شاعرنا الدبلوماسي ... محمد المكي إبراهيم: لهذه الأسباب لم يتمكن من العودة للوطن!!!!

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 06:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صلاح الباشا(Abulbasha)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2006, 01:22 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاعرنا الدبلوماسي ... محمد المكي إبراهيم: لهذه الأسباب لم يتمكن من العودة للوطن!!!! (Re: Abulbasha)

    شكراً أستاذنا الباشا وسأعود بالتعليق.


    الشاعر السوداني محمد المكي ابراهيم يتحدث ل"المجلة":


    الطيب صالح لم يكن حجر عثرة أمام شهرة الادباء السودانيين بل كان باراً بهم

    لا أخاف من إبداع الشعر العامي وهو معين جديد للغة الفصيحة

    المغاربة مؤهلون أكثر من غيرهم للابداع في الانسانيات


    حاوره في واشنطون: صلاح شعيب

    الشاعر محمد المكي ابراهيم أحد الاصوات الشعرية المتمكنة في ساحة الشعر السوداني , هذا بغير مشاركاته العديدة في المؤتمرات العربية في الشعر والثقافة , وهو يعتبر من جيل الرواد الثقافيين في الأدب السوداني وأصدر عدة دواوين شعرية تناولت نماذج شعرية مختلفة كما ان كبار المطربين تغنوا بعدد من قصائده منذ بدايات الستينات وأصدر كذلك بعض الكتب الثقافية ويعود الفضل إليه إلي التنظير لمدرسة الغابة والصحراء في منتصف الستينات بجانب زملائه المرحوم الشاعر محمد عبد الحي والنور عثمان أبكر وتعتبر هذه المدرسة الادبية من الفاعليات التي نظرت شعرياً حول مسألة الهوية الثقافية السودانية. شاعرنا ود المكي كما يحلو للنقاد السودانيين تسميته تقاعد عن العمل في الحقل الدبلوماسي السوداني بعد ان مثل بلاده سفيراً في عدد من الدول الاسيوية والافريقية وهاجر إلي أميركا في بدايات التسعينات وظل فيها لاكثر من ثلاثة عشر عاماً من دون العودة لبلاده حيث بدا معارضاً للسلطة السودانية منذ ذلك الوقت . يعيش الشاعر محمد المكي الآن في كليفورنيا حيث يعمل أستاذاً في جامعتها ويزاول بعض النشاطات الثقافية وسط الجالية السودانية المتمددة في الولايات الامريكية. المجلة إلتقته وأدارت معه حواراً حول الكثير من قضايا المشهد السوداني والعربي والاسلامي.
    هناك تبدلاً علي جهة صناعة النشر لثقافي العربي خصوصاً يكاد يلغي الجانب التقليدي فيه, الملاحظ الان منديات متعددة للشعر والرواية والقصة والنقد, وفيها بدا أن الملاحق الثقافية للصحف السيارة ما عادت هي التي وحدهاتخبز عجينة الشعر للقراء, كما أن هناك شعراء كبار وواعدين يمتلكون منابرهم الخاصة في هذا الجانب, ما هو تعليقك علي هذه الظاهرة, وهل تعني إنتهاء عصر الوصايا الادبية علي إبداع جيل الانترنت بشكل عام؟
    النشر في الملاحق الأدبية ظاهرة قديمة ولكنها متخلفة لكونها دليلا على فشل حركة النشر في استيعاب الانتاج الفني والتوفر على نشره على الجمهور.والمكان الطبيعي لنشر الشعر بنظري هو الدواوين بالغا ما بلغ حجمها.وبالنسبة للرواية مكانها الصحيح هو الاصدار الروائي المستقل.والمسرحية مكانها خشبة المسرح وبعد عرضها هناك ربما استحقت النشر في كتاب. وتبقى القصة القصيرة وهي لصغر حجمها تجد لنفسها مكانا في بعض الملاحق الأدبية وفي المجلات الأدبية المتخصصة .
    لو نظرت الى ملاحق الصحف الأمريكية الكبرى لوجدتها تصدر تحت سمة 'ملحق الكتب'وتتخصص في عرض الكتاب الجديد وتقديمه للقراء ونقده لو دعا الحال.ومن حين لآخر يحتوي الملحق على قصيدة أو قصة قصيرة ويحدث ذلك بصفة جد استثنائية كأنموذج مأخوذ من مجموعة شعرية جديدة او كنص متميز او لمناسبة تذكارية كوفاة الكاتب او مرور ذكراه .
    ويختلف الأمر في المجلات الأدبية او شبه الأدبية لو جاز التعبير (ومثالها الأفضل مجلة النيو يوركر) فهنالك ينشرون عددا من النصوص لعدد من مشاهير الكتاب وعددا أقل للكتاب المبتدئين. ومثال المجلات المتخصصة مجلة القصة القصيرة story والمجلات المتخصصة في الشعر وبعضها يعقد مسابقات شعرية يرصد لجوائزها الوف الدولارات ولكنها تفاجيء الشاعر بطلبات مالية متعددة بدعوى رسوم الاشتراك وفي كل مرة تطمعه في الفوز توسلا الى استمراره في الدفع وذلك نوع من الاحتيال قصدت التنبيه اليه.وسوق الشعر كاسدة في امريكا بشكل عام ويفضل الجدمهور مشاهدة الالقاء الشعري على قراءة النصوص.والعرض الشعري يتميز بروح مسرحي عال يذكر بمسرح الرجل الواحدSingle actor show حيث يرقص الشاعر ويغني ويمثل نصه الشعري امام جمهور شديد التجاوب.
    اما في عالمنا فان الملاحق تحاول مشكورة ان تنفس عن الاحتقان الناشيء عن قصور آليات النشر وتسعى لاسترضاء الكتاب بنشر نماذج من أعمالهم كنوع من المسكنات الى ان يستكملوا دورة النمو وتوليهم دور النشر بعض الاهتمام.
    اذكر ان لك قرابة الثلاثة عشرعاماً منذ مغادرتك السودان وإنضمامك للمعارضة الشعبية, هل أسهم غيابكم عن الوطن كقادة مثقفون في آداء دوره علي صعيد تحقيق إنجازات في شأن الهم الوطني, أم مازالت أسباب هذا الغياب واردة ؟
    **
    قضيت تسع سنوات في الولايات المتحدة ولكن لم أنضم لأي معارضة رغم انني معترض على الكثير من السياسات المتبعة في بلادي وعلى رأسها الحجر على الحريات وانتهاك حقوق الانسان وتبديد الثروة القومية والمتاجرة بالدين.
    احتفظ بعلاقات مودة شديدة مع كل المعارضين من كل الأحزاب واشترك في مناسبات استقبالهم وتكريمهم والاعتراف بما يسدون للوطن من جليل التضحيات وخلال اقامتي بالعاصمة الامريكية شاركت في استقبال الزعماء الصادق المهدي والميرغني وجون قرنق والتجاني الطيب وعلى محمود حسنين والعميد عبد العزيز خالد.
    حاليا أجد صعوبة شديدة في زيارة الوطن اذ أن السلطات منعت تجديد جواز سفري الدبلوماسي وعمليا منعتني من الحصول على جواز عادي.وبطبيعة الحال يمكنني الحصول على جواز امريكي ولكنني لا أريد أن أزور وطني على جواز أجنبي ويمكن القول انني سأمتنع عن زيارة الوطن وشفاء ما أعاني من شوق لمفرداته الحبيبة الى ان يقضي الله في هذه العقبة . ولكنني اجد صعوبة كبرى في تخيل نفسي مقيما مستديما في سودان هذه الأيام فهنالك ليس أمامي سوى الصمت او الانضمام الى جوقة المطبلين ونافخي الأبواق وأرى في الحالتين حكما بالاعدام فوري التنفيذ
    أنت تقول إنك لم تنضم للمعارضة ولكن كان نشاط يتوائم مع عمل المعارضة؟
     هذا صحيح .هنالك لقاء تلقائي غير مدبر ولكنه حقيقي وكامل كما تقول.ولكنني أحاول أن اختار كلماتي ببعض العناية لعلمي ان هذا التوافق لن يدوم ففي زمن ما سيتخذون طريقهم في البحر سربا ويتركون سفائننا جانحة على اليابسة (هاي آند دراي كما يقولون) والآن هاهم قد بدأوا التسلل نحو المعسكر الآخر في مصالحات وتسويات تاريخية وغير تاريخية. وكما تعلم هنالك فرق واضح بين موقف المثقف وموقف السياسي فالأول يدفعه اعتراضه المبدئي والثاني يهمه نصيبه من كعكة السلطة.ولذلك يمكن استرضاء السياسي اما المثقف فالسبيل اليه هو السأم من الغربة او ربما المرض وشيخوخة الجسد
    كما أن من حديثك هذا يستشف أنك لديك رأي حول حصول الرمز الثقافي علي جنسية أخري من غير بلده, أليس كذلك؟
    ربما..عموما الناس أحرار في اختياراتهم ولا مانع من حصول الناس على جنسيات الدول الأجنبية فالدول نفسها تعترف بذلك وتسمح بازدواج الجنسية لمواطنيها..وهنالك مزايا لا سبيل الى التنازل منها مثل الحق في معاش التقاعد واستحقاق الضمان الاجتماعي التي لا أشجع أحدا على التنازل عنها.ورغم ذلك كله صعب جدا دخول الوطن بجواز أجنبي.
    مايزال السؤال المثير لجدل الهوية يطرح ذاته بقوة علي مناحي إنتاج الادباء والمفكرين السودانيين, أنتم نظرتم من قبل ل 'لآفروعربية' معيدين أنتاج الخطاب الثلاثيني في هذا الامر, وبين ذلك التاريخ والآن مسافة من الاجيال والخيبات والطموحات, السؤال: هل كتب للنتاج الفكري والادبي السوداني أن يظل مستهلكاً بموضوعة الهوية؟
    كان ذلك شعوري ايضا منذ اربعين عاما فبعد ان طرحت اسئلة الهوية المعروفة عام 1963 تركت المجال للاخرين ليقولوا رأيهم وليس لي بحث او كتابة جادة في هذا الأمر منذ ذلك التاريخ.وخلال ذلك استولى البعض على تلك الافكار وبنى عليها آخرون نظريات متقعرة عن الهوية والانتماء بينما اكتفيت بالصمت ومع ذلك لم أسلم من السنة السوء فهنالك من يتهم مدرسة الغابة والصحراء بكونها 'ثقافة أفندية' انتجت خصيصا لتساعد مبدعيها على التقدم الوظيفي. ولكنني كتبت ونشرت في هذا المجال وأنا طالب بالجامعة وبعد تخرجي والتحاقي بالوظيفة لم اسطر حرفا جديدا في ذلك الصدد.
    الوقائع الثقافية الهامة في حياتي الفكرية هي دعوتي الى 'الغابة والصحراء 'عام 1963 ووضع كتابي عن 'الفكر السوداني ' الذي فرغت من كتابته عام 1965 وانا في السنة النهائية بالجامعة وبعد ذلك تركت المجال للاخرين ينتجون نظرياتهم وفلسفاتهم دون ان احتكر لنفسي علامة تجارية او براءة اختراع. وأفشي لك سرا على هذه الصفحات عن طبائع المثقفين في بلادنا فقد كانوا سيحرمونني من فضل المبادرة لو انني صرخت قائلا مع المتنبي:انا السابق الهادي ولكنك اذا التزمت الصمت والادب فسوف تأتيك حقوقك كاملة
    أتاحت لكم السفارة الفرص لمشاهدة ومعايشة عددً من ثقافات الشعوب, باكستان, ألمانيا, زائير , فرنسا,أمريكا وغيرهم إلي أي مدي يمكن القول أن هناك تصارعاً حضارياً بينها عوضاً عن الحوار الحضاري , وهل يصح أن الثقافات ستنتهي إلي منظومة ثقافية آحادية تنزع إلي مثل الليبرالية؟
    الثقافات لا تصطرع. انها تتلاقح ويصغي بعضها الى بعض..الذين يصطرعون هم الساسة وغالبا ما يكون صراعهم على مكاسب اقتصادية..بعضهم يتوسل الى ذلك باستثارة النواحي الاثنية وبعضهم بالاعتبارات الثقافية. وبين يديك الآن الساسة الجمهوريين الذين يشنون الحرب على الاسلام السياسي ويكررون يوميا ان خصمهم هو الاسلام السياسي.ولكن هذا الأخير أوهم الجمهور المسلم ان الحرب تشن على الاسلام وثقافته وان الدوافع الى ذلك صليبية محضة.انهم تلاميذ مخلصون لهتنجتون ومدرسته ولكنهم ليسوا مخدوعين ولا مستلبين فهم يقومون بفعل ارادي لاستغفال الجمهور المسلم واجتذابه الى صفهم بتلك الدعاوى الجوفاء. ولان الاسلام السياسي ليس له من غاية سوى حكم الشعوب المسلمة واستعبادها فانهم يريدون من تلك الدعاية لفت النظر الى بسالتهم واستماتتهم في الدفاع عن الاسلام واظهار عجز الانظمة العربية القائمة عن الدفاع عن عقيدتها وذلك تمهيدا لانتزاع السلطة منها على غرار ما فعل الملالي في ايران.
    دخل على الخط - كما يقولون - اصحاب الغرض والهوى من غلاة النصارى الممثلين بالتحالف المسيحي وبعض اليهود المكلومين من العرب والمسلمين وكتبوا وقالوا اشياء تفضحهم هم قبل غيرهم منها القذف في حق القرآن ورسول الاسلام وهي اقوال ظلت تتردد على مدى العصور ولكن صوتها راح يعلو في المناخ الحالي.وبامكان الاسلامويين ترجمتها ونقلها الى الجمهور المسلم لجعله يغلي من الغضب ولكن عظمة النزاع الحقيقي تظل شيئا مختلفا تماما.والواقع ان الاسلامويين يلجأون دائما الى هذه الحيل الرخيصة وهي التماهي بالاسلام كأنما هم والاسلام جسد واحد وروح واحدة.
    في كتابه زمن الرواية ينحو الدكتورجابرعصفور لتأكيد زعم موات الشعر, وربما بادله أدونيس في كتابه الاخير زمن الشعر بالنقيض, هل هناك أزمان متصارعة للاجناس الادبية , ام أن الامر لايعدو أن يكون إضافة جديدة للعبة الاضداد في المشهد الثقافي العربي, وبوصفك كاتب للرواية, إلي أي مدي حاور قلمك شعرها؟الاحظ على التعليم الأمريكي انه يبدأ بالشعر في المرحلة الابتدائية وينتهي بالرواية في المرحلة الثانوية..وفي تلك المرحلة يتعلم التلميذ شيئا عن القوافي وعن الأوزان الشعرية (مجملة دون تفصيل) وترى الدهشة في عيون الآباء العرب وهم يقولون :'ابني في الصف الثالث ويكتب الشعر بالانجليزية.'
    في الثانوية يدرس الطالب تاريخ الأدب الأمريكي ونماذج الاعمال الروائية لملفيل وهاوثورن وادجار الان بو متدرجا منهم الى فولكنر وسنكلير لويس وهمنجواي.
    غني عن القول ان الفرد يكون بعد ذلك شخصا راشدا وحرا في اختيار اللون الادبي الذي يريد ان يطالعه .ولكننا لم نسمع ان لونا ادبيا أدركته المنية لصالح لون أدبي آخر ولا أظن ان الناقد العربي الكبير قد قصد الى ذلك بالضبط.
    ربما كان قصده ان التركيز والاهتمام ينتقل من لون الى لون آخر وان العالم العربي في هذه المرحلة ينتقل من عبادة الشعر الى مطالعة الرواية.
    لعل البعض يقول أن الطيب صالح مايزال الوحيد من الروائيين السودانيين الذين إنتزعوا إعترافاً كبيراً للادب السوداني من الاعلام العربي , هل كان علو كعب الطيب صالح إعلامياً حجم دون الإلتفات للاصوات الروائية السودانيى الاخري , ولماذا لايوصل النقاد السودانيين هؤلاء الاصوات إلي دائرة الاهتمام النقدي العربي؟
    لايقول مثل هذا الكلام الا اولئك الذين يجهلون الطيب صالح فليس هنالك من هو ابر واكثر لطفا ولين جانب من هذا الأمير وليس هنالك اكثر منه حفاوة بالانتاج السوداني ساعيا في التعريف والاشادة بالمبدعين السودانيين مانحا اياهم عين الرضا الكليلة .واعرف عن الطيب انه كتب مئات المقدمات لمئات الاعمال الأدبية لكتاب سودانيين بعضها رأى النور وبعضها كانت مجرد اضاعة لوقت الكاتب الكبير.ومستحيل تماما ان يكون الطيب حجر عثرة امام اشتهار ورواج الكتاب السودانيين أو أي كتاب آخرين.انه يعرف انه كبيرنا ومسئول عن رفاهيتنا جميعا.
    حين تعود الديموقراطية للسودان نريد للطيب صالح مقعد المثقفين في مجلس السيادة الخماسي - نريد له مقعد الدكتور التجاني الماحي العالم الموسوعي الذي اتسع صدره لعلوم الطب والتاريخ واللغة الهيروغليفية.ويومها سترون عن كثب القلب الحاني الكبير الذي يحمله في صدره هذا الأديب الكبير.أما اذا كنت تقصد أنه ألقى ظله الكبير فحجب الآخرين من دائرة الضوء فان الوقائع لا تزكي ماتقول لأن الطيب - سامحه الله - لم يعد ينتج ادبا روائيا جديدا وليس له الآن من نشاط سوى كتاباته الصحفية ومحاضراته.
    تقول أن الطيب صالح سيتسنم موقعه في الديمقراطية القادمة,هل أنت جاد في هذا المنحي , خصوصاً وأنكم ظللتم تنشدون لهذه الديمقراطية بينما أخذ الواقع السوداني ينحو مناح إثنية تهدد بوحدة كيانه؟
    نعم هنالك اشتراطان لحدوث ذلك :أن تعود الديموقراطية وان يظل الوطن موجودا. أما اذا تمزق السود ان وراح جنوبه مع يوغندا وغربه مع تشاد وشرقه مع اريتريا وشماله مع مصر فلن تكون هنالك دولة ليشارك هذا الأمير في قيادتها.وسيكون ذلك كارثة عظمى.
    اريد ان أسر اليك بهذه المناسبة ان السودان اول دولة تحددت حدودها في افريقيا جنوب الصحراء فقد فرغنا من ذلك عام 1843 قبل ان ينعقد مؤتمر برلين لاقتسام افريقا عام 1884 وسيكون امرا مؤلما ان يتمزق هذا البلد الرائد ويتحول الى غبار.
    هل صحيح ان المركزيات الثقافية العربية بغداد, بيروت, القاهرة انتهت من حيث التأثير علي مستوي الاقاليم العربية في ظل تصاعد الاصوات المغاربية في الرواية والنقد الادبي والدراسات الاكاديمية للتراث العربي شمولاً, وذلك بوجود أسماء أكثر إستنارة أمثال محمد أركون والطاهر بن جلون ومحمد برادة ومحمد بنيس والعلوي وغيرهم؟
    طبعا تقصد أيضا الدكتور محمد عابد الجابري او تريده على رأس هذا الحشد الكريم
    والمغاربة مؤهلون اكثر من غيرهم للتفوق في الانسانيات وذلك لالتصاقهم الحميم بالثقافة الغربية واجادتهم اللغة الفرنسية.وقد لاحظت انهم بسبب اجادتهم للفرنسية يسهل عليهم تلقي الانجليزية والتفوق فيها ايضا..شخصيا اعتبرهم شعبا موهوبا .وحين اقول المغاربة اقصد أهل المغرب العربي الكبير وعلى رأسهم 'المغاربة' والجزائريين والموريتانيين والتوانسة والليبيين.
    في كتابه زمن الرواية ينحو الدكتورجابرعصفور لتأكيد زعم موات الشعر, وربما بادله أدونيس في كتابه الاخير زمن الشعر بالنقيض, هل هناك أزمان متصارعة للاجناس الادبية , ام أن الامر لايعدو أن يكون إضافة جديدة للعبة الاضداد في المشهد الثقافي العربي, وبوصفك كاتب للرواية, إلي أي مدي حاور قلمك شعرها؟
    * لقد قدم الدكتور الجابري عطاء وافرا جليلا في هذا الصدد وستكون مؤلفاته مرشدا هاديا لمن ينتهجون بعده طريق البحث الاجتماعي والتاريخي. ولكن هذه المهمة ليست للأفراد بل تتطلب تعاونا وثيقا بين الجامعات ومعاهد البحث في العالم العربي على مدى أزمان وأزمان
    يلاحظ في إبداع جيل الشعراء السوداني الجديد هروباً نحو التعبير بالعامية, ويكاد المتابع أن يلمس فتحاً إبداعياً حداثياً علي جهة المفردة والرؤيا لشعر العامية السوداني الآن, ومما ساعد علي بروز هذه الظاهرة تغني كبار المطربين السودانيين به, هل تمتد هذه المحاولات الجريئة لسحب البساط إلي علي كبير من الشعر الفصيح, أم أن الامر لايعدو أن يكون تنوعات في بيئة الادب السوداني؟
    أعتقد ان هذه ظاهرة عامة في الثقافة العربية فالزجل المصري منتشر,ويزداد رواجا والسياسيون يتخذون العامية المصرية لغة للتعبير.والتلفزيون اللبناني يبث نشرات أخباره باللهجة اللبنانية وفي السعودية والخليج شعر عامي بالغ الرقة والجمال. وفي البرامج الحوارية في الفضائيات العربية يتحدث المشتركون لغة وسيطة اطلق عليها الأمريكيون اسم Educated Spoken Arabic(ESA) وهي لغة محكية ارفع مقاما من العامية العادية لكونها مطعمة بالتعابير الفصيحة وهي بنفس الوقت تخلو من اعراب الفصحى وايقاعها الرسمي.لقد تقاربت اللهجات العربية واصبحت قادرة على التعبير الدقيق وغدت مؤهلة للاستخدام الرسمي ولاشك ان ذلك سيكون مصدرا لثراء كبير للغة العربية وبنفس الوقت تسهيل للتعبير بها والفهم عنها. وقد أتيح لي أن اكتب عن لهجتنا السودانية مشجعا ما أسميته بظاهرة ' التفصح' أي تسليف العامية من الفصحى إثراء لهاوتحقيقا للتقارب بينها وبين بقية اللهجات العربيةالأخرى. ولكنني تحدثت أيضا عما اسميته ظاهرة 'غبل غليل' وهي النطق الخطأ للفظتي 'قبل قليل'ودعوت وادعو الآن للتخلص منها.*
    ولكن هل تري أن العامية ستسحب البساط من الابداع الشعري خصوصاً وأن شعر الحداثة بغموضه لايتيح مجالاً لإنتاج جمهور للشعر؟
    ليس الآن ولكن في مرحلة لاحقة تأتي بعد أن تغتني العامية وتتطور.وسيعمل لصالح العامية استغناؤها عن الحركات في أواخر الكلمات مما يفتح أمامها المجال لتنويعات عروضية واسعة بالاضافة الى قدراتها المتميزة في تصريف الأفعال واستيلاد الجموع.
    لديك إجتهادات السوداني في المقال الصحافي في السنين الاخيرة,هل عجز الشعر عن الترميز حول هذا الشأن معالجةً وإستشرافاً؟ أم هو لكتاب المقالات في دفع التنوير السياسي إلي الامام ؟ غير أن الملاحظ هو تناولك المتواصل للشأن السياسي يمكن فهم التسييس الحاد الذي لحق البيئة الثقافية السودانية حتي أن بعض الفنانين حملوا رشاشات في وجه النظام السياسي القائم الان..؟
    * يبدو حقا ان الشعر صنعة من لاصنعة له. فلكوني شاعرا تظنني متقحما على عوالم التحليل السياسي. وقبل ذلك كتب شخص اسمه الشنقيطي يستنكر حديثي في الفقه الاسلامي.ولكنني في الأصل حقوقي ودرست الشريعة دراسة مستنوفية ومن بعد ذلك درست العلوم السياسية في فرنسا وعملت في الحقل الخارجي قريبا من ثلاثين عاما فتعلمت بعض الأشياء عن السياسة والاقتصاد. وقبل خروجي من الوطن كنت نائبا برلمانيا معارضا ولي مع النظام مناوشات مذكورة كانت سببا في حرماني من الوظيفة واول وصولي الولايات المتحدة حاولت اصدار مجلة ولكنها توفيت اثناء الولادة. وكما تعلم لايصلح الشعر ولا الترميز في منازلة أمثال هؤلاء الناس ولابد من بيان ووضوح يوصلنا الى الجمهور المستهدف ويساعدنا في تحقيق الانتصار الفكري على الفكر الذي يعتمدونه.
    إلي أي مدي تثمن عطاء الجيل الجديد ممن توافرت له الفرصة للنشر, هل لمست علي الجانب السوداني , خصوصاً والعربي ,عموماً, أية أصوات جديدة في الرواية والقصة والشعر والنقد ويمكن لها أن يكون لها تأثيرها في قابل الايام؟
    * برز جيل جديد من المبدعين في الفترة التي خرجت فيها من البلاد وللأسف لم اتمكن من التواصل معهم ولكنني اطلعت على اعمال متناثرة لعبد الرحيم عبد الحليم وعصام عيسى رجب وأسامة الخواض والصادق الرضي واربعتهم يكتبون شعرا حداثيا ممتازا .وظني ان هنالك قصاصون جدد أقرأ عنهم ولم أقرأ لهم لأن آثارهم لم تعبر بحر الظلمات لتصل الينا.منهم اسماعيل أبكر وخالد عويس ومحسن خالد.
    كنت دبلوماسياً محترفاً, وكما نعرف أن الدبلوماسية قد أصطادت العديد من الشعراء العرب, ولكن الدبلوماسي مجبول علي شفافية العبارة في التعامل بينما أن الشعراء الذين يلتزمون جانب الامة لايتورعون من الاستللاف من اللغة الخشنة في التعامل مع واقع أكثر تعقيداً ونفياً لاصحاب الكلمة الصادقة ..؟
    *الشعر والدبلوماسية لا يجتمعان في قلب مؤمن.هنالك سفيرين حازا جائزة نوبل للشعر ولكن بعد التدقيق تجد انهما خرجا من بلديهما وبالتالي من مهنتهما وفي الغربة كتبا الشعر العظيم الذي أهلهما للجائزة .احدهما السفير الفرنسي سان جون بيرس أما الآخر فسفير يوناني وكلاهما خرج من بلده نتيجة للاحتلال النازي.اما نزار قباني فقد هجرالدبلوماسية هاربا بشعره من نفاقها وملايناتها ليكتب بحرية وبلا مواربة.ويخطيء من يظنه قد بلغ مرتبة السفير فقد وقف عند حد المستشار وعمل في ثلاث سفارات فقط هي لندن والهند واسبانيا .الدبلوماسية هي فن إلغاء العاطفة والإمساك بالعصا من وسطها ولكن الشعرهو الوضوح والسفور ة وكشف المستور
    بدأ الفيتوري في بداياته أكثر تجذيراً في الافريقية وبها كان مدخل التعارف بينه والقارئ للشعر العربي , ولكن بدا في نتاجه الاخير أكثر تعبيراً عن قضايا المشهد العربي, أنت أيضاً كانت تجاربك الاولي تنحو إلي المصالحة بين عاملي الغابة والصحراء لغاية بحث مشروع سياسة للمساكنة الاجتماعية ونري أخيراً بوادر توجه عروبي في مسعاكم الروائي, إلي أي مدي تثمن تراوح الشاعر بين برزخين فكريين؟
    هذه القضية مطروحة في السودان على الوجه الخطأ ولذلك تراني مستنكفا عنها.ففي زماننا كنا نستكشف ما هو كائن وهو حقيقة الهجنة والخلطة العرقية أما الآن فانهم يفاضلون بين المكونين العربي والأفريقي وذلك غير ممكن فلا أحد يستطيع أن يخرج من إهابه وتاريخه ليتجنس من جديد بجنسية جديدة. وكما ان الجيل الجديد من السودانيين تقبل النوازع الفريقية المتمثلة بالجنوب وجبال النوبة ودارفور فانه ينعين على تلك الجهات ان تتقبل السوداني الشمالي بكل ميراثه السوداني من لغة ودين وملامح فالتسامح طريق ذو اتجاهين. وقد كتبت عام 1972 عن نهاية حرب الجنوب الأولى قائلا:
    اننا الآن حيث ابتدأنا
    فلم تنسخ الحرب أنسابنا
    أوتعلمنا لغة ثانية.
    لا تزال المقاهي محملة بالرجال الكسالى
    يموتون بالوجد فوق مقاعدها الخالية
    وفي الليل تؤخذ نفس البغايا على السررالقانية.
    وهنالك اتساءل:
    لماذا إذن كانت الحرب طيلة تلك السنين
    وماذا كسبنا - سوى اللاجئين؟
    لقد نبغ في الجنوب نفر من ذوي الثقافة العالية يجب التفاهم معهم ومطالبتهم باعتراف متبادل بين الأفريقية القحة والآفرعرب ؟ واذا كان يفهمون المشروع الأفريقي ويتابعون مجرياته فسيعترفون ان مستقبل القارة يستند -ضمن اشياء أخرى- الى بقاء السودان الموحد الذي يمكن ان يصبح قطبا أفريقيا كبيرا الى جانب نيجريا وجنوب أفريقيا ومصر.
                  

العنوان الكاتب Date
شاعرنا الدبلوماسي ... محمد المكي إبراهيم: لهذه الأسباب لم يتمكن من العودة للوطن!!!! Abulbasha02-17-06, 00:40 AM
  Re: شاعرنا الدبلوماسي ... محمد المكي إبراهيم: لهذه الأسباب لم يتمكن من العودة للوطن!!!! صلاح شعيب02-17-06, 01:22 AM
    Re: شاعرنا الدبلوماسي ... محمد المكي إبراهيم: لهذه الأسباب لم يتمكن من العودة للوطن!!!! Abulbasha02-17-06, 01:41 AM
    Re: شاعرنا الدبلوماسي ... محمد المكي إبراهيم: لهذه الأسباب لم يتمكن من العودة للوطن!!!! Saifeldin Gibreel02-17-06, 02:56 AM
      Re: شاعرنا الدبلوماسي ... محمد المكي إبراهيم: لهذه الأسباب لم يتمكن من العودة للوطن!!!! حيدر حسن ميرغني02-17-06, 06:59 AM
        Re: شاعرنا الدبلوماسي ... محمد المكي إبراهيم: لهذه الأسباب لم يتمكن من العودة للوطن!!!! Abulbasha02-17-06, 03:35 PM
          Re: شاعرنا الدبلوماسي ... محمد المكي إبراهيم: لهذه الأسباب لم يتمكن من العودة للوطن!!!! حيدر حسن ميرغني02-19-06, 02:00 AM
    Re: شاعرنا الدبلوماسي ... محمد المكي إبراهيم: لهذه الأسباب لم يتمكن من العودة للوطن!!!! عصام عيسى رجب02-22-06, 04:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de