إني شـــــاكر . I AM THANKFUL

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 07:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله الشقليني(عبدالله الشقليني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-13-2008, 11:42 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إني شـــــاكر . I AM THANKFUL




    إني شـــاكر . I AM THANKFUL



    أنا من الجيل الأول .

    لم أكن اعلم أني جسدٌ مُدمجة فيه كل النقائض ، وروحي مُتقلبة الأهواء . عندما كنتُ رجل إفريقيا بتناقضات أهلها ، كنتُ أرسم مصائر النساء بين أصابعي كأني العب بالنرد ، يتجوّلنَّ في خيالي و أنحاء المغامرة . اخترتُ منهنَّ واحدة أو اثنتين في لحظة صدقٍ وكُنا معاً يجمعنا غطاء وفرشة للنوم في غرفة تتخلل جُدرانها الريح .
    جئتُ هنا هارباً من حرب الحاجة. تركت كل أبقاري الحلوب وثلة النساء يسألنَّ عني ويترقبنَّ موعد عودتي ... ولا خبر .

    أنا الآن من بعد زمان صرتُ ابن الولايات المتحدة وزوجتي كاثوليكية مسيحية من أصول مماثلة لأصولي. كانت تعتقد أني تجربة مغامرة تاريخية تعرف فيها كيف كان يعيش الرجل مع امرأة منذ دفاتر ذكريات ( أليكس هيلي ) وآخرين مثله . صدّقت السيدة أكاذيبي وتزوجتني تجربة حياة . ورِثتُ أنا تُراث الأمريكيين من الأصول الإفريقية ، عذاباتهم وأفراحهم وهمّتهم في العمل وسط الضغوط ، ولكني لم أتعود المخدرات ولم تُجربني الجريمة. قليل من خمرٍ أحتسي منها كأس أو اثنين يفتحان الشهية ، وتترُكان الباب موارباً بين عقلين ، أحدهما من زمن الغرائز السحيقة والآخر اجتماعي مُهذب .

    في دفتر خزانتي مستندات بإحصاء ما أملك وتملُك زوجتي . و هي جميعاً ممهورة بختم الكَاتب العَدل . ليس لديّ من مال يُذكر ولكن أملي في المستقبل كبير. إن افترقنا بالطلاق من سوء المعاملة سنقتسم ما جنينا من بعد زواجنا نصفين . هذه هي عدالة مجتمع قطع شوطاً في الحقوق المدنية أسرع مما يجب . فقبل أربعين عاماً كانت لنا نحن السود مطاعمنا التي لا تشبه مطاعم البيض ، و كانت لنا بصات غير بصات البيض ومقاعد لا تشبه مقاعدهم . بَقيتْ أغانينا الراقصة بحرارة إيقاعها السريع تستعصى على غيرنا رغم رغبات الآخرين الجامحة . أصوات الذكور منا عميقة أقربُ درجة إلى ( الباص ) وأصوات نسائنا أقرب درجة ( للألطو ) ، فحبالنا الصوتية ملونة بجينات أُخر .استعصت على الذوبان .

    تمنيت أن تقضي زوجتي هذا المساء برفقتي و رفقة الأسرة ، لا أن تتسكع في حانات السابلة ، تنام في سريرها و لا تلتفت لصوت الهاتف الذي يرن كثيراً في حضوري وفي الغياب . يعرف صاحبه ميعاد ضجري فيرسل رسائله الخادعة و يقول لها هامساً :

    ( إن العَشاء اليوم سمكٌ طازج و جُعّة مما تُحبين . أعددتها لكِ لنكون شركاء فراش المساء تنامين على أكُف الراحة . سوف أدلككِ بلساني وأغذيك بحليب التغذية الذي ترتج له أنوثتُكِ . تأتيكِ الرعشة تُدغدغ هضابكِ الناعمة وجسدكِ الفتان لأنك تعودين مناضد التجميل معظم الوقت المُتبقي من وقت الفراغ ، تتمرغين في أبخرة الطيب و مسابح " الساونا " . وفي الصباح أعِدُكِ بحمامٍ دافئ ينتظركِ وقهوة تُطبطب على الذهن ليصحو وتذهبين بسيارتي للعمل فأنا في عطلة طارئة) .

    رجاءً لا تستمعي لحديثه المُخادِع ولا تَلتفتي لهُتاف الذين يسوقون اللذة إلى حظائر الصُدَف ، يبحثون عن دفاترهم كيفما اتفق. أتمنى وجودكِ هذا المساء هُنا جسداً رقراقاً بالندى ،تستغرقين في نوم مُطمئن عميق . يدَكِ التي كانت تتلمس أضلُعي الطافية في صدري ببراءة المحبة ، تُمسك وَسَطي مُسترخية من بعد لذة الفرح ونهيج الليل وأنين المُتعة و غفوة الطمأنينة. لقد تعلمتُ أن أغسل الكآبة في حمام عِطري يزيد فاتورتي الشهرية ، ولكنه يُقربني من الرجل الحُلُم الذي كنتِ تُحبين في زهرة عُمركِ ونضار أيام صباكِ الفاتنة .

    استجابت السيدة لندائي الخفي الذي انتشر من عينيَّ وفاح من جسدي وقضت الليلة معنا .أعدنا الحياة الآمنة في زمن يفتقد المرء فيه الأمان .

    إنني شاكر :

    فزوجتي معي الليلة ، وليست مع غيري . وأنا اليوم أتوسط مجلس الأسرة ، ولست في ملهى أحتسي الخمر بعيداً . أنا أدفع ضرائبي بانتظام ، إذن فأنا أعمل . ينتظرنا تنظيف الطاولة والصحائف ، إذن يحيط بنا الأحباء والأصدقاء ولن نظل وحدنا . يكاد جسدي أن يملأ سُترتي ، فأنا إذن لست جائعاً . ظلي يراقبني أينما أسير ، فأنا إذن اسير استشمس في الهواء الطلق .
    تنتظر الحشائش الحف والتسوية ، وزجاج النوافذ ينتظر التنظيف ، وأنبوب التصريف في السقف ينتظر الضبط والصيانة ، إذن لدينا بيت نقطنه . أسمع من حولي وفي التلفزة الحديث الصريح عن عيوب أداء الدولة ، إذن لدينا حرية في التعبير . أختار موقفاً بعيداً كي أسير بقدميَّ ، إذن أنا بصحة جيدة ، ولدي وسيلة للمواصلات . فاتورتي مُثقلة بحقوق التدفئة ، إذن فأنا مستدفيء . زوجتي بجواري تقلدني في الصلاة ، تدعو أن يفتح علينا الرب أبواب الرزق ، أو أنا بجوارها في الكنيسة أقلِد صلاتها وننشُد سوياً خزائن الرب أن تنفتح.
    عندما أرتدي أربطة العضلات من بعد عناء اليوم ، إذن فأنا أعمل بجِد . وعندما ينطفيء المنبه في الصباح الباكر ، إذن فأنا حي . وعندما أجد بريدي الألكتروني يمتليء برسائل الأصدقاء ، فأنا إذن أنعم بمحبة الآخرين .

    رجاء أرسل رسالة شُكرى هذه لشخص أنت تودّه كثيراً ، فانا قد فعلت .

    عبد الله الشقليني
    12/11/2008 م


    ***
                  

العنوان الكاتب Date
إني شـــــاكر . I AM THANKFUL عبدالله الشقليني11-13-08, 11:42 PM
  Re: إني شـــــاكر . I AM THANKFUL عبدالله الشقليني11-13-08, 11:51 PM
    Re: إني شـــــاكر . I AM THANKFUL عبدالله الشقليني11-14-08, 10:46 PM
      Re: إني شـــــاكر . I AM THANKFUL فيصل محمد خليل11-14-08, 11:03 PM
  Re: إني شـــــاكر . I AM THANKFUL عبدالله الشقليني11-15-08, 05:39 AM
  Re: إني شـــــاكر . I AM THANKFUL عابدون محمد عابدون11-15-08, 05:59 AM
    Re: إني شـــــاكر . I AM THANKFUL عبدالله الشقليني11-15-08, 11:43 AM
  Re: إني شـــــاكر . I AM THANKFUL عبدالله الشقليني11-21-08, 04:54 PM
  Re: إني شـــــاكر . I AM THANKFUL Tariq Mohamed Osman11-21-08, 05:08 PM
  Re: إني شـــــاكر . I AM THANKFUL عبدالله الشقليني11-26-08, 03:44 AM
  Re: إني شـــــاكر . I AM THANKFUL يوسف الولى11-26-08, 04:08 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de