إننا إذ نخاطبكم اليوم والسودان يتعرض لمحنة فرقت بين أبنائه ..... وأغرت به اعداءه .... ننقل لكم نبض كثير من اللذين يرون ان المعالجات المتتالية لمظالم المستضعفين في السودان " قد أكثرت الحز .. وأخطأت المفصل ." ورسالتنا هذه هي لمحاولة تدارك ما قد ينشأ نتيجة لتراكم المظالم على أهل الشمال . فإذا كانت المظالم السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة وتهميش الآخر وعدم الاعتراف به هو الوقود الذي ظلّ يُشعلُ نار الحروب في بلادنا فإنّ التحيّز الثقافي واللغوي والإثني وقضايا الهويّة كانت ولا زالت أساساً للصراعات ومجالاً لإخفاقات الساسة. ورغم الجهود التي تُبذل لإحلال السلام الدائم في البلاد إلا أنّ الخطأ القاتل للقائمين على أمر البلاد هو نظرتهم إلى تظلّم الأطراف كلٍّ على حِدة ، وانهم لم يستبقوا الأحداث ليمنعوا التذمّر (هنا وهناك ) قبل الوصول إلى مرحلة الغليان، كما انهم بدأوا بمن حمل السلاح !!! فصار المرجل يغلي في كلّ مكان .!! ولقد ظللنا نحن أبناء المنطقة النوبيّة بأقصى الشمال ننتظر بروز إرهاصات الحلّ الشامل لمشاكلنا وتظلّماتنا في إطار حلّ مشاكل كلّ أطراف الوطن . ورفعنا الصوت عالياً مطالبين بإدراج إقليمنا في معالجات المناطق الأقلّ نموا .. ولكنّ أصوات المدافع والطلقات هنا وهناك كانت قد أصابت آذان الحكومات بالصمم. كنّا نظنّ أنّ ما يصيبنا من تهميش وإهمال هو بعض ما يصيب الأطراف ، وليته كان الحال. إذ أنّ الأمر جدّ خطير ومختلف . لقد بدأنا نربط الأحداث وبدت لنا معالم ما يُرسم لطمس الهويّة النوبيّة ..
حربٌ ثقافيّة بدأت بحذف تاريخها من المناهج المدرسيّة ، وقفل الطريق أمام مؤسّساتها الثقافيّة المنتمية لعبق الأرض السودانيّة في تاريخها البعيد، ومن ثمّ استهداف لبقاء النوبيّ في أرضه
وتهجير قسريّ من نوع آخر ــ لغياب مقوّمات الحياة الكريمة بالمناطق النوبية . ليس هدفنا اليوم مقارنة حظّ مناطقنا من التنمية مع غيرها من المناطق ، وليس غرضنا أن نثبت أنّ لفظ التهميش لا يفي بوصف الحال عندما يكون الحديث عن أقصى الشمال. ولكنّنا نودّ أن نقول بملء الفم لا لاستهداف الهويّة النوبيّة ، كياناً وأناساً وأرضاً وثقافة. وحتى لا نُتّهم بإلقاء القول على عواهنه نبرز هنا بعضاً من ملامح استهداف الهويّة النوبيّة. إغراق الأرض كلّما فكّر أحدهم في سقيا أرضه أو توليد الكهرباء ذهب للأرض النوبيّة التي تعيش على ( ضوء القمر) فأغرقها وأشعل فيها المآسي حتى تنير للآخرين ، و تبقى هي (الأرض النوبيّة) في لجّتين من الماء والظلام . الحوض النوبي الخصيب انظر ماذا فعلنا بالحوض الخصيب! هجّر النوبيين عن أرضهم، وحينما لاحت الفرصة لإعادتهم لأرض الأجداد التي آوتهم لآلاف السنين، يُعلن وزير الدولة للزراعة عن طرح وزارته حوالي 6 مليون فدّان أمام الشركات المصريّة وفقاً لعقود انتفاع طويلة الأجل. ! {جريدة الصحافة 31/03/2004م} نحن ننظر لهذا الأمر من عدّة زوايا
لا لفرض الوصاية على اهل المنطقة فهم اقدر فهما و ادراكا لمصالحهم التنموية
لا لتعليب القرارات والتعتيم عليها . نحن بعض أهل الشأن ، لا نعرف عن الحريّات الأربع إلا عددها .
لا... وألف لا .. للاستثمار الاستيطاني غير المدروس .
نعم ومرحباً بالاستثمار وفقاً للضوابط المتعارف عليها ..
نعم و مرحباً بالتنمية وفق اسس وضوابط ودراسات كما خُطط له ، وليس كما يراد تنفيذه الآن بالاغراقات والتهجير والتشريد .
لا لقيام السدود في المناطق النوبية بحجة توليد الطاقة فالبدائل ذات الجدوى وفيره
لا لمصادرة الاراضي لصالح جهات لا علاقة لها بالمنطقة ومستقبها .
• همّنا وهدفنا جمع كلّ المستضعفين والمتظلّمين في كلّ أطراف السودان لنقول ً لمن غفل عنّا. • نحن يدٌ واحدة ضد الظلم والتهميش واستهداف الثقافات والهويّة رسالتنا ومطالبتنا النظر لقضايا السودان في كلّ أطرافه .. لنعالجها معاً في ذات الإطار.... إن كنّا نريد لهذا السودان أن يبقى كما كان دوماً ( مليون ميل مربّع )
العنوان
الكاتب
Date
نـــداء "أصوات الطلقات هنا وهناك ... أصابت آذان السلطات بالصمم!!!"
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة