|
من وحيي انتفاضات الشعوب العربية (1) بقلم : التجاني حسين )1-
|
من وحيي انتفاضات الشعوب العربية (1) بقلم : التجاني حسين خيانات الحكام العرب وطغيانهم وبالتالي فقدانهم للشرعية الجماهيرية التي هي الأساس في الحكم، واستنادهم فقط في بقائهم في الحكم على القوة الغاشمة، أمر لم يعد هنالك جدال عليه. فالفساد وتجويع الشعب ونهب قوته وخيانة طموحاته في مواجهة الصهيونية وتحرير فلسطين هي القاسم المشترك بين الحكام العرب.. وقد كان البعض يرون أن ما يطفو على السطح من مظاهر استسلام الشعوب لحكامها هو الحقيقة حتى جاءت انتفاضة تونس ومصر والجزائر والأردن واليمن وغيرها لتؤكد غير ذلك. ومن جراء (طول رقاد) الجماهير ودخولها مرحلة (البيات) كتب الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب قصيدة طويلة يحكي فيها حال الحكام العرب الطغاة الخونة الذين باعوا قضية فلسطين رخيصةً للصهاينة وحال الجماهير العربية الشعبية في (سباتها) متوعدا الحكام بالثورات وداعيا الشعوب لذلك، مذكرا الشعوب العربية بتاريخها المجيد وانتصاراتها العظيمة عبر التاريخ مناشدا الشعوب بإعادة مجدها وبالثورة ضد الطغاة حيث تقول القصيدة: َكادُ أُؤمِنُ مِن شَكٍّ ومن عَجَبِ هَذيِ الملايينُ لَيْسَتْ أُمَّةَ العَرَبِ هَذيِ الملايينُ لم يَدرِ الزمانُ بها ولا بِذي قارَ شدَّت رايةَ الغَلَبِ ولا تَنزَّلَ وَحْيٌ في مَرابِعِهـا ولا تَبُوكٌ رَوَت منها غَليلَ نَبي ولاعلى طَنَفِ اليَرمُوكِ مِن دَمِها تَوهَّجَ الصبحُ تَيَّاهاًعلى الحِقَبِ ولا السَّفِينُ اشتعالٌ في المُحيطِ ولا جَوادُ عُقْبةَ فينا جامِحُ الخَبَبِ أَأُمَّتي ياشُموخَ الرأسِ مُتلَعَةً مَن غَلَّ رأسَكِ في الأَقدامِ والرُّكَبِ أَأَنتِ أَنتِ أَم الأَرحامُ قاحِلةٌ وَ بُـدِّلَتْ عن أبي ذَرٍّ أبَا لَـهَب !! أَكادُ أُؤمِنُ مِن شكٍ ومن عَجَبِ هذي الملايين لَيسَتْ أُمَّة العَرَبِ لولا تَشقُّ سجوفَ الليلِ بارقةٌ يا شُعلةَ الصبحِ رُدِّي حالِكَ الحُجُبِ تَهِيج بي ذِكَرُ التاريخِ جامحةً ويَعتريني الأَسَى حولي فَيَقعُدُ بي تَوَزَّعَتْني دُروبٌ لا لِقاءَ لها الذلُّ في الناسِ والعلياءُ في الكُتُبِ كأَنما أَنا جَمْعُ اثنينِ سَيفُ وَغَىً مُعَذَّبُ الروحِ في غِمْدٍ من الخَشَبِ أَغزو عَمُورِيَّةً في الليلِ أَحرِقُها وشِلْوُ أُختي غِذاء الطيرِ في النَّقَبِ لو كنتُ مِن مازِنٍ لم يَستبِحْ وَطَني بَنُو اللَّقيطَةِ من صَرَّافـةِ الذَّهَبِ لَكُنتُ غَمَّستُ رُمحي في حناجرِهم أَوغمَّسوا هُمْ رماحَ الغدرِ في عَصَبي لكنني و بَني شعبي تَخَطَّفَنا قِيلُ الملوكِ أَلا لا بُدَّ من هَرَبِ فَكُلُّ عَرْشٍ على بُقْيا جَماجِمنا أَرسَى قوائِمَهُ مُختالةَ الطَّنَبِ لم يَدرِ أَنَّ ِعظامَ الأَبرياءِ بِهِ أَلغـامُ ثأرٍ تدَوِّي ساعةَ الغَضَبِ أَكادُ أُومِنُ من شكٍّ وَمِن عَجَبِ هذي الملايينُ لَيسَتْ أُمةَ العَرَبِ كأَنَّما لم تَلِدْ في اليُتْم " آمِنَةٌ " ولا "حَلِيمةُ " هَزَّت مَهْدَ مُرْتَقَبِ كأَنَّما الصَنَمُ الأَعلى مُحَدِّقةٌ عيناهُ في زُمرةِ الأَزلامِ والنُّصُبِ و كم مُسَيلِمَةٍ عَمَّت خَوارِقُهُ وَعَلَّمَ الناسَ دِيناً شِرعةَ الكَذِبِ إِزميلَ شَعبِيَ يامَنْ صُغتَ مِن حَجَرٍ عرشا وسُقتَ له النَّجوَى ولم يُجِبِ كُنْ مِعْوَلاً في جبينِ الصخرِ ثانيةً وحَطِّم اللاَّتَ وارشُدْ مَرَّةً وَثُبِ أَكادُ أُومِنُ مِن شَكٍّ وَمِن عَجَبِ هَذ ي الملايينُ ليست أُمَّةَ العَرَبِ تَبدَّلَتْ ِمَمُ الصحراءِ واأَسـفا بَيَّاعةَ النفطِ عن خَيَّالةِ الشُّهُبِ مَن شَمروا لِلوغَى الأَردانَ مِن وَبَرٍ فانظر لهم في طَرِيِّ القَزِّ والقَصَبِ سَلِ الجواري وما وُشِّينَ مِن بُـرُدٍ والغانياتِ وما حُلِّينَ من ذَهَبِ أَما يُؤرِّقُ ربَّ القصرِ رَجْعُ صدىً مُعَذَّبٍ في طُلولِ) اللّـدِّ) مُنتَحِبِ وفي الجليلِ عذارى يَنْتَخِينَ فما تَسري الحَمِيَّةُ في عِرقٍ ولا عَصَبِ إِنا سقَينا خُطوطَ النارِ من دَمِنا فَلْيَسقِها الشيخُ بعضَ الزيتِ، إِن يَهَبِ لا والعُروبةِ، لا كَلَّت سَواعِدُنـا صَوَّالـةً بِسِنانِ الرَّوْعِ والقُضُبِ لا والعُروبةِ أَو شُلَّت سواعِدُنا إِن لم نُفَجِّر مدى الصحراءِ باللَّهَبِ إِن لم نَقُمْ في حُقولِ النفطِ نُشعِلُها في جنبِ كلِّ دخيلِ الدارِ مُغتَصِبِ لعنتُ تِشرينَ لا بغدادُ مِن وَطَني ولا العراقُ ولا كان الرشيدُ أَبي إِن لم أرَ الرَّكبَ من شعبِ العراقِ ضُحىً يَلُزُّ عَرضَ المدى في زَحفِهِ اللَّجِبِ ***** وها نحن نرى أن الشعوب العربية قد بدأت انتفاضاتها.. وأن ما كان يعتقده البعض من أن الساحة العربية قد خلت للطغاة وأتباع أمريكا والصهيونية قد سقط تحت أقدام الجماهير التي انتفضت بحق وقدمت الشهداء.. وما رأيناه في مصر وتونس وغيرها من الأقطار العربية هو البداية حيث أن عصرا جديدا يشرق في الوطن العربي هو عصر الجماهير. فقد انكسر حاجز الخوف وبدأت دورة جديدة من دورات التاريخ في المنطقة العربية. وهذه الدورة تؤسس لأفكار ورؤى وتصورات جديدة تقوم على دور الشعوب في تحقيق طموحاتها عبر المشاركة الحية في صنع الواقع السياسي. وإذا كانت الحكومات العربية تعتقد أنها قد حولت الجيوش العربية إلى أداة لقمع الشعوب بعد أن أبعدتها عن دورها في تحرير فلسطين فإن تجربة تونس ومصر قد عكست أن الجيوش العربية لا زالت بخير وأنها في ساعة الحسم وعندما تهب الجماهير وتنتفض فهي لن تكون إلا مع الجماهير.. وقد رأينا كيف التحم الجيش والشعب في تونس.. وكيف التحم الجيش والشعب في مصر.. لقد وصلت الأوضاع العربية الرسمية في (انهياراتها) إلى القاع بعدما رأيناه من مشاركة للحكام العرب في مساعدة الغزو الأمريكي للعراق والتدمير الإسرائيلي لقطاع غزة.. ووصلت الخيانة مداها الأقصى فكان الطبيعي هو أن يبدأ عصر الثورة الجديدة في الوطن العربي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|