|
|
 واكتمــل بنـاء الســد في كجبار
|
كجبار قصة وقضية ورهان خاسر
هكذا بدأت الحكاية .. واكتمل بناء السد في كجبار
نعم لقد بني في الأصل سد أعتى واصلب من الكتل الخراسانية التي كانت ستقام عليه السد . والجدل المحتد بلغ مداه في مناقشة جدوى بناء السد وعدمه .. وتأرجحت الأطروحات التنموية المغلفة بالأجندة السياسية والرفض المغلف بالأيدلوجية السياسية ..
وبعد إقدام السلطات على فعلتها المشينة في ضحى الثالث عشر من يونيو اكتمل بناء السد الرافض لقيام السدود في المناطق النوبية .
كان هنالك تيارات عدة .. منهم من يرفض من منطلق سياسي ... وبالمقابل كان هنالك من يدعم من اجل نصرة أيدلوجية سياسية .
و في وسط هذا الركام و الشوشرة والغوغاء كان هنالك من كان يمني نفسه بوفرة ورخاء نسبي إلى جانب خشية وتوجس مصاحب نتاج تجارب سابقة . ومشاهد ماثلة للعيان . في حلفا والسد العالي .
كانت القصة في مجملها اقرب إلى فخ منصوب في مكمن خطير .. بفرضية أن النتائج - وأيا كانت تلك النتائج - سترضي الجهات التي نصبت الشراك. فرغم تيقنهم أن ( الرابح فيه هو الخاسر ) فالأمر لا يخرج لديهم من أمرين اثنين ..
* إمـا مكسب بخسارة لإرضاء الآخرين مصحوبة بتضحيات من فئة مجبورة ومغلوبة على أمرها - ولا يهمهم امر الضحية !
* وإما خسارة بمكسب ستؤدي إلى تهلكنهم وربما تأتي بمكاسب لمن سيأتي بعدهم - والمفاضلة هنا غير واضحة المعالم
فكان لهم العمل على تمهيد الأمر وإظهار الصورة على أنها تنمية ومستقبل واعد وان كل من يرفض ذلك فهو أحمق. وبدأت إرهاصات توصيل الإفادة وفق سيناريوهات مدروسة بغباء . فوضعوا خطط التنفيذ على فهم مغلوط لطبيعة أهل المنطقة وكانت قراءاتهم جلها خاطئة وباطلة .
ارتكز جزء غير يسير من خطتهم على تسويق الأطروحة بان الرافضين هم قلة من اليساريين
إلى جانب تعمدهم تقسيم أهالي المنطقة وإظهارهم بصورة منتفعين ومتضررين وخلق صورة جدلية بين المنافع والمكاسب المتوقعة ورسم صور البؤس وفقدان الأمل في مستقبل المنطقة بدون مشاريع التنمية المرهونة بالإغراق وإشاعة روح التوجس والخشية في البقاء دون تقديم بعض التضحيات ..
ووسيلتهم في كبح جماح الرافضين في إظهارهم بين العامة بأنهم مجرد مجموعة ترى أنها مجموعة مستنيرة وتريد ان تقود الأهالي إلى التهلكة وتحجب عنهم سبل التنمية في سبيل المكايدة السياسية .. وانهم قلة من بقايا اليسار المتهمين بالإلحاد والشيوعية وان هنالك أيادي يهودية وماسونية داعمة لخطتهم .
ربما استوحت الجهات ذات العلاقة بعض ما بني عليه تصورهم الأحمق من بعض الشواهد المغلوطة وما يكتب في المنتديات إلى جانب صورة جدلية مرسومة في أذهان الكثيرين بان ميول أهل المنطقة إلى التيارات اليسارية ... وقد تزامن خلق هذه الصورة النمطية في أذهان العامة ولدى الكثيرين من أهل الشأن، بتزامن تهجير أهالي حلفا والمظاهرات وحركة التيارات اليسارية التي كانت نشطة أبان الستينات.
الرافضون اليوم لقيام سد كجبار ودال هم أصحاب تجربة سابقة وأعراق سابق لمناطقهم المستهدفة دوما بالإغراق . وهم ليسوا دعاة رفض للتنمية بل كانوا وما زالوا يسالون عن دراسات جدوى المشاريع التنموية وهم اقدر من يشارك في الدراسات لكفاءاتهم العلمية المشهودة لهم من العالم اجمع . ولكن السلطات أرادت أن تصورهم بالحماقة والبلاهة ... ولكنها فشلت في ذلك لذا أقدمت إلى أسلوب العاجزين وأرادت ان تخيف الجموع وتمرر أجندتها بالقوة الجبرية وبالسلاح والقتل . وهي أيضا بلا شك وبإجماع العالم مخطئة في ذلك أيضا . و بذلك خسرت السلطات الرهان . وقوي البناء والنسيج الرافض لأساليب الخداع وانكشفت الأمور.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
welyab
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست