|
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)
|
في "اسس دستور السودان"،يتحدث الاستاذ عن "بدائية " الشعب السوداني ،وهو ما يحيلنا الى النظر في ما ينطوي عليه هذا المصطلح ،وهل لذلك علاقة قد تكون لاشعورية مع المصطلح سيئ السمعة والصيت والذي روجت له الانثربولوجيا الغربية في عز سطوتها الاستعمارية : ان هذه الحقوق قد تبدو كثيرة علي شعب بدائي كالشعب السوداني ، وخاصة في اقاليمه ، ولكن ليس هناك علي الإطلاق سبيل صحيح لترقية أي شعب الا بوضعه أمام مشاكله واعطائه الفرصة ليتعلم من أخطائه ، علي أن تنظم جميع أجهزة الحكومة بشكل يعينه في هذا الاتجاه ، فالمشرع ، والقاضي ، والاداري والبوليس ، جميعهم يجب أن يعملوا في العلن ، وأن يكونوا واضحين ، وأن يستهدفوا تنوير الشعب وترقيته ، وأن يبتعدوا عن كبته واذلاله. والتشريع ، بشكل خاص ، يجب أن يكون واعيا وحكيما ، وأن يقوم علي التوفيق بين حاجة الفرد الي الحرية الفردية المطلقة ، وحاجة الجماعة الي العدالة الاجتماعية الشاملة ، والا يضحي بأيتهما في سبيل الأخري ، هذا ، وهناك حق ، كثيرا ما أريد به باطل ، وهو أن الشعب البدائي يحتاج الي تربية قبل أن يستحق ممارسة السيادة ، وهذا تسويغ للحكم المطلق ، ووجه الحق أن الشعوب تحتاج الي تربية ، بيد أن الحكم المطلق لا يربيها تربية الأحرار ، وانما يربيها تربية العبيد ، وهو بذلك لا يعدها للديمقراطية ، وانما يعدها للاذعان والانقياد ، ونحب أن ننبه الي الخطر الماحق المترتب علي هذا الاتجاه ، ونحب أيضا أن نؤكد أنه ليس هناك طريق لتربية أي شعب تربية حرة الا بوضعه أمام مشاكله ، ومحاولة أعانته علي تفهمها ، والتفطن الي طرائق حلها بنفسه ، حتي يطرد تقدمه الي تحقيق الديمقراطية المباشرة ويقول في "تطوير شريعة الاحوال الشخصية"،في اشارة الى اغنية شعبية يرى انها تمثل نظرة الانسان البدائي والشعوب البدائية :
لقد نشأ المجتمع البشري في الغابة.. وورث مخلفاتها.. وهي مخلفات لا يزال يعيش أخرياتها.. والقاعدة العامة فيها أن القوة تصنع الحق.. فللقوي حق طبيعي على الضعيف.. يستحقه لمجرد قوته.. ويتقاضاه بقوته.. فالقوة تصنع الحق، وتتقاضى الحق.. تلك شريعة الحيوانات.. ولا نزال، نحن البشر، حتى في أخريات القرن العشرين، نعتقد هذا، ونعمل به.. أكثر من هذا، فإننا في المجتمعات البدائية نفخر به.. فإن هناك من أغانينا، نحن السودانيين، أغنية تمدح فيها فتاة أخاها فتقـول:- ((صار عينه بلا وقيعة * جار حقه بلا شريعة * أخوي روحه مسبلا)). ويقول في "الدستور الاسلامي؟نعم ولا وفي مجالات العلم فان الإسلام على مرحلتين: مرحلته الأولى مرحلة عقيدة، ومرحلته الثانية مرحلة علم: هو في مرحلة العقيدة إسلام بدائي، ثم إيمان ، ثم إحسان ، وهذه قصاراه .. وهو في مرحلة العلم علم يقين ، وعلم عين اليقين ، وعلم حق اليقين. وهذه حسبه .. ومرحلة العلم إنما تجيء بالترقي من مرحلة العقيدة.. ويقول في "من دقائق حقائق الدين": ومن الأمور التي تنشأ عن تقرير وجود الشريعتين ، والنصين ، أن الإسلام إسلامان .. إسلام بدائي وإسلام نهائي .. فأما الإسلام البدائي فيعني الانقياد الظاهري ، ومنه أخذت أمة المؤمنين اسمها الشائع عليها اليوم ـ المسلمين ويقول في "الاسلام" : في المجتمعات البدائية ، لا فرق ، كبيرا ، بين ملكية الزوجة ، وملكية الآلة ، أو الكهف ، وإذا كان لا بد للمجتمعات الصغيرة أن تعيش في وئام ، تصيد معا ، وتحارب معا ، وتقابل صروف الأيام متحدة ، فإنه لا بد من هذين العرفين اللذين ينظمان السلوك في الجماعة ويصونان كيانها . وليـس معنى هذا أن المجتمعات نشأت بصورة واحدة في كل مكان ، ولكنه ، مما لا شك فيـه ، أن المجتمع البشري ، حيث نشأ ، فقد نشأ حول طائفة من العادات ، والعرف ، الذي ينظم علاقة الأفراد ببعضهم البعض ، وبهذا العرف دخلت إرادة الحرية في صراع مع إرادة الحياة ، ذلك بأن الفرد البشري قد رضي ، طوعا أو كرها ، أن يتنازل للمجتمع عن قسط من حريته ليستمتع بباقيها ، بفضل حياته في مجتمع يحميه ، ويعينـه . وتنازله ، عن هذا القسط من حريته ، ينظمه العرف ، وما تفرضه أوضاع مجتمعه ، وأصبح عليه أن يسيطر على نفسه ، وأن يمنعها مما يمنعها منه القانون ، الذي سنه مجتمعه . وكلما انتصر الفـرد ، في هذا الصراع ، على غرائزه البدائية ، كلما قويت إرادته ويقول في "تطوير شريعة الاحوال الشخصية": ولا تقوم شريعة الحلال والحرام إلا على عقيدة.. وقد كانت هذه التي نشأت عليها شريعة الحرام والحلال البدائية عقيدة تعدد ويقول في "تطوير شريعة الأحوال الشخصية": قال تعالى عن تقلب الإنسان في الصـور البدائية، في الآماد السحيقة: ((هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً؟؟ * إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج، نبتليه، فجعلناه سميعاً بصيراً * إنا هديناه السبيل: إما شاكراً، وإما كفوراً)) ويقول في "تطوير شريعة الأحوال الشخصية": فإن القوانين، منذ أن نشأت في صور العادات والأعراف البدائية، قد كانت شريعة إسلامية، تتسم بالعدل، وتوجهها الحكمة.. ولكنها إنما كانت شريعة إسلامية في نطاق الدين الإسلامي العام.. وقد قلنا أن هذا يعني الإرادة الإلهية.. والقاعدة التشريعية الأم فيه تقوم على قوله تعالى: ((فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)).. وهذه القاعدة الأم في الدين العام تقابلها في الدين الخاص قاعدة، مأخوذة منها، وموازية لها، تقول(وكتبنا عليهـم فيها أن النفس بالنفس، والعيـن بالعين، والأنف بالأنف، والأذن بالأذن، والسن بالسن، والجروح قصاص، فمن تصدق به فهو كفارة له.. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون)).. ولقد خدم العنف العنيف بالأفراد، هؤلاء الأفراد، لأن به قويت إرادتهم على السيطرة على شهواتهم، فساروا في طريق الإنسان، بعد أن كانوا مسترسلين في طريق الحيوان السائم.. ومع قوة الإرادة بدأت الأخلاق، وبرز العقل.. وما كان له أن يبرز لولا الخوف الذي سار في ركاب العنف.. ولقد خدم الدين غرضه في إيقاظ الضمير منذ هذا العهد السحيق.. فإنه قد تركز في نفوس الأفراد أن عمل الشر، الذي يخالف عادات وأعراف ومصالح المجتمع الذي يعيشون فيه، يغضب آلهة الخير، ويرضي آلهة الشر، فيستحوذ آلهة الشر على فاعلي الشر، ويدخلونهم باستحواذهم عليهم، بعد مماتهم، في ظلمات مطبقة من عذاب رهيب.. وبين الخـوف من القانون، والخوف من الآلهة، بدأ يتهذب الفرد، وتقوى سيطرته على نزواته، وبدأت بذلك أصول الأخلاق.. فكأن هذه الأعراف والعادات البدائية، منذ الوهلة الأولى، قد وفقت بين حاجة الفرد إلى الحرية، وحاجة المجتمع إلى العدل.. بيد أنها حرية في أول السلم، وعدل في أول السلم أيضا.. ويقول في "الرسالة الثانية من الاسلام": في المجتمعات البدائية ، ليس هناك كبير فرق بين ملكية الزوجة ، وملكية الآلة أو الكهف ويقول في "الرسالة الثانية من الاسلام": فالنفس البشرية اليوم معرضة لآفات كثيرة .. خوف ترسب فيها قبل أن تصبح بشرية ، وذلك بين فجر الحياة البدائية الأولية ، وعهـد ظهـور البشر على المسرح ، وكبت موروث منذ ظهور المجتمع البشـري ، وإلى أن يولـد أحدنا ، ثم كبت مكتسب في حياة الفـرد، بين ميـلاده ووفاتـه ، حيث يتسلط القانون ، والعـرف ، والرأي العـام على تكبيل رغائبه التي لا تجد الموافقة على تحركاتها ، وتعبيراتها في حرية وطلاقة . وكل الكبت بفعل الخوف ، فالخوف ، سواء كان الخوف البدائي ، الساذج ، الذي لا مبرر له ، أو كان الخوف العاقـل ، المـوزون ، المعـروف الأسباب ، المعقـولها ، قـد ترك طابعه على النفس البشرية بصورة مزمنة . ويقول في "الرسالة الثانية من الاسلام": وآدم ، في هذه المرحلة البدائية من تطوره ، قيل له كل من هذا ، ولا تأكل من هذا .. وفي "الرسالة الثانية من الاسلام" يتحدث عن "البدائية " باعتبارها شكلا منحطا: بدأ ظهور هذه الفكرة الواحدة في الوثنيات البدائية المتفرقة ، ثم أخذت تتقلب في مراقي التطور حتى ظهرت الوثنيات المتقدمة ، واطرد بها التقدم حتى ظهرت صور ديانات التوحيد الكتابية ، بظهور اليهودية وظهور النصرانية ، ثم توج ذلك ببعث محمد ، وبإنزال القرآن الكريم . وهذه الفكرة الواحدة ذات شكل هرمي ، قاعدته أحط الوثنيات التعدديات ، وأكثرها تعديدا ، وقمته عند الله ، حيث الوحدة المطلقة ، والاختلاف ، كما هو واضح ، بين القاعدة والقمة اختلاف مقدار ، وليس اختلاف نوع . وفي الحط من "البدائية " يقول عن الحروف في "الرسالة الثانية من الاسلام": وإذ دفعت الضرورة إلى اللغة ، دفعت أيضا إلى الحساب ، وقد نشأ الحساب نشأة ساذجة ، وبدائية أيضا ، وأعان عليه ، وبعثه في الذهن ، أصابع اليدين والقدمين ، فإنها ظاهرة تبعث على التأمل ، والتعجب ، ولقد كان العدد ، ولا يزال ، يمارس على أصابع اليدين ، وهذا من الأسباب التي جعلت العشرة تتخذ أساسا للعد . ولم تظهر الأرقام التي نعرفها الآن إلا بعد زمن طويل من التطور من الصور البدائية للأعداد وفي "الرسالة الثانية من الاسلام" يقول: ولقد ظهرت الاشتراكية في جرثومتها البدائية في صورة الحسد ، أو الغبطة التي تعتمل في صدر (( الماعندهم ضد العندهم )) . فقد كان محسودا الذي يوفق الى سلاح حجري يمتاز بالخفة ، والقوة ، والحدة . والذي يوفق الى كهف حصين ، وفسيح ، والذي يوفق إلى زوجة جميلة ، ومحبة ، ومطيعة ، وقوية ، وهكذا . ولقد دفع هذا الحسد إلى الصراع التاريخي بين (( الماعندهم والعندهم )) . ولا يزال هذا الصراع محتدما ، ولن ينفك ، حتى تتم المساواة المطلقة بين الناس في خيرات الأرض .. وقبل أن تظهر الاشتراكية العلمية نتيجة لهذا الصراع الطويل المرير كانت الاشتراكية في مرحلتها البدائية ويقول في "الرسالة الثانية من الاسلام": هذا الحديث يعني الاشتراكية العلمية .. أما الاشتراكية الساذجة ، البدائية ، فإن نشأتها بعيدة في التاريخ .. وفي "تعلموا كيف تصلون" يقول: إن الإنسان لم يبرز في عالم الملك مكتملاً ، كما يفهم علماء الدين من ظاهر النص ، وإنما برز بصورة بدائية ، سحيقة في البدائية.. وفي "رسالة الصلاة" يقول: فإذا بلغت الحاسة السادسة هذا المبلغ، انبسطت الحاسة السابعة - القلب - واطمأنت، وانطلقت من الانقباض الذي أورثها إياه الخوف، وأخذت تدفع دم الحياة قويا إلى كل ذرات الجسد، وكل خلايا الجلد، تلك التي كان الخوف قد حجرها، وجعل منها درقة، ودرعا لصيانة الحياة البدائية ويقول في "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري": إن الله قد سير الإنسان تسييرا تاما .. فأما في منطقة العناصر فقد سيره تسييرا مباشرا، وذلك بالقهر الإرادي الذي انصهرت تحت جبروته جميع الأشياء .. وأما في منطقة الحياة فهو قد سيره تسييرا شبه مباشر، وذلك عن طريق إرادة الحياة، فإن الحي قد فطر عل حب الحياة، ومن ثم، فهو يسعى للاحتفاظ بها، فيفر من كل ما يؤذيه، وإلى كل ما يلذه .. وقانونه، في هذه المرحلة البدائية من مراحل النشأة، السعي الدائب في تحصيل لذة البطن والفرج ويقول في "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري": ولم يبدأ الدين الخاص بالأديان الكتابية المعروفة عندنا – اليهودية، والنصرانية، والإسلام .. وإنما بدأ بالوثنيات البدائية التي صحبت النشأة البشرية الأولى، في الأزمان السحيقة وفي "أسئلة وأجوبة-الكتاب الثاني- يقول: .. والعقول الفطرية الأولية في الحياة البدائية تنسب الحياة لكل جسم تراه ـ فللحجر حياة ، وللأرض حياة ، وللحطب حياة ، وكذلك يفعل الأطفال .. ولأمر ما كان ذلك !! وفي "أسئلة وأجوبة-الكتاب الثاني-يقول : و أما الأمر الملابس للنفس البشرية في طورها الحاضر فهو أنها لا تزال بحاجة ماسة إلى الرياضة التي تضعف فيها نوازع الحيوانية البدائية ، وتقوى فيها نوازع الروح.. و على هذين الأمرين قام تحريم لحم الخنزير .. فأنت ترى إذن أن هذا التحريم قائم و سيظل قائماً إلى حين .. وفي تعقيب له على الاستاذ العقاد يقول : فالإسلام، الذي جاء كماله في الإسلام، جاءت بدايته قبل آدم.. وإنما دخل بآدم مرحلة التوحيد البدائية، وفي كلام موجه الى عميد بخت الرضا يقول: والإنسان، قبل أن يعيش في المجتمع، كان حيوانا فرديا فاضطرته قسوة الحياة، في بيئته الطبيعية، أن يخترع نظام الجماعة، وأن ينزل عن قسط كبير من حريته الفردية، فيضبط غرائزه البدائية، مراعاة لحريات الآخرين وفي "الاسلام وانسانية القرن العشرين" يقول: وتطور الإنسان في هذا المدى الوئيد بفاعل الخوف.. فالخوف كان العامل الأساسي في تطوير الإنسان، من بدايات الحياة البدائية - من الدودة البدائية - إلى أن ارتقى كل المراقي.. كان حافزه الخوف.. واليوم الخوف هو أكبر مسيطر على الأفراد، وعلى الجماعات.. ومع أن الخوف العنصري، الخوف على الحياة، هو من أكبر حوافز ترقي الحياة، مع أن الخوف صديق، يمكنك أن تقول، في مراحل الحياة البدائية، إلا أنه في أخريات الترقي، هو عقبة وفي "الاسلام وانسانية القرن العشرين"يقول في تفريق بين الاولي والبدائي: الإسلام نزل في مكة بصورة سامية، وكبيرة.. نزل بصورته الأساسية الفيها الإنسان القبيل بيبحث عن الحرية، وجد مجالها.. لكن على شرط أن يدفع ثمنها.. وثمنها أصبح، بالنسبة لما كان عليه في القرون الأولانية، البدائية، أصبح، في القرن السابع، في مكة، لدى نزول القرآن، ثمنها أصبح أقل بكثير مما كان عليهو في نشأة المجتمع.. وفي "الماركسية في الميزان" يقول عن القاعدة الثانية في المادية التاريخية،يستخدم البدائية بمعنى بداية الحياة الانسانية: القاعدة الثاينة عنده هي أن التاريخ إنما هو صورة للصراع الطبقي ـ التاريخ سجل للصراع الطبقي .. بمعنى أن المجتمع ، ما فارق المرحلة البدائية خالص ، البدائية لما ما كان عنده الأدوات ، البدائية لما كان الإنسان بعيش على فضلات الخضار البلقاهو ـ قد يكون الأعشاب والحشائش ـ و على فضلات الثمار البرية البلقاها ، من يومئذ بدأ يعرف الطبقات .. وفي "الماركسية في الميزان" يقول: إن الفرد البشري بطبيعته أناني ، و هو ، بطبيعته الثانية ، أناني جاهل ، لأنه نشأ ، و إرتفع ، من الحيوانية البدائية المعروفة .. الحيوان ما عنده إعتبار لغيره ، وهذا أمر معروف وفي "الاسلام والفنون " يقول: فهل يعني هذا أن كل أساليب الحياة للتعبير عن نفسها فن ؟؟ .. نعم هذا على التعميم ، وفي جملة الأمر ، صحيح ... بيد أن صور التعبير التي تمارسها الحياة البدائية تعتبر فناً فجاً ، وتزيد فجاجته كلما انحصر في التعبير عن مجرد نوازع المعدة ، والجسد ... اننا لا نسمي أساليب الحياة ، في التعبير عن نفسها ، فناً ، بالمعنى المخصص لهذه الكلمة ، إلا إذا ما دخلت هذه الأساليب على مستوى التعبير عن القيمة – القيمة في الحياة – وأعلى قيم الحياة الحرية و خلافا لتلك النظرة التي تحط من قدر "المجتمعات البدائية" بحسب تعبير الاستاذ ،يقول عالم الانثربولوجيا مونتاغيو في كتابه "البدائية": "إن من نتائج الإعتقاد بأن الانسان البدائي كان أقل تطورا منا عدم القدرة على إدراك إن انسان ما قبل التاريخ قبل خمسة عشر ألف سنة كان في بعض نواحي حياته قادرا على إنجاز أمور عجز الانسان منذ ذلك الحين عن التفوق عليه فيه. ومن بين أبرز الامثلة البارزة على ذلك فن ما قبل التاريخ،خاصة من العصر الحجري القديم الأعلى.فعندما اكتشف هذا الفن في اوائل هذا القرن عزي أولا إلى فنانين من العصور الحديثة زعم أنهم لسبب يصعب فهمه،زحفوا داخل قبو طبيعي وزينوا سقفه على غرار ما فعل ما يكل انجلو في كنيسة السستين. ولكن لم يعد بالامكان مقاومة الأدلة بعد أن تمت اكتشافات أخرى في أعماق الكهوف تحت ظروف تدل على بعد سحيق في الزمن.فاعترف لانسان ما قبل التاريخ بكونه خالق تحت الأعمال الفنية المدهشة من الرسم و النحت والحفر. وكما قال السير هربرت ريد"إن أفضل رسومات كهوف التاميل ،ونيو ولاسكو تكشف عن مهارة لا تقل عن مهارة بيزانيلو وبيكاسو". ثم يقول "وليس من شك فإن الأفراد القادرين على استخدام مثل هذه المهارات كانوا يتميزون بدرجة لا تقل روعة عن تلك التي يملكها الانسان المتمدن نفسه"ص ص 16-17
وفي "الدين و التنمية الاجتماعية" يقول : .. الدين دا هو الذي طور الحياة لما كانت في صورها البدائية، وهي يومئذ تمور في الطين، أو هي يومئذ تزحف علي اليابس، وذلك قبل أن تصل الي مرتبة عبادة شتي صور القوي، تلك التي اعتبرتها هي القوي البتأثر عليها، اعتبرتها هي القوي البترهبها .. تطورت الي أن عرفت أن وراء القوة دي في القوة الخالقة . "يشير المصطلح ،بوجه عام،إلى الفجاجة،وانعدام التطور،والخشونة،وتدني النوعية.ص20 ويستخدم المصطلح أحيانا ليؤدي معنى "البساطة" أو "عدم التمايز أو للتعبير عن النقيض العام "للتعقيد".ص 21 قد تعني الكلمة طبقا لاشتقاقها اللغوي،نقطة في الزمان "مبكرة" أو "أولى".ص 21 "ومن تفرعات هذه النظرة التي لم تختف حتى في أيامنا هذه ،وهي التي تقول أن تطور المجتمع الانساني عبر التاريخ،يوازيه تطور الأفراد من عهد الطفولة إلى عهد النمو الجسماني والاجتماعي،وقد أشير أحيانا إلى "طفولة الجنس البشري"،وإلى "يفاعة إنسان ما قبل التاريخ و أنداده الأحياء،و إلى تناولهم الساذج،غير الراشد ،لعالم "الواقع".ص 22 *مفهوم التاريخ والتطور البشري: يقول في الطبعة الاولى من "الإسلام" في توضيح لفهمه عن التطور الذي يبدأ من المجتمعات البدائية الى المجتمعات المتطورة وفيه يستخدم الطفولة والرجولة للاشارة الى فهمه للتتطور البشري: ولقـد سايـر الديـن طفـولة البشرية في سحيـق الآماد ، وأحسن مسايرتها ، وكان بها رفيقا ، شفيقا ، يمد لها في الأوهام ، والأباطيل ، التي كانت تكتنف تفكيرها ، ريثما ينقلها ، على مكث ، وفي أناة ، من وهم غليظ ، إلى وهم أدق ، ومن باطل غليظ إلى باطل أدق ، وهكـذا ، دواليك ، حتى قطعت الإنسانية عهد الطفولة ، ووقفت اليوم ، في طور المراهقة ، تستشرف إلى عهد الرجولة ، والاكتمال وأصبح على الدين دور جديد ، هو أن يقفز بالإنسانية عبر هذا الطور القلق الحائـر المضطرب - طور المراهقة – ليـدخل بها عهـد الرجـولة ، والاكتمال . ولما كان الفرق بين الطفل والرجل كبيرا شاسعا ، فالرجل يتحمل مسئولية عمله ، بينما الطفـل يطلب الحماية من تلك المسئولية ، فقد أصبح على الدين ، منذ اليوم ، ألا ينبني على الغموض ، وألا يفرض الإذعان ، على نحو ما كان يفعل في عهود طفولة العقل البشري .. وإنما يجب عليه أن يقدم منهاجا متكاملا للحياة ، يخاطب العقل ، ويحترمه ، ويحاول إقناعه بجدوى ممارسة ذلك المنهاج في الحياة اليومية ، في كل مضطربها . و يمكن ان نقول ان الاستاذ يتحرك من مفهوم شاع بين الافندية حول "بدائية المجتمع السوداني كما نرى ذلك في حديث لوالد الشاعر الكبير محمد عبد الحي .
مفهوم الأفندية للبدائية: في "السمندل ما عاد يغرد بيننا" يقول عبد الحي محمود عطية والد الشاعر الكبير محمد عبد الحي انه من مواليد 1918 دخل كلية غردون التذكارية في عام 1935 وتخرج 1938 .ثم يقول عن محمد عبد الحي "كل هذه المناطق شاهدها محمد معي عاش مع أهلها .شهد فيها الطبيعة الخلاقة..وبساطة الناس التي تصل حد البدائية في بعض المناطق في ذلك الأوان" مجلة حروف عدد مزدوج العدد الثاني والثالث، 1991 ص 126
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-20-07, 09:52 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | أبو الحسين | 01-20-07, 10:19 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Yasir Elsharif | 01-20-07, 12:32 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-20-07, 03:16 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-20-07, 03:19 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | محمد عكاشة | 05-28-07, 08:57 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 05-29-07, 03:45 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Omer Abdalla | 01-20-07, 04:28 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Haydar Badawi Sadig | 01-20-07, 05:44 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-20-07, 06:14 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-20-07, 06:19 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Khalid Kodi | 01-20-07, 07:31 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Moneim Elhoweris | 01-20-07, 11:42 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-21-07, 06:23 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | د.محمد حسن | 01-23-07, 04:55 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-23-07, 05:37 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-21-07, 06:36 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Mohamed Adam | 01-21-07, 07:06 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | معتز القريش | 01-21-07, 07:25 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-21-07, 08:37 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-21-07, 08:41 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | نادر | 01-21-07, 09:52 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-21-07, 10:18 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-21-07, 12:05 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-21-07, 12:12 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | مريم بنت الحسين | 01-21-07, 01:01 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-21-07, 04:44 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Yasir Elsharif | 01-21-07, 05:44 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | othman mohmmadien | 01-21-07, 06:35 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-22-07, 04:05 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-22-07, 04:21 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | osama elkhawad | 01-22-07, 08:41 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | osama elkhawad | 01-22-07, 08:59 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالغني كرم الله بشير | 01-22-07, 11:38 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-22-07, 10:54 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Haydar Badawi Sadig | 01-22-07, 11:09 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-22-07, 11:01 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Abu Eltayeb | 01-22-07, 11:40 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | osama elkhawad | 01-23-07, 01:22 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-23-07, 04:25 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | osama elkhawad | 01-23-07, 05:36 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | أبوبكر حسن خليفة حسن | 01-23-07, 08:04 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-23-07, 11:56 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | محمد عكاشة | 04-18-07, 10:12 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-23-07, 12:17 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-23-07, 04:25 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-23-07, 04:50 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-24-07, 04:20 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Omer Abdalla | 01-24-07, 05:41 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-24-07, 05:13 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-25-07, 04:36 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | osama elkhawad | 01-25-07, 05:29 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-25-07, 12:10 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Yasir Elsharif | 01-26-07, 01:22 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-27-07, 08:14 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-27-07, 07:37 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | osama elkhawad | 01-27-07, 08:08 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-27-07, 03:37 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-27-07, 04:58 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Haydar Badawi Sadig | 01-27-07, 07:23 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-27-07, 10:09 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-28-07, 02:33 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-28-07, 05:54 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | doma | 01-28-07, 07:28 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Yasir Elsharif | 01-28-07, 11:15 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-29-07, 10:56 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | osama elkhawad | 01-29-07, 06:12 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | osama elkhawad | 01-29-07, 08:47 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Haydar Badawi Sadig | 01-29-07, 08:36 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-29-07, 11:22 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-29-07, 11:32 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-29-07, 11:34 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-29-07, 11:39 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-30-07, 05:42 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | osama elkhawad | 01-31-07, 07:07 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 01-31-07, 06:12 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 02-01-07, 04:28 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 02-01-07, 11:00 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Yasir Elsharif | 02-01-07, 12:11 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | osama elkhawad | 02-02-07, 01:58 AM |
طلبت مقاما بذل نفسك شرطه!!!! | Yasir Elsharif | 02-02-07, 10:27 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 02-02-07, 07:39 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Yasir Elsharif | 02-02-07, 11:08 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 02-02-07, 11:32 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 02-02-07, 11:38 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 02-02-07, 11:41 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | osama elkhawad | 02-03-07, 02:35 AM |
الواقع يتطور نحو الفكرة الجمهورية، ويطبق ما يحتاجه الناس.. | Yasir Elsharif | 02-03-07, 09:47 AM |
المقاساة في المسيحية، والصبر في الإسلام.. | Yasir Elsharif | 02-03-07, 11:59 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 02-03-07, 05:33 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | osama elkhawad | 02-04-07, 00:05 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Yasir Elsharif | 02-04-07, 03:40 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Haydar Badawi Sadig | 02-04-07, 06:23 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | osama elkhawad | 02-06-07, 01:26 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 02-07-07, 04:08 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Haydar Badawi Sadig | 02-08-07, 02:29 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 02-08-07, 04:39 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | Haydar Badawi Sadig | 02-08-07, 05:08 AM |
بالصوت.. حديث الأستاذ محمود عن أن الأصيل الواحد هو الحقيقة المحمدية.. | Yasir Elsharif | 02-08-07, 07:45 AM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | عبدالله الشقليني | 02-08-07, 06:25 PM |
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . | osama elkhawad | 02-08-07, 11:25 PM |
|
|
|