|
Re: الغول و ... زكاة الفول (Re: الطاهر ساتي)
|
أخي في الهم الطاهر ساتي زكات & زاماوس - أخوك في الله من الفلاحين وقد ورثت هذه المهنة الطيبة أباً عن جد وإن كان أفقهم في عهود قد خلت محدود فكان نزرع البطاطس والبصل فقط كمحصولين إقتصاديين وبين هذا وذاك كنا نزرع البندورة والعجور والبطيخ وبعض الأعلاف لنا وللماشية سواء بسواء. المسافة بين قريتنا الكائنة مكان جميع الكائنات وبين سوق بقعة المهدي لا يتجاوز الخمسة وثلاثين كيلاً في أحسن الأحوال فنحن بعض المخلفين من الأعراب الذي إستوطنوا شمال أمدرمان وكان إستقرارنا على ضفاف النيل وأتخذنا من الزراعة التي كانت تدر علينا خيراً وفيرا مهنة وعملاً وكنا راضين قانعين بما تجود به الأرض فصنفنا المصنفون وأهل الأنثروبولجيا مع العرب العاربة وأبناء عمومتنا العرب المستعربة وهم رعاة شياه وإبل وأبقار وشئ من ضأن وغالباً ما تكون دوابهم أقصر وأنحف من مثيلاتها لدينا. المهم أخي كان حالنا على أحسن ما يكون إلى أن جاءت ثورة الإنقاذ فنصبت الخيام على جانبي الطريق المؤدي إلى قريتنا الكائنة فكانت الخيمة الأولى في منطقة تسمي السروراب يعرفها أخي منصور المفتاح لأنه منهم وهم منه ثم في منطقة خور الكلية الحربية ثم قبل خور شمبات مباشرة المهم إلى أن نقطع الخمسة وثلاثين كيلاً هذه يكون نفسنا إتقطع وعينا طلعت وما حصدناه ذهب أدراج الخيام والأتاوات وهلم جرا ونصبا. فكان لابد أن نهجر الزراعة مكرهين مجبرين إلى غير رجعة وقد كان. نحن دولة زراعية يفتقر فيها المزارع البسيط لأدني سبل الدعم والتنوير ، في يوم من الأيام وقبل كل هذه الثورات والجولات وأظن أن ذلك كان إبان حكم مايو الذي بدأ ثورة حمراء وإنتهي إلى أقصي اليمن المتطرف ، أن تقاوي البطاس كانت تردنا من هولندا وكانت مكتوب على الشوال alpha وقد كان يقرأها بعض المستنيرين البها وهي أنثي ذات حسن وجمال تبيع المنكر في القرية. ثم كان آخر أسفين دق في نعش الزراعة بقريتنا الكائنة أن تم إنشاء فرع لبنك زراعي يقوم بإقراض المزارعين دون أى ضمانات وحتى يتم التصديق للمقترض عليه أن يفقد ثلث المبلغ رشاوي وتسهيلات ومن ثم يستلم المبلغ فيأكله في بطنه إما في سوق الناقة أو غيرها وتبدأ مطاردته فترك الناس الزراعة وأعلن البنك إفلاسه ومن طرائف محاكمات مزارعي المنطقة أن أحدهم وأثناء إستجوابه أمام القاضي قال للقاضي يقول الله تعالي في كتابه العزيز " أرأيتم ما تغرسون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون" زرعت يا مولانا وأبت تقوم أعمل شنو أجيب ليهم قروش من وين ، وده كلام الله أها إنت كلامك شنو يا حضرة القاضي ، فبهت القاضي لحسن بيان صاحبنا وطلب من مندوب البنك عمل تسوية معه وتقسيط المديونية. الزكاة حقت الله معلومة كان في البقر وكان في الزراعة ، وهسع والله في زكاة الضل وزكاة الدش وزكاة العناقريب وزكاة الكلاب ، المهم أى شئ يخطر على بالك أو لا يخطر فيه زكاة ، والقدر يغير ويفتي في الجهاد قادر على التغيير والإفتاء في شأن الزكاة والخوف كل الخوف أن تتم الفتوي في الركنين الأول والتاني للإسلام
|
|
|
|
|
|
|
|
|