|
رُب ضارة نافعة، هل تستفيد أحزاب المعارضة من انسحاب ياسر عرمان!!
|
لا أعتقد ان إنسحاب الأحزاب من الإنتخابات القادمة قرار حكيم بأي شكل كان، بل أعتقد أنه سيؤدي في المحصلة الى زيادة الإحتقان الحاصل خاصة فيما يتعلق بالإستفتاء في حالة فوز المؤتمر الوطني بالإنتخابات الذي سيعجل بالإنفصال الذي صرحت به الحركة بسحب مرشحها من إنتخابات الرئاسة وإبقاء مشاركتها في إنتخابات الجنوب. الحركة كما يظن الكثيرون تلعب فقط لصالح بعض مراكز القوى فيها والتي لا تُعلن عنها صراحة وان وشت بها التحركات التي لا تقيم فيها وزناً للقوى السياسية الأخرى المتخندقة معها في مواجهه المؤتمر الوطني. بالنسبة لي لم تكن مواقف الحركة بشكل عام في الفترة السابقة صادرة عن أي رؤية واضحة لما يجري بل وصل الأمر فيما أرى لدرجة كونها اصبحت أُلعوبة في يد المؤتمر الوطني ناهيك عن الآراء التي تذهب بأنها -الحركة- قد عقدت صفقة سرية مع المؤتمر الوطني تنسحب فيها من انتخابات الشمال ليترك ليها المؤتمر الوطني جمل الجنوب بما حمل، الحركة تقدم لأصحاب هذا الرأي مسوغات شتى. لكن برغم امكانية استفادة المؤتمر الوطني من هذا الوضع أي سحب الحركة لترشيح ياسر عرمان من إنتخابات رئاسة الجمهورية فأحزاب المعارضة مازال بإمكانها الإفادة بنفس القدر وطرح منافسة جادة لإنتخابات رئاسة الجمهورية وكافة مستويات الإنتخابات. يجب على أحزاب المعارضة الرئيسية أن تجتمع وتتفق هذه المرة على برنامج حد أدنى تدعم من خلاله مرشح واحد لرئاسة الجمهورية مع التنسيق على المرشحين الذين يخوضون الإنتخابات في كافة المستويات وتترك التشظي والأهداف الفردية والحزبية التي لن تؤدي إلا لما يخشاه الجميع، (فوز المؤتمر الوطني ورئيسه المطلوب للعدالة الدولية وإضفاء شرعية غير مستحقة لنظامه وتكريس عملية الإنفصال). والحد الأدنى الذي ظللت أتحدث عنه في الفترة السابقة لا يتجاوز بحال محاولة دعم مرشح واحد (في الغالب الصادق المهدي أو حاتم السر نسبة للدعم الذي يتمتعان به بشكل تقليدي من أنصار حزبيهما) لتعزبز فرص الفوز في إنتخابات الرئاسة والإتفاق على برنامج حد أدنى يلتزم به هذا المرشح حال فوزه في الإنتخابات ومحاولة تحقيق مكاسب في إنتخابات كافة المستويات وبشكل خاص في إنتخابات البرلمان مما يتيح تمرير كافة التعديلات التي ظلت تطالب بها احزاب المعارضة المؤتمر الوطني بلا جدوى.
|
|
|
|
|
|