إنجازات الولايات المتحدة الأمريكية في العراق

Quote: سوء الفهم يباعد بين الامريكيين والعراقيين بغداد (رويترز) - ترتدي النساء في مدينة الفلوجة العراقية عباءات سوداء طويلة ويختبئن في غرف خلفية في منازلهن ممن يقلن انهم جنود امريكيون أنصاف عراة يتلصصون عليهن بنظارات تعمل بالاشعة السينية. وفي مدينة الكوت الجنوبية يلقي السكان الحجارة على القوات الامريكية معتقدين انهم يسرقون الدواء وشحنات الفحم ويحرقون العلم العراقي. وتفيد اللافتات في مختلف ارجاء البلاد ان الغزاة جاءوا من اجل نفط العراق رغم تأكيدات الامريكيين ان "عملية تحرير العراق" تهدف لتخليصهم من دكتاتور شرير. وفي عراق ما بعد الحرب تملا الشائعات الكاذبة والاعتقادات الخاطئة فراغ التواصل بين العراقيين والامريكيين الذين تفرقهم بالفعل حواجز اختلاف الثقافة واللغة والدين. وأقر جاي جارنر رئيس الادارة المدنية الامريكية في العراق هذا الاسبوع ان مكتبه قام "بأداء غاية في السوء" فيما يتعلق بالتواصل مع الشعب العراقي رغم نجاحاته في اصلاح شبكات الكهرباء وتوزيع الغذاء وتأمين امدادات المياه. وفشلت الادارة بشكل خاص بعد نحو شهر من اطاحة القوات الامريكية بحكم الرئيس صدام حسين في ايجاد محطة تلفزيونية يمكن مشاهدتها على نطاق واسع لتوجيه رسائله من خلالها. وتزداد الهوة عمقا عندما ترى من الجانب الاخر. في بغداد حيث يباع الرصاص والبنادق الى جانب الطماطم (البندورة) والبصل يوقظ اللصوص بوقاحة السكان وهم يسرقون اطباق البث ويجوبون بها الشوارع في الليل ويقول الجيش الامريكي انه جعل الشوارع آمنة. وابلغ الكولونيل الان كينج اول مسؤول عسكري امريكي يتولي ادارة مدينة عراقية الصحفيين في بغداد هذا الاسبوع "قوات التحالف وفرت الامن والسلام في المدينة بالقدر الموجود في اي مدينة كبرى مثل لندن او نيويورك او غيرها." لكن سعاد زكي تقول ان العاصمة اصبحت شديدة الخطورة حتى انها لم تغامر بالخروج من منزلها منذ شهر وترفض ارسال طفليها للمدرسة بعد ان طلب المدرسون من الاباء ان يقفوا على حراسة الفصول بالبنادق. وقالت سعاد "قد تفوتهم السنة الدراسة لكني على الاقل لن اخسر اطفالي." ودرست سعاد لمدة عام في انجلترا ولا تصدق ان الامريكيين الذين يجوبون شوارع المدينة بخوذات وسترات واقية من الرصاص يمكنهم ان يقارنوا بغداد بلندن. وقال بعض الامريكيين ان سوء الفهم المتبادل امر حتمي لان الجنود لم يدربوا على التعامل مع العراقيين. وقال براين سبيرز الذي يتولى نقطة تفتيش خارج احد قصور صدام يوم الخميس "مشكلتي هي انني في يوم اتلقى امرا بقتلهم وفي اليوم التالي يكون على مصادقتهم." وأضاف "فيما يتعلق بي ارى ان نتركهم يعتقدون ان معنا نظارات تعمل بالاشعة السينية فهم بهذه الطريقة لن يخفوا اسلحة تحت ملابسهم." وقفت عايدة سورين تنتظر دورها لعبور الاسلاك الشائكة مع طفليها غير عابئة بالنظارات التي تعمل بالاشعة السينية وقالت "لا يهمني فهم لن يروا سوى عظامي." من سول هدسون