حوار مع أصغر مرشح/ة فى الإنتخابات العامه السودانيه .. رؤى الخضر عمر مرشحة الحزب الشيوعى

Quote: من المؤكّد ممّا تواترت به التّجارب ملاحظة سلسلة من الحالات السّالبة، والتي في أفضلها يتحوّل النّاس إلى انشقاقيّين؛ والانشقاقي breakaway كالمنبتِّ لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع. والانشقاقي هو ذلك الشّخص الذي ينحو للخروج من دائرة المجموعة بوصف ذلك موقفاً احتجاجيّاً على ما يدور داخل المجموعة نفسها؛ بهذا لا يكون له همّ سوى ما يجري داخل المجموعة وملاحقة أحداثها نقداً وتقريعاً، ثمّ تدبيج الإدانة تلو الإدانة لما يراه فشلاً ذريعاً. وبهذا تصبح المجموعة التي خرج منها وعليها محوراً لمجمل أنشطته التّنظيميّة والفكريّة. ولهذا قلّما نجد حالات نجح فيها الانشقاقيّون في تكوين حركة مختلفة نوعيّاً وكمّيّاً عن تلك التي انشقّوا عنها. ففي أغلب الحالات ينحو هؤلاء إلى إعادة إنتاج التّنظيم الذي كفروا به في تماهٍ لا يخفى إلاّ عليهم. وفي رأيي أُرجعُ بذرة الانشقاق، والرّغبة المعتملة لتحقيقه، في هذا النّوع من التّنظيمات إلى ما حجم القمع والقهر الذي تنطوي عليه عمليّة الالتزام التّنظيمي في مثل هذه التّنظيمات. فالالتزام فيها يقوم على كسر فردانيّة العضو وتذويبها في قالب جماعي صارم بدونه ربّما لا يعرف العضو معنىً لشخصيّته. فالذين يكسرون هذا الطّوق الحديدي شجعان ما في ذلك شكّ؛ ولكن الذين ينجحون بعذ هذا في أن يعاودوا سيرة حياتهم الأولى دونما أيّ بواقي أذويّة traumatic عظماء بغير شكّ. ولعللّ هذا هو مردّ كلّ ذلك الغبن الذي قد نتلمّسُه في من فارق درب هذه الحركات ذات الطّبيعة التّنظيميّة المافيوزيّة (من المافيا). أدناه سوف نقوم بمعالجة ثلاثة أنواع من التّنظيمات التي رفدت بها التّجربة السّياسيّة السّودانيّة الرّاهنة. وقد قسّمنا هذه التّنظيمات على النّحو التّالي: أوّلاً التّنظيمات الطّائفيّة (مثل حزب الأمّة والحزب الاتّحادي الدّيموقراطي)؛ ثانياً التّنظيمات العقديّة، أو العقائديّة، بقبول شيوع الخطأ (مثل الحزب الشّيوعي وحركة الإخوان المسلمين)؛ ثمّ ثالثاً الأحزاب الحركيّة الثّوريّة، أي التّنظيمات المتطوّرة عن حركات حرب العصاصبات، مثل الحركة الشّعبيّة لتحرير السّودان، وحتّى التّنظيمات الإسلاميّة الرّاديكاليّة التي تعورف على تسميتها بالتّنظيمات الإرهابيّة، مثل القاعدة وخلافها.