نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 09:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ضياء الدين ميرغنى الطاهر(altahir_2&ضياء الدين ميرغني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-02-2006, 06:34 PM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4)


    الجزء الاول:-
    شكالية التنوع الثقافي في السودان

    بمناسبة انعقاد مؤتمره العام في ميلاه الثاني، نظم اتحاد الكتاب السودانيين ندوة حول رؤية الأحزاب السودانية لاشكالية التنوع الثقافي في السودان، يوم الجمعة 22 سبتمبر الجاري وقد شاركت بمداخلة تعكس رؤية حزب البعث العربي الاشتراكي السوداني، ونسبه لأهمية الموضوع سوف أتناول طرح هذه الرؤية في هذه الزاوية بهدف تعميم الفائدة وتوسيع الحوار حول هذه القضية المهمة، ونبدأ بتأكيد أن هناك الآن اتفاقاً عاماً وسط الأحزاب السياسية السودانية حول حقائق التعدد والتنوع الثقافي والاثني الديني في البلاد، ويتجسد ذلك في عدة وثائق واتفاقيات طرحت في عقد التسعينيات الماضي، وبداية هذا العقد ويشكل ذلك:





    1- مقررات مؤتمر اسمرا حول القضايا المصيرية في عام 1995، ويمثل ذلك وجهة نظر قوى المعارضة ممثلة في التجمع الوطني الديمقراطي الذي يضم الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب الأمة وقوى المعارضة الأخرى كافة.



    2- اتفاقية الخرطوم للسلام عام 1997 بين حكومة الانقاذ وبعض القوى الجنوبية، ويمثل ذلك وجهة نظر الحكومة والجبهة القومية الإسلامية، والاتفاقية تطرح أفكاراً واضحة حول التنوع الثقافي في البلاد تقترب كثيراً من طرح مقررات مؤتمر أسمرا حول القضايا المصيرية .1995



    3- هناك اتفاقية السلام الشامل بين حكومة الانقاذ والحركة الشعبية في 9 يناير .2005



    وهي الاتفاقية التي أدت إلى تكوين حكومة الوحدة الوطنية في 9 يوليو 2005 ووجدت دعماً ومساندة دولية واقليمية واسعة، وفي الداخل وجدت تأييد ودعم القوى السياسية كافة مع تحفظات وانتقادات لثنائيتها وعدم شمولها لجوانب الأزمة السودانية، ومع أن الجانب الثقافي بشكل أضعف جوانبها فقد أكدت الاتفاقية على حقائق التنوع الثقافي وفق المجموعات السكانية المختلفة في تطوير لغاتها وثقافاتها أضافة إلى خصوصية انتماء السودان ودوره في محيطه العربي والإفريقي وتوازن سياسته الخارجية في اطار هذا المحيط.



    والواقع أن هذا الاتفاق الواسع يستند إلى إعلان كوكادام بين الحركة الشعبية والأحزاب السياسية في بداية 1986 وإلى اتفاقية الميرغني-قرنق بين الحركة والحزب الاتحادي الديمقراطي في نوفمبر 1988، وذلك إضافة إلى تطورات عديدة تمتد منذ مؤتمر جوبا 1947 حتى مؤتمر المائدة المستديرة في 1965 ومع كل ذلك، فالعبرة ليست في الوثائق والاتفاقيات المكتوبة وإنما في تطبيقها في الواقع العملي، ولذلك يمكن القول إن قضية التنوع الثقافي لاتزال تطرح نفسها في الواقع السوداني وهي تحتاج إلى جهد أكبر وأوسع بحكم تعقيدها واختلافها النوعي عن قضايا السلطة والثروة. ولا أريد هنا مناقشة موقف حزب البعث السوداني من هذه القضية في الفترات السابقة.



    فقد كفانا د. حيدر إبراهيم بما أورده من مقتطفات حول هذا الموقف في ورقته التي قدمها في يوم الخميس 21 سبتمبر الماضي، وأشير هنا إلى وثيقة حول (الهوية السودانية) طرحها الحزب في بداية عام 1989 كمساهمة في المؤتمر الدستوري الوطني، الذي كان سيعقد في سبتمبر من العام نفسه، وأشير أيضاً إلى كتابات حديثة خاصة كتاب عبدالعزيز الصاوي حوارات الهوية والوحدة الوطنية في السودان، مركز الدراسات السودانية القاهرة 1996، هذه الكتابات يمكن الرجوع إليها لمتابعة ما طرحته من أفكار وآراء.



    اشكالية التنوع الثقافي في السودان في الوقت الراهن تتمثل في عقبة أساسية، يجسدها توجهان متطرفان ومتناقضان ومتشابهان في الوقت نفسه.



    التوجه الأول يضع الدين الإسلامي في مواجهة الهوية الوطنية الجامعة وتمثله الجبهة الإسلامية القومية ونخبة الانقاذ الحاكمة ودوائر محددة وسط القوى المهيمنة التقليدية في الشمال، هذا التوجه يحاول فرض مفهوم يقوم على الإسلام والثقافة العربية الإسلامية، وبالتالي معاداة الثقافات والأديان الوطنية الأخرى، وهو يعمل على تبسيط مشكلة الهوية ويحصرها فقط في الدين وفي اجتهاداته الخاصة بحزب الجبهة الإسلامية، ولذلك يتجاهل حقائق التنوع الثقافي والاثني والديني في البلاد، وهو في ذلك يتناقض مع التراث العربي الإسلامي ومع التجربة السودانية المليئان بقيم الحرية والتسامح والتفاعل مع الآخر، وهذا التوجه يحاول تحقيق طروحاته بغرض اسلمة وتعريب واسع وسط المجموعات غير العربية، وذلك بكل الطرق الممكنة، وعلى رأسها سلطة الدولة السياسية والعسكرية والاقتصادية وهو بطبيعته توجه ديكتاتوري شمولي وآحادي، وأدى عمليتان في العقدين الأخيرين إلى ادخال الإسلام والعروبة السودانية في مأزق اقصاء الآخر وورطة عدم القدرة على التعايش مع المجموعات الوطنية الأخرى، وخاصة المجموعات الجنوبية وهو بذلك يخاطر بالإسلام وبالعروبة وبمكانتهما الكبيرة في الهوية السودانية ودورهما الرئيس في بناء الكيان السوداني الحالي، وبالتالي يحملهما مسؤولية تفكيك البلاد على أسس دينية وعرقية، وهذا التوجه لايزال مستمراً حتى بعد اتفاقية السلام الشامل ومرور اكثر من عام على البدء في تنفيذها، ويتركز بشكل أساسي وسط نخبة الانقاذ المسيطرة.



    والتوجه الثاني هو توجه معاكس للتوجه الأول وكرد فعل له، ويتركز بشكل أساسي وسط القوى الجنوبية، وفي السنوات الأخيرة أصبحت له امتدادات وسط النخبة الشمالية، خاصة وسط الدوائر المثقفة والحركات المسلحة في دارفور وجبال النوبة والشرق، ويركز هذا التوجه على تحميل الثقافة العربية الشمالية في عمومها مسؤولية الأزمة الوطنية الشاملة الجارية في البلاد طيلة سنوات فترة ما بعد الاستقلال، وذلك استناداً إلى سيطرة القوى المهيمنة الشمالية (المدنية والعسكرية) على السلطة طيلة هذه الفترة وسياساتها التي أدت إلى استبعاد الجنوب ومناطق أخرى في الشمال، وتهميشه وتخلفه وهذا التوجه يعتبر هذه السيطرة نتاجاً لجوهر ثابت في الثقافة العربية الإسلامية والهوية الشمالية، وليس فقط نتيجة للتركيبة الفكرية والاجتماعية للقوى المسيطرة (البرجوازية، شبه الاقطاعية، البرجوازية البروقراطية والفئات الطفيلية) وبذلك يحول التركيز من العوامل الاقتصادية الاجتماعية إلى العامل الثقافي والقومي والديني، وبذلك يتحول الصراع من صراع سياسي اجتماعي إلى صراع ثقافات وهويات كما هو واضح في كتابات فرانسيس دينق، خاصة كتابه (صراع الرؤى) وكل ذلك بهدف تغيير جذور الأزمة الوطنية الشاملة الجارية في البلاد وكيفية معالجتها، ومن هنا تلاحظ أن هذا التوجه تماماً كالتوجه الأول، يعمل على تبسيط اشكالية التنوع الثقافي والاثني والديني في السودان، وذلك عن طريق تضخيم حقائق هذا التنوع في اتجاه اعلاء شأن المجموعات والثقافات غير العربية (سمها الافريقية) باعتبارها أساس الهوية والثقافة السودانية وبالتالي تقليل شأن الثقافة العربية السودانية والهوية القومية الشمالية واعتبارها (أقلية مسيطرة) وفي بعض الأحيان (جالية أجنبية) وافدة يجب طردها من البلاد، هذا التوجه يقود إلى نفي الثقافة العربية الشمالية، ووضع تناقض موهوم بين الانتماء العربي الإسلامي في الهوية السودانية وانتمائها السوداني والأفريقي، وهذا يعني عملياً رفض حقائق التنوع الثقافي القائمة في أرض الواقع، ويعني أيضاً نفي صفة (الأفريقية) عن الشمال لمجرد أنه (عربي مسلم) وذلك دون تقدير لوجود أكثر من ثلاثة أرباع الأمة العربية في بلدان شمال أفريقيا، أو لدور العروبة السودانية الأساسي في بناء الكيان السوداني وتوطيد وحدته الوطنية حتى الآن، والواقع أن هذا التوجه يركز على الاختلافات ويتجاهل المشتركات وعوامل الاندماج الوطني الجارية في أرض الواقع حتى في ظروف الحرب الأهلية في السنوات السابقة، وهو بذلك يحول السودان إلى سودان اقليات و اثنيات لاتربطها أي مشتركات ثقافية ودينية أو مصالح اقتصادية اجتماعية، فهل يؤدي ذلك فعلاً إلى معالجة الأزمة الوطنية الشاملة الجارية في البلاد؟!، أم إلى تفكيك الكيان السوداني على أسس دينية وعرقية؟.



    هناك توجه عام ينظر إلى قضية التنوع الثقافي والأثني والديني كتنوع وتعدد غير محدود ولا نهائي، وبالتالي ينظر للمجموعات السكانية الوطنية كجزر معزولةعن بعضها لاتربطها أي مشتركات.



    وهذا اتجاه خطير يؤدي عملياً إلى تفكيك الكيان السوداني الموحد على اسس عرقية ودينية، ويستند هذا التوجه على الاحصاء السكاني الأول 1955 الذي تم في نهاية الحكم الثنائي، ولكن هذا الاحصاء يجب التعامل معه بوعي ومسؤولية، بسبب عيوبه الفنية ومعاييره المعتمدة في تصنيف المجموعات الاثنية المختلفة، فهو يعتمد تصنيفاً عرقياً غير علمي، ويفترض فوارق واختلافات موهومة بين المجموعات السكانية في الشمال والجنوب على السواء، ويتجاهل عمليات التمازج والتداخل والاندماج الوطني الجارية في وسطها.



    وكل ذلك لا يقلل من قيمته، ولكن احصائياته تظل فقط تمثل الاتجاهات الشعبية في نظرة السكان لبعضهم وعلاقاتهم التاريخية والحدود التي يتحركون ويكسبون معاشهم في ربوعها، ونتيجة لكل ذلك يجب النظر لاشكالية التنوع الثقافي والاثني والديني في حدودها الواقعية في اطار الثقافة السودانية الجامعة بين الجنوب والشمال وداخل الجنوب والشمال في الوقت نفسه، وهذا ما سنناقشه في حلقة مقبلة.

    محمد علي جادين









    (عدل بواسطة altahir_2 on 12-02-2006, 06:41 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-02-06, 06:34 PM
  Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) السر عبدالله12-02-06, 06:46 PM
    Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-02-06, 07:09 PM
  Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-02-06, 06:55 PM
    Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-02-06, 07:20 PM
    Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-02-06, 07:30 PM
  Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-02-06, 07:35 PM
  Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-03-06, 10:38 AM
    Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) صباح حسين12-03-06, 12:59 PM
      Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-07-06, 09:12 PM
  Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) Deng12-03-06, 01:13 PM
    Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-07-06, 09:16 PM
      Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-12-06, 05:23 PM
        Re: نظرة حول الهوية الجامعة للسودان:محمد على جادين (1ـــ4) altahir_212-13-06, 06:49 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de