسوأ سياسة فى تاريخ العالم ساهمت فى تحطيم مستقبل الشعب . فعندما ولد الحزبين الكبيرين من رحم الطائفية التى استغلت جهل الشعب السوداني لم تؤسس لاحزاب متينة يمكن ان تتطور فى المستقبل واسست لاحزاب انجليزية الصنع خدمت الانجليز قبل الشعب لذلك لم تتمكن من النجاح فيما بعد والان امامكم النتيجة ولا تحتاج الى شرح ، وقطعا كل بدأت من هناك راجعوا التاريخ لتعرفوا ان الوطنين كانوا قلة ومازالوا ، ولذلك مابنى على باطل فهو باطل ، فالاحزاب الكبيرة بهتانا وزورا اليوم تم قهرها وتكسيرها وتفتيتها من قبل زملاء التجربة السياسية و وتلاميذ نفس المدرسة ، كما ان كل الاحزاب اصبحت صورة طبق الاصل من بعضها بما فيها الحديثة التى تفوقت على القديمة فى الفشل والابداع فى الفشل ، بالرغم من انها تصف نفسها بالحداثة والتعليم والانفتاح وتتهم القديمة بالتخلف والرجعية .وتساوت كلها قديمة وحديثة واصبحت تعمل بنفس المستوى الردى حتى اليوم فى وقت يتغير فيه كل العالم الى الافضل الا هم انفسهم حتى انهم حروموا الناس متع الحياة . ان العالم كله لديه كبار تستفيد منهم الاجيال التى خلفهم ويفسحون لهم المجالات فى كل شيىء ويدعمونهم كبدائل لهم ، فقد علمتهم الحياة ان لا شى يدوم والحياة لا تقف عندهم ،و لذلك فى كل العالم يتجدد الساسة ويذهبون وياتى غيرهم قبل ان يملهم الناس ويتحولون الى اعمال اخرى غير السياسة وهم لديم الامكانيات والعلم والثروة والنفوس النظيفة والعقول الواعية تجاه بلدانهم وبالرغم من ذلك لا يتخلون عن اتجاهاتهم السياسية ويظلون يدعمونها ولكن بصورة غير مباشرة . منتهى الروعة ونكران الذات، ولكن هل رأيتم ما يدور فى هذه البلد؟ لا احد يرضى ان يتخلي عن منصبه ويظل الرجل فيهم يلهث خلف المناصب طيلة حياته وكانهم لا يفهمون اى عمل اخر، مع ان السياسة هى العمل الوحيد الذى لا يجيدونه ،ان الاحزاب السياسية منذ ان تأسست وحتى اليوم نفس النجوم التى حضرت التاسيس مازالت باقية فى مكانها لم ، و كذلك احزاب الحداثة والاسلمة التى قادها من هم فى عمرهم وظلوا على قلب الشعب السوداني الى اليوم. اى محنة هذه التى وقع فيها الشعب ،لقد ضاق زرعا من هؤلاء الذين كانوا السبب فى ضياع كل جميل فى حياته بل وما زالوا يستغلونه للبقاء بالقرب من كراسي السلطة اطول مدة ممكنة .بل ويرفضون حتى اعطاء تجاربهم للاخرين ومايسمحون به فهو حكرا على ابنائهم ، مع ان تجربتهم نفسها لا تستحق ان تورث فالتجربة السياسية فى السودان خلال الخمسون سنة الماضية تجربة غير جديرة بالاحترام ، واجمل ما فى الامر انهم احتفظوا بها لانفسهم وتركوا هذا الجيل نظيف من حق الاخرين حتى ولو كان جاهلا او فاشلا بسببهم ، ولكن الرسالة المهمة التى لابد ان تصل لهؤلاء الساسة لقد سئمت الاجيال التىى ولدت بعدالاستقلال منكم وانتم تقودون السودان لاكثر من خمسين عاما دون ان تقدموا له شى غير الفشل الدائم ، ولا احد يراجع نفسه او يتوارى عن الناس خجلا او حتى يستغفر الله.. والغريب فى الامر كل منهم يتهم الاخر بالفشل والاساءة للشعب السوداني مع انهم جميعا ينتمون لاكبر مدرسة فشل فى التاريخ الحديث ، اى نعم يختلفون فى المسميات وفى وسائل الاجرام وشعارات الخداع الا ان النتيجة واحدة ، والدليل التجربة الانتخابية التى امامنا اليوم هى مواصلة لنفس مشروع الفشل وتتكرر نفس المسرحية بنفس الممثلين والمؤلفين والمخرجين وحتى الكمبارس و مهما كان شكل الانتخابات لن تجدى نفعا ما دام هناك ساسة مصنوعون صناعة ويعملون على تصنيع اخرين يشبهونهم وشعب شديد النسيان . لا ننكر ان هذا الفشل ساهم فى خلق (حبة) صحوة سياسية وهى الحسنة الوحيدة ولكنها لاتسوى شى ان قورنت بالسيئات ورغم ذلك نشكرهم حتى على التجربة السيئة فهى ايضا دروس وعبر ولكن للاسف لن تجدى نفعا فى شعب شديد النسيان مثل الشعب السودانى فهو ايضا مأساة اخرى ، ولكنه ان لم يسعى بنفسه الى التغيير سيبقى السلعة التى تباع وتشترى وتقسم ارباحها على تجار السياسة بسبب صراع السلطة والثورة الذى اسس له الانجليز من هنا من الخرطوم وسار عليه كل الساسة الوطنيين ان جاز التعبير و السودان يجنى ثماره اليوم ، فعفوا ايها الساسة الكبار ارحلو لتتركوا لهذا الشعب ذكرى واحدة جميله وهى رحيلكم الذى سيكون اعز واغلى من رحيل الانجليز انفسهم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد الامين محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست