|
|
 فرائس تبحث عن صياديها
|
كونسرتو البلد ( معزوفة خالدة بلا نوتة أو مايسترو )
الفضل يرجع ( لإبن المقفع ) ... و فوهات أفكاره ( بيدبا و دبشليم ) ..
و الأبطال من بنات أفكاره الذين رافقوا أبونا نوح دون أن يسألوه إلى أين و لماذا و كيف ...
****
الإسفين الناجع :
إنْسلَّتْ جحافل الغزاة و مَن والاهم من التخوم .. بعد أن عرفوا أن هؤلاء ( الشعث الغبر ) يملكون المقدرة على تسيير دفة بلادهم المترامية الأطراف.
و بعد أن تيقنوا من أنهم يتمتعون بذكاء فطري ، و عزيمة لا تفتر ... و بطولة أسطورية ... و في معيتهم رجال يضاهون الجبال رسوخاً و قوة ... و حكمة تنساب متسلسلة إلى الأنبياء ..
إنسحبوا و هم يضمرون العودة ...
فهم أيضاً يعرفون أن حياتهم ستعتمد كماً لا كيفاً على المدفون في جوف الثرى هنا ..
فدفنوا ( ألغاماً ) لا تنفجر إلا أن داست عليها أقدام الظلم و الغبن و الإستبداد و الخيانة و الغدر..
ألغام تستمد وقودها من الوجع و القهر ...
و كان لهم ما أضمروا .. فرهانهم كانت بوصلته دائماً تتجه نحو إبرة حدْسِهم ...
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
 Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
الميلاد الأول :
إجتمع ( الشُعْث الغُبْر ) ذات ليلة على نار أستوقدوها من حُر أخشابهم التي إدخروها لطهي طعامهم..
رغم أن جُلَّ طعامهم كان من نوع الذي يصبر معهم على حر الصيف و قَر الشتاء ...
كانت ليلة باردة ..
تزمجر ريح الشمال فتصدر صوتاً عند مرورها بين أشجار ( السنط ) و ( النيم ) ...
تعانقها سعفات من نخيل إنحنتْ جذوعها من شيخوخة ، فهي إرث الرعيل الأول و ما قبل الأول.
بينما تتطاير أشواك ( الضريسا ) و ( الحسكنيت ) علها تجد من تشتبك بأطرافه ، لتعانق في عناد عند أول منحنى ثمار ( العُشر ) متشبثة بها .
قال كبيرهم : لدي خبر لا أدري إن كنتم ستصدقونه أم لا .. و إن صدقتموه فلا أدري إن كنتم ستوافقون عليه أم لا .
قالوا بصوت واحد : هات ما عندك أيها الوقور.
قال : زارني بالأمس ( جني ) قادم من خارج حدودنا يدَّعي أنه كان ملازماً لأجدادنا في معاركهم ، و أنه الذي ألْهمهم معرفة تضاريس هذه الجبال و تعاريج هذه السهول و هو الذي علمهم إنضباط الجند و إستعمال السلاح الذي يقذف لهباً و ناراً . و قال أنه حتى لا يداهمنا عدو في عقر دارنا طمعاً في أرضنا الغنية و مياهنا الهادرة ، فلا بد من تنصيب القوي الذي نختاره ، و أقترح أن يكون حيواناً من هذه الغابة التي تمدنا بأسباب الحياة أو من هذي الهضاب التي تنساب منها أنهرنا و قد وعدنا بترويض هذا الحيوان حتى لا يفترسنا أو يقلب علينا بني جلدته من الكواسر و الضواري .. و يبدو لي صادقاً في حديثه. فما رأيكم؟
همهم القوم ..
تجادلوا ...
إرتفعتْ أصواتهم ...
كادت أن تنشب معركة بالأيدي و الحراب و الخناجر و العصي..
إلا أن كبيرهم و شيوخ قبائلهم تمكنوا من تهدئة الجمْع ...
و وافقوا على إختيار وحش من الغابة القريبة ليقوم ( الجني ) بترويضه لهم و من ثم يحميهم من طمع قبيل الإنس و الجن و معشر الوحش ...
بعد تمحيص لسيرة الكواسر و الضواري..
وقع إختيارهم على زعيم قطيع ( الغوريللا ) ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ياسر بيناوي)
|
Quote: بعد تمحيص لسيرة الكواسر و الضواري..
وقع إختيارهم على زعيم قطيع ( الغوريللا ) .. |
ياريس منتظرين..لحدى ماتجى غوريلا الجن دى.....لك التحية.وحمدآ لله على السلامة...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ياسر بيناوي)
|
أخي ياسر بيناوي
سلام كبير
Quote: سلامات يا ابوجهينة
قاعدين هنا
خالص الود |
يشرفني جلوسك هنا على منصة المشاهدة و القراءة .. و خليك قريب .. فالصيادين كُثُر يجوبون لا زالوا المراتع
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
فهو يتربص بهم ليل نهار و على مقربة من مضاربهم و ديارهم.
متحيناً الفرصة ، و ينام بعين واحدة مغمضة محاكياً سيرة الذئاب جيرانه في الدغل القريب.
ترصدوه ليلاً ... و أحاطوا به إحاطة الخلخال بأسفل ساقٍ.
ثم إنقضوا عليه و هو يرتاد مخدعاً له قديم ، كان يقضي فيه ( وِطْراً ) مع أنثى مات زوجها جرّاء ثمرة مسمومة دلَّها عليه غريم ينافسه على حب هذي الأنثى ، فأغتاله هذا الزعيم الشاب بحجة أنه أصلاً لا يمت إلى قبيلتهم بأي صِلة.
رموا عليه شباكهم ...
و تكالبوا عليه ...
إستمات في الدفاع عن نفسه ...
طلب النجدة من فصيله و لكن دون جدوي ... فالليلة كانت عاصفة يمرق برقها بين الفينة و الأخرى و رعدها يكركر دونما إنقطاع.
مزق بعضا من شباكهم ..
و جرح البعض ...
و قتل منهم نفراً غير قليل
و لكن الكثرة تغلب الشجاعة
فطرحوه أرضاً ..
و جرجروه إلى معقلهم ...
و حبسوه في محبس آمن ...
و وفَّروا له المسكن و المأكل و المشرب حتى هدأ و أطمأن و إستكان و سكن...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
ثم جاء ( الجني ) بعينين محمرتين ..
و حدجه بنظرة التشفي و الظَفَر
زمجر الوحش .. فهو يعلم أن ( الجني ) هو سبب هذا المحبس المزري
زجره الجني .. فهو في موقف الآمر الناهي. و هدده بأنه سوف يسومه سوط عذاب إن لم يلتزم الأدب في حضرته.
فلاذ الوحش بالصمت مقهورا محورا
و بدأ الجني في نثر همزاته و لمزاته
و دلق عليه طلاسم سحره في منأى عن القوم ... حتى لا يطلعون على سر هذه الطلاسم و كُنْه شفرتها..
فأدركها الوحش و فهمها و هو لا يدري كيف حدث ذلك ، و وعد بتنفيذها بحذافيرها بعد أن أنساب سحر الجني في ثناياه رغماً عنه .. و دون أن يستطيع حتى من مقاومة سريانه في جسده الضخم.ثم أطلق الجني سراحه و فك وثاقه ..
فخرج إليهم الوحش مستكيناً .. ينظر إلى القوم في وداعة و إستكانة.
و وعدهم بأنهم في أمن و أمان ما دام هو و قطيعه سيقومون على حراستهم و توفير الطمأنينة لكل أفراد القبيلة.
تنفس الجمع الصعداء.
ثم أقسم الوحش قسم الولاء .. و أطلق صيحة زلزلتْ أركان الغابة و تجاوزتها إلى الوديان المتاخمة و تسامع بها حتى سكان الجحور و الحفر و المتشبثون بفروع الأشجار و الدافنون أجسادهم بين طيات رمال الصحاري القريبة من السحالي و العظايات.
و امتلك زعيم الغوريللا و رهطه زمام أمور الضبط و الربط في كل الأرجاء.
و عاش الرهط في سلام آمنين...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
إنطلقتْ زمجرة طغتْ على كل الأصوات التي كانت تعلو على غبار أرض المعركة.
طغتْ فوق كل الأصوات ...
هدير كالرعد ...
فلاذتْ جموع الغوريللا بالفرار فهي تعرف صاحب الصوت ...
تقدم أسد ( ذو لبدة ) كثيفة و هو يتبختر في مشيته...
ثم تفرس في الجثث ...
فترحم عليها جميعاً ...
تراجع القوم
فقال الأسد بلسان بليغ : لا تخافوا ، فقد روَّضني ( الجني ) صاحبكم بعد أن عرف مطامع رهط الغوريللا ..
الآن و الآن فقط أيها الجمع المكلوم آلتْ إلي الآن مقاليد كبح جماح هذا الإنفلات ، فلينصرف الكل إلى عمله و لتعد النساء إلى بيوتها. و هذا أمر لن أكرره .
ثم حدجهم بنظرة جعلتهم ينفذون أوامره دون تردد.
فقال سراً ( مخلوقات تعرف الخوف و لكنها لا تستحي )
ثم قام بتعيين أركان نظامه الجديد من :
الليث : متحدثاً بإسم النظام
الهزبر : وزيراً لشئون الرعاع
السبع : وزيراً لأركان حربه
الغضنفر : وزيراً لشئون العمل
قسْورة : وزيراً لهيئة أمور النظار و العمد و المشايخ
العرنْدَس : وزيراً للتبادل التجاري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: عزيز عيسى)
|
مَرْحَبًا بِكَ يا هِزَبْرَ الْحُرُوف ، أبا جُهَيْنَة ، وحمدًا للهِ على أنْ أتيْتَنا ورأيْنَاكَ ثانيَةً وأنتَ تَحْمِلُ في جَعْبَتِكَ وطَيَّاتِها الْكثيرَ وَالْجميلَ من حُرُوفِكَ الْمَمْشُوقَةِ بالْجَمالِ دَوْمًا .
سأقرؤها على هُدُوءٍ وأعودُ راميًا دِلائيَ فيها .
لكَ الْوُدُّ أيْنَما حَلَلْتَ وثَمَّ وَجْهُك .
مودَّتي كاملة .
أخوك / محمَّد زين .
_____________________
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ismeil abbas)
|
أمتعك الله بالصحة والعافية
أخي الكريم أباجهينة
كما عودتنا أن نجد المتعة في حرفك الجميل
كلنا عيونا تنهم من خيرك الوافر وزاخر
متابعين أشفي غليل أعين شح الحرف الجميل في دربها
وكل سنة وأنت طيب
أطيب تحياتي ومودتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ismeil abbas)
|
حمد لله على السلامة يا ريس
| Quote: وحمدًا للهِ على أنْ أتيْتَنا ورأيْنَاكَ ثانيَةً وأنتَ تَحْمِلُ في جَعْبَتِكَ وطَيَّاتِها الْكثيرَ وَالْجميلَ من حُرُوفِكَ الْمَمْشُوقَةِ بالْجَمالِ دَوْمًا . |
شرحو000 ذي ما قال الراجل ده
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: عزيز عيسى)
|
أخي عزيز عيسي
تحياتي و تقديري
| Quote: الدود النتر أكثرهم كفاءة.. لماذا لم يتم تعينه ضمن أركان النظام الجديد؟. |
سؤال وجيه جدا
لأنه ( ينْتُر ) فقد تم إستبعاده .. لأن النَتْر كان من ضمن المحظورات في نظام أبو لبدة .. حيث كان ( البَتْر ) هو القانون المعمول به حينذاك
مشكور على المرور و خليك قريب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: mahmed alhassan)
|
الميلاد الثاني ( المخاض العسير )
إختفى ( الجني ) تماماً عن ساحة البلد.
عندها تأكد الجميع بأن زمن تولي الضواري دفة الحكم صار أمراً بعيد المنال.
و ظلَّلتْ غمامة من الحيرة مجلس القبيلة .
( الموقر ) يتكيء حزيناً على جذع شجرة ( نيم ) و هو يستمع إلى أحداث الأيام الدامية.
الأمهات الثكالى و الأرامل يتحلَّقْن حول مجلس القبيلة في إنتظار أن يقول ( الموقر ) كلمته في شأن تسيير دفة الأمور و تدبير سبل كسب العيش للعجزة و المعوزين.
الشهداء يصبحون مادة دسمة على موائد الشعراء .. ( فحولهم ) و الهواة و الغاوون الذين يتبعونهم..
أهازيج النصر جرحتْ الحناجر ...
ثم قال ( الموقر ) كلمته ...
فكان إقتسام سدة الحكم بين ( الرمَّاح ) و غريمه التقليدي ( أبو مصباح ) ...
فتنفس الخلق الصعداء ...
فالفريقين يؤكدان حرصهما الأكيد و الراسخ على المصلحة ( العامة ) و إبعاد ( المصالح الشخصية الضيقة ) ...
ثم كالا اللعنات على قبيلة الضواري و التي عاثت في البلاد الفساد و التنكيل بالعباد ..و سارت الأمور بوتيرة مركبٍ تتهادى على سطح نهرٍ بقيادة ( ريِّسيْن ) ..
و لكنهما نسيا أو تناسيا أن النهر غير مأمون الجانب من هبَّات الأعاصير و إنجراف جذوع أشجار يدفعها الموج في صخب و جنون نحو جسم المركب أو تمزيق أشرعة المركب شر مُمَزَّق ...
هذا غير أنهما تناسيا رغبة الخلق و إلى أي ضفة تكمن رغبتهم في الرسو عليها ....
في عتمة الليل .. تبْرق عيون تقدح كالشرر من بين شجيرات الغابات و الأدغال ...
و من خلف هذه العيون .. جاءت الأخبار تتْرى ... بأن سكان الوادي الأعلى يشنون هجمات في كر و فر ... رافعين راية الإنسلاخ من ربقة الضواري أو حكم ( الرماح ) و غريمه ( أبو مصباح ) ...
و في خضم مناورات الغريمين لتعزيز المكانة و توطيد الأركان و زعزعة الآخر ..
أحس الرعاع بأن حكم ( أبو لبدة ) كان أحسن حالاً ... فقد شعروا في كنفه بالأمن و الذي هو أهم من الخبز أحياناً ..
تحسروا على أيام ( أبو لبدة ) .... و صاروا يرنون إلى الغابة التي لجأ إليها و هم يمنون الأنفس بعودته و لو على ظهر ( ناقة عرجاء ) .. أو فيل بلا ( أنياب ) ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: Rihab Khalifa)
|
الخطوب لا تأتي من فراغ ...
العقلاء هم من يتمترسون خلف حدْسهم و تجارب غيرهم ، فعندما تأتي الخطوب ، فعلى أقل تقدير يكون وقْعها أخف تأثيراً من هجمة الفُجاءة.
و مصائر الشعوب كالحبال المفتولة ... تتلوى أليافها حسبما أرادها فاتلوها .. رفيعة أرادوها أو غليظة أو مزيج بين هذي و تلك ..
و الليالي التي تكون حُبْلى بالأحداث الجسام تجعل الناس ينامون و هم ينتظرون مطرا أو غيثا فتفاجؤهم عاصفة ترابية أو سيل عرمرم يندفع من تخوم جبال راسيات يحسبونها تحميهم من الغوائل...
أشرقتْ شمس ذاك اليوم ... و الغابة و الأدغال تضج بأصوات الضواري فيرتد صداها بين الجبال و التلال القريبة ..
طار طائر من نوع ( أبو الكُرُك ) و حطَّ على راكوبة ( الموقر ) الذي كان في غفوة و المسبحة بين أصابعه ..
وقف الطائر الضخم محاكياً ( هدهد النبي سليمان ) ... ثم أطلق صيحة و طار بعد أن نثرتْ مخالبة تراب عرش الراكوبة على جبهة ( الوقور ) ...
لم يفقه ( الوقور ) كُنْه وقفة هذا الطائر على سقف راكوبته و أسباب صيحته .. فقد باغتتْه الأحداث التي تَتْرى.
و إختلط حابل الغربان بنابل طيور ( ود أبرق ) ...
و نعق ( البوم ) على إيقاع تغاريد ( البلوم ) ...
و أقْسم البعض بأنهم رأوا ( الورل ) يطارد تمساحاً عشارياً على أطراف شواطيء جزيرة على مرمى البصر ... بينما أسماك ( شامتة ) تتقافز لتلتقط دقائق هذا الحدث.
كما أن إمرأة قالت بعد أن أقسمتْ بقبر جدها المدفون تحت تلك القبة بأنها رأتْ ديكا منتفشا له ( عُلْعُلَّة ) ضخمة ينتف ريش ( صقر ) ماكن له مخالب و منقار معقوف كما المنجل....
ثم إنطلقتْ من بين شجيرات الأدغال جحافل الضواري من كل جنس و نوع .. يتقدمها من فصيل السباع ( سليل السنور ) المعروف بين رفاقه بــ( جسَّاس ) .. و هو من فصيل السباع التي تنتمي إلى عهد ( الماموث ) المنقرض و له مهابة و معروف عنه أنه لا يأبه للموت... له صولات و جولات في معارك بني جنسه.
و بهدوء تام تسلم زمام الأمور ..
و رغم أن الكل كانوا قد تيقنوا من إختفاء الجني مروض الوحوش .. إلا أنه ظهر أعلى الجبل و هو يقهقه ضاحكاً .. قائلاً بأعلى صوته :
لا فكاك ... أنتم كالقطط .. لا بد لكم مِن خانق يكتم أنفاسكم ... تلعنونه و تحبونه و من ثم تلفظونه لتعودوا إلى لطم الخدود و شق الجيوب.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
مراهقة الميلاد الثاني :
( الجساس ) و فصيله يقيضون على زمام الأمور بمخالب من فولاذ.
و عملاً بالحكمة القديمة في شأن الأخذ بتجارب الغير
فقد خلط ( الجساس ) طاقم حكمه بألوانِ طيفٍ من المخلوقات ... ضواري و كواسر و رعاع و دهماء و غوغاء.
رغم أن المقربين من ( جساس ) تخوفوا باديْ الأمر من هذه التوليفة التي قد تجلب لغطاً و تشتتاً ، فهم واثقون بأن الضواري لها رؤيتها المختلفة عن هذه الفئات التي لم تألف العيش معها بين الأدغال و الأحراش.
و لكن ( جساس ) طمْأن الجميع و ذكَّرهم بأنه ورِث فلسفة النوم عن صديقه ( الذئب ) الذي يسكن في التخوم القريبة.
و إنسابت سفينة البلد على بحرٍ من الوعود الوردية ...
و توارى ( الرماح ) و ( أبو مصباح ) عن الأنظار ... رغم أنهما ما انفكَّا عن الحديث بأنهما من صلب البلد و خارجون من رحِم ترابها و معجونون بطينها و أنهما أحق بسيادة هذه الأرض و التحكم في رقاب العبيد و الأسياد.
( جساس ) لم يعِرْهم أي إنتباه .. و تجاهلهم تماما .. واهماً إياهما بأنه قد غفل عنهما .. و هو الذي كان يرمقهما من طرف خفي.
لم يعكر صفو حكم ( جساس ) غير سكان الوادي الأعلى المتمترسين في أرضهم و الذين ما انفكوا يناوشون السلطنة بهجمات كلدغات ( البعوض ) في ليالي الخريف.
و كما التماسيح التي تجيد فن إصطياد فرائسها من على أطراف الشواطيء .. فإن محاربي الوادي الأعلى كانوا يتقنون أساليب القتال بين تلكم الأشجار المتشابكة و المستنقعات التي لم يكن يعرف دروبها و منحنياتها إلا هم ، مستفيدين من العتْمة التي تنشرها هذه الأغصان المتشابكة و كأنها تتضامن معهم في التمويه و التخفي.
شكَّل سكان الوادي الأعلى شوكة في خاصرة ( جساس ) ...
و لكن .. أجْمع كل أركان نظامه من الضواري بأن المعركة ستطول و تطول ... لأنها تتْبع أسلوب الكر و الفر في أرضٍ لا يمكن التنبؤ بمواطيء القدم فيها و مزالقها.
فكر ( جساس ) .. ثم نظر و بسر .. ثم إستدبر ... و جمع أركان حربه ... للتفاكر حول نزْع هذه الشوكة من خاصرة النظام حتى يتفرغ للبلاد و العباد.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
Quote: لم يعكر صفو حكم ( جساس ) غير سكان الوادي الأعلى المتمترسين في أرضهم و الذين ما انفكوا يناوشون السلطنة بهجمات كلدغات ( البعوض ) في ليالي الخريف.
و كما التماسيح التي تجيد فن إصطياد فرائسها من على أطراف الشواطيء |
متى انتفش الديك؟
متابعين يا ابوجهينة خبرك اليقين وسردك البديع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: Adil Osman)
|
أخي الأستاذ عادل عثمان
سلام كبير
متى انتفش الديك؟
سؤال لمَّاح و نظرة ثاقبة لبواطن الأمور
الديك لا ينتفش إلا في باحة تعج بالدجاجات المستكينات و التي لا تعرف إلا رمْي البيض و الرقود عليه للتفريخ ..ثم يستسلمْن لسكين الذبح أو مخالب طائر جارح يلتقطهن أو يلتقط صغارهن
مرورك يسعدني
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
مَن يقبضون بتلابيب السُلْطة و يكون ( الجني ) هو من فرش لهم الطريق بساطاً أحمراً و وسوس لهم بأن الرعاع سيكونون طوع البنان ، دائما ما يكونون على دين واحد حتى و لو إختلفوا في الإيمان برب واحد أو تفرقتْ بهم سبل الإتجاهات و الطرق و المنهاج.
لذا كان خيار ( جساس ) هو اللجوء إلى طلب المشورة و العون من نظيره المسمى ( ثور مستودع الخزف ) الذي يقبض بخناق الهضاب الشرقية و يكتم أنفاس الأحياء و يحصي عليهم مساحات القبور التي يسكنها موتاهم ليدفعوا عن كل شبر إتاوة و عن كل رشة ماء جباية.
وجدها ( ثور مستودع الخزف ) فرصة ذهبية لكى يقدم ( للجساس ) خدمة العمر ..
فهو أيضا يكتوي بنار ( دبابير ) تُقضي مضاجع ليله و ترهقه نهاراً ....... لذا فهو يحتاج أن يحمي ظهره الذي تلجأ إليه ( الدبابير ) و تتخذه منطلقاً لنهْش أطراف سلطته.
و بما أن ( ثور مستودع الخزف ) له علاقات حسنة نوعاً ما مع ( دبابير ) سلطنة ( جساس ) .. فقد أقنع كل الأطراف بالجلوس إلى ( برش ) المفاوضات التي لم تصمد قبل أن يتم طيْ البرش ...
فقد نكص ( جساس ) عن وعوده ( للدبابير ) بعد أن وسوس له بعض من الرعاع بأن إتفاقيته مع ( الدبابير ) في حضرة ( ثور مستودع الخزف ) هي خدعة مزدوجة إنْطلتْ عليه.
فرجعت ( الدبابير ) إلى أوكارها ... و إنضمتْ إليها جحافل من ( الخفافيش ) و زواحف من نوع ( دبيب الخلا ) و ( أبو الدفان ) و ظهرتْ لأول مرة في الوادي الأعلى مخلوقات غريبة على الوادي من فصيل ( الدببة ) و فصيل ( اللاما ) ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: Dr. Salah Albashier)
|
Quote: الخطوب لا تأتي من فراغ ...
العقلاء هم من يتمترسون خلف حدْسهم و تجارب غيرهم ، فعندما تأتي الخطوب ، فعلى أقل تقدير يكون وقْعها أخف تأثيراً من هجمة الفُجاءة.
و مصائر الشعوب كالحبال المفتولة ... تتلوى أليافها حسبما أرادها فاتلوها .. رفيعة أرادوها أو غليظة أو مزيج بين هذي و تلك ..
و الليالي التي تكون حُبْلى بالأحداث الجسام تجعل الناس ينامون و هم ينتظرون مطرا أو غيثا فتفاجؤهم عاصفة ترابية أو سيل عرمرم يندفع من تخوم جبال راسيات يحسبونها تحميهم من الغوائل...
|
الريس أبا جهينة حمدا علي السلام وعام خالي من الخطوب وفراغ ملئ بالأمل.
،،،،أبوقصي،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
في ليلة غاب عنها القمر و تلألاتْ نجومها.
رياح باردة تهب على البلد فتدغدغ أحلام الرعاع بأيام قادمات .. ( حُبْلى بماذا ؟ لا يعلمون ) ..
إلتأم شمْل نفر من الضواري ينتمون لفصيل ( الفهود ) ...
لم يعجبهم تصرف ( جساس ) و ما فعله ( بالدبابير ) التي إزدادت لسعاتها نهارا جهاراً ..
أطلق ( الفهود ) على تنظيمهم إسم( مخلب القط ) .. تيمناً بفكرة كان قد دلقها ( الجني ) لهم في أول أيام تدريبهم ، فقد نفث فيهم فكرة أن ( المخلب ) يجب أن يكون مخفياً تحت لحمة الظفر كنوع من إظهار الوداعة حتى تحين فرصة للإنقضاض.
خططوا تماماً لوثبتهم القادمة.
زرعوا أتباعهم في كل ركن من أركان البلد.
وعدهم كثير من الضواري بالوقوف معهم حال إنطلاق فيالقهم نحو مقر ( جساس ) الحصين.
و إعتمادا على الوعود الكثيرة من الرعاع و الضواري ، فقد إنطلقاتْ جماعة ( مخلب القط ) إلى أهدافهم في جرأة نادرة ... و أستولوا على المراكز المهمة في البلد ..
و حبسوا ( الجساس ) في عقر داره ...
و إنطلقت جموع الرعاع و الضواري المؤيدة لحركة ( مخلب القط ) تجوب الدروب و الأزقة معلنة عن ميلاد داخل الميلاد ...
و لكن
قديما قيل : ( من مكْمنه يؤتَى الحذِرُ ) ...
فقد قام أنصار ( الجساس ) بحركة إلتفاف و نالوا من كل أركان حركة ( مخلب القط ) ..
و نكلوا بهم أسوأ تنكيل ... و لم يسلم حتى مناصريهم و مؤيديهم و المتعاطفين معهم ...
كان الإنتقام رهيبا ...
سالت دماء و طارت رقاب و شملتْ كل أنحاء البلد ...
و أنقلب ( جساس ) إلى منتقم .. لا يرى إلا الأعداء .. فنسي في غمرة إنتقامه هموم رعيته ... و نسي وعوده ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
| Quote: فرجعت ( الدبابير ) إلى أوكارها ... و إنضمتْ إليها جحافل من ( الخفافيش ) و زواحف من نوع ( دبيب الخلا ) و ( أبو الدفان ) و ظهرتْ لأول مرة في الوادي الأعلى مخلوقات غريبة على الوادي من فصيل ( الدببة ) و فصيل ( اللاما ) ... |
ابوجهينة
الله يديك العافية
تتناسق الحروف لك طوعا وهي في عجالة لترى اللوحة قبل القارئ الملهوف
حروف لها كاميرة
غايتو مداخلاتنا تفسد روعة كتاباتك يارجل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: عبدالله ود البوش)
|
( براقش ) كلبة نبحتْ دونما سبب فلفتتْ إنتباه أعداء القبيلة إلى مكان إختباء سكان المضارب فداهموهم و أثخنوهم جراحا و قتلا ...
و ما أكثر النابحين عن قصد و دونما سبب فتكون الفاجعة ... و لات حين مناص ...
( جساس ) .. رغم أن الرعاع عرفوا فيه حبه لبلده و تراب أرضها ... إلا إن حب السُلطة تجعل التمسك بها نوعاً من الوقوف في مجري السيول ،
و كان هو قد عشق السلطة فخلطها بعشقه للبلد. رغم أنه يعلم بأن خدمة الرعية يمكن أن تكون ممكنا من أي موقع ... و خاصة أنه من ( الضواري ) حماة بوابات البلد و مداخلها و مخارجها.
كسِب ( جساس ) كراهية جمعا من ( الضواري ) .. و عدداً من أهله الرعاع و الدهماء و الغوغاء ... فقد طالتهم أيادي البطش العمياء.
فأنطلق ( الرماح ) محاكياً الدبابير .........مؤلباً رهطه بمخاشنة ( جساس ) حتى لا يعرف للراحة طعماً ...
و أنثنى ( أبو مصباح ) و تمترس بأرضٍ قريبة لا تطالها أيادي ( جساس ) .. فكان مؤمَّناً في مأمن ...
( جماعة مخلب القط ) لم ينفكوا يناوشون ( جساس ) ... مستفيدين من زمجرة كل الضواري في أمصار الجوار ...
زعيم ( الدببة ) و من والاه بأرض ( اللاما ) و ( الكنغر ) و ( السناجب ) .. كلهم كشروا عن أنيابهم و تأبطوا شراً .. فـ(جساس ) أصبح غير مرغوبا فيه مهما تلون و تمسح ...
دخل ( الرعاع و الدهماء و الغوغاء ) بين سندان ( جساس ) و مطرقة أعدائه بالداخل و الخارج ...
فتفاقمتْ بلاوي البلد ...
فكثر المرض و إنتشرت الحمى .. حتى صارت جحافل ( البعوض ) هي سيدة ليالي البلد ... و لأول مرة تتزاوج أنثى ( الأنوفليس ) من قبيلة ( ذباب البيت ) ... فأنطلقتْ أنواع جديدة من ( الذباب ) لا تخشى المناوشة و لا تموت جراء المبيدات ...
و أنعدم رغيف الخبز ...
و تعكرتْ أمزجة شريحة لا يستهان بها من الدهماء و الغوغاء حيث نشر ( جساس ) عيونه و الباشبزق في أزقة و حواري ما كان يعرف بالمزاجخانة ...
إنتفختْ أوداج البلد ...
و بدا و كأن كل فصيل الضواري قد يأس من قفزه كل مرة لتسلم سدة الحكم ثم الإخفاق ... فآثروا البقاء في أحراشهم ..
بينما تزايدت لسعات ( الدبابير ) ...
و في حركة إلتفاف محسوبة بدقة .. عاد ( الرماح ) و ( أبو مصباح ) .. مهادنين ( جساس ) رافعين رايات مصلحة البلد و الرعاع ...
و تأرجحتْ قوارب البلد بين هذا الثالوث الذي يُبْطن كل منهم للآخر خلاف ما يظهر ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
Quote: الأخ العزيز ود البوش
تحياتي و تقديري
سعدت بمرورك
و مداخلتك تثري التسلسل و تعطيني دافعا للإستمرار
دمتم |
الشعراء دائما مرهفون وعلى انفسهم يأثرون
صراحة بوستاتك للقراءة فقط
تحياتي واحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
الطبْع يغلب التطبُّع ( أو زمن : حليمة رجعتْ لقديما )
قال الجني لقبيله : هؤلاء الرعاع و ثلة الدهماء و الغوغاء لا يفترون من جلْد الذات. لا يتعلمون من دروسهم التي لم يمضِ عليها زمان موغل في القِدَم ... لقد تعِبْتُ من ترويض الضواري لهم ... كان هدفي أن يشملهم الأمن و يلفهم بدثاره ليلتفتوا إلى ما يفيدهم و يفيد أجيالهم.
ثم تنهد تنهيدة طويلة .. ثم مسح على قرْنيه و واصل : هذه الرعية تستحق حالاً أحسن مما هم عليه. و لكن ما بوسوستي حيلة غير ما قمتُ به. فلنرَ ماذا هم فاعلون.
الرعاع يتململون من فوضى هم صانعوها.
يتضورون جوعاً بسبب شُحٍ هم ناثروه.
يموتون مرضاً جرّاء جراثيم هم سبب إنتشارها.
يصفقون مهللين للضواري و للوحوش و هم يرمقون الأأظافر و المخالب تحيط بمسيراتهم الهادرة تتغنى بتمجيد السباع و بنات آوى.
يتغنون بأهازيج النصر و هم يشاهدون راياتهم تتهاوى الواحدة تلو الأخرى ...
يتنسّمون عليل الحرية و هم يمرون أمام زنازين السجون التي يجدد سجانوهم طلائها و تقوية بواباتها في إنتظار المتذمرين ...
بدأ التنّور في الغليان ...
و تململ مَرَدة الإحباط ... و تمطى عمالقة التذمر و التمرد ...
و الدبابير تؤجج أيام ( جساس ) و فصيله ... و تؤرق مضاجع عيونه و العسس المنثورين في حنايا المدن و الأمصار.
فصيل ( مخلب القط ) و بما عُرِف عنه بالتغلغل بين ثنايا الرعاع و الدهماء .. ظل يناوش ( جساس ) بكل الطرق ... تلك التي يقتنع بأنها مشروعة و تلك التي يمارسها راغماً ( مجبرٌ أخاك لا بطل ) ...
ترنح ( جساس ) .. و هو يرى أركان حكمه تتهاوى ...
حاول أن يتشبّبث بوعوده الأولى .. و لكن السيف قد سبق ...
طلب نجدة من ( ذي المسلّة ) الذي كان منغمساً في هيلمانة جعلتْه يظن أنه يعيش زمن ( الديناصور ) المنقرض.
سعى إلى طلب وُد ( زعيم الدببة ) و مجموعته ... و لكن هيهات و لا حياة لمن تنادي...
و أخيراً منحه ( زعيم الدببة ) الأمان و وفّر له كهفاً في جبل أشبه بالجبال التي تتاخم غاباته و أحراشه ... و من ثم أرسله مصحوباً بالشماتة إلى ( ذي المسلّة ) ...
و في ذات الوقت .. كان الرعاع قد إحتطبوا ما تبقى من أشجار منظومة ( جساس ) ... و خرجوا للشوارع .. يتغنون بذات الأناشيد القديمة ..
يا لهذه الأمة المعتلجة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: على محمد على بشير)
|
أخي الأستاذ علي
تحياتي و تقديري
ياخ طالما انو الاجازه فى السودان بتطلع لينا الدرر دى
حقو تقعد عديل وتمتعنا ...
شكرا على هذا المرور البهي
العودة و المكوث بالسودان حلم يقظة يراودنا ليل نهار. ردَّ الله غربة الجميع سالمين ( أما غانمين فقد صار مثل لبن الطير )
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
القِرْبة المقدودة ...و إتساع أحجام القدود
كعادته إنْزوى ( الجني ) متوارياً عن الأنظار حتى لا تصيبه رشْقات الرعاع بحجارة اللعنات ..
و هو على ثقة تامة بأن اليد الطُوُلِى في كل الإخفاقات هنا و هناك هي من جرّاء تساهلهم و الجري وراء مصالحهم الضيقة و ترْك هموم البلد وراء ظهرانيهم و كثرة مجاملاتهم للمتخمين و تجار الكلام و بائعي الوعود.
كما وقفتْ الضواري و الوحوش على تخوم الأحراش و الغابات ترمق الوضع عن كثب و هي تلعق جراحها المتتالية.
جلس ( الوقور ) كعادته .. واضعاً رأسه بين راحتَيْه .. و الجلوس في حضرته يلفهم الصمت و تكتنفهم الحيرة و الإحباط.
قال ( الوقور ) من بين أسنانه : ماذا ترون ؟؟؟ قد إكتفيتُ من كل هذا العبث الذي يحيط بنا من زمرة الوحوش و الضواري و أجنحة البلد المتصارعة ... أفيدوني و أريحوني.
همْهَم القوم ...
تنحنحوا ..
تناكفوا ...
تنازعوا ..
إتفقوا ثم إختلفوا ثم إتفقوا على أمور في ظاهرها ( التوحد ) و في باطنها ( التفرق ) ... على سطحها تطفو شعارات قديمة من زمن ( وطن النجوم ) ... و في قاعها تترسب نفس جراثيم السنوات التي خلتْ ...
و عادت إلى واجهة الأحداث نفس الوجوه التي هلّل الناس عندما تم سحقهم تحت تروس الوحوش و الضواري.
عاد ( الرماح ) تسبقه نفس أهازيج الحماسة القديمة ...
و عاد ( أبو مصباح ) يحمل نفس تعاويذه التليدة و تبريكات ( ذي المسلة ) ...
قهقه ( الوقور ) ... قائلاً : يا قوم ... هل أضْحتْ البلد عقيمة ؟ أم أصبحتم كقطعان البراري تمشي في خط مستقيم لا تأبَه لمَن يكون في المقدمة طالما هو يعدها بخشاش الأرض و ينابيع المياه ؟؟
تباً لكم من قطيع.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
تنهيدة ما قبْل الكتْمة
ثم بسمل ( الوقور ) .. و حوْقَل ...
و قال لجمْع الرهط المتحلقين حول مجلسه ... تشْرئب أعناق من في الصفوف الخلفية لتسمع كلمته.
تنحنح الوقور و قال :
نحن ثُلة لا نخلو من فوضى و رجرجة ... و لا أضمن لكم أمْناً و إستقراراً في الوقت الراهن إلا بمراقبة من إحدى الضواري الذين أثق في حكمتهم و رجاحة عقلهم و مصداقيتهم .. فماذا تقولون؟
قالوا في صوت واحدٍ هادر ... وحوشاً و رعية : القول لك أيها الوقور.
فقال : هذا عين العقل و رأس الحكمة ............ لذا فقد وقع إختياري على الوحش المعروف و الملقب بـ( المُتَبَّر ) ...
هلل الرعاع و تنفست الضواري الصُعداء .. فقد صادف الإختيار عز الأهل و العشيرة فهو رأس الرأي و المشورة.
ثم بوقاره المعروف عنه .. تقدم ( المتبر ) .. و أدّى القسم أمام ( الوقور ) .. و أختار أركان حكمه الذين سيشاركون هذه المسئولية الجسيمة و العبء الثقيل ...
ثم قال ( المتبر ) : سنسير أمور البلاد و العباد حتى تقول الرعية و الضواري و الوحوش كلمتها الأخيرة في تسيير دفة البلاد ..
وافق الجميع .. الرعاع قبل الضواري و الوحوش و جمْع الطير و الزواحف.
و سارت سفينة البلاد بهدوء يقودها ( المتبر ) و بعض من فصيله و فصيل ( الرماح ) و ( أبو مصباح ) و بعض الحادبين على إستقرار البلد.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
الأخ لعزيز عثمان موسى
تحياتي و إحترامي
جميلة الوقفة حقت الطائر
على سقف الراكوبة .
..
اهو ماشين يا ابوجهينة ونتلفت يمين شمال
على لوحاتك ..
.. يديك العوافى
شكرا لهذا المرور البهي
تابع معنا هذه الرحلة
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
و خرجت النملة .. و قد إزداد حجمها .. و تكورتْ بطنها .. و إرتفعتْ مؤخرتها .. و قرون إستشعارها تتدلى إلى الأسفل ..
سألوها : ألا تبشريننا ؟
قالت : لا حبوب هناك و لا فتات .. فليرجع كل إلى مكانه .. جحورا ً .. جبالاً .. تلالاً .. فروعاً .. كهوفاً .. أو حتى سماوات بعيدة .. فالصقر أشرس مما كنتم تتصورون ..و بمعنى آخر : ( كل قرد يطلع شدرْتو )
فقهقه ( باز الخلا ) و قال و هو يحلق بعيداً بصوت أجش : لقد فهمتْ النملة الدرس .. و لا بد أنها ستعمل على تشجيع بني جلدتها على بناء كانتوناتها و جمع حبوبها لفصول الجدب و الجفاف ..
و أطلق صقر الجديان صرخة جعلتْ البعض ترتعد فرائصه ..
و حلقتْ كل صقور الجديان حتى ظللتْ كل الشعاب و البوادي .. و إنطلقتْ حرة تصفق بأجنحتها القوية .. فالفضاء على رحابته أصبح مِلْك أجنحتها و تحت رحمة مناقيرها و مخالبها و كل شاردة و واردة تحت سمعها و بصرها الحاد.
و لا زالت جموع الجوعى و العرايا تستنجد بصانعي المحميات لتنقذها من ورطتها و تحفظها في مكان آمن و توفر لها المأوى و الطعام.
بينما يقف صقر الجديان على أهبة الإستعداد ليخترق المحميات بطابوره ( السادس ).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فرائس تبحث عن صياديها (Re: ابو جهينة)
|
الفرصة الأخيرة
و هي الفترة التي أجمع فيها كل الرعاع و الدهماء و الغوغاء بأن في الأفق سحابة قادمة
ممطرة مطر خيرٍ .. أو سيول جارفة .. فالأمر سيان
بينما إنهمك فصيل ( الرماح ) و ( أبو مصباح ) في لملمة الفوائد و جمع الجبايات و تكبير الكيمان ، حيث وقفتْ أسراب الطيور و قطعان الوحش و الكواسر ترقب الموقف عن كثب ...
و ظللتْ غمامة سوداء من الجهل بطبيعة سكان الوادي و الأحراش و التلال .. ظللتْ أعين أصحاب الصولجانات و التيجان و العروش ...
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ابو جهينة
ياسر بيناوي
ismeil abbas
عزيز عيسى
محمَّد زين الشفيع أحمد
خالد علي محجوب المنسي
طارق عبد اللطيف نقد
mahmed alhassan
Rihab Khalifa
د.محمد حسن
Adil Osman
مجدي عبدالرحيم فضل
عبدالله ود البوش
عبد المنعم سيد احمد
كمال ادريس
على محمد على بشير
عمران حسن صالح
عبد الحميد البرنس
Osman Musa
elham ahmed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست