نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 05:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ضياء الدين ميرغنى الطاهر(altahir_2&ضياء الدين ميرغني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-02-2006, 06:55 PM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) (Re: altahir_2)

    الجزء الثانى:-
    التنوع الثقافي في السودان الشمالي
    الاعتراف بواقع التعدد والتنوع الثقافي والديني والاثني في السودان يعني ان السودان لا يشكل أمة أو قومية موحدة حسب التعريف العلمي لهاتين الكلمتين، أي انه يكون هوية مركبة من عدة هويات بعضها اكتمل نموه القومي، مثل الهوية العربية الشمالية، وبعضها الآخر لا يزال في طوره القبلي، مثل الجنوب، ومن هنا فإن أهم سمات التنوع الثقافي والاثني تتمثل في التمايز الثقافي والتاريخي بين الشمال والجنوب.



    وقد اشارت إلى ذلك وثيقتان مهمتان في فترة ما بعد الاستقلال هما: تقرير لجنة التحقيق في أحداث الجنوب في أغسطس 1955، وإعلان 9 يونيو 1969 الذي أصدرته ثورة 25 مايو حول مشكلة الجنوب. وبشكل عام تشير الدراسات الحديثة إلى انه يمكن تقسيم سكان السودان إلى مجموعتين أساسيتين هما: مجموعة القوقازيين (الحاميين الساميين) في شمال وشرق البلاد، ومجموعة السود (نيليون وسودانيون) في الجنوب والغرب، وضمن هذا الإطار يجب النظر إلى مشكلة التنوع الثقافي في إطار السودان ككل وفي إطار الشمال والجنوب، كل على حده كما أشرنا في المقالة السابقة، وفي هذه المقالة نتناول التنوع الثقافي في الشمال، والواقع يشير إلى ان الشمال يرتبط، في عمومه بهوية عربية تستند إلى غلبة الثقافة العربية الإسلامية في داخله وانتمائه إلى المجال الحضاري العربي الإسلامي العام، أكثر من الأصول العرقية التي لا يمكن متابعتها، وهذه السمة الغالبة تتضمن بالطبع تنوعاً في داخله، بمعنى الاختلاف في درجة التعريب والاندماج الوطني واستمرار الثقافات السابقة كجزء حي وفاعل في التكوين القومي والثقافي القائم الآن وذلك بحكم تداخل وتمازج المجموعات الشمالية في عمومها مع بعضها البعض، ونتيجة للدور الحاسم الذي ظلت تلعبه اللغة العربية والإسلام والثقافة العربية الإسلامية والتجربة المشتركة طوال الحقب التاريخية المختلفة، ويمكن رصد كل ذلك بدءاً من الحضارات القديمة والممالك المسيحية، وانتشار الإسلام واللغة العربية حتى ظهور السلطنات العربية الإسلامية وانتهاءً بالعصر الحديث ودور الدولة المركزية والسوق الموحد في تسريع عمليات الاندماج الوطني الجارية في عموم البلاد والشمال بشكل خاص، ونتيجة لكل ذلك تبلورت الهوية العربية الإسلامية الشمالية وأصبح التنوع الثقافي والاثني في داخلها تنوعاً في درجة الاندماج الوطني، صحيح ان بعض المناطق انكفأت على نفسها واحتفظت بتراثها الثقافي القبلي لأسباب محددة (المناطق الجبلية والبعيدة) ولكن ذلك لم يمنع تداخلها وتمازجها مع المجموعات الشمالية والوطنية الأخرى، أو إلى ابتعادها الكلي عن تأثيرات العوامل الداخلية والخارجية الدافعة في اتجاه الاندماج الوطني والهوية العربية الشمالية الموحدة، وهي عملية تاريخية طويلة ومعقدة ساعدت في تسريعها عوامل التجارة البعيدة والهجرات السكانية الواسعة والطرق الصوفية وتحركات التجار والعلماء في القرون الوسطى والدولة المركزية والسوق الموحد في العصر الحديث.



    هناك رأي سائد يقول بأن الحكم التركي/المصري هو الذي صنع السودان بحدوده المعروفة الآن. ولكن هناك دراسات حديثة تشير إلى ان هذا السودان الحديث لم ينشأ مع الحكم التركي المصري أو الحكم الثنائي، وإنما نشأ مع صعود السلطنات العربية الإسلامية في سلطنة سنار (1504-1821) وسلطنات تقلي والمسبعات في كردفان وسلطنة الفور (1664-1875) حسب أبو سليم والقدال والصاوي، هذه السلطات كانت تتشابه في تركيبتها الداخلية وفي هويتها الثقافية نتيجة لتطورات اقتصادية اجتماعية وسياسية عديدة ولسيادة الثقافة العربية الإسلامية في الشمال بشكل عام، ورغم انها كانت سلطنات مستقلة وتتحارب مع بعضها في احيان كثيرة إلا انها لعبت دوراً كبيراً في تسريع عمليات الاندماج والتوحيد الوطني، والسهولة التي سيطر بها الحكم التركي المصري على البلاد تؤكد ذلك، ويؤكده أيضاً اندلاع الثورة المهدية في عموم أنحاء الشمال ضد الحكم التركي في 1881-1885 وفي الوقت نفسه كان لهذه السلطات إمتدادات وعلاقات مع المناطق الجنوبية، بما في ذلك علاقات تجارة العاج والدقيق وغيرها، ومن هنا يمكننا القول ان هذه السلطنات والعروبة السودانية، بشكل عام، قد لعبت دوراً مهماً وحاسماً في تأسيس الكيان السوداني بحدوده الراهنة، ووجد ذلك دعماً إضافياً في فترة الحكم التركي المصري (1821-1885) والحكم الثنائي _1898-1956) ولذلك جاءت الحركة الوطنية لتستند إلى هذا التوجه العام، بحكم ارتباطها بالشمال والهوية العربية الإسلامية الشمالية، المهم ان محاولة تضخيم ظاهرة التنوع الثقافي والاثني في الشمال، بشكل عام، لا يمكن ان تنجح في تحويله إلى اختلاف في الثقافات، مقارنة بالاختلاف التاريخي والثقافي مع الجنوب، صحيح هناك تنوع وتعدد، لكنه تنوع في الدرجة، بحكم تداخل الثقافة العربية الإسلامية الشمالية في مجمل نسيج الثقافة السودانية، وتمازج المجموعات الشمالية مع بعضها طوال حقب طويلة، ومع ذلك فإن هذا التقرير لا يعني حرمان المجموعات الشمالية المختلفة من حقوقها الثقافية وحماية خصوصياتها في إطار الكيان السوداني الموحد، فوحدة الهوية والثقافة لا تعني انتفاء التنوع والتجانس المطلق، ولذلك يمكننا الحديث عن عروبة سودانية ومصرية وشرقية وغيرها في إطار العروبة العامة في المنطقة، وانطلاقاً من الارتباط العميق بالهوية والثقافة العربية الإسلامية الشمالية، كان اختلاف الحركات الاقليمية الشمالية عن الحركة الاقليمية الجنوبية.



    ان القضية ليست في تضخيم مسألة التنوع الثقافي والاثني في السودان بشكل عام والشمال بشكل خاص، وليست في الخيار بين عروبة السودان وافريقيته بقدر ماهي في التعامل مع حقائق الواقع كما هي وفي التركيز على المداخل التي توحد البلاد ككل وتمكنها من القيام بدورها- هناك توجه يعمل على التقليل من شأن الهوية والثقافة العربية الإسلامية في السودان بدعاوي الانتماء الافريقي، ولكن ذلك يتناقض مع خصوصية انتماء السودان ودوره العربي والافريقي، وفي مواجهة ذلك يمكن القول ان العروبة والافريقية قد أصبحتا مندمجتين بشكل كبير في شمال السودان ولم يعد من الممكن التمييز بينهما، وهو لذلك يكون الأكثر تمثيلاً للقارة الافريقية بشقيها العربي وغير العربي، مقارنة بأية منطقة افريقية اخرى، بما في ذلك جنوب البلاد، حسب مدثر عبد الرحيم، ويدخل في ذلك توجه السودان الشمالي نحو الشمال والمنطقة العربية منذ الحضارات القديمة حتى العصر الحديث، وهو توجه يستند إلى عوامل وعلاقات راسخة، ويشمل حتى الجنوب، فقد اشار فرانسيس دينق (أفارقة بين عالمين) إلى تداخل ثقافة الدينكا وديانتهم مع ثقافات الشرق الأوسط (المنطقة العربية) والديانات السماوية الكبرى، وهذا يعني ان هناك الكثير من المشتركات بين الشمال العربي المسلم والجنوب بثقافاته المختلفة والتي يمكن تطويرها لمصلحة بناء سودان ديمقراطي موحد وفاعل في محيطه العربي والافريقي والدولي، وفي حلقة قادمة نتناول التنوع الثقافي في الجنوب.



    محمد علي جادين
                  

العنوان الكاتب Date
نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-02-06, 06:34 PM
  Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) السر عبدالله12-02-06, 06:46 PM
    Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-02-06, 07:09 PM
  Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-02-06, 06:55 PM
    Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-02-06, 07:20 PM
    Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-02-06, 07:30 PM
  Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-02-06, 07:35 PM
  Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-03-06, 10:38 AM
    Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) صباح حسين12-03-06, 12:59 PM
      Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-07-06, 09:12 PM
  Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) Deng12-03-06, 01:13 PM
    Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-07-06, 09:16 PM
      Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-12-06, 05:23 PM
        Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-13-06, 06:49 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de