عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 02:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله الشقليني(عبدالله الشقليني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-07-2008, 12:16 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور.






    عبق الأمكنة : المبنى السابق لمتحف الطيور. (1)



    (1)

    من يدُلك على عبق الأمكنة ؟
    قلت لنفسي : هو الصديق " يوسف إدريس "، وعضو المنبر .
    في تلفنة معه خضراء مُشمسة ذات صباحٍ في شتاء به بعض القسوة ، رسم يوسف بصوته " عبق الأمكنة " . أهداني مادته صورة فوتوغرافية سجلتها كاميراته منذ عامين ، وابتعث إلي عدة صفحات من ترجمة الكاتب : الزبير علي لسفرٍ كتبه مؤسس هندسة العمارة في الخمسينات بروفيسور " أليك بوتر " واسم السفر :

    Everything is possible
    ( كل شيء ممكن )

    قلت لنفسي لن أنتظر .

    (2)

    انظر الصورة أمامك ، إنها لمبني شيد لسكن الإداريين الإنجليز أيام الاستعمار في مباني ، "كلية غردون التذكارية" وفي العام 1929 م تحول المبنى لمتحف للطيور ، ثم في مطلع السبعينات صار مكتباً لمدير جامعة الخرطوم .
    شمال مباني هندسة العمارة ويطل على شارع النيل في مجمع وسط جامعة الخرطوم كان موقع :" متحف الطيور" الذي تم افتتاحه عام 1929 م وانتقل من مقره ذاك أوائل السبعينات لمبنى يُطل على شارع الجامعة قرب مبنى معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية .

    (3)

    كتب الأستاذ والكاتب " الزبير علي " مقدمة ساحرة عن المكان وما حوله ، تشتم معها روائح الأمكنة وتستعيد مقدرتك أن تنظر الكون بعيون تغتسل أُلفة بالمكان . لقد عاش المترجم والكاتب " الزبير علي " جزء من طفولته في مبنى يجاور مبنى متحف الطيور القديم الذي كان يطل على شارع النيل . وذكر في مقدمته لترجمة السِفر ( كل شيء ممكن ) للبروفيسور ( أليك بوتر ) مؤسس هندسة العمارة في الخمسينات كيف أنه والبروفيسور قد اقتسما جزءاً نضيراً من ذكرياتهما بين تلك الأمكنة و ما حولها .

    (4)

    وقفة لابد منها .

    أنظر الصورة أمامك مرة أخرى :
    أغضض بصرك عن الإضافات التي تراها في الطابق الأول من المبنى الذي نحن بصدد تاريخه ، فأنت ترى فواصل خشبية خفيفة الوزن أُضيفت لتوسعة المكان ليتسع ، وترى أيضاً الجسم الخارجي لجهاز التكييف . فكل تلك التي ترى من الترهات التي نراها من سوء فهم التعامل مع الأبنية التاريخية بروح رجال الآثار الذين تتبعوا الحضارات ، أبنيتها وآثارها والرؤى التي كانت تدور في أذهان المُبدعين حين أنشئوا تلك الأبنية التي بدأت فكرتها من توفير الغرض ثم المناخٍ الرطب ، صحيح التهوية شمالاً وجنوباً . تحوطه من الشمال ومن الجنوب فرندات تُكسر شعاع الشمس وتطل كلها لفناء بستان يلف البناء . شيد المبنى من الطوب الأحمر والأحجار ، وسُقف الطابق الأرضي من الجسور الخشبية وأرضية الباركيه، وسقف الطابق الأول من هياكل خشبية مكسوة بالقرميد .
    هنا ملمس دفء تاريخ قديم . تنهض الأمكنة من سُباتها إن أنت جلست لها وأزلت تعب الدهر وصدأ السنين وتبعات العُمر لتُعيد تجديدها وفق معايير الأثر الذي يتعين الحفاظ عليه . لا هجمة "تتار " العصر الذين يريدون تشويه هذا الأثر وغيره مشياً بالنعال !.

    من قبل تناثرت أبنية تطل كلها على شارع النيل : الفندق الكبير و المالية والداخلية والقضاء والبوستة والقصر والأشغال ( السابقة ) والإحصاء والزراعة والصحة وجامعة الخرطوم ..الخ .سلسلة من الأبنية التي انتظمت منذ أول القرن . نمت بأيد سودانية تدربت على حذق الصناعة من يد المستعمر و من سبق خبرته في علوم البناء ، فنفذت أعمال التشييد بأساليب ذلك العصر وتقنيته و تم تنفيذ تصميمات تُناسب الطقس والمناخ واستقامت وحولها بساتين و رئات من الخضرة تُجمل المكان ، وتؤاخي بين المنشأة الجامدة والكائن النباتي الحي .
    من الصعب على من يشهد الآن كيف تُدار تلك الأبنية وكيف تُضاف أورام البناء السرطانية دون معرفة بعلوم " تجديد الآثار " أو الهندسة أو الذوق العام . أننا ومن بعد أكثر من سبعين عاماً نهدم التُراث هدم الحقود ، الذي يرى في تلك الأبنية رموز مستعمر ! ، أو أنه يرى أن قد آن أوان نسفها واستبدالها بسلسلة من البنايات الشاهقة ، تُطل كلها على النيل وطريقه الثعباني الصغير ، وفي اللهث باللحاق بالآخرين دون تروٍ ، لتأتي" أمطار الخير" وتُكشف أن بيننا وبين المنشآت وخدمات بنيتها التحتية الضرورية للعمران :
    بيد دونها بيد !!!.

    لقد آن لعباقرة هندسة تهديم هوية المدن أن تُشيد المنشآت بلا سابق خطة أو سابق تخطيط للمدينة منذ دراسة الخبير " دكسيادس " في الخمسينات !!!. هجمة تهديم وتشويه ، وخنق الطرق بالجسور المعلقة الشوهاء التي تصب في ذات الطريق !. تتجول كلها في عنق زجاجة تختنق من عزة الجاهلين بجلهم الذي ينضح!!.

    ونواصل

    ***

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-07-2008, 12:20 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-07-2008, 12:22 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-07-2008, 12:58 PM)

                  

02-07-2008, 03:10 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    CENTER]



    عبق الأمكنة : المبنى السابق لمتحف الطيور. (2)



    نبذة تعريفية موجزة عن المترجم الأستاذ / الزبير علي وقد قدم لترجمة سفر البروفيسور ( أليك بوتر ) بروفيسور يوسف فضل حسن .
    وهذا ما كتبه في المقدمة :

    تلقى الزبير علي دراسته بمدارس السودان بالخرطوم .
    عمل بمصلحة البريد والبرق ، وتنقل لظروف العمل في كثير من أجزاء السودان ، وكان آخر منصب تقلده " كبير وكلاء بريد وبرق " قبل أن يتقاعد بالمعاش الاختياري منذ سنوات .

    بدأ كتابة القصة القصيرة في منتصف الخمسينات وقد صدرت له مجموعتان قصصيتان ، الأولى وهي " النازحان والشتاء " عام 1960 م بالإشتراك مع خوجلي شكر الله ، وقد صدرت بالقاهرة بمعاونة الدكتور إحسان عباس الذي كان يعمل آنذاك بجامعة الخرطوم ، وكان يأخذ دائماً بأيدي الكتاب الشباب .
    وصدرت مجموعته القصصية الثانية " المقاعد الأمامية " والتي أصدرها منفرداً عام 1969 م . وقد نشرتها " مطبعة النيل للطباعة والنشر بالخرطوم " .

    أصدرت " دار النديم " بالقاهرة في أواخر الخمسينات كتاباً تحت عنوان " " قصص واقعية من العالم العربي " وكانت لإحدى قصصه وهي قصة" المكافأة " شرف الاختيار لتمثيل القصة الواقعية السودانية . وضم الكتاب المذكور قصصاً ليوسف إدريس ، وفاروق منيب من مصر ، وعبد السلام العجيلي ، وسعيد حورانية ، و فاتح المدرس من سوريا ، وعبد الملك نوري ، وفؤاد التكرلي ، ومهدي عيسى الصفر من العراق ...الخ .

    وإني إذ أشكر الأستاذ الزبير علي .. على سؤالي بتقديم هذه الترجمة الجيدة لكتاب " كل شيء ممكن " أحمد هذا الجهد الطيب الذي ينبئ عن مقدرته الأدبية وسعة إطلاعه واهتمامه بتاريخ بلاده وأحوالها . آمل أن تتواصل جهوده في هذا الشأن إذ ما زال كثيراً مما ألف عن السودان في لغات أجنبية أُوربية . وآمل أن تجد الترجمة المكان ألائق بها في المكتبة السودانية والله ولي التوفيق
    يوسف فضل حسن

    ونواصل

    ***
                  

02-08-2008, 07:57 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)




    عبق الأمكنة : المبنى السابق لمتحف الطيور. (3)



    كتب الأستاذ / الزبير علي في مقدمة ترجمته لسفر ( كل شيء ممكن ) :
    قصتي مع الكتاب
    في عام 1985 م شد انتباهي نبأ ثقافي صغير أوردته مجلة عربية لندنية مفاده : أن كتاباً جديداً قد صدر في لندن عن دار "ALANSUTTON " للنشر بعنوان :
    Everything is possible وأن مؤلفه : " مارفريت " و البروفيسور " أليك بوتر " و بوتر هو " مؤسس قسم العمارة " بجامعة الخرطوم وقد شاركته في التأليف زوجته الفنانة التشكيلية " مارغريت " . ويمضي النبأ فيذكر أن الكتاب يضم ذكرياتهما عن السودان خلال السنوات الثماني التي قضياها فيه . و منذ تلك اللحظة صرت شغوفاً بالحصول على الكتاب لسببين .. أحدهما عام والآخر خاص .

    أما السبب العام فهو : اهتمامي البالغ بكل ما يكتبه الأجانب عن السودان ... ( المنصف ) منهم و ( المغرض ) على حدٍ سواء . فما يكتبه ( المنصف ) قد يفتح أعيننا على أشياء يومية ما كنا لنراها على حقيقتها من فرط التعود وما يسدله على أعيننا من أستار ، وأما ما يكتبه ( المغرض ) فهو يكشف جلياً ما يضمره بعض الأجانب من شر ، ويوسعنا دونما ريب الإفادة مما يكتبه النوعان .
    كان هذا هو السبب العام وأحسب أن كثيرين غيري ربما يشاركونني نفس الاهتمام بهذا الضرب من المؤلفات .

    ونواصل

    ***

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-08-2008, 01:52 PM)

                  

02-08-2008, 04:24 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)




    عبق الأمكنة : المبنى السابق لمتحف الطيور. (4)



    و واصل الأستاذ / الزبير علي في مقدمة ترجمته لسفر ( كل شيء ممكن ) ، وهو يحكي عن عبق المكان
    من خلال ترجمته للسفر الذي ذكرنا قبل أكثر من 11 عاماُ:

    وأما السبب الخاص فيهمني وحدي . فالأحداث التي يرويها الكاتب يدور بعضها في أو حول المكان الذي قضيت فيه أروع وأجمل سنوات عمري .. وهو ( متحف الآثار القديم ) المجاور لكلية الهندسة والمعمار ، والذي تشغل مبناه الآن مكاتب مدير جامعة الخرطوم .

    كنت أبلغ من العمر أربعة أعوام عندما قدمت مع أسرتي من أحد أحياء الخرطوم الشعبية للإقامة بالمنزل الذي تم تخصيصه لنا في الجانب الغربي من فناء المتحف . وعندما تم بعد سنوات عديدة تشييد ( كلية الهندسة والمعمار ) الحالية امتدت مبانيها حتى شملت في الجانب الشرقي منها منزلنا الذي أزيل من مكانه لكي يتيح للكلية حيزاً أكبر .
    كان والدي عليه رحمة الله أول سوداني يلتحق بالعمل بالمتحف آنذاك ... وكان قد أصبح ملماً إلماماً دقيقاً بتاريخ كل قطعة أثرية وقصة كل تمثال من محتويات المتحف التي لا يدركها الحصر مما مكنه من القيام باقتدار بالشرح والتوضيح لرواد المتحف من السودانيين والسائحين الأجانب . ولهذا السبب مُنح الامتياز بتخصيص منزل له .
    لقد عشت في ذلك ( الفردوس المفقود ) أكثر من ربع قرن .. ومضت أعوامه كما يمضي الحلم الجميل . فقد كان المكان كله أشبه ما يكون بعالم خيالي منه إلى عالم حقيقي .
    في الجزء الغربي من فناء المتحف كانت تصطف عشرات من أشجار البرتقال والآرنج والقشطة والجوافة واليوسفي وشجرة ( عرديب ) عملاقة ( لا تزال باقية حتى اليوم ) !

    أما الجزء الشمالي من الفناء فكان حديقة جميلة كست أرضها حشائش شديدة الخضرة ، وأحاطت بها من كل جانب أعداد هائلة من نباتات ( الأراولة ) ذات الأزاهير البهية الخلابة .. والتي كانت تستقبل في شوق طوال اليوم أسرابا من الفراشات الزاهية الملونة .

    وكانت بالحديقة أيضا بعض شجيرات الليمون والياسمين والهندي والسيسبان والدليب وتتوسطها ( نافورة حجرية ) أنيقة . ( أشجار الدليب) والنافورة لا تزال باقية إلى اليوم ) . وفي الجزء الجنوبي من الفناء كانت تقوم بعض أشجار ( الأبنوس ) ودغل كثيف من أشجار ( القنا ) وسور ممتد من شجيرات ( التمر هندي ) و ( الدودانية ) .
    أما الجانب الشرقي من الفناء ويبدأ مباشرة بعد ميدان للعب التنس فقد كان يتحول .. خاصة في الليالي المقمرة .. إلى عالم أسطوري يلفه وتكتنفه الرهبة ويتعذر وصفه .. إذا كانت تختلط فيه الحقيقة بالخيال .. والحلم بالواقع فينتج من ذلك كله مزيج ساحر من الجمال والفتنة الطاغية .

    كان ذلك الجانب مليئاً بأشجار ( القريب فروت ) والمانجو وفصائل نادرة من أشجار النخيل . وبمجازاة الحديقة الخضراء التي كانت تقوم فيها هذه الأشجار كان يتمدد مبنى مشيد بالطوب الأحمر له باب واحد كبير ونوافذ صغيرة قريبة من السقف على جانبيه . وكان المبنى يظل مغلقاً طوال الوقت .. ولم يكن ليفتح إلا في فترات متباعدة . فقد كانت المبنى يضم مجموعة كبيرة من الجماجم البشرية التي تم العثور عليها أثناء قيام فرق التنقيب عن الآثار بعملها في بعض المواقع التاريخية بأنحاء السودان المختلفة ، وكانت الجماجم مرصوصة على مناضد بطول المبنى في صفين متقابلين يفصل بينهما ممر يمكِّن الزائر من التجول بيسر .

    وفي أعلى المبنى من الداخل كانت عشرات الخفافيش السوداء تلتصق بالجدران ورؤوسها متجهة إلى الأسفل ! .. وما أن يفتح الباب ويدخل أول شعاع من الضوء حتى كانت الخفافيش تضطرب وتأخذ في الطيران بلا هُدى فوق رؤوس الداخلين ! . أما في الليل وبمجرد حلول الظلام فإنها كانت تخرج من مخابئها عبر فتحات بالسقف ، وتنتشر بأعداد كبيرة في الحديقة الشرقية للمتحف . وهنا .. كان يبدأ العالم الأسطوري في التكوين !.
    القمر وضوؤه الفضي المنسكب على أشجار الحديقة والخفافيش التي تطير في كل الاتجاهات ، والظلال المنتشرة هنا وهناك خلف الأغصان الكثيفة .. والمبنى الذي يضم الجماجم البشرية ..و ( دراكيولا ) مصاص الدماء الذي يشبه خفاشاً عملاقاً والذي كانت أفلامه في تلك الأيام تلهب خيالي وأخيلة أبناء جيلي بما كانت تقدمه من مشاهد مرعبة وخوارق غريبة يقوم بها ( دراكيولا ) عند اكتمال البدر !! . كان عالماً أسطورياً فريداً توافرت له كل ناصر الإثارة والتشويق ! .
    كل الفصول كان لها طعمها الخاص في المتحف .. ولكن أروعها على الإطلاق كان فصل الخريف . فعندما تهطل الأمطار وتغسل قمم الأشجار والجدران والحشائش كان يضوع عبق حلو حاملاً أريج الورود والأزاهير وشذى أوراق أشجار الليمون والبرتقال واليوسفي والمانجو ويتحول المكان إلى مهرجان نادر للعطور !

    مشهد شارع ( كتشنر ) ..النيل حالياً ، وكذلك مشهد جسر النيل الأزرق خلال هطول الأمطار كان ساحراً وأخاذاً إلى حدٍ بعيد . أما مشهد سباق القوارب الصغيرة ذات الأشرعة الخضراء والحمراء والزرقاء والبيضاء وهي تنساب في روعة على صفحة النيل فكان يبعث في نفوسنا فيضاً من الفرح والابتهاج .

    عند القيلولة كان من المألوف أن نسمع كل يوم ، ونحن داخل فناء المتحف أصوات ضرب كرات التنس .. ، الصادرة من المنزل المجاور للمتحف من الجهة الشرقية . ( وتشغل المكتب الآن ) مكاتب ( نائب مدير جامعة الخرطوم ) . وقد تعاقبت على هذا المنزل خلال مدة إقامتنا هناك عدد من البريطانيين ، وكانوا على التوالي : المستر ( جيلان ) السكرتير الإداري الأسبق والذي كان يحل محل الحاكم العام عند تغيبه بالإجازة فالمستر ( وليمز ) مدير المعارف ، فالمستر ( روزفير ) الذي خلفه في المنصب وأخيراً المستر ( ولش ) آخر مدير بريطاني لكلية الخرطوم الجامعية . وكانت
    ابنته ( سوزان ) وابنه ( روجي ) يشاركان إخوتي الصغار اللعب بمنزلهم حيناً وبمنزلنا في أحيان أخرى .
    وفي نفس تلك الفترة تعاقب على إدارة المتحف وشئون الآثار عدد من البريطانيين كان أولهم : المستر ( جرابهام ) وهو أساساً جيولوجي وكانت له اهتمامات بعلم الآثار . تلاه المستر ( آركل ) فالمستر ( شيني ) فالأستاذ ( ثابت حسن ثابت ) ، وكان أول سوداني يتولى هذا المنصب .

    استميح القارئ العزيز عذراً إن أفضت في الحديث عن ( عالم متحف الآثار القديم ) ، فقضاء أكثر من بع قرن من الزمان في مثل ذلك المكان الفريد ليس بالشيء الذي يمكن أن ينسى أو يمحى من الذاكرة . وقد أثار كتاب ( كل شيء ممكن ) حتى قبل أن أطلع عليه ما كان كامناً من الأشجان وأحياه في ذهني من جديد ذلك العالم الزاهي الجميل بكل بهائه وسحره .
    إن ما كتبته عن ذلك المكان الرائع ما هو إلا لمحة عابرة وإشارة خاطفة إلى عالم يستحق الكتابة عنه بتوسع وإسهاب . وهذا هو ما أنوي القيام به في عمل أدبي منفصل آمل أن يرى النور قريباً .
    بعد اطلاعي على هذا الكتاب وجدت نفسي أكثر تعلقاً به . فالبروفيسور ( أليك بوتر ) ، مؤلف الكتاب رجل قد شغف حباً بالسودان والسودانيين . فهو عندما يتحدث عن الأماكن والمدن والناس في السودان يتحدث عنها وعنهم بحب و ود صادقين . وعندما يتحدث عن طلابه بقسم المعمار فهو لا يشير إليهم إلا ( بالأولاد ) و .. ( أولادنا ) . وعندما خاطبه بعد عوته إلى بلاده أحد طلاب المعمار الجدد قائلاً :
    ـ يا جدي ...
    كانت سعادته لتلك المخاطبة غامرة ! .

    ولأول مرة أعرف ويعرف كثيرون غيري الجهد والعناء العظيمين اللذين بُذلا في تصميم وإقامة ( قاعة الامتحانات الكُبرى ) بجامعة الخرطوم بعد أن أوكل ذلك الأمر إلى البروفيسور ( أليك بوتر ) . فالاستعدادات والخطوات التمهيدية التي سبقت قيام القاعة ، تسجل ملحمة رائعة من ملاحم الإخلاص والتفاني والمثابرة وتقدير المسؤولية وأبطالها هم : البروفيسور ( بوتر ) والإداريون السودانيون الذين كانوا معه بالجامعة آنذاك مما سيجده القارئ مفصلاً في صفحات هذا الكتاب .
    لقد أهدى البروفيسور ( أليك بوتر ) إلى السودان كنزاً بشرياً ثميناً ، حق لنا أن نفخر به ونعتز ، تمثل في ذلك الجيل والأجيال التي تلته من المعماريين المقتدرين الذين تخرجوا على يديه ، وعلى أيدي طلابه من المتخرجين الذين حملوا الراية من بعده ، والذين نشاهد صباح مساء بصماتهم واضحة وجلية في ما أبدعوه من روائع المعمار في العاصمة ، وبقية المدن السودانية . وقد يعجب القارئ عندما يعلم أن للبروفيسور ( بوتر ) رغم عقليته العلمية القاطعة أسلوباً شيقاً وجذاباً في الكتابة يرُق ، ويشق في بعض الأحيان . حتى يتحول إلى لغة شعرية كاملة ! . و يتمتع ( بوتر ) كذلك بموهبة الروائي المتمكن المولع بالتفاصيل الدقيقة . وخلال تقديمه لبعض الأحداث وعرضه لبعض المواقف يذكر أسلوبه بطريقة المخرج المعروف ( الفريد هتشكوك ) !! ويتضح ذلك بجلاء في ( حصار سواكن ) و ( لغز الصوت الغريب ) وغيرهما ! ، أما زوجته الفنانة التشكيلية ( مارغريت ) فقد أثرت الكتاب بلوحاتها الفنية الرائعة وأضفت عليه الكثير بلمسات ريشتها المبدعة .

    إن ما دفعني إلى القيام بترجمة بعض فصول هذا الكتاب ونشرها على صفحات جريدة ( الأيام ) هو إعجابي الشديد بكثير مما جاء فيه . وخلال تلك الفترة اتصل بي الدكتور عبد الحليم عوض وهو من طلاب ( بوتر ) النوابغ .. وقد ورد اسمه في الكتاب مرات عديدة ، وكان يشغل آنذاك منصب مدير إدارة التصميم المعماري بوزارة الأشغال وأبلغني برغبة البروفيسور ( بوتر ) فيما إذا كنت أوافق على ترجمة بقية الفصول لتصدر مجتمعة في كتاب . وقد أعطيت موافقتي على ذلك . و كان البروفيسور ( بوتر ) قد علم من الدكتور عبد الحليم عوض ، عندما كان في إحدى
    إجازاته بالمملكة المتحدة .. نبأ ترجمتي لبعض فصول الكتاب فاغتبط كثيراً لذلك ، وطلب منه إبلاغي بتلك الرغبة التي سلف ذكرها .

    لقد قمت بترجمة ستة عشر فصلاً من فصول الكتاب البالغة ثمانية عشر فصلاً ، ولم استثن من الترجمة إلا الفصلين السابع عشر والثامن عشر لاعتقادي بأن معظم ما جاء فيهما ربما لا يهم القارئ السوداني والقارئ العربي كثيراً . و ليقيني بأن إغفالهما لن يؤثر بحال من الأحوال على القيمة الكبيرة لهذا الكتاب العظيم .
    في نهاية الفصل الثامن عشر وهو آخر فصول الكتاب ، كان تأثري بالغاً ، و وقفت كثيراً عند الجملة التي اختتم بها البروفيسور ( بوتر ) كتابه .

    قال بوتر : ( ... وعدنا نهائياً إلى المملكة المتحدة بعد انقضاء فترة عملنا بالسودان ن وكان ذلك عشية أحد أعياد الميلاد . وكان ( جفري هتون ) أحد طلابنا السابقين في ( xull ) والذي كان ينتظرنا بمطار ( هثرو) قد اصطحبنا معه في سيارته التي كان يقودها ببطء في شارع ( أكسفورد ) وشارع ( رينجت ) حتى Piccadilly circs لكي نتمكن من مشاهدة ( اضاءات الزينة ) . آلاف الناس كانوا يدورون في جنون وهم يبحثون عن الهدايا التي سيقومون بشرائها في اللحظات الأخيرة .

    كنا سعداء . ولو أن السودان طاف بأذهاننا في تلك اللحظة لبدأ بعيداً بملايين ( الأمتار ) !! لكن ، فيما بعد فقط تبين لنا إلى أي مدى سوف يصبح السودان قريباً منا إلى نهاية العُمر !!) .
    وفي الختام لا بد لي من الإشادة بهذا الكتاب القيم الذي انطلق مؤلفاه من حب حقيقي للسودان وأهله . والذي كشف لنا الكثير من خفايا تاريخنا القديم والحديث وسلط الضوء على العديد من عاداتنا وتقاليدنا السمحة التي يجدر بنا الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها .

    الزبير علي

    ****

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-08-2008, 05:00 PM)

                  

02-11-2008, 10:50 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: كنا سعداء . ولو أن السودان طاف بأذهاننا في تلك اللحظة لبدأ بعيداً بملايين ( الأمتار ) !! لكن ، فيما بعد فقط تبين لنا إلى أي مدى سوف يصبح السودان قريباً منا إلى نهاية العُمر !!) .
    وفي الختام لا بد لي من الإشادة بهذا الكتاب القيم الذي انطلق مؤلفاه من حب حقيقي للسودان وأهله . والذي كشف لنا الكثير من خفايا تاريخنا القديم والحديث وسلط الضوء على العديد من عاداتنا وتقاليدنا السمحة التي يجدر بنا الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها .

    الزبير علي
                  

02-16-2008, 01:05 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: لقد قمت بترجمة ستة عشر فصلاً من فصول الكتاب البالغة ثمانية عشر فصلاً ، ولم استثن من الترجمة إلا الفصلين السابع عشر والثامن عشر لاعتقادي بأن معظم ما جاء فيهما ربما لا يهم القارئ السوداني والقارئ العربي كثيراً . و ليقيني بأن إغفالهما لن يؤثر بحال من الأحوال على القيمة الكبيرة لهذا الكتاب العظيم .
    في نهاية الفصل الثامن عشر وهو آخر فصول الكتاب ، كان تأثري بالغاً ، و وقفت كثيراً عند الجملة التي اختتم بها البروفيسور ( بوتر ) كتابه .
                  

02-23-2008, 05:09 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: عند القيلولة كان من المألوف أن نسمع كل يوم ، ونحن داخل فناء المتحف أصوات ضرب كرات التنس .. ، الصادرة من المنزل المجاور للمتحف من الجهة الشرقية . ( وتشغل المكتب الآن ) مكاتب ( نائب مدير جامعة الخرطوم ) . وقد تعاقبت على هذا المنزل خلال مدة إقامتنا هناك عدد من البريطانيين ، وكانوا على التوالي : المستر ( جيلان ) السكرتير الإداري الأسبق والذي كان يحل محل الحاكم العام عند تغيبه بالإجازة فالمستر ( وليمز ) مدير المعارف ، فالمستر ( روزفير ) الذي خلفه في المنصب وأخيراً المستر ( ولش ) آخر مدير بريطاني لكلية الخرطوم الجامعية . وكانت
    ابنته ( سوزان ) وابنه ( روجي ) يشاركان إخوتي الصغار اللعب بمنزلهم حيناً وبمنزلنا في أحيان أخرى .
                  

02-24-2008, 06:25 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: ولأول مرة أعرف ويعرف كثيرون غيري الجهد والعناء العظيمين اللذين بُذلا في تصميم وإقامة ( قاعة الامتحانات الكُبرى ) بجامعة الخرطوم بعد أن أوكل ذلك الأمر إلى البروفيسور ( أليك بوتر ) . فالاستعدادات والخطوات التمهيدية التي سبقت قيام القاعة ، تسجل ملحمة رائعة من ملاحم الإخلاص والتفاني والمثابرة وتقدير المسؤولية وأبطالها هم : البروفيسور ( بوتر ) والإداريون السودانيون الذين كانوا معه بالجامعة آنذاك مما سيجده القارئ مفصلاً في صفحات هذا الكتاب .
                  

02-08-2008, 04:24 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)
                  

04-02-2008, 03:39 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: وإني إذ أشكر الأستاذ الزبير علي .. على سؤالي بتقديم هذه الترجمة الجيدة لكتاب " كل شيء ممكن " أحمد هذا الجهد الطيب الذي ينبئ عن مقدرته الأدبية وسعة إطلاعه واهتمامه بتاريخ بلاده وأحوالها . آمل أن تتواصل جهوده في هذا الشأن إذ ما زال كثيراً مما ألف عن السودان في لغات أجنبية أُوربية . وآمل أن تجد الترجمة المكان ألائق بها في المكتبة السودانية والله ولي التوفيق
    يوسف فضل حسن
                  

02-18-2008, 05:55 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: لقد آن لعباقرة هندسة تهديم هوية المدن أن تُشيد المنشآت بلا سابق خطة أو سابق تخطيط للمدينة منذ دراسة الخبير " دكسيادس " في الخمسينات !!!. هجمة تهديم وتشويه ، وخنق الطرق بالجسور المعلقة الشوهاء التي تصب في ذات الطريق !. تتجول كلها في عنق زجاجة تختنق من عزة الجاهلين بجلهم الذي ينضح!!.
                  

02-26-2008, 10:24 AM

haleem

تاريخ التسجيل: 09-10-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    الشلقيني

    تحية لك وانت تختار الدرر

    عندما كنا نهم بدخول قاعة الامتحانات ليخاطبنا البروفيسور بليل كطلاب جدد بالجامعة

    كان حولنا من سبقونا من الطلاب..يدعوننا لتأمل تصميم المبنى..بسقفه المنبعج..ففسروه لنا بأنه يقول (مالي ومالكم)

    وفي انتظارك لتواصل
                  

02-27-2008, 04:42 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: haleem)

    Quote: الشقليني

    تحية لك وانت تختار الدرر

    عندما كنا نهم بدخول قاعة الامتحانات ليخاطبنا البروفيسور بليل كطلاب جدد بالجامعة

    كان حولنا من سبقونا من الطلاب..يدعوننا لتأمل تصميم المبنى..بسقفه المنبعج..ففسروه لنا بأنه يقول (مالي ومالكم)

    وفي انتظارك لتواصل


    شكراً لك عزيزنا حليم ،
    وسنعودك
                  

02-27-2008, 06:01 AM

salma subhi
<asalma subhi
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 4817

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: هنا ملمس دفء تاريخ قديم . تنهض الأمكنة من سُباتها إن أنت جلست لها وأزلت تعب الدهر وصدأ السنين وتبعات العُمر

    التحية لك استاذ عبدالله وانت تشركنامعك بالمواضيع المفيدة الهادفة.....
    جلست وتأملت هذا المبنى ذات يوم....حقيقة كم يكسبك الهدوء الذي يطوّق المكان بالسكينة وبسمو غريب...
    هذا المبنى يستحق الإهتمام....

    متابعة....


    تقديري دوماً
                  

02-27-2008, 07:06 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    أخي العزيز عبدالله
    سلام على روحك الطيبة
    بما تكون مداخلتي على غير شكل الإطناب ولكنها رأي متواضع أرجو أن تتقبلها بقبول حسن وأن لا تسيء الظن بي مثل ما يقول البعض إنه محب للفذلكة) فإن إعتبرتها كذلك فلا تثريب عليك ، ولكن من حقك علي أن أتداخل ومن رغبتي الجامحة في التداخل لأن العبق لا يأتي منه إلا الرائحة الجميلة:

    لعلنا نحمل في داخلنا تلك التجربة الإنسانية عن المكان المتخيل في حالة الحلم سواء أحلام المساء أم أحلام اليقظة التي تدفعنا للسفر في عوالم الأمكنة والأزمنة المتخيلة بحرية تامة وجمالية باهرة ، ولنا أن نتخيل المكان في اندغامه في الحالة النفسية ، وبها يتحول ضمن جماليات السرد الروائي والقصصي إلى سجن ما يقع في متخيل الكتابة وفتنتها الخاصة .
    أليست الكتابة هي تأبيد للزمني في مساحة المكان ؟ أليست الهندسة هي تفكير في الإمكانات المفتوحة على جماليات المتخيل القابل للتحقق في المكان ، وما هم أن يكون هذا المكان صفحة ما ، هكذا تشير إلى تلك الهندسة المكانية التي يتبعها‘ إن هذه الإيقاعات جاءت بقياس هندسي ، ووجدت في البناء القصصي ليس لتكون مخالفة سردية لواقع تقنيات النظام الحكائي ، أو عامل القصص الفني أو من الجل التزويق الجمالي ، أو التمظهر الشكلي ، بل جاءت في فضاء الأوراق النصية استفزازا للمتلقي لكي يعش حالة من التأمل في واقعه.. واقع ما بين المكان والزمان!! قرأت بمنتهى الاستمتاع وأتابع.
                  

02-29-2008, 06:57 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)

    Quote: أخي العزيز عبدالله
    سلام على روحك الطيبة
    بما تكون مداخلتي على غير شكل الإطناب ولكنها رأي متواضع أرجو أن تتقبلها بقبول حسن وأن لا تسيء الظن بي مثل ما يقول البعض إنه محب للفذلكة) فإن إعتبرتها كذلك فلا تثريب عليك ، ولكن من حقك علي أن أتداخل ومن رغبتي الجامحة في التداخل لأن العبق لا يأتي منه إلا الرائحة الجميلة:

    لعلنا نحمل في داخلنا تلك التجربة الإنسانية عن المكان المتخيل في حالة الحلم سواء أحلام المساء أم أحلام اليقظة التي تدفعنا للسفر في عوالم الأمكنة والأزمنة المتخيلة بحرية تامة وجمالية باهرة ، ولنا أن نتخيل المكان في اندغامه في الحالة النفسية ، وبها يتحول ضمن جماليات السرد الروائي والقصصي إلى سجن ما يقع في متخيل الكتابة وفتنتها الخاصة .
    أليست الكتابة هي تأبيد للزمني في مساحة المكان ؟ أليست الهندسة هي تفكير في الإمكانات المفتوحة على جماليات المتخيل القابل للتحقق في المكان ، وما هم أن يكون هذا المكان صفحة ما ، هكذا تشير إلى تلك الهندسة المكانية التي يتبعها‘ إن هذه الإيقاعات جاءت بقياس هندسي ، ووجدت في البناء القصصي ليس لتكون مخالفة سردية لواقع تقنيات النظام الحكائي ، أو عامل القصص الفني أو من الجل التزويق الجمالي ، أو التمظهر الشكلي ، بل جاءت في فضاء الأوراق النصية استفزازا للمتلقي لكي يعش حالة من التأمل في واقعه.. واقع ما بين المكان والزمان!! قرأت بمنتهى الاستمتاع وأتابع.

    الحبيب الكاتب ابوبكر ،
    نعم ألقيت علينا قولاً ثقيلاً ... هبط كِثفاً من السماء.
    وسنعودك سيدي

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-29-2008, 06:59 PM)

                  

02-27-2008, 10:47 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)






    عبق الأمكنة : المبنى السابق لمتحف الطيور. (5)



    الأستاذة الفنانة التشكيلية :
    إيمان شقاق
    ليس للمرء إلا أن يجلس للصفاء حين يقرأ لكاتب عشق الأمكنة ، ونثر عبير ورده المكتوب ولمس أماكن نحبها كثيراً ، ولا نعرف قيمة أوطاننا الصغيرة التي نشأنها فيها إلا عند فراقها . لقد كان للكاتب" الزبير علي " قدرة على الدخول في تجويف محبة الأمكنة والتنـزه في التفاصيل . هو كاتب روائي منذ الستينات مثل الروائي خليل كاتب رواية ( إنهم بشر ) ومثل الطيب صالح .
    سرني كثيراً أن تقرئين هذا الملف الذي نطمع أن نُثريه ، فأنا على ضاحية المكان وهامش تلك الأمكنة . قلت لنفسي ربما يكسل المرء للبوح عن عبق تلك البقاع وهي تشهد وداعة الأبنية التي نهضت في الثلث الأول من القرن الماضي في وسط روضة من رياض كلية غردون التذكارية على الجانب الغربي ، حيث تحدث الراحل بروفيسور عبد الله الطيب كثيراً في أحد أسفاره أنه وبجوار الأمكنة التي نتحدث عنها كانت مدرستهم الأولى .
    وسيكون كتابك وسؤالك عن صديق والدكِ ودفئه، قلادة تدفعنا أن نتلمس المكان الذي شهدنا فيه غرائب تتنافر مع الصفاء الذي ينام بين الأبنية والخضرة .
    الغربة والبعد عن الوطن قد لا تمكنني أن ألتقي الكاتب رفيع المقام الزبير علي ، وقد وعد هو أن يكتب عن صفاء الأمكنة وتاريخ الكائنات التي تحتجب عن أسفار التاريخ ، إذ أن كتبته لا يهمهم سوى المتنطعين سروج السياسة في مآل بؤسها .
    شكراً لكِ ،
    فبريدي الإلكتروني :
    [email protected]
    عبد الله الشقليني
    27/02/2008 م
                  

02-28-2008, 10:21 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: الغربة والبعد عن الوطن قد لا تمكنني أن ألتقي الكاتب رفيع المقام الزبير علي ، وقد وعد هو أن يكتب عن صفاء الأمكنة وتاريخ الكائنات التي تحتجب عن أسفار التاريخ ، إذ أن كتبته لا يهمهم سوى المتنطعين سروج السياسة في مآل بؤسها .
                  

02-27-2008, 10:09 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: Everything is possible
    ( كل شيء ممكن )
                  

02-28-2008, 05:51 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)




    عبق الأمكنة : المبنى السابق لمتحف الطيور. (6)
    بروفيسور "التنقاري "
    مكتب مدير الجامعة في المبنى السابق لمُتحف الطيور!



    فوضى لا تليق بعبق الأمكنة !

    في نهار الخميس السادس عشر من يناير 1991 م ،و عند الواحدة من بعد الظهر وصلت وريقتان بالإحالة للصالح العام لكل من المهندس قاسم ولكبير مهندسي الجامعة الراحل المهندس حسن سيد إمام . ومن عجبٍ رأيتهما في حُضن بعضهما من فرحة الخلاص من عبء العمل العام . على أكتاف من يعرفون التكليف قبل التشريف يفرح الجميع بتقاعد يأتي من علٍ ، لكنه إعفاء للمصلحة العامة و بلا مجلس محاسبة وبلا أسباب ، وفقدنا إلى غير رجعة آخر أطياف النقاء الذي يحرص على المال العام كجواهر العيون التي تنظر ، وينفذون العمل المهني باقتدار .

    لملم الصديقان أشياءهما الخاصة وسط دهشة وأسى على وجوه الجميع من وقع المفاجأة . تم تحويل كافة المكاتبات الرسمية لشخصي إذ أنني أصبحت مديراً مناوباً بحكم المنصب الشاغر !

    نعود أدراجنا للمناسبة التي بدأت أسبابها بأمر عاجل نبت في زحام استحداث مقاصف ومطاعم للطلاب بأسس جديدة تمهيداً للتخصيص وتنصل الدولة من تكاليف معيشة الطلاب بالتدرج في ذلك فلا يوجد صديق للدولة يعينها ولديها لسان صعب المقال يأتي صبح كل يوم من المذياع . لا يصلح الأمر فجأة وقيل لنبدأ بضبط الإعاشة وتم توجيه بذلك وفق رواية مدير الجامعة : بروفيسور " التنقاري" أنه قد تلقى أمراً لينجز تأهيل مطاعم الجامعة في مجمع وسط الجامعة والطب وشمبات خلال عشرين يوماً، توطئة لتُفتتح بسياسة جديدة . استفتى مدير الجامعة من أشار إليه بأن تأهيل المطاعم سيتكلف مئة ألف من الجنيهات وكان الحدث قبيل نهاية العام 1990 م . قُدمت ثلاثة صفحات فيها مجموعة من بنود التأهيل مع وحداتها بالأمتار المربعة والمكعبة وتُرك أمر الكميات وفق مقتضيات التأهيل ، أي بنود بدون كميات على أن يتقدم المتناقصون بأسعار الوحدات ! .

    تم توزيع قائمة الوحدات وسُلمت لعدد ثلاثة من المقاولين تم اختيارهم بواسطة مدير الجامعة وذلك لتقديم عروضهم لكل بنود الوحدات حسب ما تم عرضه عليهم. حدد مدير الجامعة ميعاداً لهم لتسليم عروضهم جميعاً في اجتماع مفتوح في قاعة الاجتماعات في الطابق الأول من مبني مدير جامعة الخرطوم( مبني متحف الطيور السابق )، ورأس الاجتماع بروفيسور " مدثر التنقاري ". تم استدعاء السيد كبير المهندسين ، ومساعدوه ، وهم : الراحل المهندس حسن سيد إمام و شخصي والمهندس قاسم ، والمراقب المالي للجامعة الأستاذ إسماعيل عبد الله و وكيل الجامعة الأستاذ عبد الله يعقوب .

    لأول مرة تطرح الجامعة عرض تفاوضي غريب الأطوار ليس له مثيل :
    أن يتم استدعاء المتناقصين الثلاثة لتقديم عروضهم لمدير الجامعة وعليها أختامهم ، ثم يفتح المدير العروض ويتم استعراض أسعار كل منهم في حضور الاجتماع ومناقشة كل بند من بنود العمل ، ويقترح المدير سعراً وفق ما يرى ،ومن بعد النقاش المفتوح يتم تحديد السعر النهائي بموفقة المقاولون الثلاثة ..!!!

    جلس ثلاثتنا ( ممثلو الجهاز الهندسي التنفيذي )جلوس الدهشة ، نشهد الثور في مستودع الخزف !. نشهد فصلاً في تكسير النُظم بدعاوى سرعة البت ونسف البيروقراطية ، وتفجير الظل الإداري بدلاً عن تقصيره . جلس المختصون يشهدون الاجتماع غريب الأطوار والمدير يتحدث في أسعار البلاط والطلاء وأعمال النجارة والزجاج ! و دعم قيادته التفاوض المفتوح بأن لديه تجربة تنفيذ منـزله !! .

    قبل أن ينفض الاجتماع طلب مدير الجامعة من رئيسنا المباشر : كبير المهندسين المهندس حسن إمام أن يوقع العقد مع المقاولين الثلاثة !
    فاجأه المهندس حسن :

    ـ سيادة المدير ، ليست من صلاحيتي توقيع عقود وفق ما تم اليوم ، فأنا سكرتيراً للجنة العطاءات وتضم اللجنة عميد كلية الهندسة رئيساً و عضوية عميد كلية القانون ورئيس هندسة العمارة ورئيس وحدة المباني ومندوب إدارة المشتريات ومندوب لجنة تمويل التعليم العالي والمراقب المالي لجامعة الخرطوم والجهة المنتفعة وتقوم بأعمالها وفق نظم العطاءات وتبنى على أسس محاسبية وليست لدي مثل تلك الصلاحيات التي بموجبها استدعيت أنت المقاولين المذكورين بدون سابق خبرة وبدون مشورة الجهاز الهندسي في الجامعة وبدون اجتماع لجنة العطاءات ، و إني أعتذر إذ أن صلاحيتي لا تمنحني توقيع مثل هذه العقود ، ولكنك كمدير للجامعة وفق السلطات الممنوحة لك كما ذكرت فأنت المخول لتوقيع مثل تلك العقود ، وستقوم الإدارة الهندسية بتجهيز التفاصيل الهندسية التي تمكن إدارة الجامعة من إدارة الإشراف على تنفيذ هذه المشاريع الطارئة وفق توجهات الدولة ، وننبه بأنه وفق تلك العقود يتعين توفير ميزانية وذلك لعدم توفر جدول كميات مفصل ، وسنقوم نحن في الإدارة الهندسية بالإشراف على التنفيذ ، وسنعد الجداول المفصلة بتفاصيل أعمال التأهيل ورفد العمالة المختصة لدينا لتقوم بقياس الأعمال وفق النظم الهندسية .

    وجم الجميع من سلاسة تعبير المهندس الراحل حسن إمام ورصف الحديث بخبرة من تخرج عام 1958 م من كلية الهندسة جامعة الخرطوم حين كانت تُمنح درجة بكلاريوس التخرج من جامعة لندن !
    نظر المدير" التنقاري" برهة ، وعلا وجه احمرار الغضب ، فقد تعرضت السلطة الإدارية للتوجيه في العلن ، وهو أمر اقتضته أن الأمر برمته قد تم دون مشورة الجهاز الهندسي بالجامعة وكان يقتضي تذكير أن الأمر الإداري الذي يخرق العادة لا يتم شفهياً . بلع المدير التنوير وكتم أمراً سيدبره لاحقاً ، وطلب تجهيز المستندات ليقوم هو بالتوقيع إنابة عن الجامعة !.

    تحدث زميلنا المهندس قاسم عن أنه توجد لدينا ورشة مؤهلة لتنفيذ أعمال التأهيل في الجامعة ولديها الورش اللازمة والخبرة وهي تقوم حالياً بتنفيذ ذات الأعمال لجميع منشآت الجامعة ، ويمكننا إلزامها بتنفيذ أية قاعات يتم اختيارها ، لتنفذ في ذات المدة الممنوحة للمقاولين .

    رضي المدير على مضض !.

    ***

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-28-2008, 07:59 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-28-2008, 10:34 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-29-2008, 05:23 AM)

                  

02-29-2008, 10:08 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)




    عبق الأمكنة : المبنى السابق لمتحف الطيور. (7)



    الحبيب الكاتب : أبو بكر يوسف إبراهيم


    لم يكُن لقاءُ وافترقنا ، ولم نلتقِ كالفراشات على نار الهوى جئنا إليها واحترقنَّ .
    جئتني سيدي تمتطي فرساً يصهُل ، وعلى فرو مخمل جلوسك عليه تزدهي الطنافس المزركشة وحليات الزمن الجميل ، واللغة المكنوزة بعبق الفن عندما يدخل مكاناً يحيله مسكن دفء ، وحين يُمسِك ببنان الكاتب ، ترقص الأحرُف رقص الهوى ، ومجون المحبة .

    سألني من قبل الأستاذ والناقد أسامة الخواض ، ما يجمع فن الرسم بفن الكتابة ؟
    في الثانوية أرشدني أحد أساتذتي أن أختار هندسة العمارة ، فكُنت مُبرزاً في الرياضيات والفنون ، فقد كنت أرسم منذ العاشرة من عمري : هاوٍ على طرقات الحياة . أول اختبار لنا في هندسة العمارة هو أن نُجرب رسم المنظور وتجمعنا قرب مبنى قريب على شمال مباني هندسة العمارة ، وكان حينها :
    ( مبنى مُتحف الطيور ) !

    أهو يا تُرى على محمود طه شاعراً أم محمد أحمد محجوب كاتباً لبقاً منذ الثلاثينات وشاعراً و .. أخذته دروب السياسة عن قصور الآداب والفنون زماناً ؟.

    بين هندسة العمارة وفن النحت والرسم زواج كاثوليكي مُقدس ، فعلى محرابها تصنع أنت من المُجسم جسداً ينهض بعلائق متشابكة بين المُنحنى الناعم الرقيق اللدن وبين المستقيم الصارم ، بين الكائنات النائمة على الأرض كمُغطيات التربة ، وبين الأبنية التي تنهض من الأرض تبدأ جسداً صنعناه لغرض ، لكن أغراضاً أخرى تتخفى ، جماليات الفراغ وهو يناقض الصلابة ، الزجاج وهو يناقض الحديد الصلب والخرسانة ، نعومة الملمس وخشونته ، يلتقيان ويشكلان من التنافر حضورا في محراب الجمال .

    إن فعل الإنسان في تشكيل دنياه إن صبر ، فإن كل ما يطوعه خامة إبداع .
    للأمكنة مظهراً ودواخل وأثاثاً وأبسطة وألوان وإنارة وفسحة للنفس ، فلا يصنع السكن إلا برهة صفاء ، جلس فيها أصحاب الصنعة جلوس العُباد ليكتبوا بالأحرف الجمال ، ومن الحجر تقوم الأجساد الصقيلة ، ومن الأسقف مظلة تحتفي بالمكان تُحفة .

    يتعين علينا في كل فسحة زمان ممكنة أن نتأمل حولنا :
    أتكاملنا مع الطبيعة النباتية الناعمة و أقمنا توازناً بيئياً أم هدمنا التآلف الممكن ؟
    أ أضفنا حياة جديدة أم هدمنا ميراثنا ؟
    يا تُرى كم أزالت جبال الفحم من بيئة حية رائعة تمدنا بأكسيد الحياة ؟
    إن الكون طبيعة متناغمة : أرضها وسماواتها وخضرتها وأحياؤها بضاعة حائك ، يبدع من يصنع فسيفساء زاهية الألوان ، و من الأحرف لغة زاهية ، ثرية الآفاق .


    ***

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-29-2008, 10:14 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-29-2008, 11:02 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-29-2008, 11:05 AM)

                  

03-03-2008, 04:49 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: الحبيب الكاتب : أبو بكر يوسف إبراهيم


    لم يكُن لقاءُ وافترقنا ، ولم نلتقِ كالفراشات على نار الهوى جئنا إليها واحترقنَّ .
    جئتني سيدي تمتطي فرساً يصهُل ، وعلى فرو مخمل جلوسك عليه تزدهي الطنافس المزركشة وحليات الزمن الجميل ، واللغة المكنوزة بعبق الفن عندما يدخل مكاناً يحيله مسكن دفء ، وحين يُمسِك ببنان الكاتب ، ترقص الأحرُف رقص الهوى ، ومجون المحبة .
                  

03-03-2008, 09:11 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: يتعين علينا في كل فسحة زمان ممكنة أن نتأمل حولنا :
    أتكاملنا مع الطبيعة النباتية الناعمة و أقمنا توازناً بيئياً أم هدمنا التآلف الممكن ؟
    أ أضفنا حياة جديدة أم هدمنا ميراثنا ؟
    يا تُرى كم أزالت جبال الفحم من بيئة حية رائعة تمدنا بأكسيد الحياة ؟
    إن الكون طبيعة متناغمة : أرضها وسماواتها وخضرتها وأحياؤها بضاعة حائك ، يبدع من يصنع فسيفساء زاهية الألوان ، و من الأحرف لغة زاهية ، ثرية الآفاق .
                  

03-05-2008, 09:07 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: هنا ملمس دفء تاريخ قديم . تنهض الأمكنة من سُباتها إن أنت جلست لها وأزلت تعب الدهر وصدأ السنين وتبعات العُمر لتُعيد تجديدها وفق معايير الأثر الذي يتعين الحفاظ عليه . لا هجمة "تتار " العصر الذين يريدون تشويه هذا الأثر وغيره مشياً بالنعال !.
                  

03-13-2008, 03:46 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: من قبل تناثرت أبنية تطل كلها على شارع النيل : الفندق الكبير و المالية والداخلية والقضاء والبوستة والقصر والأشغال ( السابقة ) والإحصاء والزراعة والصحة وجامعة الخرطوم ..الخ .سلسلة من الأبنية التي انتظمت منذ أول القرن . نمت بأيد سودانية تدربت على حذق الصناعة من يد المستعمر و من سبق خبرته في علوم البناء ، فنفذت أعمال التشييد بأساليب ذلك العصر وتقنيته و تم تنفيذ تصميمات تُناسب الطقس والمناخ واستقامت وحولها بساتين و رئات
                  

03-17-2008, 05:04 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: وقفة لابد منها .

    أنظر الصورة أمامك مرة أخرى :
    أغضض بصرك عن الإضافات التي تراها في الطابق الأول من المبنى الذي نحن بصدد تاريخه ، فأنت ترى فواصل خشبية خفيفة الوزن أُضيفت لتوسعة المكان ليتسع ، وترى أيضاً الجسم الخارجي لجهاز التكييف . فكل تلك التي ترى من الترهات التي نراها من سوء فهم التعامل مع الأبنية التاريخية بروح رجال الآثار الذين تتبعوا الحضارات ، أبنيتها وآثارها والرؤى التي كانت تدور في أذهان المُبدعين حين أنشئوا تلك الأبنية التي بدأت فكرتها من توفير الغرض ثم المناخٍ الرطب ، صحيح التهوية شمالاً وجنوباً . تحوطه من الشمال ومن الجنوب فرندات تُكسر شعاع الشمس وتطل كلها لفناء بستان يلف البناء . شيد المبنى من الطوب الأحمر والأحجار ، وسُقف الطابق الأرضي من الجسور الخشب
                  

03-21-2008, 10:18 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)




    عبق الأمكنة : المبنى السابق لمتحف الطيور. (8)
    لمحة عن الراحل المهندس حسن عثمان البحر



    لن تمر ذكرى الذين قدموا عملاً للوطن مرور الكرام ، فنحن في زمان تذوب الذاكرة فيه من وهن الذين يُشغلوننا ويستأثرون باهتمامنا ولا يستحقون ذلك ! . جاء ميعاد التذكير ببعض ملامح طواها الدهر ، تُعطى لمحة عن أخلاقيات ومُثل الزمن الغابر ، فقد غبرنا دون تروٍ كل الخير .
    تحت عنوان " تحويل مبنى اتحاد الطلاب القديم إلى متحف " في الصفحة ( 170 ) من ترجمة كتاب " كل شيء ممكن " تأليف مارقريت وبروفيسور إليك بوتر " والأخير هو مؤسس قسم العمارة في جامعة الخرطوم عام " 1957 م ، و قد ترجم الكتاب للعربية الروائي "الزبير علي " . نقتطف النص الآتي وهو يتحدث عن بدايات أيامه في الجامعة :

    " كان إحساسي بالرضى يغمرني وأنا أكاد اختفى داخل الكرسي الوثير الذي كنتُ أجلس عليه بمكتب السيد" حسن البحر" المهندس المقيم لجامعة الخرطوم . وكنت على ثقة من أن السيد "حسن "لابد أن يكون قد ضغط على الزر الكهربائي الخفي واستدعى الساعي ذا الجلباب الأبيض الناصع ليُحضر لنا أكواب الليمون المثلج الممتع وأقداح الشاي و " كنكات " القهوة على " الصينية " الفضية الأنيقة .
    وأثناء انتظاري لهذه المنعشات كنتُ أستمع في سعادة إلى شقشقة أعداد لا حصر لها من العصافير التي ترسل أنغامها الموسيقية الحلوة فتختلط في الهواء الساكن مع الأزيز الرتيب الذي كانت تصدره مروحة السقف فوق رأسي .

    حقيقة لقد كانت تلك من اللحظات التي كما تقول أحد التراتيل : ( كل مشهد فيها يسُر ويُبهج ) . كان إحساساً مُريحاً ينبع من أعماق بعيدة في نفسي ، إذ وجدت أنني بعد أسابيع قليلة من وصولي للسودان أُمارس المعمار عملياً إلى جانب تدريسه بالجامعة ، فقد كُلفت بتحويل مبنى اتحاد الطلاب القديم إلى متحف للتاريخ الطبيعي . ولا يدري سوى الله ماذا كان يشغل ذلك المبنى من قبل . ومن حسن الطالع أن التعديل المطلوب كان ضئيلاً جداً وكان مما يبعث على الارتياح أنه لم يكن مطلوباً إزالة المبنى من الوجود فالمبنى كلن طرازاً فريداً في نوعه .."

    وأورد " إليك بوتر" مقطعاً آخر حين كتب :
    "كنت لا أزال جالساً بمكتب "حسن البحر "مع ألحان العصافير وأشعة الشمس المتكسرة والأحاسيس الودودة التي تغمرني بفيضها وقد مددت قدمي لأبعد مدى وأنا أنتعل ( مركوبي ) البرتقالي الجميل والذي يطلق عليه طلبتي أسماء عديدة !

    كان "حسن" يعمل بجهد واضح للفراغ من الأوراق التي أمامه تمهيداً لبدء الحديث عن المهمة التي جئت من أجلها . وكانت اللوحة الزيتية الكبيرة خلف حسن تتوهج وهي تفيض حياة وحركة بكل ما فيها من عنف وحقد قديمين .

    لم يكن حسن من أولئك الذين يجلسون الساعات الطوال خلف مكاتبهم يؤدون أعمالاً روتينية بل كان مولعاً لحد بعيد بالعمل الميداني .. وكانت له خبرة لا تُضاهى في عالم المقاولات ولديه ذخيرة وافرة في هذا المجال . وقد أدخلته هذه الخبرة في مأزق حقيقي ، إذ قُدِم له عرض مغرٍ للمشاركة مع أحد المقاولين بخبرته ومهارته لإعداد بعض قنوات الري لزراعة القطن في مشروع الجزيرة . وهنا أطلت سحابة صغيرة في كبد سمائنا الصافية .أنني أعلم جيداً أنه إذا ترك حسن العمل معنا وذهب إلى مشروع الجزيرة ، فإن الحياة بعده في الجامعة ستفقد كثيراً من رونقها وغناها ، وسنكون نحن أصدقاؤه في غاية التعاسة . ولسعادتنا ورغم العرض الذي قُدم فإن "حسن" اعتذر عن عدم قبوله وقال : أنه لن يترك الجامعة ولن يتركنا مهما كانت المغريات ، وقد كان وبقي حسن معنا بالجامعة "

    كان مُتحف السودان الطبيعي الماثل في مبناه بشارع الجامعة هو مثار حديث البروفيسور" إليك بوتر "في أواخرالخمسينات من القرن الماضي ، وكان الراحل المهندس "حسن عثمان البحر "مهندساً مقيماً للجامعة .
    نعود بالتاريخ إلى العام 1978 م ، عندما كانت الجامعة بصدد إنشاء مبنى إضافياً لأحد مبانيها ، قامت بتصميمه وحدة المباني بجامعة الخرطوم أيام بدء حياتنا المهنية هناك، وتم طرح المناقصة وتقدم لها مجموعة من المقاولين المتناقصين ، وكان التقدير التقريبي لتنفيذ الأعمال تتراوح ما بين ( 28ـ32 ) ألف جنيه سوداني وفق قيمة العملة في ذلك الزمان .

    تراوحت المناقصة المطروحة أمام لجنة العطاءات بالجامعة في حدود التقدير الذي أسلفنا عدا واحد منهم تقدم بمبلغ يعادل (17) ألف جنيه ، وتندّر الحضور من أعضاء لجنة العطاءات من المفارقة في السعر . وبدأ الرأي الغالب وهو استبعاد العطاء الأقل . وبعد مراجعة المستندات تبين أن المتناقص كان : المهندس" حسن عثمان البحر" . تذكره الجميع ، ورأت اللجنة استدعاءه .
    وكان اجتماعه باللجنة يوماً مشهوداً بحق ، فقد قدم المستندات والضمانات وقبلها سرد سيرته الذاتية من أنه كان مهندساً في الأربعينات وكان عضواً في المجلس الأربعيني لمؤتمر الخريجين الأول ، وأنه كان مهندس الجامعة المقيم قبل أكثر من عشرين عاماً .

    احتارت اللجنة ، وأخطرته بأن أسعاره مقارنة مع المواصفات وأسعار المواد والعمالة والترحيل لا تناسب أسعار المشروع السائدة في السوق، فإنه خاسر لا شك في ذلك ، وكان رده :
    ـ إن الدراسة التي قدمتها تحمل ما تحمله من عهد وميثاق وهو أهم لديّ من احتمالات الربح والخسارة ، وسأقوم بإنجاز المشروع مهما تكلف من تبعات ، وإن الأمر في نظري هو مبدأ اتخاذ القرار والالتزام به. ثم ماذا يُضير أن ينفق المرء في حياته في تنمية الجامعة الأولى في السودان ؟ .

    نفذ المهندس " حسن عثمان البحر" المشروع بكفاءة وبالسعر الذي حدده رغم الخسارة . كنا نرقب كمهندسي إشراف إنابة عن الجهة المالكة بعين الرفق عليه من الخسارة الفادحة ، ولكنه كان ينظر للأمر بمنظار غير منظار أهل زمانه . تجده في كل يوم عمل يجلس مع عماله لإفطار الضحى ، مفتون مثلهم بوجبة يتوسطها طبق الفول المصري الضخم في مائدة عماله تحت شجرة ظليلة من أشجار الجامعة قرب مباني كلية الهندسة التي تقع غرب مجمع وسط جامعة الخرطوم ، مكاناً لا يبعد كثيراً عن مكان عمله منذ أكثر من عشرين عاماً خلت .
    في مسلك المهندس "حسن عثمان البحر " الكثير من الطيبة والتراحم مع عمالته الفنية ومراقبي التنفيذ. يضع الثقة في مرءوسيه ، يهبهم حق التصرف وفق اختصاصاتهم المهنية . كريم يمد يد المساعدة في وقتها المناسب و بلا منّ .

    منذ متى يا تُرى رحلت عنا مثل تلك القيم ! .

    جاء الزمان الذي سادت فيه قيم الربح ولا شيء يهُم ، و ساد المثل العامي الذي يقول : ( إن دار أبوك خِربَتْ شيلَكْ منها شَليَّة ) !!!!.

    ألا رحم المولى المهندس " حسن عثمان البحر " وأفسح له من بساتين جنانه الموعودة .
    عبد الله الشقليني
    05/03/2008 م
                  

03-22-2008, 11:53 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: لمحة عن الراحل المهندس حسن عثمان البحر
                  

03-23-2008, 03:07 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: في مسلك المهندس "حسن عثمان البحر " الكثير من الطيبة والتراحم مع عمالته الفنية ومراقبي التنفيذ. يضع الثقة في مرءوسيه ، يهبهم حق التصرف وفق اختصاصاتهم المهنية . كريم يمد يد المساعدة في وقتها المناسب و بلا منّ .
                  

04-04-2008, 06:47 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: من يدُلك على عبق الأمكنة ؟
    قلت لنفسي : هو الصديق " يوسف إدريس "، وعضو المنبر .
    في تلفنة معه خضراء مُشمسة ذات صباحٍ في شتاء به بعض القسوة ، رسم يوسف بصوته " عبق الأمكنة " . أهداني مادته صورة فوتوغرافية سجلتها كاميراته منذ عامين ، وابتعث إلي عدة صفحات من ترجمة الكاتب : الزبير علي لسفرٍ كتبه مؤسس هندسة العمارة في الخمسينات بروفيسور " أليك بوتر " واسم السفر :
                  

04-09-2008, 09:48 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)




    عبق الأمكنة : المبنى السابق لمتحف الطيور. (9)
    عن الإنجليز وإرثهم



    أهذا إرث الإنجليز في الوطن ؟
    أمكنة تعبق بأريج حضارة رغبت أن تنتقل ببطء إلى هنا . جاء المستعمر لغرض ، وأجبرته الدنيا أن ينثر بعض التحضر .
    كتب الطيب صالح في دوحته الرائعة موسم الهجرة إلى الشمال على لسان الراوي وكان ذلك قبل خروج المستعمر :
    " كما أن النخلة القائمة في فناء دارنا نبتت في دارنا ولم تنبت في دار غيرها . وكونهم جاءوا إلى ديارنا ، لا أدري لماذا ، فهل معنى ذلك أننا نسمم حاضرنا ومستقبلنا ؟ إنهم سيخرجون من بلادنا إن عاجلاً أو آجلاً ، كما خرج قوم كثيرون عبر التاريخ من بلاد كثيرة . سكك الحديد ، والبواخر ، والسمتشفيات والمصانع ، والمدارس ، ستكون لنا ، وسنتحدث لغتهم ، دون إحساس بالذنب ولا إحساس بالجميل . سنكون كما نحن قوماً عاديين ، وإذا كنا أكاذيب فنحن أكاذيب من صنع أنفسنا ."

    **
                  

04-26-2008, 08:26 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبق الأمكنة : المبنى السـابق لمتحـف الطـيور. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: أهذا إرث الإنجليز في الوطن ؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de