|
Re: هذه المرأة البقارية وذاك الحصان الأمريكى Barbaro مصابين بنفس المرض .. ولكن؟ (Re: Biraima M Adam)
|
البقارية التى أروى قصتها هى من بنات الحوازمة بجنوب كردفان، وهى فتاة كانت من أجمل قريناتها، فقد نشأت في أسرة رعوية غنية وترعرت لا تعرف شظف العيش أو خشونته أو مصائب الدنيا، ثم جاءت فترة زواجها فقد تزوجت أبن عمها التاجر في المنطقة الشرقية لكادقلى الذى لا يدانيه تجار مدينة كادقلى نفسها في الثراء، أنجبت أمونة طفلها البكر وهى تزداد فرحاً به يوم بعد يوم .. هكذا تفحت أمونة البقارية علي الحياة حتى جاء القدر، فى صبحية الثانى والعشرين من نوفمبر عام 1989، هاجم التمرد فريق أهل أمونة، فقتلوا زوجها وحرقوا طفلها وذبحوا شقيقها وأفرقوا شحنات من الرصاص في والدتها حتى تطايرت اشلاءاً، أمونة مأساتها أخرى، قد أطلقوا عليها وابل من الرصاص الذى هشم عظم فخزها ومع خراب ديار أهل أمونة، ظلت هى تعانى جراحها التى تعفنت دون أن تجد من يرسلها إلي المستشفى وصارت أمونة بهذه الحالة شهوراً حتى فتح الله لها بمن يرسلها إلي العلاج بمدينة كادقلى التى قامت بنقلها إلي مستشفى السلاح الطبى أمدرمان، ظلت أمونة تعانى جراحها أكثر من سبعة سنوات دون أن تجرى لها عملية ناجحة تعيد عظمة الفخز إلي مكانها او حتى يلتئم جرحها .. بأنقطاع أمونة من محيط أهلها القروى والرعوى فقدت أمونة الأتصال بالأهل وأصبحت بين ليلة وضحاها من بنت عز وجاه وجمال أنقلبت إلي شيئ تافه مرمى في ركن قصى مهجور في قسم النساء بالسلاح الطبى .. ليس هناك من يزور أمونة إلا شذراً وليس هناك من يسال عن حالها أو يقضى لها حاجاتها، فقد تحول المستشفى إلي مأوى لها تعيش فيه أحزانها وألامها ومنذ ذلك التأريخ وحتى اليوم لم تستطع أمونة العودة إلي مكان مولدها وهى قد كرهت حتى الأهل فتزوجت غريباً وسكنت حيث هى أم درمان الفتيحاب بعد أن من الله لها بالشفاء وبرجل أقصر كثيراً من أختها .. لماذا الأنسان السودانى شيئ تافح لهذه الدرجة؟ لماذا الانسان البقارى لا يسوى ثمن الطلقة التى أفرغت فيه؟ هل لنا أن نحلم برفاه الحصان باربيرو وهو في سرير المرض، ذلك الحيوان وليس إنسان الغرب؟ بريمة
|
|
|
|
|
|
|
|
|